عناصر الموضوع

مفهوم السرّ

السر في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

استواء السر والعلن في علم الله

الإسرار المحمود وميادينه

أنواع الإسرار المذموم

السر يوم القيامة

المحاسبة على السر

أثر إفشاء السر على الفرد والمجتمع

السر

مفهوم السرّ

أولًا: المعنى اللغوي:

أصل مادة (س ر ر) تدل على إخفاء الشيء. وما كان من خالصه ومستقره1.

السرُّ: مَا أَسْرَرْت. والسَّريرةُ: عمل السِّرّ من خَيْر أَو شَرّ2.

والإسرار خلاف الإعلان، وهو: اسم لما يكتمه الإنسان ويخفيه3.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

عرف الراغب الأصفهاني السّر بقوله هو: «الحديث المكتّم في النفس» 4، وهو خلاف الإعلان، ويستعمل في الأعيان والمعاني5.

ففي الأعيان جاء قوله تعالى: (ﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [يوسف: ١٩].

وفي المعاني كقوله تعالى: (ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ) [يوسف: ٧٧].

ويمكن تعريف السر بأنه: اسم لما يكتم ويخفى من الأعيان والمعاني من العقائد والنيات والأقوال والأعمال وغيرها6.

السر في الاستعمال القرآني

وردت مادة (سرر) في القرآن الكريم (٤٤) مرة، يخص موضوعنا منها (٣٢) مرة 7.

والصيغ التي وردت، هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

١٠

( ) [المائدة:٥٢]

الفعل المضارع

٧

( ) [التغابن:٤]

فعل الأمر

١

( ) [الملك:١٣]

المصدر

٢

( ) [نوح:٩]

الاسم

١٢

( ) [طه:٧]

وجاء السرّ في القرآن على وجهين8:

الأول: النكاح: ومنه قوله تعالى: (ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [البقرة:٢٣٥] أي: نكاحًا.

الثّاني: ضد العلانية: ومنه قوله تعالى: (ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ) [طه:٧].

الألفاظ ذات الصلة

النجوى:

النجوى لغة هي:

إسرار الحديث إلى الغير، وما يتفرد به الجماعة والاثنان سرّاً كان أو ظاهراً، وتطلق على القوم المتناجين، ويستوي فيه المفرد، والجمع 9.

النجوى اصطلاحًا هي:

المسارة بالحديث في خفاء، ولا يخرج معناها في اصطلاح القرآن الكريم عن معانيها في اللغة10.

الصلة بين النجوى والسر:

النجوى تكون في الحديث وإخفاؤه عن الناس، والسر يشمل الكلام وغيره11.

الإخفاء:

الإخفاء لغة:

الستر والكتمان، يقال: خفيت الشيء أخفيه: كتمته، وأخفيت الشيء: سترته وكتمته، ويقابله الإبداء والإعلان، والإخفاء: تغييب الشيء، وأن لا يجعل عليه علامة يهتدى إليه من جهتها، وهو من الأضداد12.

والإخفاء اصطلاحًا هو:

لا يختلف عن معناه اللغوي، الذي يدل على الستر وتغييب الشيء، وأن لا يجعل عليه علامة يهتدى إليه من جهتها13.

الصلة بين الإخفاء والسر:

السر هو: اسم لما يكتمه الإنسان ويخفيه على جهة العزيمة، وأما الإخفاء فهو: السر الذي لم يبلغ حد العزيمة14.

الكتمان:

الكتمان لغة:

الإخفاء والستر15، يقال: كتمت الحديث كتمًا وكتمانًا، أي: سترته، قال الله تعالى: (ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ) [النساء: ٤٢] 16.

الكتمان اصطلاحًا هو:

لا يختلف عن معناه اللغوي الدال على إخفاء الشيء حتى لا يرى ولا يعلم 17.

الصلة بين الكتمان والسر:

فرّق أبو هلال العسكري بين السر والكتمان بقوله: إن السر أعم من الكتمان؛ لأن الكتمان يختص بالمعاني غالبًا، كالإسرار والإخبار؛ ولأن الكتمان لا يستعمل إلا فيهما في الغالب18، لقوله تعالى: ( ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ) [البقرة: ٢٢٨].

فقد نهى الله تعالى النساء عن كتمان ما في الأرحام، والسر يختص بالأعيان غالبًا؛ لأن الأصل في السر تغطية الشيء بغطاء، ثم استعمل في غيرها تجوزًا 19.

استواء السر والعلن في علم الله

يستوي في علم الله تعالى السر والعلانية، والصغير والكبير، والغيب والشهادة، قال تعالى: (ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ) [الرعد: ٨-١٠].

وهذه الآية أبلغ آية في استواء علم الله بالسر والجهر، سواء من أسر القول ومن جهر به، و من هو مستخف بالليل ، أي : من هو مستتر بالليل، والليل أستر من النهار، ومن هو سارب بالنهار ، أي : من هو ظاهر بالنهار في طريقه، متصرف في حوائجه20.

وتعد صفة العلم إحدى ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ الذاتية لله جل ذكره؛ لأن الله هو العليم الذي أحاط علمه بالعالم العلوي، والسفلي، ولا يخلو عن علمه مكان، ولا زمان ويعلم الغيب، والشهادة، والظواهر، والبواطن، والجلي، والخفي، قال الله تعالى: (ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [البقرة: ٢٣١].

والنصوص في ذكر إحاطة علم الله، وتفصيل دقائق معلوماته كثيرة جداً ، لا يمكن حصرها، وإحصاؤها، وأنه سبحانه لا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض، ولا في السماء، ولا أصغر من ذلك، ولا أكبر، وأنه لا يغفل، ولا ينسى، وأن عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو، قال الله تعالى: (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ) [الأنعام: ٥٩].

وقد جعل الله تعالى العلم بالسر دليلاً على أولهيته سبحانه، كما في قوله تعالى: (ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ) [الأنعام: ٣].

قال أبو جعفر الطبري: «يقول تعالى ذكره: إن الذي له الألوهة التي لا تنبغي لغيره، المستحق عليكم إخلاص الحمد له بآلائه عندكم، أيها الناس، الذي يعدل به كفاركم من سواه، هو الله الذي هو في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم، فلا يخفى عليه شيء، والذي يستحق عليكم الحمد، ويجب عليكم إخلاص العبادة له، هو هذا الذي صفته، لا من لا يقدر لكم على ضر ولا نفع، ولا يعمل شيئاً، ولا يدفع عن نفسه سوءاً أريد به»21.

كما قد جعل الله تعالى العلم بالسر دليلاً على أن القرآن من عنده سبحانه وتعالى: (ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ) [الفرقان: ٦].

ولما كان السر يغلب على الأعمال المذمومة، فقد بيَّن الله تعالى أنه يعلم السر والجهر للمؤمنين والكافرين والمنافقين وجميع المخلوقين، وأنه يعلم الضمائر والسرائر كما يعلم الظواهر، وسيجزي كل عامل بعمله يوم القيامة، إن خيراً فخير وإن شراً فشر، كما في قوله تعالى: (ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ) [التغابن: ٤].

وقوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ) [البقرة: ٧٧]22.

كما أن الله تعالى يعلم إسرار من يسر بمودة الكفار: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) [الممتحنة: ١]23.

وذلك قوله تعالى: (ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ) [محمد: ٢٥، ٢٦]24.

كما أن الله يعلم السر مهما تخفى به صاحبه واستخدم من وسائل التخفي والكتمان في ذلك ، كما في قوله: (ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ) [هود: ٥]25، بل قد بيَّن تعالى أنه يعلم ما هو أخفى من السر: (ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ) [طه: ٧ - ٨].

والسر في هذه الآية فيه ستة تأويلات:

أحدها: أن (السر) ما حدَّث به العبد غيره في السر، (وأخفى) من السر، مما أضمره في نفسه، ولم يحدِّث به غيره، قاله ابن عباس.

الثاني: أن السر ما أضمره العبد في نفسه، وأخفى منه مالم يكن ولا أضمره أحد في نفسه ، قاله قتادة وسعيد بن جبير.

الثالث: يعلم أسرار عباده، وأخفى سر نفسه عن خلقه، قاله ابن زيد.

الرابع: أن السر ما أسره الناس، وأخفى: الوسوسة، قاله مجاهد.

الخامس: أن السر ما أسره من علمه وعمله السالف، وأخفى: وما يعلمه من عمله المستأنف، وهذا معنى قول الكلبي.

السادس: السر: العزيمة، وما هو أخفى هو: الهم الذي دون العزيمة.

والصحيح من هذه المعاني هو القول الأول، أي: أنه تعالى يعلم السر، وأخفى من السر، في الأحوال التي يجهر فيها القائل بالقول لإسماع مخاطبه، أي : فهو لا يحتاج إلى الجهر؛ لأنه يعلم السر وأخفى، وهذا أسلوب متبع عند البلغاء شائع في كلامهم بأساليب كثيرة26.

وقد رجح الإمام ابن جرير الطبري هذا القول بقوله: «والصواب من القول في ذلك، قول من قال: معناه: يعلم السر وأخفى من السر؛ لأن ذلك هو الظاهر من الكلام.

والصواب من القول في معنى أخفى من السر أن يقال: هو ما علم الله مما أخفى عن العباد، ولم يعلموه مما هو كائن ولم يكن؛ لأن ما ظهر وكان فغير سر، وأن ما لم يكن وهو غير كائن فلا شيء، وأن ما لم يكن وهو كائن فهو أخفى من السر؛ لأن ذلك لا يعلمه إلا الله، ثم من أعلمه ذلك من عباده»27.

ومما يدل على ذلك قوله تعالى: (ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ) [التوبة: ٧٨]؛ لأن السر: ما حدَّث به الرجل نفسه أو غيره في مكان خال، والنجوى: ما تكلموا به فيما بينهم28.

وفي الآية تهديد ووعيد للمنافقين الذي يسرون الكفر ويعلنون الإيمان مع علمهم بأنه تعالى يعلم ذلك من حالهم، كما يعلم الظاهر، وأنه يعاقب عليه كما يعاقب على الظاهر؛ لأن الله علام الغيوب، والذي تقتضي ذاته تعالى العلم بجميع الأشياء، فكيف يمكن إخفاء السر والنجوى منه29.

ثم أمر الله تعالى المشركين بأن يسروا القول أو يجهروا، وأن ذلك عنده سواء؛ لأن الله عليم بذات الصدور، وأنه يعلم تفاصيل خلقه، قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ) [الملك: ١٣ - ١٤]30.

ثم قال تعالى مخبراً عن إحاطة علمه بخلقه واطلاعه عليهم وسماعه كلامهم، ورؤيته مكانهم حيث كانوا وأين كانوا: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [المجادلة: ٧].

أي: مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم ورسله أيضاً ، مع ذلك تكتب ما يتناجون به مع علم الله به وسمعه لهم، كما قال تعالى: (ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ) [التوبة: ٧٨].

وقال سبحانه: (ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ) [الزخرف: ٨٠].

قال الإمام ابن كثير عند تفسيره الآية: «ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه تعالى ولا شك في إرادة ذلك، ولكن سمعه أيضاً مع علمه بهم محيط بهم، وبصره نافذ فيهم، فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء، ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ؛ لأن الله بكل شيء عليم» 31.

وقد أخبر الله تعالى أنه يعلم السر والنجوى، وأن هناك من رسله من يكتب ذلك؛ ليعلموا أن علم الله بما يسرون علم يترتب عليه أثر فيهم، وهو مؤاخذتهم بما يسرون؛ لأن كتابة الأعمال تؤذن بأنها ستحسب لهم يوم الجزاء، والرسل: هم الحفظة من الملائكة ؛لأنهم مرسلون لتقصي أعمال الناس، ولذلك قال: (ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ)، كقوله تعالى: (ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ) [ق: ١٨] أي: رقيب32.

كما هدد الله وتوعد من ينكر علمه بالسر والعلن، كما في قوله تعالى: (ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ) [النحل: ٢٣].

وقوله: (ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ) [يس: ٧٦].

ولا جرم معناه: حق وواجب، ولا بد ولا محالة، أي: حقًّا أن الله يعلم سرهم وعلانيتهم فيجازيهم، وهو وعيد.

(ﮪ ﮫ ﮬ) يجوز أن يريد المستكبرين عن التوحيد يعني: المشركين، ويجوز أن يعم كل مستكبر، ويدخل هؤلاء تحت عمومه33.

وقد وردت آيات تبين أن الله تعالى يستوي عنده السر والعلن بألفاظ أخرى بمعنى السر:

أولًا: بلفظ الكتمان ،كما في قوله تعالى: (ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ) [البقرة: ٣٣].

وقوله تعالى: (ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ) [البقرة: ٧٢].

(ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ) [المائدة: ٩٩].

وقوله تعالى: (ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [الأنبياء: ١١٠].

وقوله تعالى: (ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ) [النور: ٢٩].

وغيرها من الآيات.

ثانيًا: بلفظ الإخفاء: (ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [البقرة: ٢٨٤].

وقوله تعالى: (ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) [الممتحنة: ١].

وكذلك قوله تعالى: (ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ) [الرعد: ١٠]34.

فالله سبحانه في كبريائه، وفي علوه، محيط بكل صغيرة وكبيرة في الوجود.. يتساوى لديه في ذلك بعيد الأمور وقريبها، خفيها وظاهرها، إذ لا قرب ولا بعد عند من احتوى الوجود كله، ولا خفاء ولا ظهور لدى من ملك الأمر جميعه ؛ لأنه: (ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ) [الحديد: ٣]35.

ثالثًا: بلفظ الإكنان: ففي التنزيل العزيز: (ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ) [البقرة: ٢٣٥]أي: أخفيتم.

ويترتب على أن الله بكل شيء عليم، وأنه يستوي في علمه السر والجهر: أن تظهر صفة المراقبة لله تعالى لدى العبد في السر والعلن، وذلك أن العبد إذا استشعر عظمة علم الله وسعته، وشموله لكل ما خلق الله سبحانه، وأنه يعلم السر والجهر، فإنه يعيش دائماً يراقب الله الذي يعلم السر وأخفى، ويعمل على إصلاح سريرته وعلانيته في كل وقت وحين، كما يدفعه ذلك لأن يجتنب الكبائر والصغائر ويتقي الله في خلوته ووحدته، كما يفعل ذلك في حضرته وشهوده36.

الإسرار المحمود وميادينه

للإسرار المحمود ميادين نبينها فيما يأتي:

أولًا: الإسرار بالدعوة:

تعتبر الدعوة السرية أحد أطوار الدعوة الإسلامية ومبتدأها، في كل وقت وحين، وهي سنة المرسلين والأنبياء جميعاً، وكذلك الدعاة المصلحين، وقد جسد ذلك نبي الله نوح عليه السلام عندما قال: (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ) [نوح: ٥ - ١٠].

فقد ذكر أولًا أنه دعاهم بالليل والنهار، ثم ذكر أنه دعاهم جهاراً، ثم دعاهم في السر والعلن، أفراداً وجماعات، والحاصل: أنه دعاهم ليلاً ونهاراً في السر، ثم دعاهم جهارًا37.

قال الإمام ابن عطية: «الجهار دعاؤهم في المحافل ومواضع اجتماعهم، والإسرار دعاء كل واحد على حدته، فقد اتبع نوح صلى الله عليه وسلم كل الأساليب فجهر بالدعوة تارة، ثم زاوج بين الإعلان والإسرار تارة أخرى»38.

ويتضح من خلال الآيات أن نوحًا عليه السلام لم يترك سبيلاً للدعوة إلا فعلها، فاستعمل طرقاً ثلاثة:

  1. بدأهم بالمناصحة فى السر، فعاملوه بما ذكر في الآية من سد الآذان، والاستغشاء بالثياب، والإصرار على الكفر، والاستعظام عن سماع الدعوة.
  2. جاهرهم بالدعوة، وأعلنهم بها على وجه ظاهر لا خفاء فيه.
  3. جمع بين الإعلان والإسرار بحسب الأحوال والظروف39.

    وما من نبي من الأنبياء إلا وجمع في دعوته بين السرية والجهرية، ومنهم سيد الخلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقد بدأ دعوته بالسرية: فقد اتخذ صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم لتكون مقرّاً للدعوة السرية للدين الجديد، وقد استمرت هذه الدعوة ثلاث سنوات، وما زال النبي صلى الله عليه وسلم مستخفياً هو والمسلمون في دار الأرقم حتى نزل قوله تعالى: (ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) [الحجر: ٩٤].

    فجهر النبي صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه بالدعوة وبلغوها لجميع الناس40.

    ولم تكن سرية الدعوة في أول أمرها خوفاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسه، ولكنها إلهام من الله لتعليم الدعاة من بعده، وإرشادهم إلى مشروعية الأخذ بالحيطة والأسباب الظاهرة، وما يقرره التفكير والعقل السليم من الوسائل التي ينبغي أن تتخذ من أجل الوصول إلى غايات الدعوة وأهدافها. على أن لا يتغلب كل ذلك على الاعتماد والاتكال على الله وحده، وعلى أن لا يذهب الإنسان في التمسك بهذه الأسباب مذهباً يعطيها معنى التأثير والفعالية في تصوره وتفكيره، فهذا يخدش أصل الإيمان بالله تعالى، فضلاً عن أنه يتنافى مع طبيعة الدعوة إلى الإسلام.

    ومن هنا تدرك، أن أسلوب دعوته صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة، كان من قبيل السياسة الشرعية بوصف كونه إماماً، وليس من أعماله التبليغية عن الله تعالى بوصف كونه نبيًّا.

    وبناء على ذلك : فإنه يجوز لأصحاب الدعوة الإسلامية، في كل عصر أن يستعملوا المرونة في كيفية الدعوة -من حيث السرية والكتمان أو من حيث الجهر والإعلان، أو اللين والقوة- حسبما يقتضيه الظرف وحال العصر الذي يعيشون فيه، وهي مرونة حددتها الشريعة الإسلامية، اعتماداً على واقع سيرته صلى الله عليه وسلم، على أن يكون النظر في كل ذلك إلى مصلحة المسلمين ومصلحة الدعوة الإسلامية41.

    ثانيًا: إسرار الإنفاق:

    دعت الآيات القرآنية الكريمة ﺇﻟﻰ الإنفاق في سائر الحالات: في السر والجهر، وفي الليل والنهار، وفي السراء والضراء، وفاضلت أحياناً بين نفقة السر والعلن، وبينت فضل الصدقة في كل الأحوال، ذلك أن الله سبحانه وتعالى وجِّه عباده إلى الإنفاق والمبادرة فيه سرّاً وعلانية بالليل والنهار ، في السراء والضراء ، في الفرض والنفل.

    فالإنفاق سرّاً حتى لا يقع الإنسان فريسة المباهاة؛ والإنفاق علناً كي يعطي غيره من القادرين أسوة حسنة، وليبادروا إلى ذلك لخلاص أنفسهم من قبل أن يأتي يوم (هو يوم القيامة ) لا بيع فيه ولا خلال ، أي : من قبل أن يأتي اليوم الذي لا تنفع فيه فدية، ولا تجدي فيه صداقة، فلا يشفع خليل ولا يصفح عن عقابه لمخالته لصديقه، بل هناك العدل والقسط42، فقد قال تعالى: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ)[إبراهيم: ٣١].

    ويستحب إعلان الواجب، وإخفاء المتطوع به، إلا في محل الاقتداء لأهل الإخلاص43.

    والمراد بالسر في الآيات: ما خفي، وبالعلانية ما ظهر، وهو قول جمهور المفسرين، الثاني: أن السر في التطوع، والعلانية في الفرض44.

    والإنفاق في سبيل الله تعالى من أفضل الأعمال ، لقوله تعالى: (ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) [البقرة: ٢٧٤]؛ فقد جاء في سبب نزول الآية أنها نزلت في علف الخيل وارتباطها في سبيل الله، فكان أبو هريرة رضي الله عنه إذا مر بفرس سمين قرأ هذه الآية45.

    ولكن الآية عامة في الذين ينفقون في سبيل الله تعالى، وفي الذين يعممون الأوقات والأحوال بالصدقات، فكلما نزلت بهم حاجة محتاج عجلوا قضاءها ولم يؤخروها ولم يعلقوها بوقت ولا حال، وهذا هو أحسن الوجوه في معنى الآية46.

    ثم ذكر الله أن الإنفاق في السراء والضراء، أي في الشدة والرخاء، والمنشط والمكره، والصحة والمرض، والليل والنهار، وفي السر والعلانية ، وفي جميع الأحوال والأوقات صفة من صفات أهل الجنة، كما في قوله تعالى: (ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) [البقرة: ٢٧٤].

    وكذلك قوله تعالى: (ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) [فاطر: ٢٩].

    أي: يرجون ثوابًا عند الله لا بد من حصوله47.

    وفي الآية إشارة إلى أن صدقة السر أفضل من صدقة العلانية؛ وذلك لأنه قدم الليل على النهار، والسر على العلانية في الذكر، كما فضل الله صدقة السر على صدقة الجهر في قوله: (ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ) [البقرة: ٢٧١]48.

    قد جعل الله ذلك من صفات أولي الألباب.

    قال تعالى: (ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ) [الرعد: ٢٢ - ٢٤].

    كما جعل سبحانه الإنفاق سرًّا وجهرًّا من صفات الكمال البشري ، كما في قوله: (ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ) [النحل: ٧٥].

    فكما لا يستوي العبد الذي لا يملك شيئاً ولا يقدر عليه، والرجل الحر الذي قد رزقه الله رزقاً حسناً فهو ينفق منه سرًّا وجهراً؟ فكذلك لا يستوي الكافر العامل بمعاصي الله المخالف أمره، والمؤمن العامل بطاعته49.

    ويلاحظ من خلال الآيات السابقة أنها تشير وتحث على الإنفاق الجماعي الذي يستفاد من خطاب الجمع في قوله تعالى: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ) [إبراهيم: ٣١]. وغيرها من الآيات.

    قال سيد قطب في ظلال هذه الآية: « الذين ينفقون أموالهم».. هكذا بوجه عام يشمل جميع أنواع الأموال.. «بالليل والنهار. سرًّا وعلانية».. لتشمل جميع الأوقات وجميع الحالات.. «فلهم أجرهم عند ربهم».. هكذا إطلاقاً. من مضاعفة المال ، وبركة العمر ، وجزاء الآخرة ، ورضوان الله. «ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».. لا خوف من أي مخوف، ولا حزن من أي محزن.. في الدنيا وفي الآخرة سواء 50.

    ثالثًا: الإسرار بالدعاء:

    أمر الله تعالى بالإسرار بالدعاء في قوله: (ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [الأعراف: ٥٥- ٥٦].

    كما بيَّن الله تعالى حال الداعين بقوله تعالى: (ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ) [الأنعام: ٦٣].

    لأن الإسرار بالدعاء أبعد من الرياء وأدل على الإخلاص؛ لأن الدعاء حقيقته النداء لطلب مهم، واستعمل مجازاً في العبادة لاشتمالها على الدعاء والطلب بالقول أو بلسان الحال، كما في الركوع والسجود، مع مقارنتها للأقوال، وهو إطلاق كثير في القرآن؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة)51.

    وقد راعى نبي الله زكريا عليه السلام أدب الدعاء، وهو إخفاؤه ؛ لكونه أبعد عن الرياء، وأدخل في الإخلاص حين وصف الله فعله: (ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [مريم: ٣]52.

    وتدل هذه الآيات على وجوه أهمها:

    الأول: أن هذه الآية تدل على أنه تعالى أمر بالدعاء مقروناً بالإخفاء، وظاهر الأمر للوجوب، فإن لم يحصل الوجوب، فلا أقل من كونه ندبًا.

    الثاني: أنه تعالى أثنى على زكريا عليه السلام فقال: (ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [مريم: ٣].

    أي: أخفاه عن العباد وأخلصه لله وانقطع به إليه، فالآية تشير إلى أن الدعاء خفية مندوب، وأن ذلك إسرارٌ محمودٌ.

    الثالث: ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، أنهم كانوا في غزاة فأشرفوا على واد فجعلوا يكبرون ويهللون رافعي أصواتهم ، فقال صلى الله عليه وسلم: (ارفقوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً وإنه لمعكم) 53 54.

    ويطلق التضرع على الجهر بالدعاء؛ لأن الجهر من هيئة التضرع؛ لأنه تذلل جهري، كما في قوله تعالى: (ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [الأعراف: ٥٥، ٥٦]؛ لأنه أنسب بمقابلته بالخفية، فيكون أسلوبه وفقاً لأسلوب نظيره في قوله: (ﯙ ﯚ ﯛ) [الأعراف: ٥٦].

    والتضرع لفظة تقتضي الجهر؛ لأن التضرع إنما يكون بإشارات جوارح وهيئات أعضاء تقترن بالطلب.

    والخفية: الدعاء في السر، وهو مأمورٌ به مقصودٌ بذاته، أي : ادعوه مخفين دعاءكم، حتى أوهم كلام بعضهم أن الإعلان بالدعاء منهي عنه أو غير مثوب عليه، وخفية يريد في النفس خاصة.

    والشريعة مقررة أن السر فيما لم يعترض من أعمال البر أعظم أجراً من الجهر، بل يندب الإسرار في جميع نوافل القربات من: الصلاة، والصوم، وقيام الليل، والعمل الصالح.

    وتأول بعض العلماء التضرع والخفية في الآية في معنى السر جميعاً، فكأن التضرع فعل للقلب، ذكر هذا المعنى الحسن بن أبي الحسن البصري، وقال: لقد أدركنا أقواماً ما كان على الأرض عمل يقدرون أن يكون سرًّا فيكون جهراً أبداً، ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء فلا يسمع لهم صوت، إن هو إلا الهمس بينهم وبين ربهم، وذلك أن الله تعالى يقول :(ﮨ ﮩ ﮪ)، وذكر عبدا صالحا رضي فعله فقال: (ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [مريم: ٣]55.

    ولكن الصحيح جواز الدعاء جهراً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا علناً غير مرة، وعلى المنبر بمسمع من الناس، وما رويت أدعيته إلا لأنه جهر بها يسمعها من رواها، فالصواب أن قوله: تضرعاً إذن بالدعاء بالجهر والإخفاء، وأما ما ورد من النهي عن الجهر فإنما هو عن الجهر الشديد الخارج عن حد الخشوع56.

    رابعًا: إسرار الغضب:

    جعل الله سبحانه وتعالى إسرار الغضب وكتمانه مع القدرة على إنفاذه من صفات المتقين ، كما في قوله تعالى: (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ) [آل عمران: ١٣٣ - ١٣٤].

    وهذه الآية كقوله تعالى: (ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [الشورى: ٣٧].

    والكاظمين الغيظ هم: الجارعون الغيظ عند امتلاء نفوسهم منه، ولم يظهروه بقول أو فعل، فحفظوا نفوسهم من أن تمضي ما هي قادرة على إمضائه، باستمكانها ممن غاظها، وانتصارها ممن ظلمها.

    وقد وصف الله تعالى أنبياءه بذلك فقال عن يعقوب عليه السلام: (ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ) [يوسف: ٨٤]؛ لأنه لم يشك إلى أحد، وإنما كان يكمد في نفسه، ويمسك همه في صدره، وكان يكظمه أي يرده إلى قلبه ولا يرسله بالشكوى والغضب.

    وقوله تعالى في نبي الله يوسف عليه السلام: (ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ) [يوسف: ٧٧].

    فقد أسر في نفسه قذفهم له وتحمل القذف ولم يظهر غضباً منها، أسر هذه الفعلة وحفظها في نفسه، ولم يبد تأثره منها،

    وهو يعلم براءته وبراءة أخيه ، وأعرض عن زجرهم وعقابهم مع أنها طعن فيه وكذب عليه57.

    كما أن من يسر الغضب ويكتمه ويتحكم بانفعالاته فهو الشديد الشدة المحمودة؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)58.

    وروى سهل بن معاذ، عن أبي رضي الله عنهم أن رسول صلى الله عليه وسلم قال: (من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء)59.

    أنواع الإسرار المذموم

    الإسرار المذموم أنواع نتناولها بالبيان في ما يأتي:

    أولًا: إسرار الكفر:

    إن من أخلاق المنافقين إسرار الكفر وإعلان الإيمان، وذلك أنهم إذا استقبلوا المؤمنين دفعوا عن أنفسهم بقولهم: آمنا استهزاء، وإبداء لخبثهم ومكرهم، وكشفاً عن إفراطهم في ادعاء أنهم مثل المؤمنين في الإيمان الحقيقي60.

    وقد ذكر الله تعالى أن ذلك خلق راسخ ومتجذر فيهم في آيات كثيرة ، منها: قوله تعالى: (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ) [البقرة: ٨].

    وقوله عز من قائل: (ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ) [البقرة: ١٤].

    وقوله سبحانه: (ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ) [البقرة: ٧٦-٧٧].

    وقوله جل شأنه: (ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) [المائدة: ٦١].

    وقد أجمع أهل التفسير على أن هذه الآيات نزلت في قوم من أهل النفاق بصفة عامة، وذهب جمهور المفسرين إلى أن الآية نزلت في يهود نافقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالآية في عامة المنافقين الذين يظهرون كلمة الإيمان ويسرون الكفر، فنفى الله سبحانه وتعالى عنهم الإيمان، وبيَّن أن هذه الصفة صفتهم61.

    فالمنافقون يصانعون المؤمنين في الظاهر، وقلوبهم منطوية على الكفر، ولا نجعت فيهم المواعظ ولا الزواجر، مع أن الله تعالى عليم بما يسرون، وإن أظهروا لخلقه خلاف ذلك، وتزينوا بما ليس فيهم، فإن الله أعلم بهم منهم، وسيجزيهم على ذلك أتم الجزاء، ثم بين الله تعالى أنه سيظهر ذلك يوم القيامة في قوله عز وجل: (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [الأنعام: ٢٨].

    أي: أن الله تعالى يوم القيامة يكشف أسرار المنافقين الذين كانوا يسرون الكفر ويظهرون الإسلام، وأخبر أنهم لو ردوا إلى الحياة الدنيا لعادوا لما نهوا عنه؛ لأن المنافق يخالف قوله فعله، وسره علانيته، ومدخله مخرجه، ومشهده مغيبه 62.

    ثانيًا: إسرار العداوة والبغضاء:

    إن إسرار العداوة والبغضاء لأهل الإيمان من أعمال المنافقين، وبالرغم من إسرار المنافقين العداوة والبغضاء وكتمانها في قلوبهم عن المسلمين، إلا أنها تبدو من أفواه المنافقين إلى إخوانهم من الكفار، وتظهر عداوتهم بالشتيمة والوقيعة في المسلمين وإطلاع المشركين على أسرارهم، وما تخفي صدورهم من العداوة والخيانة أكبر: أعظم مما أظهروا، فقد قال تعالى: (ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [آل عمران: ١١٨ - ١١٩].

    وبسبب ما يسرون من البغضاء للمؤمنين نهى الله تعالى عباده المؤمنين عن اتخاذ خواص ومقربين ودخلاء من غير أهل ملتهم بطانة؛ لأنهم: (ﮇ ﮈ ﮉ) والخبال: الفساد والشر، أي: لا يقصرون ولا يتركون جهداً في مضرتكم وفسادكم63.

    والمنافقون لا يقصرون بجهدهم وطاقتهم بإطلاع الكافرين على سرائر المؤمنين، وما يضمرونه لهم، وما يسعون به في مخالفتهم، وما يضرهم بكل ممكن، وبما يستطيعون من المكر والخديعة، ويودون ما يعنت المؤمنين ويحرجهم ويشق عليهم64.

    أما المؤمنون فلا يكفي إسرار العداوة والبغضاء للكافرين والمنافقين، بل يجب إبداء تلك العداوة والبغضاء وإعلانها وإظهارها لهم أبداً حتى يؤمنوا بالله وحده، ما لم تكن هناك مصلحة شرعية في عدم إظهارها، فإذا آمنوا صارت تلك العداوة موالاة، والبغضاء محبة، عملاً وتأسياً حيث أظهروا البراءة من قومهم بسبب شركهم وكفرهم بالله تعالى ، وذلك في قوله تعالى: (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ) [الممتحنة: ٤]65.

    ثالثًا: إسرار المكر والكيد:

    المكر في اللغة هو: التدبير على العدو في احتيال وخفية، واصطلاحًا هو: إخفاء الكيد وطيه، والكيد: المكر والخبث، وظاهر كلام أهل اللغة أن الكيد والمكر مترادفان، وقد فرق بينهما بعض فقهاء اللغة، بأن الكيد: المضرة، والمكر: إخفاء الكيد وإيصال المضرة، وقيل: الكيد هو: الأخذ على خفاء من غير إظهار الماكر خلاف ما يبطن، والمكر: الأخذ على خفاء مع إظهار الماكر خلاف ما يبطن 66.

    إن إسرار المكر والكيد لله ولرسله وللمؤمنين في كل وقت وحين هو من أخلاق الكافرين والمنافقين، ولا يكون المكر والكيد إلا في سرٍّ وخفيةٍ، وهو على أنواع:

    الأول: المكر والكيد بآيات الله بالطعن فيها وتكذيبها والاحتيال في دفعها ، كما في قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ) [يونس: ٢١].

    وقد بيَّن الله تعالى أنه أسرع مكراً منهم، فقد دبّر عقابهم قبل أن يدبروا كيدهم، والمكر من الله تعالى: صفة مقابلة لا تطلق عليه إلا في مقابل مكر وكيد الكافرين والمنافقين.

    ولما كان المكر والكيد يكون في سرٍّ وخفية، فقد بين الله تعالى إن الحفظة يكتبون ما يمكر به المنافقون والكافرون؛ تحقيقاً للانتقام منهم، وتنبيهاً على أن ما دبروا في إخفائه لم يخف على الحفظة فضلاً أن يخفى على الله تعالى67.

    ثانيًا: المكر والكيد برسل الله تعالى والمؤمنين:

    دلت الكثير من الآيات على مكر وكيد الكافرين والمنافقين برسل الله تعالى والمؤمنين، منها: قوله تعالى: (ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ) [الرعد: ٤٢].

    وقوله عز وجل: (ﮡ ﮢ ﮣ) [نوح: ٢٢].

    وقوله سبحانه: (ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ) [غافر: ٤٥].

    وقوله تعالى: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ) [النمل: ٥٠].

    وقوله جل شأنه: (ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) [الأنفال: ١٨]68.

    وقد بيَّن الله عاقبة مكر وكيد الكافرين والمنافقين وأنه تعالى عالم بجميع السرائر والضمائر وسيجزي كل عامل بعمله، وستكون العاقبة لأتباع الرسل في الدنيا والآخرة، كما مكر الذين من قبلهم برسلهم، وأرادوا إخراجهم من بلادهم، فمكر الله بهم، وجعل العاقبة للمتقين: (ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ) [الأنفال: ٣٠].

    وبيَّن الله تعالى أنه يدمر من يمكر، وقومه برسل الله بقوله تعالى: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) [النمل: ٥٠- ٥٢].

    ومثله قوله تعالى: (ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ) [النحل: ٢٦]69.

    كما أوصى الله المؤمنين بما يدفع المكر والكيد وهو :الصبر والتقوى ، وذلك في قوله تعالى: (ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ) [آل عمران: ١٢٠].

    ثالثًا: المكر والكيد بين المسلمين بعضهم لبعض، وهذا محرم ولا يجوز، ومنه قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ) [يوسف: ٥].

    ومنه قوله تعالى: (ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ) [يوسف: ٢٨].

    وكذلك الغدر بالمسلمين، يدخل في المكر والكيد، وهو محرم لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينصب لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة، فيقال هذه غدرة فلان بن فلان)70.

    والحكمة في هذا أنه لما كان الغدر خفيًّا لا يطلع عليه الناس، فيكشف الغدر والغادر يوم القيامة علانية ويطلع عليه بصورة فيها شيء من الإهانة، ويصير علماً منشوراً على صاحبه بما فعل71.

    رابعًا: الإسرار بالمودة للكافرين:

    بيَّن الله تعالى بأن من يسرّ من المسلمين إلى المشركين بالمودة فقد جار عن قصد السبيل التي جعلها الله طريقاً إلى الجنة ومحجة إليها، قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) [الممتحنة: ١]؛ لأن المودة ﻫﻲ ﻋﻤﺎﺩ عقيدة الولاء والبراء للباري سبحانه، ﻭمكانها القلب الذي ﻫﻭ موئل ﺍﻟﻌﺎﻁﻔـﺔ، ﻭمنبت الإحساس والمشاعر، ﻭﻫﻲ معنى خفي ﻻ يطلع ﻋﻠﻴﻪ ﺇﻻ الخالق عالم الغيب ﻭﺍﻟـﺸﻬﺎﺩﺓ، ﻭلذلك كان عطاء ﷲ تعالى للعبد ﻋﻠﻰ قدر إخلاصه ﻓﻲ هذه ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﷲ ﻭلرسوله ﻭلدينه ﻭﻟﻌﺒﺎﺩﻩ المؤمنين ، فلابد ﺃﻥ تجرد هذه ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﷲ ﻭتصفى ﻭتنقى من ﺃﻱ شائبة بشرك ﺃﻭ ﻏﺒـﺎﺭ رياء، ﺃو تكدير نفاق 72.

    والإسرار في الآية على وجهين:

    أحدهما: تعلمونهم سراً أن بينكم وبينهم مودة.

    الثاني: تعلمونهم سرًّا بأحوال النبي صلى الله عليه وسلم بسبب المودة التي بينكم وبينهم، وقد فسر بأن معناه: يظهرون، وهذا صحيح ؛ فإن الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يفضى إليه بالسر، وإن كان يقتضي إخفاءه عن غيره، فإن قولهم: أسررت إلى فلان يقتضي من وجه الإظهار، ومن وجه الإخفاء73.

    وقد ذكر المفسرون أن هذه الآية وما بعدها من أول هذه السورة نزلت في شأن حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، وكان قد كتب إلى قريش بمكة يطلعهم على أمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أخفاه عنهم، وبذلك جاءت الآثار والرواية عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم74.

    فقد روى علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال: (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ- وهو مكان بين مكة والمدينة- فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها فأتونى به فخرجنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة فقلنا لها: أخرجي الكتاب. فقالت: ما معي . ويروى أنها نزلت في حاطب بن أبي بلتعة، وكان كتب إلى أهل مكة يتنصح لهم، فكتب إليهم أن رسول الله يريد أن يغزوكم فخذوا حذركم فأطلع الله نبيه على ذلك، وكان كتب إليهم كتاباً ووجه به مع امرأة يقال إنها كانت مولاة بني هاشم، فوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علي والزبير خلفها فلحقاها فسألاها عن الكتاب فأنكرت، ففتشا ما معها فلم يجدا شيئاً، فقال علي رضوان الله عليه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكذبنا فأقسم علي عليها لتخرجن الكتاب أو ليضربنها بالسيف، فقالت لهما: وليا وجوهكما وأخرجت الكتاب من قرن من قرون شعرها، فجاء بالكتاب إلى النبي عليه السلام فعرضه على حاطب فاعترف به ، وقال : إن لي بمكة أهلاً ومالاً فأردت أن أتقرب منهم، ولن يرد الله بأسه عنهم، فأنزل الله عز وجل: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ) الآية إلى آخر القصة75.

    لكن الآية عامة في كل من يسر مودة الكافرين؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب76.

    خامسًا: الإسرار بمواعدة النساء بالزواج:

    حرم الله تعالى النكاح في العدة، وأوجب التربص على الزوجة مدتها، وقد علم سبحانه أن الخلق لا يستطيعون الصبر عن ذكر النكاح والتكلم فيه، فأذن في التصريح بذلك مع جميع الخلق، وأذن في ذكر ذلك بالتعريض مع العاقد له، وهو المرأة أو الولي؛ وهو في المرأة آكد.

    قال الإمام ابن عطية: «أجمعت الأمة على أن الكلام مع المعتدة بما هو رفث من ذكر جماع، أو تحريض عليه فإنه لا يجوز، وقال أيضاً : أجمعت الأمة على كراهة المواعدة في العدة للمرأة في نفسها، لقوله تعالى: (ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) [البقرة: ٢٣٥]»77.

    والتعريض هو: القول المفهم لمقصود الشيء، وليس بنص فيه، أي: الإشارة بالكلام إلى ما ليس فيه ذكر النكاح، والتعريض المباح في العدة بخطبة معتدة الوفاة في أثناء العدة: أن يقول لها الرجل مثلاً: إنك لجميلة، ومن يجد مثلك، ورب راغب فيك، ولعل الله أن يسوق إليك خيراً، أو يقول: رب رجل يرغب فيك، وما جرى مجرى هذه الألفاظ. والتصريح هو: التنصيص عليه والإفصاح بذكره. والتعريض مأخوذ من عرض الشيء وهو ناحيته، كأنه يحوم على النكاح، ويمشي حوله ولا ينزل به78.

    وقد اختلف العلماء في السر المراد في هذه الآية على ثلاثة أقوال:

    الأول: أنه الزنا، قاله: جابر بن زيد، وأبو مجلز: لاحق بن حميد، والحسن بن أبي الحسن، والضحاك، وإبراهيم النخعي، وهو اختيار الإمام الطبري79.

    الثاني: الجماع، وهو قول الشافعي، ويكنى به عن الجماع حلاله وحرامه؛ لكونه يكون في سر، وقد يعبر به عن العقد؛ لأنه سبب فيه80.

    الثالث: التصريح بالنكاح: ذهب إلى ذلك جمهور العلماء، أي: لا تتعدوا معهن وعداً صريحاً على التزوج بهن81.

    والمراد بالسر في الأصل: هو الوطء، ويقصد به هنا عقد الزواج في العدة سرًّا، فأطلق على العقد الذي هو سبب الوطء، وقيل: المراد به هنا هو الزنى، وهو اختيار الإمام الطبري، أو هو التعريض بالقول لها: إني عاشق وعاهديني أن لا تتزوجي غيري، قال الإمام ابن كثير: وقد يحتمل أن تكون الآية عامة في جميع ذلك82.

    قال سيد قطب في ظلال هذه الآية: «والعلة في النهي عن المواعدة؛ لأن المواعدة على هذه الحال مدرجة للفتنة، ومظنة للقيل والقال، بخلاف التعريض فإنه يكون على ملأ من الناس، فلا عار فيه ولا عيب، ولا يكون وسيلة إلى ما لا تحمد عقباه؛ لأن المرأة في عدتها ما تزال معلقة بذكرى لم تمت، وبمشاعر أسرة الميت، ومرتبطة كذلك بما قد يكون في رحمها من حمل لم يتبين، أو حمل تبين، والعدة معلقة بوضعه.. وكل هذه الاعتبارات تمنع الحديث عن حياة زوجية جديدة؛ لأن هذا الحديث لم يحن موعده؛ ولأنه يجرح مشاعر، ويخدش ذكريات.

    ومع رعاية هذه الاعتبارات فقد أبيح التعريض -لا التصريح- بخطبة النساء. أبيحت الإشارة البعيدة التي تلمح منها المرأة أن هذا الرجل يريدها زوجة بعد انقضاء عدتها» 83.

    السر يوم القيامة

    تنكشف أسرار الناس يوم القيامة فلا يخفى منه على الله شيء، وهذا ما سنبينه في النقاط الآتية:

    أولًا: انكشاف السرائر:

    في يوم القيامة تنكشف السرائر، ويعرض الناس على عالم السر والنجوى، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر، وفي ذلك اليوم يعرض العباد على الله لحسابهم، فلا يخفى على الله تعالى من أعيانهم وأعمالهم وأحوالهم وأمورهم شيء، فهو يعلم السر وأخفى، ويدل على هذا المعنى آيات كثيرة ، منها قوله تعالى: (ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) [الحاقة: ١٨].

    وقوله عز وجل: (ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ) [غافر: ١٦].

    وقوله جل شأنه: (ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ) [إبراهيم: ٣٨].

    وكذلك قوله سبحانه: (ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ) [غافر: ١٩]84.

    وفي هذا المقام قال سيد قطب في ظلال قوله تعالى: (ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) [الحاقة: ١٨] فالكل مكشوف. مكشوف الجسد، مكشوف النفس، مكشوف الضمير، مكشوف العمل، مكشوف المصير. وتسقط جميع الأستار التي كانت تحجب الأسرار، وتتعرى النفوس تعري الأجساد، وتبرز الغيوب بروز الشهود.. ويتجرد الإنسان من حيطته ومن مكره ومن تدبيره ومن شعوره، ويفتضح منه ما كان حريصاً على أن يستره حتى عن نفسه! وما أقسى الفضيحة على الملأ. وما أخزاها على عيون الجموع! أما عين الله فكل خافية مكشوفة لها في كل آن، ولكن لعل الإنسان لا يشعر بهذا حق الشعور، وهو مخدوع بستور الأرض. فها هو ذا يشعر به كاملاً وهو مجرد في يوم القيامة. وكل شيء بارز في الكون كله. الأرض مدكوكة مسوّاة لا تحجب شيئاً وراء نتوء ولا بروز، والسماء متشققة واهية لا تحجب وراءها شيئاً، والأجسام معرّاة لا يسترها شيء، والنفوس كذلك مكشوفة ليس من دونها ستر وليس فيها سر! ألا إنه لأمر عصيب، أعصب من دك الأرض والجبال، وأشد من تشقق السماء! وقوف الإنسان عريان الجسد، عريان النفس، عريان المشاعر، عريان التاريخ، عريان العمل ما ظهر منه وما استتر، أمام تلك الحشود الهائلة من خلق الله، من الإنس والجن والملائكة، وتحت جلال الله وعرشه المرفوع فوق الجميع..

    وإن طبيعة الإنسان لمعقدة شديدة التعقيد ففي نفسه منحنيات شتى ودروب، تتخفى فيها نفسه وتتدسس بمشاعرها ونزواتها وهفواتها وخواطرها وأسرارها وخصوصياتها، وإن الإنسان ليصنع أشد مما تصنعه القوقعة الرخوة الهلامية حين تتعرض لوخزة إبرة، فتنطوي سريعاً، وتنكمش داخل القوقعة، وتغلق على نفسها تمامًا.

    إن الإنسان ليصنع أشد من هذا حين يحس أن عيناً تدسست عليه فكشفت منه شيئاً مما يخفيه، وأن لمحة أصابت منه درباً خفيا أو منحنى سريًّا! ويشعر بقدر عنيف من الألم الواخز حين يطلع عليه أحد في خلوة من خلواته الشعورية..

    فكيف بهذا المخلوق وهو عريان. عريان حقًّا. عريان الجسد والقلب والشعور والنية والضمير. عريان من كل ساتر. عريان... كيف به وهو كذلك تحت عرش الجبار، وأمام الحشد الزاخر بلا ستار؟! ألا إنه لأمر، أمر من كل أمر! ! ! وبعدئذ يعرض مشهد الناجين والمعذبين، كأنه حاضر تراه العيون85.

    وانكشاف السرائر يوم القيامة لا يقتصر على الأعمال فقط، بل تنكشف عقائد المنافقين الذين كانوا يسرون الكفر، ويظهرون الإسلام، ويبدى لهم يوم القيامة ما كانوا يخفون من قبل، على أحد المعاني لقوله عز وجل: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [الأنعام: ٢٨]86.

    ثانيًا: إسرار الندامة:

    أخبر الله تعالى أن الكافرين يسرون الندامة يوم القيامة، والندامة: الحسرة لوقوع شيء أو فوت شيء، وذلك في قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ) [يونس: ٥٤].

    وقوله سبحانه وتعالى: (ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ) [سبأ: ٣٣]87.

    وإسرار الندامة يوم القيامة على معنيين:

    الأول: الإخفاء والكتمان، أي: أخفى الرؤساء في الكفر الندامة من الذين أضلوهم، وستروها عنهم، وهذا قول عامة المفسرين، وهو المشهور في اللغة والشائع في الاستعمال؛ لأن السر من الأضداد - كما سبق - ولا موجب للعدول عن المشهور والشائع في الاستعمال إلا بدليل؛ ولأن (السر) يستعمل غالباً في الكتمان، وذلك ما ينصرف إليه الذهن بادىء الرأي، وهو أنسب بالمقام.

    الثاني: الإظهار والإعلان، أي : أظهروا الندامة وأعلنوها على ما فاتهم من الكفر والعصيان، ويدل على هذا المعنى أن الآخرة ليست دار تجلد وتصبر؛ كي يظهروا خلاف ما يبطنون ، وقد ذهب إلى هذا المعنى جماعة من المفسرين؛ لأن الإسرار من الأضداد، يقال: أسررت الشيء، أخفيته، وأسررته، أعلنته، فيكون المعنى في قوله تعالى: (ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ) [يونس: ٥٤] أي: أظهروها88.

    ومما يؤيد هذا المعنى أن الندامة تظهر يوم القيامة جهراً في مواضع أخرى، كما في قوله تعالى: ( ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [الفرقان: ٢٧ - ٢٩].

    وكذلك قوله سبحانه: (ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ) [الملك: ١٠، ١١].

    وقد حكى جماعة من المفسرين عن المبرّد وجهاً ثالثًا في معنى إسرار الندامة: أنه بدت بالندامة أسرة وجوههم، وهي تكاسير الجبهة، واحدها سرار89.

    ومن خلال النظر في أقوال المفسرين يمكن القول بأن الإسرار يوم القيامة يحتمل المعاني الثلاثة : ففي مواطن يكتمون الندامة، وفي أخرى يظهروها، مع بدو الندامة في أسرة وجوههم في جميع الأحوال.

    المحاسبة على السر

    لما كان الله تعالى له ملك السماوات والأرض وما فيهن وما بينهن، وكان المطلع على ما فيهن، بحيث لا تخفى عليه الظواهر، ولا السرائر والضمائر، وإن دقت وخفيت، كما في قوله تعالى: (ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ) [آل عمران: ٢٩].

    وكذلك قوله تعالى: (ﮟ ﮠ ﮡ) [طه: ٧].

    وقوله سبحانه: (ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ) [غافر: ١٦].

    والآيات في ذلك كثيرة جدًّا.

    أخبر الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقة بأنه سيحاسب عباده على ما فعلوه وما أخفوه في صدورهم، كما في قوله تعالى: (ﭸ ﭹ) [الطارق: ٩].

    وفي الآية إشارة ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ابتلاء السرائر يوم القيامة يتحقق بظهورها بعد الخفاء والاستتار ليتم تمحيصها واختبارها.

    وهذا المعنى يتضح في قوله تعالى: (ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [البقرة: ٢٨٤]90.

    ولما نزلت هذه الآية اشتد ذلك على الصحابة رضي الله عنهم وخافوا منها، ومن محاسبة الله لهم على جليل الأعمال وحقيرها، وهذا من شدة إيمانهم وإيقانهم91، وذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: «لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم (ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ) [البقرة: ٢٨٤].

    قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق، الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم سمعنا وعصينا؟ بل قولوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير)، قالوا: سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، فلما اقترأها القوم، ذلت بها ألسنتهم، فأنزل الله في إثرها: (ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ) [البقرة: ٢٨٥].

    فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [البقرة: ٢٨٦].

    قال: نعم: (ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ) [البقرة: ٢٨٦].

    قال: نعم: (ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ) [البقرة: ٢٨٦].

    قال: نعم: (ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ) [البقرة: ٢٨٦] قال: نعم»92.

    وبموجب هذه الحديث اختلف المفسرون والفقهاء هل هذه الآية منسوخة، أو محكمة على قولين هما:

    القول الأول: ذهب الإمام علي وابن عمر وابن مسعود وكعب الأحبار والشعبي والنخعي ومحمد بن كعب القرظي وعكرمة وسعيد بن جبير وقتادة وآخرون من الصحابة رضي الله عنهم إلى أن هذه الآية منسوخة؛ لأنها تثبت الحساب على الوساوس وخواطر النفوس، فرجع معنى هذه الآية إلى كونه تعالى عالماً بكل ما في الضمائر والسرائر93، كما في قوله تعالى: (ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) [البقرة: ٢٣٥]94.

    القول الثاني: ذهب ابن عباس وعكرمة والشعبي ومجاهد وعائشة رضي الله عنهم: إلى أن هذه الآية محكمة غير منسوخة، وأن الله تعالى يحاسب خلقه على ما عملوا من عمل وعلى ما لم يعملوه مما ثبت في نفوسهم فأضمروه ونووه وأرادوه، فيغفر للمؤمنين ويأخذ به أهل الكفر والنفاق، ورجح هذا القول الإمام الطبري وذهب إلى أن الآية محكمة غير منسوخة95.

    ويكون القول الراجح هو: أن الآية محكمة غير منسوخة، وأن المراد من قوله في الحديث: «نسخها الله» ، أي : أزال ما أخافهم، وأن آية: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ) ليست ناسخة، ولكنها موضحة، ويؤيد ذلك الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تجاوز لي عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم أو تعمل)96، ويدل على منع القول بالنسخ الأدلة التالية:

  1. إن قوله تعالى: (ﮆ ﮇ ﮈ) خبر، والأخبار لا تنسخ عند جمهور الأصوليين97.
  2. إن كسب القلب وعمله مما دل الكتاب والسنة والإجماع والقياس على ثبوته والجزاء عليه، ظهر أثره على الجوارح أم لم يظهر، كقوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ) [البقرة: ٢٢٥].
  3. وقوله تعالى: (ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) [الإسراء: ٣٦].
  4. إن الوساوس العارضة وحديث النفس الذي لا يصل إلى درجة القصد الثابت والعزم الراسخ لا يدخل في مفهوم الآية، كما قال المحققون.
  5. إن تكليف ما ليس في الوسع ينافي الحكمة الإلهية.

    وأما قول الصحابة والتابعين رضي الله عنهم بالنسخ فهو مما يتفق مع علو مرتبة هؤلاء وكمالهم، حتى إنهم ليجدون أن وسوسة النفس مما تخضع للحساب، وهم يريدون التطهر من كل آثار الإثم، لذا قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين، فتحرجهم من باب كمال التزكية وتمام الطهارة واعتقاد النقص في أنفسهم98.

    واختبار سرائر الصدور يظهر ما كان في القلوب من خير وشر على صفحات الوجوه ، ﻗﺎل تعالى: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ) [آل عمران: ١٠٦]99.

    أثر إفشاء السر على الفرد والمجتمع

    إن المحافظة على الأسرار من أعظم الأمانات في العلاقات؛ ليس على المستوى الفردي فحسب؛ بل على مستوى الدول والحكومات، وكم من أسرار كشفت للخصوم والأعداء؛ فسبّبت الذل والهوان لأفراد وشعوب وأمم!

    ومن هنا فرعاية الإسلام للمحافظة على الأسرار يستهدف من ورائها تكوين المجتمع الإسلامي، ووضع التشريعات الضابطة لحماية العلاقات وتنميتها أمر لازم لدوام الحياة الاجتماعية وتقدمها من الناحية المادية والمعنوية.

    ولو أهملت المبادئ الأخلاقية والاجتماعية، وسمح للخيانة، وفشو الأسرار بالانتشار؛ لزالت المعاني الإنسانية العظيمة، كالأمانة، وكتمان الأسرار من حياة الناس، وتحولت الحياة الاجتماعية إلى جحيم لا يطاق100.

    وينبغي التنبيه في هذا المقام إلى أن المحافظة على الأسرار مشروطة بأن لا تؤثر في حق الله تعالى أو حق المسلمين، وإلا عدّ ذلك من الخيانة لحق الله تعالى، أو حق المسلمين، وليس حفظ الأسرار هنا من الأمانة101.

    وقد عالج القرآن الكريم إفشاء الأسرار وبيَّن أثر ذلك في المجتمعات والدول والأفراد من جميع الجوانب ،سواء العامة أو الخاصة في الأمور السياسية والعسكرية أو الاجتماعية والفردية كما يأتي:

    أولًا: عالج القرآن الكريم إفشاء الأسرار وبيَّن أثر ذلك في المجتمعات والدول والأفراد في الأمور السياسية والعسكرية:

    وذلك حين نهى الله المؤمنين أن يخونوا أماناتهم فيما بينهم، أو فيما أسر الرسول إليهم من السر، وهم يعلمون أن الخيانة ليست من شأن الكرام، بل هي من شأن اللئام، في قوله تعالى: (ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) [الأنفال: ٢٧].

    ومن هنا يكون إفشاء السر خيانة صغرى أو كبرى كما يأتي:

  1. كشف السر خيانة صغرى: فقد ورد في سبب نزول قوله تعالى: (ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) [الأنفال: ٢٧]. ذهب جمهور المفسرين إلى أنها نزلت في أبي لبابة بن عبد المنذر الأنصاري رضي الله عنه، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر يهود قريظة إحدى وعشرين ليلة، ثم إنهم بعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن ابعث إلينا أبا لبابة نستشيره في أمرنا، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم، فقالوا: يا أبا لبابة، ما ترى أننزل على حكم محمد؟ فأشار أبو لبابة بيده إلى حلقه - أنه الذبح فلا تفعلوا -، ثم ندم بعد ذلك وقال: والله! ما زالت قدماي حتى علمت أني قد خنت الله ورسوله»102، فإن أبا لبابة رضي الله عنه كان يعلم الحكم في يهود بني قريظة بأنه الذبح! ولكنه أشار بيده إلى حلقه، فكان ذلك منه خيانة لأمانة المجلس، ويكون إفشاء السر في مثل هذه الحالة خيانة صغرى لعدم الإفصاح بالسر 103.
  2. كشف السر خيانة كبرى: لأن حفظ أسرار المجالس أمانة كبرى يجب رعايتها، وعدم إفشاء ما يدار فيها من أمور وأخبار مهمة ربما يصل كشفها إلى الخيانة الكبرى، كما في قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه في نقله لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح مكة إلى زعمائها104؛ إذ إن حاطبًا ممن أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بوجهته إلى مكة، وهو ما جاء في سبب نزول105 قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) [الممتحنة: ١].
  3. أن افشاء السر والإذاعة به من أخلاق المنافقين الذين يكيدون ويمكرون بالمؤمنين، كما ذهب إلى ذلك جمهور المفسرين، أو من أخلاق ضعفة المسلمين الذين يفشون الأسرار من غير معرفة بالأضرار الناجمة عن ذلك، كما في قوله تعالى: (ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ) [النساء: ٨٣]106. كانوا إذا بلغهم خبر عن سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمن وسلامة أو خوف وخلل أذاعوا به ، وكانت إذاعتهم مفسدة، ولو ردوا ذلك الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى أولي الأمر منهم- وهم كبراء الصحابة البصراء بالأمور أو الذين كانوا يؤمرون منهم- لعلمه :لعلم تدبير ما أخبروا به ، الذين يستنبطونه : الذين يستخرجون تدبيره بفطنهم وتجاربهم ومعرفتهم بأمور الحرب ومكايدها107.

    ثانيًا: الأضرار الناجمة على الفرد والمجتمع عن إفشاء الأسرار الاجتماعية، وكيف عالج القرآن الكريم ذلك:

    فقد جسد ذلك قوله تعالى: (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [التحريم: ٣ -٥].

    وبعض أزواجه هي: حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعدل عن ذكر اسمها ترفعاً عن أن يكون القصد معرفة الأعيان، وإنما المراد العلم بمغزى القصة وما فيها مما يجتنب مثله أو يقتدى به، وكذلك طي تعيين المنبئة بالحديث، وهي عائشة رضي الله عنها.

    وذكرت حفصة رضي الله عنها بعنوان بعض أزواجه للإشارة إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع سره في موضعه ؛ لأن أولى الناس بمعرفة سر الرجل زوجه، وفي ذلك تعريض بملامها على إفشاء سره؛ لأن واجب المرأة أن تحفظ سرَّ زوجها إذا أمرها بحفظه أو كان مثله مما يجب حفظه108.

    قال جماعة المفسرين: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الغيرة والكراهية في وجه حفصة، أراد أن يترضاها، فأسرَّ إليها بشيئين:

    أحدهما: تحريم مارية على نفسه أو ما حرم على نفسه مما كان الله جل ثناؤه قد أحله له من شربه العسل عند زينب بنت جحش فلن أعود له، وقد حلفت لا تخبري بذلك أحداً يبتغي بذلك مرضاة أزواجه، وحلفه على ذلك.

    والثاني: تبشيرها بأن الخلافة بعده في أبي بكر وأبيها عمر رضي الله عنه 109.

    وعلى ذلك يجب حفظ أسرار الزوجين: الرجل والمرأة مؤتمنان على حفظ أسرار كل منهما، ويجب عليهما أن يحرصا أشد الحرص على عدم إفشائها، ولا شك أن حفظ سر الزوجين من أخص خصائص كل منهما تجاه الآخر، ومن أكثرها إسهامًا في ديمومة الحياة الزوجية واستقرارها، ويدخل في المحافظة على الأسرار: ستر العورات في العلاقات الزوجية، كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته، وتفضي إليه، ثم ينشر سرها) وفي رواية عنه أيضاً: (إنّ من أعظم الأمانة عند الله يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرّها) 110.

    وكذلك يعتبر نقل النميمة من شخص إلى آخر من إفشاء السر، فمن قال لآخر: فلان يقول فيك أو يفعل فيك111، فإن ذلك من إفشاء السر بالإضافة إلى كونه نميمة والكل محرم؛ لقوله تعالى: (ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ) [الأحزاب: ٥٨]112.

    والمحافظة على الأسرار أمانة عظيمة يجب الوفاء بها، وقد حثّنا الشرع عليها، وحذّرنا من فشو الأسرار والتفريط فيها، قال تعالى: (ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ) [الإسراء: ٣٤].

    وقال تعالى: (ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ) [المعارج: ٣٢].

    فعلى من أودع سرًّا أن يحافظ عليه ولا يفشيه أبدًا، وإلا أصبح خائنًا، لأن إفشاء السر صفة مشابهة للمنافق الذي إذا اؤتمن على شيء خانه، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربعٌ من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النّفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)113.

    بالإضافة إلى أن حفظ الأسرار وكتمانها من الأخلاق العظيمة التي تعلي من شيم أصحابها وشمائل صفاتهم، فقد كان الصحابة والصحابيات رضي الله عنهم مضرب المثل في حفظ الأسرار التي يؤتمنون عليها، فهذا حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أمين سرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، وكان يقال له: صاحب السّر الذي لا يعلمه أحدٌ غيره114.

    بالإضافة إلى أن في حفظ الأسرار وكتمانه عوناً على قضاء الحوائج ودفعاً للحسد والمكر وغيرها من الآفات والمخاطر التي تنتج عن إفشاء الأسرار والإعلان بها، وفي ذلك تظهر الحكمة والغاية التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم الناس بقوله: (استعينوا على قضاء الحوائج بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود)115.

    وفي الجملة ينبغي المحافظة على الأسرار الخاصة والعامة بكل الوسائل، وخاصة الأسرار العامة التي تهم الدول والمجتمعات ويؤدي إفشاؤها إلى دمار الشعوب، وخاصة مع وجود وسائل التنصت والتجسس المتطورة، والتي يجب الاحتراز والحذر منها بكل الوسائل الممكنة.


1 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٣/٦٧.

2 انظر: تهذيب اللغة، الأزهري ١٢/٢٠١.

3 انظر: لسان العرب، ابن منظور ٤/٣٦٣، المصباح المنير، الفيومي ١/٢٧٣، تاج العروس، الزبيدي١٢/٧.

4 المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٤٠٤، وانظر: الكشاف، الزمخشري ٤/٧٣٦.

5 المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٤٠٤.

6 انظر: ﺍﻟﺴﺮﺍﺋﺮ ﰲ ﺿﻮء ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ زينب حسين أبو مور ص١٠-١١.

7 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن، محمد فؤاد عبد الباقي ص٣٤٨-٣٤٩.

8 انظر: الوجوه والنظائر، الدامغاني ص٢٧٠، بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي ٣/٢٠٨.

9 انظر: المصباح المنير، الفيومي ٢/٥٩٥.

10 انظر: جامع البيان، الطبري ٩/٢٠١.

11 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ٦٣.

12 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ١/٣٥٤، مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/٢٠٢، لسان العرب، ابن منظور ١٤/٢٣٤، تاج العروس، الزبيدي ٣٧/٥٦٤.

13 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٢٨٩، التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي ص ٤٢، الكليات، الكفوي ص ٥١٤.

14 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ٦٣.

15 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١٢/٥٠٦، المصباح المنير، الفيومي ٢/٥٢٥.

16 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٥/١٥٧.

17 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٤/١٤٠، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل الحنبلي ٣/١٠٤، لباب التأويل، الخازن ١/٩٧.

18 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ٤٤٧.

19 انظر: المصدر السابق ص ٤٤٨.

20 انظر: غريب القرآن، ابن قتيبة ص ٢٢٥، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٣/١٤١، جامع البيان، الطبري ١١/٢٦١، التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٨/٣٢٦.

21 جامع البيان، الطبري ١١/٢٦١.

22 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٢٠/١٩٥، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٤٨٤.السراج المنير، الشربيني٢/٢٢٣.

23 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٤١٧، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٨/١١٥.

24 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٢/١٨٢، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٥/١٤، النكت والعيون، الماوردي ٥/٣٠٣، مفاتيح الغيب، الرازي ٣/٥٦٣.

25 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٢/٤٥٧.

26 انظر: جامع البيان، الطبري ١٨/٢٧٢، معالم التنزيل، البغوي ٤/٢١٧، النكت والعيون، الماوردي ٣/٣٩٤، تفسير القرآن، السمعاني ٣/٣٢١، الكشاف، الزمخشري ٣/٥٢، المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/٣٧، مفاتيح الغيب، الرازي ٢٨/٥٧، التحرير والتنوير، ابن عاشور١٦/١٨٩.

27 انظر: جامع البيان، الطبري ١٨/٢٧٤.

28 انظر: الكشاف، الزمخشري ٤/٢٦٥، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/٢٢١.

29 انظر: الكشاف، الزمخشري ٢/٢٩٣، مفاتيح الغيب، الرازي ١٦/١٠٩.

30 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٥١١، المحرر الوجيز، ابن عطية ٥/٣٤٠، الكشاف، الزمخشري ٤/٥٧٩، مفاتيح الغيب، الرازي ٣٠/٥٨٩، أنوار التنزيل، البيضاوي ٥/٢٣٠.

31 تفسير القرآن العظيم ٨/٧٣.

32 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور٢٥/٢٦٣.

33 انظر: جامع البيان، الطبري ١٧/١٨٩، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٣/١٩٤، الكشاف، الزمخشري ٢/٦٠١، المحرر الوجيز، ابن عطية ٣/٣٨٦.

34 انظر: جامع البيان، الطبري ١٦/٣٦٦، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٩/٢٨٩.

35 انظر: التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب ٧/٧٩.

36 انظر: بحث: مفهوم الأسماء والصفات سعد ندا، منشور في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، العدد ٤٦ ، العام ١٤٠٠-١٤٠١هـ ص ٦١.

37 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٦٣١، تفسير القرآن، السمعاني ٦/٥٥، أنوار التنزيل، البيضاوي ٥/٢٤٨، مدارك التنزيل، النسفي ٣/٥٤٣.

38 انظر: المحرر الوجيز ٥/٣٧٣.

39 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٦٣١، تفسير القرآن، السمعاني ٦/٥٥، مدارك التنزيل، النسفي ٣/٥٤٣، أنوار التنزيل، البيضاوي ٥/٢٤٨، مفاتيح الغيب، الرازي ٣٠/٦٥١، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٩/١٩٧، تفسير المراغي ٢٩/٨٢.

40 انظر: سبل الهدى والرشاد، محمد الصالحي الشامي، ص ١٦.

41 انظر: فقه السيرة النبوية، محّمد سعيد البوطي ص ٦٩، الدعوة الإسلامية في عهدها المكي مناهجها وغاياتها، رؤوف شلبي ص ٣٠١.

42 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٤٣٨، أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/١٩٩، تفسير المراغي ١٣/١٥٤، تفسير الشعراوي ١٢/٧٥٣١.

43 انظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/١٩٩.

44 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٣/١٣٧، التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٣٢، البحر المحيط، أبو حيان ٦/٤٣٧.

45 انظر: أسباب نزول القرآن، الواحدي ص ٩٠، العجاب في بيان الأسباب، ابن حجر العسقلاني ١/٦٣٤.

46 انظر: النكت والعيون، الماوردي ١/٣٤٧، التفسير الوسيط، الواحدي ١/٣٩٢، تفسير القرآن، السمعاني ١/٢٧٨.

47 انظر: جامع البيان، الطبري ١٩/٣٦٥، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٢/٣٠٥.

48 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٧/٧١.

49 انظر: جامع البيان، الطبري ١٤/٣٠٧، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٣/٢١٣، أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/٢٣٤، البحر المحيط، أبو حيان ٦/٥٦٩.

50 انظر: في ظلال القرآن ١/٣١٦.

51 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب الدعاء، رقم ١٤٧٩، ٢/٧٦، والترمذي في سننه، أبواب من قال في القرآن برأيه، باب ومن سورة المؤمن، رقم ٣٢٤٧، ٥/٢١١، وابن ماجه في سننه، كتاب الدعاء، باب فضل الدعاء، رقم ٣٨٢٨ ، ٢/١٢٥٨.

قال الترمذي: حسن صحيح.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم ٣٤٠٧، ١/٦٤١.

52 انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٧/٨٤.

53 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة خيبر، رقم ٤٢٠٥، ٥/١٣٣.

54 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ٣/٢٧٢.

55 انظر: جامع البيان، الطبري ١٠/٢٤٩، المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/٤١٠.

56 انظر: جامع البيان، الطبري ١٠/٢٤٩، النكت والعيون، الماوردي ٢/٢٣١، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٢/٢٥٩، الوجيز، الواحدي ص ٣٥٨، تفسير القرآن، السمعاني ٢/١١٣، المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/٤١٠، التحرير والتنوير، ابن عاشور٨/١٧١.

57 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٣/٦٥، التفسير الوسيط، الواحدي ٢/٦٢٤، تفسير القرآن، السمعاني ٣/٥٣، التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٣/٣٤.

58 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب، رقم ٦١١٤، ٨/٢٨، ومسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب، رقم ٢٦٠٩، ٤/٢٠١٤.

59 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب من كظم غيظاً، رقم ٤٧٧٧، ٤/٢٤٨، والترمذي في سننه، أبواب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب في كظم الغيظ، رقم ٢٠٢١، ٤/٣٧٢، وابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب الحلم، رقم ٤١٨٦، ٢/١٤٠٠.

وحسنه الألباني في صحيح الجامع رقم ٦٥٢٢، ٢/١١١٢.

60 انظر: جامع البيان، الطبري ١٤/٣٤٤، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٢٠٢، أنوار التنزيل البيضاوي ١/٨٩، فتح القدير، الشوكاني ١/١٢٠، روح المعاني، الألوسي ١/١٥٨.

61 انظر: جامع البيان، الطبري ١٠/٤٤٤، تفسير القرآن، السمعاني ٢/٥٠، التفسير الوسيط، الواحدي ٢/٢٠٥، مفاتيح الغيب، الرازي ١٢/٣٩٢، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٦/٢٣٧، أنوار التنزيل، البيضاوي ٢/١٣٤، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٣/١٣١.

62 انظر: أحكام القرآن، الجصاص ١/٢٩، تفسير القرآن، السمعاني ٢/٥٠، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٨/٩٧، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٨٧، المنار، محمد رشيد رضا ٦/٤٠٨.

63 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٨/١٤٤، أضواء البيان، الشنقيطي ٨/٨٥، التفسير المنير، الزحيلي ٢٨/١٢٨.

64 انظر: جامع البيان، الطبري ٧/١٤٥، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ١/٤٦١، التفسير الوسيط، الواحدي ١/٤٨٣، تفسير القرآن، السمعاني ١/٣٥١، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٤/٦٤.

65 انظر: الوجيز، الواحدي ص ٢٢٨، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٨/١٤٤، أضواء البيان، الشنقيطي ٨/٨٥، التفسير المنير، الزحيلي ٢٨/١٢٨.

66 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ٢٥٩، لسان العرب، ابن منظور ٥/١٨٣، تاج العروس، الزبيدي٩/١٢٢.

67 انظر: الكشاف، الزمخشري ٢/٣٣٧، مفاتيح الغيب، الرازي ١٦/٦٥، أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/١٠٩.

68 انظر: مدارك التنزيل، النسفي ٢/٦١٢، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٤٠٦.

69 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٩/٢٨٤، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٤/٩٨.

70 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب ما يدعى الناس بآبائهم، رقم ٦١٧٧، ٨/٤١، ومسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب تحريم الغدر، رقم ١٧٣٥، ٣/١٣٥٩.

71 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٢٩٩.

72 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٣١٠، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٥/١٥٥، النكت والعيون، الماوردي ٥/٥١٧، الكشاف، الزمخشري ٤/٥١٢.

73 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٣١٠، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٥/١٥٥، المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٤٠٤، النكت والعيون، الماوردي ٥/٥١٧، الكشاف، الزمخشري ٤/٥١٢.

74 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٣١٠، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٥/١٥٥.

75 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب غزوة الفتح، رقم ٤٢٧٤، ٥/١٤٥، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة، رقم ٢٤٩٤، ٤/١٩٤١.

76 انظر: البحر المحيط في أصول الفقه، بدر الدين الزركشي٤/٢٦٩، شرح الكوكب المنير، ابن النجار الحنبلي ٣/١٧٧.

77 انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٢/١٥٨.

78 انظر: غريب القرآن، ابن قتيبة ص٩٠، معاني القرآن، النحاس ١/٢٢٨، أحكام القرآن، ابن العربي ١/٢٨٥.

79 انظر: جامع البيان، الطبري ٥/١٠٥، النكت والعيون، الماوردي ١/٣٠٤، أحكام القرآن، ابن العربي ١/٢٨٨، المحرر الوجيز، ابن عطية ١/٣١٥.

80 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٤٨٣، أحكام القرآن، ابن العربي ١/٢٨٧، البحر المحيط، أبو حيان ٢/٥٢٢، تفسير المراغي ٢/١٩٤.

81 انظر: جامع البيان، الطبري ٥/١٠٥، النكت والعيون، الماوردي ١/٣٠٤، أحكام القرآن، ابن العربي ١/٢٨٨، المحرر الوجيز، ابن عطية ١/٣١٥.

82 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٤٨٣.

83 انظر: في ظلال القرآن ١/٢٥٥.

84 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٥٨٤، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٨/٢٢٩، التفسير المنير، الزحيلي ٢٩/٨٩.

85 انظر: في ظلال القرآن ٦/٣٦٨٠.

86 انظر: تفسير القرآن، السمعاني ٢/٥٠، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٨/٩٧، المنار، محمد رشيد رضا ٦/٤٠٨، التفسير المنير، الزحيلي ١/٩٣.

87 انظر: معاني القرآن، النحاس ٣/٣٠٠، النكت والعيون، الماوردي ٢/٤٣٨، مفاتيح الغيب، الرازي ٢٥/٢٠٨، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٢/٢٠٩.

88 انظر: جامع البيان، الطبري ١٨/٢٩١، معاني القرآن، النحاس ٣/٢٩٩، التفسير الوسيط، الواحدي ٢/٥٥٠، تفسير القرآن، السمعاني ٢/٣٨٩.

89 انظر: معاني القرآن، النحاس ٣/٣٠٠، النكت والعيون، الماوردي ٢/٤٣٨، مفاتيح الغيب، الرازي ٢٥/٢٠٨، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ١٦/٧١، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٨/٣٥٢، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٢/٢٠٩.

90 انظر: جامع البيان، الطبري ٦/١١٤، مفاتيح الغيب، الرازي ٧/١٠٤، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٣/٤٢١، البحر المحيط، أبو حيان ٢/٧٥٠، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٥٦٥.

91 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٥٦٥.

92 أخرجه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى:( وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ ) ، رقم ٤٥٤٥، ٦/٣٣، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان قوله تعالى: ( وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ )، رقم ١٢٥، ١/١١٥.

93 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٧/١٠٤، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٣/٤٢١، البحر المحيط، أبو حيان ٢/٧٥٠.

94 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٥٦٧.

95 انظر: النكت والعيون، الماوردي ١/٣٦٠، المحرر الوجيز، ابن عطية ١/٣٨٩

96 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العتق، باب الخطأ والنسيان في العتاقة والطلاق ونحوه، ولا عتاقة إلا لوجه الله، رقم ٢٥٢٨، ٣/١٤٥، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب تجاوز الله عن حديث النفس والخواطر بالقلب، إذا لم تستقر، رقم ١٢٧، ١/١١٦.

97 انظر: البحر المحيط في أصول الفقه، بدر الدين الزركشي ٥/٢٤٧، المسودة في أصول الفقه، آل تيمية ص ١٩٦، شرح الكوكب المنير، ابن النجار الحنبلي ٣/٦٦.

98 انظر: التفسير المنير، الزحيلي ٣/١٢٨.

99 انظر: جامع البيان، الطبري ٦/١١٤، مفاتيح الغيب، الرازي ٧/١٠٤، البحر المحيط، أبو حيان ٢/٧٥٠، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٥٦٥.

100 انظر: مقال: المحافظة على الأسرار، عبداللطيف الحسين، منشور في مجلة البيان، تصدر عن المنتدى الإسلامي، العدد ١٩٧، السنة ١٩، ص ٢٨.

101 انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها، عبدالرحمن حبنكة الميداني ٢/٣٦١.

102 انظر: جامع البيان، الطبري ١٣/٤٨٠، التفسير الوسيط، الواحدي ٢/٤٥٣، مفاتيح الغيب، الرازي ١٥/٤٧٥، المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/٥١٧.

103 انظر: جامع البيان، الطبري ١٣/٤٨٠، التفسير الوسيط، الواحدي ٢/٤٥٣، مفاتيح الغيب، الرازي ١٥/٤٧٥، المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/٥١٧.

104 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المغازي، باب فضل من شهد بدراً، رقم ٣٩٨٣.

105 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب (لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء )، رقم ٤٢٧٤، ٥/١٤٥.

وانظر: أسباب النزول، الواحدي ص ٣٤٦، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٤١.

106 انظر: جامع البيان، الطبري ٨/٥٦٨، النكت والعيون، الماوردي ١/٥١١، مفاتيح الغيب، الرازي ١٠/١٥٣، البحر المحيط، أبو حيان ٣/٧٢٦، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٣٢٢.

107 انظر: الكشاف، الزمخشري ١/٥٤١.

108 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور٢٨/٣٥٢.

109 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأيمان والنذور، باب إذا حرم طعامه ، رقم ٦٦٩١، ٦/١٥٨، ومسلم في صحيحه، كتاب الطلاق، باب وجوب الكفارة على من حرم امرأته، ولم ينو الطلاق، رقم ١٤٧٤، ٢/١١٠٠.

110 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب تحريم إفشاء سر المرأة، رقم ١٤٣٧، ٢/١٠٦٠.

111 انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٢/١١٣.

112 انظر: سبل السلام، الصنعاني ٢/٦٧٨.

113 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب علامات المنافق، واللفظ له، رقم ٣٤، ١/١٦، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق، رقم ٥٨، ١/٧٨.

114 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمار وحذيفة رضي الله عنهما، رقم ٣٧٤٢، ٥/٢٥.

115 أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، رقم ٢٤٥٥، ٣/٥٥، والبيهقي في شعب الإيمان، رقم ٦٢٢٨، ٩/٣٤.

وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم ١٤٥٣، ٣/٤٣٩.