عناصر الموضوع

مفهوم الوجه

الوجه في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

إثبات الوجه لله تعالى

أنواع الوجوه وصفاتها

أسباب بياض الوجوه وسوادها

أحكام تتعلق بالوجه

ابتغاء وجه الله بالأعمال الصالحة

الوجه في المثل القرآني

نعيم الوجوه وعذابها في الآخرة

الوجه

مفهوم الوجه

أولًا: المعنى اللغوي:

الواو والجيم والهاء: أصل واحد يدل على مقابلة لشيء، والوجه مستقبل لكل شيء، وربما عبر عن الذات بالوجه؛ والجمع الوجوه 1،ويقال: هذا وجه الرأي أي: هو الرأي نفسه؛ مبالغة، أشار إليه الراغب، وقد تكون مجازًا: كوجيه ووجهاء بمعنى: سيد القوم، يقال: هؤلاء وجوه البلد ووجهاؤه، أي: أشرافه» 2، وفي مختار الصحاح: «الوجه والجهة بمعنى»3، ووجه: أي صار وجيهًا: أي شريفًا ذا جاه 4.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

عرفه الشافعية والحنابلة بأنه: «ما بين منابت شعر الرأس إلى الذقن ومنتهى اللحيين طولًا، ومن الأذن إلى الأذن عرضًا»5.

وعرفه الحنفية بأن حد الوجه: «من قصاص الشعر إلى أسفل الذقن، وإلى شحمتي الأذنين»6.

وعرفه المالكية: « من قصاص شعر الرأس إلى آخر الذقن طولًا، ومن الصدغ7 إلى الصدغ عرضا»8.

وبالنظر إلى تعريفات اللفظ في اللغة وتعريفاتها في الاصطلاح تظهر العلاقة جلية؛ إذ الوجه في الإنسان ما يحصل به المواجهة والاستقبال.

الوجه في الاستعمال القرآني

وردت مادة (وجه) في القرآن الكريم (٧٥) مرة9.

والصيغ التي وردت، هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

٢

( ) [الأنعام:٧٩]

الفعل المضارع

١

( ) [النحل:٧٦]

الأسماء

٧٢

( ) [البقرة:١١٥]

وجاء الوجه في القرآن على أربعة أوجه10:

الأول: الدين: ومنه قوله تعالى: ( ) [النساء:١٢٥]. يعني: أخلص دينه لله.

الثاني: الوجه بعينه: ومنه قوله تعالى: ( ) [آل عمران:١٠٦]. يعني: الوجه بعينه.

الثالث: أول: ومنه قوله تعالى: ( )[آل عمران:٧٢]. يعني: أول النهار.

الرابع: الحقيقة: ومنه قوله تعالى: ( )[المائدة:١٠٨]. أي: على حقيقتها.

الألفاظ ذات الصلة

الذات:

الذات لغةً:

ما يصلح لأن يعلم ويخبر عنه، وذات الشيء نفسه، عينه، جوهره، واسم الذات عند النحاة: ما علق على ذات كالرجل، الأسد11.

الذات اصطلاحًا:

ما يصلح أن يحكم عليه بالوجود أو بالعدم أو بغير ذلك، وذات الشيء ما يخصه ويميزه عن جميع ما عداه، وقد يراد بذات الشيء ذلك الشيء مجردًا عما سواه12.

الصلة بين الوجه والذات:

مما سبق يتضح لنا الفرق جليًا بين الوجه والذات؛ وأن الوجه جزء من الذات، أو هو الذات.

الظهر:

الظهر لغةً:

(ظهر) الظاء والهاء والراء أصل صحيح واحد يدل على قوة وبروز، من ذلك: ظهر الشيء يظهر ظهورا فهو ظاهر، إذا انكشف وبرز، ولذلك سمي وقت الظهر والظهيرة، وهو أظهر أوقات النهار وأضوؤها، والأصل فيه كله ظهر الإنسان، وهو خلاف بطنه، وهو يجمع البروز والقوة13.

الظهر اصطلاحًا:

قال اللحياني: «والظهر من الإنسان: من لدن مؤخر الكاهل إلى أدنى العجز عند آخره»14.

الصلة بين الوجه والظهر:

الوجه هو مستقبل كل شيء، أما الظهر فهو الجهة المعاكسة للوجه لنفس الجسم.

الدبر:

الدبر لغةً:

(دبر) الدال والباء والراء. أصل هذا الباب أن جله في قياس واحد، وهو آخر الشيء وخلفه خلاف قبله، وفي الحديث: (لا تدابروا)15، وذلك أن يترك كل واحد منهما الإقبال على صاحبه بوجهه16.

الدبر اصطلاحًا:

لا يختلف التعريف الاصطلاحي للدبر عن التعريف اللغوي تقريبًا فهو مشتق من اللغة أيضًا وتأتي بمعنى: الظهر، قال الجوهري: «والدبر: الظهر».

الصلة بين الوجه والدبر:

الوجه هو مستقبل كل شيء، أما الدبر فهو الجهة المعاكسة للوجه وليس بالضرورة أن تكون لنفس الجسم أو الشخص.

إثبات الوجه لله تعالى

أولًا: صفة الوجه بين المثبتين والنافين:

صفة الوجه لله تبارك وتعالى من الصفات الخبرية الذاتية التي جاء بها الكتاب والسنة، وقال بها سلف الأمة فما على المسلم إلا التسليم لقول الله تبارك وتعالى وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وفهم سلف هذه الأمة لنصوص الصفات، وقد كان سيد الرسل محمد صلى الله عليه وسلم يدعو ربه ويلح في الدعاء طالبا النظر إلى وجهه تعالى، فلا يعقل أن يسأل الرسول ربه ما لا يجوز 17.

وقد أشكلت على الخلف على الرغم من ثبوتها بصريح القرآن وصحيح السنة، والعقل تابع ومصدق وغير رافض، ولذا أطبق السلف وأتباعهم على الإيمان بهذه الصفة كغيرها من صفات الله تعالى وإثباتها على ما يليق به لا يفسرونها بالذات، ولا يطلقون عليها شيئًا من الألقاب التي يرددها النفاة مثل العضو أو الجزء، وغير ذلك من الألقاب التي يطلقونها ليتذرعوا بها إلى نفيها بدعوى أن إثبات هذه الصفة يعني التركيب المستلزم للحاجة والافتقار18.

وقد كان إثبات الإمام البيهقي لهذه الصفة إثباتًا حقيقيًا، على وجه يليق بجلال الله وعظمته، وكانت أدلته لإثبات هذه الصفة شرعية بحتة، نظرًا لكونها من الصفات التي لا تثبت إلا بالسمع، فأورد كثيرًا من الآيات والأحاديث الناطقة صراحة بإثباتها 19.

قال الحافظ ابن منده: «ومن صفات الله عز وجل التي وصف بها نفسه قوله: ( ) [القصص:٨٨].

وقال: ( ) [الرحمن:٢٧].

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بوجه الله من النار والفتن كلها، ويسأل به، ثم سرد أحاديث بسنده، ثم قال: بيان آخر يدل على أن العباد ينظرون إلى وجه ربهم عز وجل، وسرد بسنده ما يدل على ذلك»20.

وقال الأصبهاني: «ذكر إثبات وجه الله عز وجل الذي وصفه بالجلال والإكرام والبقاء في قوله عز وجل: ( ) [الرحمن:٢٧]» 21.

الأدلة من القرآن والسنة على إثبات صفة الوجه

ولقد أثبت الله لذاته المقدسة صفة الوجه في أربع عشرة آية من آي الذكر الحكيم22، منها:

  1. الوجوه المستبشرة.

    يقول الله جل جلاله: ( ) [عبس:٣٨-٣٩].

    أي: «مضيئة مشرقة منورة بنور الإيمان»41.

    قال الألوسي: «مضيئة متهللة»42، وقال سيد قطب «فهذه وجوه مستنيرة منيرة متهللة ضاحكة مستبشرة، راجية في ربها، مطمئنة بما تستشعره من رضاه عنها»43.

    فهذه الوجوه تنطق بلسان حالها بشرًا وإشراقًا، بلغة واضحة جلية.

  2. الوجوه المبيضة.

    قال تعالى: ( ﯛﯜ ) [آل عمران:١٠٦-١٠٧]

    إن ابيضاض الوجوه مفردة من مفردات لغة الجسد، وهي تدل بوضوح على الوضاءة والسرور، قال الثعلبي: «ابيضاض الوجوه: إشراقها واستبشارها وسرورها بعملها»44، وقال الراغب: «ابيضاض الوجه عبارة عن المسرة»45.

  3. الوجوه النضرة.

    قال تعالى: ( ) [القيامة:٢٢].

    وقال أيضًا: ( ) [المطففين:٢٤].

    قال الطبري: «نضرة الوجوه: حسنها»46، وقال الواحدي: «مضيئةٌ حسنةٌ»47.

    فقد كان النعيم والبهجة واللذة أحاسيس ومشاعر كامنة ترجمها الوجه بلسان حاله، وبلغته الخاصة؛ قال السعدي: « أي: حسنة بهية، لها رونق ونور، مما هم فيه من نعيم القلوب، وبهجة النفوس، ولذة الأرواح»48؛ فالنضارة ترجمةٌ للسرور قال البقاعي: «النضرة في الوجه والسرور في القلب»49.

  4. الوجوه الناعمة.

    قال تعالى: ( ) [الغاشية:٨].

    إن مفردة (النعومة) في لغة الوجه تعني: السرور الشديد؛ قال السعدي: «قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور»50.

    ويؤكد هذا المعنى سيد قطب فيقول: «فهنا وجوه يبدو فيها النعيم، ويفيض منها الرضى، وجوه تنعم بما تجد، وتحمد ما عملت، فوجدت عقباه خيرًا، وتستمتع بهذا الشعور الروحي الرفيع، شعور الرضى عن عملها»51.

  5. الوجوه المتشوقة.

    قال تعالى: ( ﮡﮢ ﮥﮦ ) [البقرة:١٤٤].

    إن مفردة (تقلب الوجه) تعني: الطلب بمنتهى الأدب؛ وقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم ربه بهذه اللغة؛ يقول الشعراوي: « إن الله سبحانه يحيط رسوله صلى الله عليه وسلم بأنه قد رأى تقلب وجه رسوله الكريم في السماء وأجابه ليتجه إلى القبلة التي يرضاها »52.

    فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوجه إلى ربه بدعاء صامتٍ - إن صح التعبير -، فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل بصره في السماء متشوقًا لتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام، فهي حالة جسدية يظهر فيها أيضًا الأدب مع الله عز وجل في الدعاء فحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يستخدم الكلام في الدعاء، ولكنه قلب وجهه في السماء دلالة على هذا الدعاء53.

    ثانيًا: وجوه أهل الشقاء:

  1. الوجوه المسودة.

    قال تعالى: ( ﯛﯜ ) [آل عمران:١٠٦].

    وقال أيضًا: ( ﭻﭼ ﭿ ) [الزمر:٦٠].

    إن اسوداد الوجوه ترجمةٌ للخزي والهوان كما يقول السعدي: «هؤلاء اسودت وجوههم بما في قلوبهم من الخزي والهوان والذلة والفضيحة»54، وقال ابن عاشور: «وقد جعل الله اسوداد الوجوه يوم القيامة علامة على سوء المصير»55.

    وقد عد الزجاج الاسوداد عنوانًا عريضًا لأهل النار فقال: «ويعرفون أصحاب النار بسيماهم وسيماهم اسوداد الوجوه»56.

  2. الوجوه الباسرة.

    قال تعالى: ( ) [القيامة:٢٤].

    إن هذه الوجوه الباسرة وجوه شقية، تترجم القنوط واليأس والإحباط بلسان حالها فهي كالحةٌ سوداء، يقول البغوي: «عابسة كالحة مغبرة مسودة»57.

    وقال البيضاوي: «شديدة العبوس»58.

    ويترجم البقاعي هذه المفردة فيقول: «أي شديدة العبوس والكلوح والتكره لما هي فيه من الغم كأنها قد غرقت فيه فرسبت بعد أن سبرت أحوالها، فلم يظهر لها وجه خلاص»59.

  3. الوجوه الخاشعة.

    قال تعالى: ( ) [الغاشية:٢-٣].

    إن هذا الخشوع لهذه الوجوه ليس خشوع عبادة، بل خشوع ذلة ومهانة؛ فكأن الخشوع بلغة لسان الحال له أصلان: أصل يدل على العبادة، والأصل الثاني يدل على الذلة والمهانة، وفي هذه الآية فإنه يدل على الأصل الثاني، يقول الرازي: «خاشعة أي: ذليلة قد عراهم الخزي والهوان»60.

    يقول سيد قطب مترجمًا هذه المعاني: «فهناك: يومئذ وجوه خاشعة ذليلة متعبة مرهقة عملت ونصبت فلم تحمد العمل ولم ترض العاقبة، ولم تجد إلا الوبال والخسارة، فزادت مضضًا وإرهاقًا وتعبًا، فهي: «عاملةٌ ناصبةٌ» عملت لغير الله، ونصبت في غير سبيله»61.

  4. الوجوه المنكرة.

    قال تعالى: ( ﯵﯶ ) [الحج:٧٢].

    إن الإنكار الذي يظهر على هذه الوجوه إنما هو ترجمة لكره الحق واتباعه؛ فإذا تليت على هؤلاء الآيات، فإنك تستطيع قراءة الكره على صفحات وجوههم المعاندة، قال البيضاوي: « الإنكار لفرط نكيرهم للحق وغيظهم لأباطيل أخذوها تقليدًا »62.

    يقول الشعراوي مفسرًا ذلك المنكر الذي بدا على تلك الوجوه، قارئًا معناه بوضوح: « أي: الكراهية تراها وتقرؤها في وجوههم عبوسًا وتقطيبًا وغضبًا وانفعالًا، ينكر ما يسمعون، ويكاد أن يتحول الانفعال إلى نزوع غضبي يفتك بمن يقرأ القرآن لما بداخلهم من شر وكراهية لما يتلى عليهم»63.

    أسباب بياض الوجوه وسوادها

    الوجه صفحة يقرأ عنها ما استقر في قلب الإنسان، ويظهر ذلك على شكل بياضٍ معنويٍ للوجه أو سواد، ويرجع ابيضاض الوجوه أو اسودادها المعنويين في الدنيا لأسباب عدة سنتعرض لها فيما بعد، أما البياض والسواد الحقيقيين فهما في الآخرة، حيث يكون السواد مذمة والبياض نعمة.

    أولًا: أسباب بياض الوجوه:

    قال تعالى: ( ﯛﯜ ) [آل عمران:١٠٦].

    فهذه الآية تتحدث عن البياض والسواد الحقيقيين في الآخرة وليس في الدنيا، قال أبو جعفر: «يعني بذلك جل ثناؤه: أولئك لهم عذاب عظيم في يوم تبيض وجوه وتسود وجوه» 64.

    قال الشوكاني «يوم تبيض وجوه، أي: يوم القيامة»65.

    وجاءت تفسيرات كثيرة تصف من تبيض وجوههم يوم القيامة ومن تسود، وحاصلها أن البياض يخص المتقين والسواد يخص اليهود والكافرين، عن عطاء «تبيض وجوه المهاجرين والأنصار وتسود وجوه بني قريظة والنضير»66.

    قال تعالى: ( ) [آل عمران:١٠٧].

    فمن أسباب بياض الوجوه في الآخرة رؤية المؤمن كتابه كما قال الشوكاني: «إذا قرأ المؤمن كتابه رأى حسناته فاستبشر وابيض وجهه»67.

    أما ابيضاض الوجوه في الدنيا فمعنوي - كما تقدم - ويظهر على شكل بشرٍ في الوجوه وقبولٍ، حتى وان كانت البشرة سوداء فالسواد في الدنيا ليس مذمة بل يكون أحيانًا نعمة ينعمها الله على الإنسان، حيث يحميه من قسوة البيئة وحرارة الشمس.

    يقول الشعراوي: «وهنا يجب أن نعلم أن الاسوداد والابيضاض هما من آثار اختلاف البيئات في الدنيا، فالشخص الأسود يزيد الله في تكوينه عن الشخص الأبيض بما يناسب البيئة، لأن المادة الملونة للبشرة في جسده موجودة بقوة، لتعطيه اللون المناسب لمعايشة ظروف البيئة، أما أبيض البشرة فلا يملك جسده القدر الكافي من المادة الملونة، لأن بيئته لا تحتاج مثل هذه المادة الملونة» 68.

    ومن أسباب البياض المعنوي في الدنيا الأعمال الصالحة المقرونة بالقلوب النقية المتصفة بالصفات الحميدة، وبنظرة متعمقة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نجد أن بعض الصفات تكرر بصورة أكبر من غيرها، وقد تكون هي الأسباب الرئيسة لذلك البياض المعنوي وهي كالآتي:

  1. التقوى.

    من أهم أسباب ابيضاض الوجوه تحقق التقوى في القلب، ولقد ورد ذكر التقوى في القرآن في مائة وخمسين وثماني آيات، وسبعة وأربعين حديثًا؛ فالتقوى نتيجة حتمية، وثمرة طبيعية للشعور الإيماني العميق الذي يتصل بمراقبة الله تعالى، والخشية من جبروته، والخوف من غضبه وعقابه، والطمع بعفوه وثوابه، وقد اهتم القرآن الكريم بفضيلة التقوى اهتمامًا كبيرًا؛ بل أمر بها وحض عليها في كثيرٍ من الآيات، حيث لا تكاد تخلو صفحة من صفحاته من حقيقة التقوى69.

    وإن من أسمى ثمرات التقوى الوصول إلى محبة الله؛ قال تعالى: ( )[التوبة:٤[، وقال أيضًا: ( )[التوبة:٧].

    وقال أيضًا: ( )[آل عمران:٧٦].

  2. الصدق.

    وقد حث الله عليه في كتابه الكريم، وحض عليه رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم في غير موضع من سنته المطهرة، فقد ورد ذكره في القرآن الكريم في اثنتين وتسعين آية، وفي السنة المطهرة في أربعةٍ وأربعين حديثًا.

    لقد جاء الدين مهذبًا للنفوس ومكملًا لمكارم الأخلاق وحاملًا للإنسان على استخدام العقل وتحري الصدق والأمانة من أجل رضى الله وخير الناس جميعًا، ولقد حض الله المؤمنين على الصدق حيث قال: ( ) [التوبة:١١٩].

    لذا وجب الاتصاف بالصدق الذي هو كما قال ابن القيم: «سيف الله في أرضه، والذي ما وضع على شيء إلا بتره، ولا واجه باطلًا إلا أرداه وصرعه »70.

    وقال الفضيل بن عياض: «لم يتزين العباد بشيء أفضل من الصدق، والله سائل الصادقين عن صدقهم، فكيف بالكذابين المساكين»71.

    ومن عظم أهمية الصدق فقد «ورد لفظه بصيغه المختلفة مائة وسبعًا وعشرين مرة في مائة وعشرين آية»72، وقد اتصف به الأنبياء جميعًا قال تعالى: ( )[مريم:٤١].

    وقال: ( ﭿ )[مريم:٥٦[، وأثنى الله على إسماعيل عليه السلام، فقال: ( )[مريم:٥٤].

  3. الأمانة.

    لقد ورد ذكرها في القرآن في ست عشرة آية، وثلاثين حديثًا، ولقد تحدث القرآن الكريم عن فضيلة الأمانة في أكثر من موطن، منوها بشأنها، حاثًا على رعايتها وصيانتها، وتبدو أهميتها من خلال اتصاف الأنبياء جميعًا بها فهي من أبرز أخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام فنوح وهود وصالح ولوط وشعيب في سورة الشعراء يخبرنا الله عز وجل أن كل رسول من هؤلاء قد قال لقومه: ( ﯿ )، وقد وصف جبريل عليه السلام بالأمانة فقد قال تعالى: ( ) [الشعراء:١٩٣].

    وقال فيه أيضًا: ( ) [التكوير:٢١].

    وهؤلاء جميعًا اتصفوا ببياض الوجوه.

  4. حسن الخلق.

    إن حسن الخلق هو الحلة الجميلة التي يتحلى ويزدان بها المسلم، وهو من صفات الأنبياء والمرسلين، وبعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق)73.

    وقد عده النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن خصال الإيمان فقال: (أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا)74.

    بل هو أعظم العبادات عند الله عز وجل، ولذلك وصف الله تعالى به خير المرسلين فقال: ( ) [القلم:٤].

    وقد ورد ذكره في ثماني آيات، وستةٍ وخمسين حديثًا.

    ولقد جمع قول الله تعالى: ( ) [الأعراف:١٩٩].

    مكارم الأخلاق جميعًا.

    فمن تحلى بهذه الأخلاق القرآنية انعكس على وجهه بياضًا وبشرًا.

    ثانيًا: أسباب سواد الوجوه:

    السواد الحقيقي كما تقدم يكون يوم القيامة عند رؤية الكافر لكتابه، قال الشوكاني: «وإذا قرأ الكافر كتابه رأى سيئاته فحزن واسود وجهه»75.

    ومن أسباب السواد المعنوي في الدنيا: الأعمال السيئة المقرونة بالقلوب الخبيثة المتصفة بالصفات الذميمة، قال بعض السلف: لو ادهن صاحب البدعة كل يوم بدهان فإن سواد البدعة لفي وجهه76.

    وبنظرة متعمقة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم نجد أن بعض الصفات تكرر بصورة أكبر من غيرها، وقد تكون هي الأسباب الرئيسة لذلك السواد المعنوي وهي كالآتي:

  1. الكِبْر.

    الكبر من أهم اسباب اسوداد الوجوه، حيث يجعل في القلب نكتة سوداء يظهر أثرها واضحا جليًا على وجوه المتكبرين، وقد ورد في ذم الكبر سبعٌ وأربعون آية، وستةٌ وثلاثون حديثًا.

    وأفحش الكبر التكبر على الله مثل تكبر فرعون والنمرود على أن يكونا عبدين لله عز وجل، بل ادعيا الربوبية؛ فقد قال فرعون: ( ﭿ )[القصص:٣٨[، وقال: « ( ) [النازعات:٢٤].

    وقال النمرود: ( )[البقرة:٢٥٨[، وكانت النتيجة من الله عز وجل، ( )[غافر:٦٠].

    وقد تكبر قارون على قومه حيث قال تعالى: ( )[القصص:٧٦].

    قال الواحدي: «( ) بالكبر والتجبر والبذخ وكثرة المال»77.

    وكان عقاب الله تعالى له: ( )[القصص:٨١].

  2. النفاق.

    إن من أكبر المصائب، وأعظم مسببات اسوداد الوجوه، استيلاء النفاق على القلب، أو مخالطته للأعمال، كيف لا وقد كان السلف الصالح يخافون من النفاق أشد الخوف، لما يعلمون من خطره، ولما تبين لهم من ضرره، فقد أخرج البخاري في صحيحه أن ابن أبي مليكة قال: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه»78، وقد ورد ذكر النفاق والمنافقين في أربعٍ وعشرين آية، وواحدٍ وخمسين حديثًا.

    إن أكبر خطر يهدد الدعوة؛ بل الأمة الإسلامية على مر العصور هو النفاق، ولذلك قال الله تعالى: ( )[المنافقون:٤].

    والحصر في الآية لبيان أولويتهم في العداوة، ولهذا كان مصيرهم يوم القيامة أسوأ مصير في الدرك الأسفل من النار؛ قال تعالى: ( )[النساء:١٤٥].

  3. الرياء.

    الرياء داءٌ خطير، ووباءٌ وبيل، خافه النبي صلى الله عليه وسلم على أمته، وما ذاك إلا لشدة خفائه، ولعظيم خطره، فهو سببٌ لعدم قبول الأعمال، وقد أضحى مزلةً لأقدام كثيرٍ من العلماء والدعاة ومعوقًا كبيرًا على طريق الدعوة إلى الله، وقد ذمه الله عز وجل في اثنتي عشرة آية، وذمه النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين حديثًا.

    إن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا صوابًا، والخالص هو: ما ابتغي به وجه الله، والصواب هو: ما كان موافقًا لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لقول الله تعالى: ( )[الكهف:١١٠].

    وقوله تعالى: ( )[البقرة:٢٦٤].

    قال ابن كثير: أي: «لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى، كما تبطل صدقة من راءى بها الناس، فأظهر لهم أنه يريد وجه الله وإنما قصده مدح الناس له أو شهرته بالصفات الجميلة، ليشكر بين الناس، أو يقال: إنه كريم ونحو ذلك من المقاصد الدنيوية، مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه»79.

  4. الأثرة.

    إن الأثرة معولٌ هدام وشرٌ مستطير، وبها تحل النقم، وتذهب النعم، وهي دليلٌ على دناءة النفس وخستها، تؤذي وتضر، وتجلب الخصام والنفور، وبها يضيع العدل، وينتفي الخلق، وهي ظلمٌ اجتماعي يدمر المجتمع، وظلام في الوجه يدمر القلب، فقد ذمها الله في آيتين عظيمتين، وذمها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في تسعةٍ وعشرين حديثًا.

    وقد حذر الله منها أشد تحذير فقال: ( )[النازعات ٣٧-٣٩].

    وقول الله تعالى: ( ﭿ )[التوبة:٢٤].

    أحكام تتعلق بالوجه

    لقد تعلق بالوجه أحكامٌ كثيرة كاستقبال القبلة والوضوء والتيمم والسجود وغير ذلك، فالوجه نعمة إلهية من الله علينا بها.

    أولًا: الوجه نعمة إلهية:

    إن الوجه هو المرآة التي تعكس ما يختلج في النفس البشرية من أفكار وما يعتري الإنسان من عواطف، فتترجم بلسان الحال إلى لغة خاصة، يستطيع قراءتها وفهمها من له دراية بلغة الجسد، فعند التأمل في وجه إنسان تقرأ ما يفكر فيه، وقد قال عثمان بن عفان رضي الله عنه: «ما أسر أحدٌ سريرةً إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه»80.

    والوجه في مجموعه يكون نظامًا متكاملًا، فالجبهة والعينان والأنف والأذنان والشفتان والذقن والفم، توجد بينها علاقة متبادلة، بحيث تؤدي جميعًا أعمالًا وظيفية، لا يمكن لأي منها أن يؤديها وحده أبدًا، بالإضافة إلى ما يسهم به كل منها في تكوين المظهر الكلي للوجه، والذي تؤدي تعابيره دورًا مهمًا بوصفها مصدرًا للبيانات المتعلقة بالحالات الانفعالية للإنسان، كحالات الفرح والحزن والخوف والدهشة والغضب والاشمئزاز والازدراء81.

    ويظهر ذلك من خلال اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بلغة الوجه وحرصه عليها كثيرًا، ومن الأمثلة على ذلك، قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)82.

    وقوله صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة)83.

    ومن عظيم خلق الله أن من علينا بنعمة الوجه الحسن قال تعالى: ( )[التين:٤].

    وقال أيضًا: ( ) [الانفطار:٧-٨].

    قال السمعاني: «جعلك قائما معتدلا حسن الصورة» 84.

    «قال أبو عليٍ الفارسي: «عدلك»:خلقك، فأخرجك في أحسن تقويم، مستويًا على جميع الحيوان والنبات، وواصلًا في الكمال إلى ما لم يصل إليه شيء من أجسام هذا العالم»85.

    ثانيًا: إخلاص العبادة لله تعالى:

    إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى من الأمور العظيمة والجليلة، كيف لا وهي وظيفة الرسل والأنبياء.

    يقول الله عز وجل: ( ) [الأنبياء:٢٥].

    ولذلك كان حريًا بكل مسلم أن يكون داعيًا إلى الله عز وجل، ولا شك أن الداعية إلى الله عز وجل لا يكون داعيًا ناجحًا موفقًا في دعوته إلا بإخلاص عمله كله لله، ومتابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أموره، والداعية الناجح من يعتبر أن الإخلاص من أهم الأركان التي يقوم عليها نجاح أي فكرة من الأفكار أو إنجاز أي عمل من الأعمال، فبه تقوى الفكرة وترتفع الراية، وبه ينجح العمل وتحصل الغاية، وقد ورد ذكره في ثلاثٍ وعشرين آية، وأربعة وثلاثين حديثًا.

    الإخلاص هو تجريد قصد التقرب إلى الله تعالى عن جميع الشوائب فإذا امتزج قصد التقرب بباعث آخر من رياء أو غيره من حظوظ النفس فقد خرج عن الإخلاص ومن كلام الفضيل بن عياض ترك العمل من أجل الناس رياء والعمل من أجل الناس شرك والإخلاص أن يعافيك الله منهما 86.

    وجاء في تزكية النفوس «هو إفراد الله عز وجل بالقصد في الطاعات»87.

    ولقد تضافرت النصوص في الكتاب والسنة مبينة فضل الإخلاص وأهميته وضرورته في قيام دولة الإسلام في نفس الداعية أولًا، ثم على أرض الواقع ثانيًا، «وقد ذكرت مادة الإخلاص - بصيغها المختلفة- إحدى وثلاثين مرة في ثلاثين آية»88.

    قال تعالى: ( ﯗﯘ ﯞﯟ ﯣﯤ ) [الروم:٣٠].

    قال السمعاني: « أي: أخلص دينك لله، وإقامة الوجه هو إقامة الدين»89، وخوطب الإنسان بإقامة الوجه لشرفه وارتباطه بكل ما هو حسن.

    قال ابن عطية: «وإقامة الوجه هي تقويم المقصد والقوة على الجد في أعمال الدين، وذكر الوجه لأنه جامع حواس الإنسان وأشرفه»90.

    ويؤكد هذا المعنى السعدي حيث قال: «يأمر تعالى بالإخلاص له في جميع الأحوال وإقامة دينه فقال: ( ) أي: انصبه ووجهه إلى الدين الذي هو الإسلام والإيمان والإحسان بأن تتوجه بقلبك وقصدك وبدنك إلى إقامة شرائع الدين الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها. وشرائعه الباطنة كالمحبة والخوف والرجاء والإنابة، والإحسان في الشرائع الظاهرة والباطنة بأن تعبد الله فيها كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، وخص الله إقامة الوجه لأن إقبال الوجه تبع لإقبال القلب ويترتب على الأمرين سعي البدن»91.

    ثالثًا: الوضوء والتيمم:

    لقد ارتبط الوضوء والتيمم كشرطيين أساسيين للدخول في أجل عبادة؛ ألا وهي الصلاة، وقد اشترط الشارع الحكيم، وجعل غسل الوجه في الوضوء - أو مسحه في التيمم - ركنًا من أركان الطهارة، وذلك يوحي بشرف الوجه.

    قال تعالى: ( ﭡﭢ ﭦﭧ ﭿ ) [المائدة:٦].

    قال القرطبي: ذكر تعالى أربعة أعضاء: الوجه وفرضه الغسل واليدين كذلك والرأس وفرضه المسح اتفاقا ولا بد في غسل الوجه من نقل الماء إليه، وإمرار اليد عليه، وهذه حقيقة الغسل عندنا، ومسح الوجه في التيمم بدل من غسله، فلا بد أن يأتي بالمسح على جميع موضع الغسل منه92.

    وقد اختلف الفقهاء هل باطن الأنف والفم من الوجه أم لا؟.

    قال القرطبي: «اختلفوا هل يتناول الأمر بغسل الوجه باطن الأنف والفم أم لا؟

    فذهب أحمد بن حنبل وإسحاق وغيرهما إلى وجوب ذلك في الوضوء والغسل، إلا أن أحمد قال: يعيد من ترك الاستنشاق في وضوئه ولا يعيد من ترك المضمضة. وقال عامة الفقهاء: هما سنتان في الوضوء والغسل، لأن الأمر إنما يتناول الظاهر دون الباطن، والعرب لا تسمي وجها إلا ما وقعت به المواجهة » 93.

    قال تعالى: ( ) [الفتح:٢٩].

    قال الواحدي: « علامتهم في وجوههم من أثر السجود يعني: نورًا وبياضًا في وجوههم يوم القيامة يعرفون بذلك النور أنهم سجدوا في دار الدنيا لله تعالى»94.

    رابعًا: استقبال القبلة:

    إن من شروط الصلاة استقبال القبلة، وقد ارتبط هذا الشرط ارتباطًا مباشرًا بالوجه، الذي عبر به عن الذات.

    قال تعالى: ( ﮡﮢ ﮥﮦ ﮫﮬ ﯓﯔ ﯝﯞ ) [البقرة:١٤٤].

    وتقلب الوجه، المقصود به تقلب النظر، قال ابن عطية: «المقصد تقلب البصر، وذكر الوجه لأنه أعم وأشرف، وهو المستعمل في طلب الرغائب، تقول: بذلت وجهي في كذا، وفعلت لوجه فلان»95، إلا أن الرازي قال: «إن تقلب وجهه في السماء هو الدعاء»96.

    ويقصد بالوجه في قوله تعالى: ( ) الذات، قال الزحيلي: «فول وجهك أطلق الوجه، وأريد به الذات، من قبيل المجاز المرسل، من باب إطلاق الجزء وإرادة الكل»97.

    خامسًا: السجود:

    قال تعالى: ( ﭓﭔ ﭛﭜ ﭤﭥ ) [الفتح:٢٩].

    أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد؛ ذلك أنه يضع أشرف شيءٍ عنده على الأرض تواضعًا وذلًا وخضوعًا وخشوعًا لله، وفي المقابل ينعكس ذلك نورًا وضياءً وسمتًا حسنًا على ذلك الوجه الساجد لله، قال الطبري: «وقال آخرون: بل ذلك سيما الإسلام وسمته وخشوعه، وعنى بذلك أنه يرى من ذلك عليهم في الدنيا»98.

    «وعن ابن عباس في قوله: ( ) قال: السمت الحسن»99.

    «وقال الحسن: هو السمت الحسن»100.

    وقال العز بن عبد السلام: «(): ثرى الأرض وندى الطهور، أو السمت الحسن»101.

    فهذا السمت الحسن قد من الله عز وجل به على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وجعله ظاهرًا جليًا في وجوههم، كان سببه المباشر لسان حالهم المخبت الداعي إلى الله عز وجل بكثرة السجود.

    ابتغاء وجه الله بالأعمال الصالحة

    لقد خلق الله الثقلين للعبادة، فالغاية من الخلق عبادة الله وحده ومرضاته.

    قال تعالى: ( ) [الذاريات:٥٦].

    وكل الأعمال الصالحة يبتغى بها وجه الله، وهناك من الأعمال الصالحة ما تكرر كثيرًا، ومنها:

  1. الصبر.

    إن المسلم في تعامله ترفرف على محياه سمة الصبر والحلم وعدم الغضب وكظم الغيظ إذا وقع منه زلةٌ ولا يرى في الصفح عن أخيه ذلًا يحيق به، بل يرى فيه إحسانًا يقربه إلى الله زلفى كما قال الله جل جلاله: ( ﭧﭨ ) [آل عمران:١٣٤].

    يقول ابن أبي حاتم: «يغضبون في الأمر لو وقعوا فيه فيغفرون ويعفون، يلتمسون بذلك وجه الله»102.

    ويقول الخازن: «وهذا الوصف من أقسام الصبر والحلم»103.

  2. إيتاء حق ذي القربى والمساكين وابن السبيل.

    قال تعالى: ( ﮟﮠ ﮦﮧ ) [الروم:٣٨].

    يقول الشعراوي: حينما نتأمل النسق القرآني هنا نجد أن الله تعالى ذكر أولًا البسط في الرزق، ثم التقتير فيه، ثم أكد بعده مباشرة على حق ذي القربى والمسكين وابن السبيل، وكأنه يلفت أنظارنا أن هذه الحقوق لا تقتصر على من بسط له الرزق، إنما هي على الجميع حتى من كان في خصاصه، وضيق عليه رزقه، فلا ينسى هؤلاء.

    لذلك يذيل الحق سبحانه الآية بقوله: ( ﮦﮧ )، والجميع: من بسط له، ومن قتر عليه يريدون وجه الله 104.

  3. إيتاء الزكاة.

    قال تعالى: ( ) [الروم:٣٩].

    وقال أيضًا: ( ﭧﭨ ) [البقرة:٢٦٥].

    وقال: ( ﭡﭢ ) [النساء:١١٤].

    أن أجر الزكاة والصدقات أجرٌ عظيم كما وصفه الله في كتابه العزيز: ( )، وجعل للقائمين بهما المضاعفة في الأجور والثواب، بل وشبه هذا الأجر العظيم بالجنة المثمرة التي تؤتي ثمارًا مضاعفة.

  4. إطعام المسكين واليتيم والأسير.

    لقد وصف الله الأبرار بصفات عديدة حميدة وكان منها إطعام المساكين والأيتام والأسرى.

    قال تعالى: ( ) [الإنسان:٨].

    قال النسفي: « أي حب الطعام مع الاشتهاء والحاجة إليه أو على حب الله مسكينا فقيرًا عاجزًا من الاكتساب ويتيمًا صغيرًا لا أب له وأسيرًا مأسورًا مملوكًا أو غيره ثم عللوا إطعامهم فقالوا: ( ) [الإنسان:٩ أي: لطلب ثوابه»105.

  5. الإقبال بالوجه.

    الإقبال بالوجه الحسن، وإدخال السرور على الأسرة بما فيها الزوجة والأولاد واجبٌ شرعي لقوله تعالى: ( ) [التحريم:٦].

    يقول البقاعي: «ولما كان الإنسان راعيًا لأهل بيته مسئولًا عن رعيته قال تعالى:() من النساء والأولاد»106.

    كما أنها واجبٌ عرفي؛ وقد جاء في المادة (٩٣) من ميثاق الأسرة في الإسلام «الأسرة محضن الطفل وبيئته الطبيعية اللازمة لرعايته وتربيته، وهي المدرسة الأولى التي ينشأ الطفل فيها على القيم الإنسانية، والأخلاقية، والروحية، والدينية»107.

    واجب المسلم تجاه من يريدون وجه الله تعالى:

    لقد أمرنا الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى، وأن نكون عباد الله إخوانًا؛ لذا وجب على كل داعية مسلم، بل وكل فردٍ مسلم أن يشد على يدي كل من أراد وجه الله؛ وذلك من عدة وجوه نذكر منها:

  1. مجالستهم والتعاون معهم على ما يرضي الله تعالى.

    فهؤلاء قد ابتغوا وجه الله بتجرد ومحبة وأدب لذا حثنا الله على مجالستهم وعدم طردهم لما فيه من تفويت المصلحة للإسلام والمسلمين.

    قال تعالى: ( ) [الأنعام:٥٢].

    يقول سيد قطب: لا تطرد هؤلاء الذين أخلصوا نفوسهم لله فاتجهوا لعبادته ودعائه في الصباح والمساء يريدون وجهه سبحانه، ولا يبتغون إلا وجهه ورضاه، وهي صورة للتجرد، والحب، والأدب؛ فإن الواحد منهم لا يتوجه إلا إلى الله وحده بالعبادة والدعاء، وهو لا يبغي وجه الله، إلا إذا تجرد، وهو لا يبغي وجه الله وحده حتى يكون قلبه قد أحب، وهو لا يفرد الله سبحانه بالدعاء والعبادة ابتغاء وجهه إلا ويكون قد تعلم الأدب، وصار ربانيًا يعيش لله وبالله108.

  2. الصبر معهم على طاعة الله تعالى.

    لقد أمر الله تعالى بعدم طرد من يبتغون وجهه، بل وأكد على مجالستهم والصبر عليهم.

    قال تعالى: ( ) [الكهف:٢٨].

    قال الرازي: «بين الله أنه لا يجوز طردهم بل تجالسهم وتوافقهم وتعظم شأنهم ولا تلتفت إلى أقوال أولئك الكفار ولا تقيم لهم في نظرك وزنا سواء غابوا أو حضروا ونظير هذه الآية قد سبق في سورة الأنعام وهو قوله: ( )؛ ففي تلك الآية نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن طردهم وفي هذه الآية أمره بمجالستهم والمصابرة معهم»109.

    ويقول السعدي: «يأمر تعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ( ) أي: أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى»110.

    الوجه في المثل القرآني

    أن الأمثال التي يضربها الله للناس هي من تمام حجة الله على خلقه، حيث ضرب الله الأمثال لجميع الأمم السابقة، وفصلها في خاتم كتبه القرآن الكريم، وضربها النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، فكمل بذلك البيان، واستنار الطريق، وتمت حجة الله على عباده 111.

    وحقيقة المثل: إخراج الغامض إلى الظاهر، وللأمثال فوائد امتن الله بها علينا لقوله: ( ﮦﮧ ) [العنكبوت:٤٣].

    وسمي المثل مثلا لأنه ماثل بخاطر الإنسان أبدا أي: شاخص فيتأسى به ويتعظ112.

    ومن الأمثال التي ضربها الله لنا مستخدمًا الوجه كأداة رئيسة لإظهار المعنى وتبيينه قوله تعالى: ( ) [الملك:٢٢].

    قال ابن كثير: «هذا مثل ضربه الله للمؤمن والكافر، فالكافر مثله فيما هو فيه، كمثل من يمشى مكبا على وجهه، أي: يمشى منحنيا لا مستويا على وجهه، أي: لا يدري أين يسلك، ولا كيف يذهب، بل هو تائه حائر ضال، أهذا أهدى أمن يمشي سويًا أي: منتصب القامة على صراطٍ مستقيمٍ أي: على طريق واضح بين، وهو في نفسه مستقيم وطريقه مستقيمة.

    هذا مثلهم في الدنيا، وكذلك يكونون في الآخرة، فالمؤمن يحشر يمشي سويا على صراط مستقيم وأما الكافر فإنه يحشر يمشي على وجهه إلى النار » 113.

    وقال الشوكاني « ضرب سبحانه مثلا للمشرك والموحد لأيضاح حالهما وبيان مآلهما»114.

    نعيم الوجوه وعذابها في الآخرة

    أولًا: نعيم الوجوه في الآخرة:

  1. إشراقها واستبشارها.

    يقول الله جل جلاله: ( ) [عبس:٣٨-٣٩].

    أي: «مضيئة مشرقة منورة بنور الإيمان»115.

    قال الألوسي: «مضيئة متهللة»116.

  2. وضاءتها وبياضها.

    قال تعالى: ( ) [آل عمران:١٠٦-١٠٧].

    قال الثعلبي: «ابيضاض الوجوه: إشراقها واستبشارها وسرورها بعملها»117.

    وقال الراغب: «ابيضاض الوجه عبارة عن المسرة»118.

  3. نضارتها.

    قال تعالى: ( ) [القيامة:٢٢].

    وقال أيضًا: ( ) [المطففين:٢٤].

    قال الطبري: «نضرة الوجوه: حسنها»119، وقال الواحدي: «مضيئةٌ حسنةٌ»120.

  4. نعومتها.

    قال تعالى: ( ) [الغاشية:٨].

    قال السعدي: «قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور»121.

    ويؤكد هذا المعنى سيد قطب فيقول: «فهنا وجوه يبدو فيها النعيم. ويفيض منها الرضى. وجوه تنعم بما تجد، وتحمد ما عملت. فوجدت عقباه خيرا، وتستمتع بهذا الشعور الروحي الرفيع. شعور الرضى عن عملها»122.

    ثانيًا: عذاب الوجوه في الآخرة:

  1. اسودادها.

    قال تعالى: ( ﭻﭼ ﭿ ) [الزمر:٦٠].

    قال السعدي: «هؤلاء اسودت وجوههم بما في قلوبهم من الخزي والهوان والذلة والفضيحة»123.

    وقال ابن عاشور: «وقد جعل الله اسوداد الوجوه يوم القيامة علامة على سوء المصير»124.

    وقد عد الزجاج الاسوداد عنوانًا عريضًا لأهل النار فقال: «ويعرفون أصحاب النار بسيماهم وسيماهم اسوداد الوجوه»125.

  2. بسورها وشقاؤها.

    قال تعالى: ( ) [القيامة:٢٤].

    إن هذه الوجوه الباسرة وجوه شقية، كالحةٌ سوداء، يقول البغوي: «عابسة كالحة مغبرة مسودة»126.

    وقال البيضاوي: «شديدة العبوس»127.

    ويقول البقاعي: « أي: شديدة العبوس والكلوح والتكره لما هي فيه من الغم كأنها قد غرقت فيه فرسبت بعد أن سبرت أحوالها، فلم يظهر لها وجه خلاص»128.

  3. خشوعها ونصبها.

    قال تعالى: ( ) [الغاشية:٢-٣].

    إن هذا الخشوع لهذه الوجوه ليس خشوع عبادة، بل خشوع ذلة ومهانة.

    يقول الرازي: «خاشعة أي: ذليلة قد عراهم الخزي والهوان»129.

    يقول سيد قطب مترجمًا هذه المعاني: «فهناك: يومئذ وجوه خاشعة ذليلة متعبة مرهقة عملت ونصبت فلم تحمد العمل ولم ترض العاقبة، ولم تجد إلا الوبال والخسارة، فزادت مضضًا وإرهاقًا وتعبًا، فهي: «عاملةٌ ناصبةٌ» عملت لغير الله، ونصبت في غير سبيله»130.

  4. تغبيرها ورهقها.

    قال تعالى: ( ) [عبس:٤٠-٤١].

    يعذب الله تلك الوجوه يوم القيامة بالدخان الأسود والهلاك، قال الرازي: «الرهق عجلة الهلاك، والقترة سواد كالدخان، ولا يرى أوحش من اجتماع الغبرة والسواد في الوجه، كما ترى وجوه الزنوج إذا اغبرت، وكأن الله تعالى جمع في وجوههم بين السواد والغبرة، كما جمعوا بين الكفر والفجور»131.


1 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١٣/٥٥٥.

2 تاج العروس، الزبيدي ٣٦/٥٣٥.

3 مختار الصحاح، الرازي ص٢٩٦.

4 انظر: شمس العلوم، الحميري ١١/٧٠٨١.

5 المجموع شرح المهذب، النووي ١/١٠٦، كشاف القناع، البهوتي ١/٩٥.

6 بدائع الصنائع، الكاساني ١/٣.

7 وهو (ما بين العين والأذن)، مختار الصحاح، ص١٥١.

8 مواهب الجليل، الحطاب الرعيني، ٣/١٤٠.

9 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبدالباقي ص ٧٤٣، ٧٤٤.

10 انظر: الوجوه والنظائر، مقاتل بن سليمان ص ٥٠، نزهة الأعين النواظر، ابن الجوزي ص ٦١٧.

11 انظر: المنجد، علي بن الحسن الهنائي ص٢٤٠.

12 انظر: دستور العلماء، القاضي نكري ٢/٨٦.

13 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٣/٤٧١.

14 تاج العروس، الزبيدي ١٢/٤٧٩.

15 أخرجه أحمد في مسنده، رقم ١٠٠٦٢، ١٦/٩٢.

16 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/٣٢٤.

17 انظر: الآثار الواردة عن عمر بن عبد العزيز في العقيدة، حياة جبريل ١/٣١٥.

18 انظر: الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنزيه، أبو أحمد بن علي، ص٣٠٢-٣٠٣.

19 انظر: البيهقي وموقفه من الإلهيات، أحمد الغامدي ص٢٨٤.

20 كتاب التوحيد ٣/٣٦.

21 الحجة في بيان المحجة وشرح عقيدة أهل السنة، ١/٢١٥.

22 انظر: اعتقاد أهل السنة شرح أصحاب الحديث، حمد بن عبد الرحمن الخميس، ص ٣٤.

23 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب إعطاء المؤلفة قلوبهم ٢/٧٣٩، رقم ١٠٦٢.

24 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب البيوع، باب إذا اشترى شيئا لغيره بغير إذنه فرضي ٣/٨٠، رقم ٢٢١٥.

25 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الدعوات، باب الدعاء برفع الوباء والوجع ٨/٨٠، رقم ٦٣٧٣.

26 انظر: الاقتصاد في الاعتقاد، عبد الغني المقدسي، ٩٦- ٩٨.

27 انظر: أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات، مرعي الكرمي ص١٣٩.

28 انظر: شرح ثلاثة الأصول، ابن عثيمين ص ٨٨-٨٩.

29 انظر: موسوعة مواقف السلف في العقيدة والمنهج والتربية، أبو سهل المغراوي ١٠/١٨٢.

30 انظر: الانتصار في الرد على المعتزلة القدرية الأشرار، أبو الحسين العمراني ١/١٣٤.

31 انظر: منهج الأشاعرة في العقيدة، سفر بن عبد الرحمن الحوالي ص٨٠.

32 انظر: الاقتصاد في الاعتقاد، المقدسي ص١٢٥.

33 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاتي الصبح والعصر ١/٤٣٩، رقم ٦٣٣.

34 لمعة الاعتقاد، ابن قدامة المقدسي ص٢٢.

35 انظر: المنتقى من منهاج الاعتدال، الذهبي ص١٥١.

36 شرح الطحاوية، ابن أبي العز ١/٢٠٧.

37 انظر: شرح العقيدة الواسطية، الهراس ص١٥٧.

38 انظر: الإبانة عن أصول الديانة، أبو الحسن الأشعري ص٤٦.

39 انظر: الرد على الجهمية والزنادقة، صبري شاهين ص ١٣٣-١٣٤.

40 أصول السنة، ومعه رياض الجنة بتخريج أصول السنة، ابن أبي زمنين المالكي ص١٢٠.

41 الفواتح الإلهية، النخجواني، ٢/٤٨٦.

42 روح المعاني، ١٥/٢٥٢.

43 في ظلال القرآن، ٦/٣٨٣٤.

44 الكشف والبيان، ٣/١٢٥.

45 تفسير الراغب الأصفهاني ٢/٧٨١.

46 جامع البيان ٢٤/٧١.

47 الوجيز ص١١٥٥.

48 تيسير الكريم الرحمن ص٨٩٩.

49 نظم الدرر ٢١/٣٢٨.

50 تيسير الكريم الرحمن ص٩٢٢.

51 في ظلال القرآن ٦/٣٨٩٧.

52 تفسير الشعراوي ١/٦١.

53 انظر: لغة الجسد في القرآن الكريم، أسامة جميل عبد الغني ربايعة ص٦١.

54 تيسير الكريم الرحمن ص١٤٢.

55 التحرير والتنوير ٢٤/٤٩.

56 معاني القرآن وإعرابه ٢/٣٤٣.

57 معالم التنزيل ٨/٢٨٥.

58 أنوار التنزيل ٥/٢٦٧.

59 نظم الدرر ٢١/١٠٦.

60 مفاتح الغيب ٣١/١٣٨.

61 في ظلال القرآن ٦/٣٨٩٦.

62 أنوار التنزيل ٤/٧٩.

63 تفسير الشعراوي ٦/٩٩٢٨.

64 جامع البيان ٧/٩٣.

65 فتح القدير ١/٤٢٣.

66 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٢/٦٩.

67 فتح القدير ١/٤٢٤.

68 تفسير الشعراوي ٣/١٦٦٧.

69 انظر: سلسلة مدرسة الدعاة، عبد الله ناصح علوان، ص١٧٨.

70 مدارج السالكين، ٢/٢٥٧.

71 الترغيب والترهيب، الأصبهاني، ٢/٢٩٨.

72 الموسوعة الجامعة في الأخلاق والآداب، سعود الحزيمي ص١٠٣١.

73 أخرجه أحمد في مسنده، ١٤/٥١٢، رقم ٨٩٥٢، والبخاري في الأدب المفرد، رقم ٢٧٣.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، ١/٤٦٤، رقم ٢٣٤٩.

74 أخرجه أحمد في مسنده، ١٢/٣٦٤، رقم ٧٤٠٢.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، ١/٢٦٦، رقم ١٢٣٠.

75 فتح القدير ١/٤٢٤.

76 انظر: الجواب الصحيح، ابن تيمية ٦/٤٨٩.

77 الواحدي، الوجيز، ص٨٢٥.

78 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله وهو لا يشعر، ١/١٨.

79 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٦٩٤.

80 الآداب الشرعية، ابن مفلح ١/١٣٦.

81 انظر: أدب الكلام وأثره في بناء العلاقات الإنسانية في ضوء القرآن الكريم، عبد الله عودة ص٤٧.

82 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب استحباب طلاقة الوجه عند اللقاء، ح٢٦٢٦، ٤/٢٠٢٦.

83 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب البر والصلة، باب ما جاء في صنائع المعروف، ٤/٣٣٩، رقم ١٩٥٦.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، ١/٥٦١، رقم ٢٩٠٨.

84 تفسير القرآن ٦/١٧٤.

85 اللباب في علوم الكتاب ٢٠/١٩٨.

86 البيان في مداخل الشيطان، عبد الحميد البلالي ص١٧٧.

87 تزكية النفوس، أحمد فريد ص٧.

88 الموسوعة الجامعة في الأخلاق والآداب، سعود الحزيمي ص٥٣.

89 تفسير القرآن ٤/٢٠٩.

90 المحرر الوجيز ٤/٣٣٦.

91 تيسير الكريم الرحمن ص٦٤١.

92 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٦/٨٣-٨٨.

93 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٦/٨٤.

94 الوجيز ص١٠١٤.

95 المحرر الوجيز ١/٢٢١.

96 مفاتيح الغيب ٤/٩٥.

97 التفسير المنير ٢/١٨.

98 الطبري، جامع البيان، ٢٢/٢٦٤.

99 تفسير ابن أبي حاتم ١٠/٣٣٠١.

100 تفسير القرآن، السمعاني ٥/٢٠٩.

101 تفسير العز بن عبدالسلام ٣/٢١٠.

102 تفسير القرآن العظيم ٣/٧٦٣.

103 لباب التأويل ١/٢٩٨.

104 انظر: تفسير الشعراوي ١٨/١١٤٤٩.

105 مدارك التنزيل ٣/٥٧٨.

106 نظم الدرر، ٢٠/١٩٧.

107 ميثاق الأسرة في الإسلام، إعداد اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، عمان، جمعية العفاف الخيرية، ص٦٢.

108 انظر: في ظلال القرآن ٢/١٠٩٩.

109 مفاتيح الغيب ٢١/٤٥٥.

110 تيسير الكريم الرحمن ص٤٧٥.

111 انظر: الأمثال القرآنية القياسية المضروبة للإيمان بالله ٣/١٠٩٤.

112 انظر: المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة ص ١٩٨.

113 تفسير القرآن العظيم ٨/٢٠٨.

114 فتح القدير ٥/٣١٤.

115 الفواتح الإلهية، النخجواني ٢/٤٨٦.

116 روح المعاني، ١٥/٢٥٢.

117 الكشف والبيان، ٣/١٢٥.

118 تفسير الراغب الأصفهاني ٢/٧٨١.

119 جامع البيان ٢٤/٧١.

120 الوجيز ص١١٥٥.

121 تيسير الكريم الرحمن ص٩٢٢.

122 في ظلال القرآن ٦/٣٨٩٧.

123 تيسير الكريم الرحمن ص١٤٢.

124 التحرير والتنوير ٢٤/٤٩.

125 معاني القرآن وإعرابه ٢/٣٤٣.

126 معالم التنزيل ٨/٢٨٥.

127 أنوار التنزيل ٥/٢٦٧.

128 نظم الدرر ٢١/١٠٦.

129 مفاتح الغيب ٣١/١٣٨.

130 في ظلال القرآن ٦/٣٨٩٦.

131 مفاتيح الغيب ٣١/٦٢.