عناصر الموضوع
الملك
أولًا: المعنى اللغوي:
الملك (بضم الميم وفتحها وكسرها: ملك، وملك، وملك) من ملك الشيء ملكًا بمعنى: حازه وانفرد بالتصرف فيه، والـملك ما يملك ويتصرف فيه، والـملك هو صاحب الـملك، وهو صاحب الأمر والسلطة على أمة أو قبيلة أو بلاد، و«الـملك» بفتح الميم وكسر اللام، وهو اسم أو وصف من « الـملك»، بضم الميم، وهو مقصور من مالك أو مليك، والملك هو الله تعالى، والملك أيضًا من ملوك الأرض، ويقال له: ملكٌ بالتخفيف، وملك الله تعالى وملكوته سلطانه وعظمته؛ لأن الـملك ملكٌ، وإنما ضموا الميم؛ تفخيمًا له، والـملك بفتحتين واحد الملائكة1.
فالملك لغة: يطلق ويراد به احتواء الشيء والقدرة على الاستبداد به، وهو ما يحويه الإنسان من ماله2، وكل ما حازه الإنسان، وأصبح له القدرة على التصرف فيه كيف شاء فهو ملكه.
ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:
قال الأصفهاني: «الملك: هو المتصرف بالأمر والنهي في الجمهور، وذلك يختص بسياسة الناطقين»3، وقال أصحاب المعاني: « الملك النافذ الأمر في ملكه؛ إذ ليس كل مالك ينفذ أمره وتصرفه فيما يملكه، فالملك أعم من المالك، والله تعالى مالك المالكين كلهم، والملاك إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى »4.
وأما اسم الله « الملك» فقد عرفه الإمام الغزالي بقوله: «الملك: هو الذي يستغني في ذاته وصفاته عن كل موجود، ويحتاج إليه كل موجود، بل لا يستغني عنه شيء في شيء، لا في ذاته ولا في صفاته ولا في وجوده ولا في بقائه؛ فكل شيء سواه سبحانه هو له مملوك في ذاته وصفاته، وهو سبحانه مستغنٍ عن كل شيء»5.
وردت مادة (ملك) في القرآن (٢٠٦) مرات، يخص موضوع البحث (١١٧) مرة6.
والصيغ التي وردت هي:
الصيغة |
عدد المرات |
المثال |
الفعل الماضي |
١٦ |
(ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ) [النور:٥٨] |
فعل المضارع |
٢٨ |
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ) [النمل:٢٣] |
اسم الفاعل |
٣ |
(ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [يس:٧١] |
اسم المفعول |
١ |
(ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ) [النحل:٧٥] |
صيغة المبالغة |
١ |
(ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ) [القمر:٥٥] |
الأسماء |
١٩ |
(ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [الأعراف:١٨٥] |
المصدر |
٤٩ |
(ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ) [البقرة:١٠٧] |
وجاء الملك في القرآن على وجهين 7:
الأول: التملك والتولي، ويلزم منه القدرة والتمكن من زمام الأمور: ومنه قوله تعالى: (ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ) [النمل: ٣٤].
الثاني: القوة على ذلك، سواء تولى أم لا، ومنه قوله تعالى: (ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ) [المائدة: ٢٠]. أي: أعطاكم القوة التي بها يترشح للسياسة، لا أنهم جعلهم متولين للأمر، فذلك منافٍ للحكمة8، ويحتمل أنها بمعنى: الغنى والثروة9.
السلطان:
السلطان لغة:
مشتق من: سلط، قال ابن فارس: « السين واللام والطاء أصلٌ واحدٌ، وهو القوة والقهر. من ذلك السلاطة، من التسلط وهو القهر، ولذلك سمي السلطان سلطانًا»10.
السلطان اصطلاحًا:
المعنى الاصطلاحي للسلطان ليس بعيدًا عن المعنى اللغوي؛ إذ السلطان في الاصطلاح: التمكن من القهر، ومنه سمي السلطان11.
الصلة بين الملك والسلطان:
الملك أعم من السلطان، وأشمل منه؛ فالسلطان قوة اليد في القهر للجمهور الأعظم، وللجماعة اليسيرة أيضًا؛ لذا يقال: الخليفة سلطان الدنيا، ويقال لأمير البلد: سلطان البلد، ولا يقال له: ملك البلد؛ لأن الملك هو من اتسعت مقدرته؛ فالملك هو القدرة على أشياء كثيرة، والسلطان القدرة سواء كانت على أشياء كثيرة أو قليلة؛ ولهذا يقال هو مسلط علينا، وإن لم يملكنا12.
وعلى هذا فكل ملك سلطان، وليس كل سلطان ملكًا، ومن الأسماء الحسنى لله عز وجل: الملك، وليس من أسمائه السلطان.
التمكين:
التمكين لغة:
مصدر للفعل (مكن)، والمكان عند أهل اللغة هو: الموضع الحاوي للشيء، وقد وردت مادة (م ك ن) في اللغة بمعانٍ متعددة، منها: مكن الشيء قوي ومتن ورسخ واطمأن فهو ماكن، ومكنه من الشيء، وأمكنه منه: جعل له عليه سلطانًا وقدرة، واستمكن منه قدر عليه وظفر به13.
التمكين اصطلاحًا:
التثبيت والتقوية، وإعطاء المقدرة على التصرف14.
وقيل: هو أن لا ينازع الممكن منازع فيما يراه ويختاره15.
الصلة بين التمكين والملك:
الملك أعم من التمكين؛ فقد يمكن الإنسان من شيء؛ ولكنه لا يملكه، أما من ملك شيئًا؛ فهو ممكن منه16.
أولًا: اسم الله (المَلِك):
اسم الله « الملك» يعد من بين أسماء الله الحسنى، وصفاته العلى التوقيفية، فقد أثبت الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم لنفسه اسم « الملك»، والألف واللام في (الملك)، لإفادة استغراق جميع جنس الملك له سبحانه، واختص «الملك» لنفسه فقال: (ﯳ ﯴ) [الأنعام: ٧٣]، ونفى الشريك له في الملك فقال: (ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ) [الكهف: ١١٠]. ووصف نفسه بأنه «الملك الحق»، فقال: (ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ) «ملك الناس»، وأنه (ﭞ ﭟ ﭠ) [الفاتحة: ٣]، وأنه (ﮉ ﮊ) [آل عمران: ٢٦].
فهذه الملكية لم تكن ولا تكون إلا لله سبحانه وتعالى، فإذا كان في الدنيا من صفته «الملك»؛ فهؤلاء بعضهم على حق، وبعضهم على باطل، ولكن ملكية الله سبحانه وتعالى هي الحق المطلق، وغيره الحق النسبي.
ومن أسماء الله الحسنى: الملك، المليك، مالك الملك، ولها شواهد في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، فهو الآمر، الناهي، المعز، المذل، الذي يصرف أمور عباده كما يحب، ويقلبهم كما يشاء، وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى كالعزيز، الجبار، المتكبر، الحكم، العدل، الخافض، الرافع، المعز، المذل، العظيم، الجليل، الكبير، الحسيب، المجيد، الولي، المتعالي، مالك الملك، المقسط، الجامع، إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك17.
وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن الإلحاد في أسمائه فقال تعالى: (ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [الأعراف: ١٨٠ ].
والإلحاد في أسمائه: هو العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذ من الميل كما تدل عليه مادته (ل ح د)، فمنه اللحد وهو: الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط، ومنه الملحد في الدين المائل عن الحق إلى الباطل18.
ومن الإلحاد في اسم الله (الملك) تسمية رجل بملك الأملاك جاء في الحديث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أخنع اسم عند الله رجل يسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله)19.
وفي رواية: (أخنى اسم)20.
وفي رواية: (أغيظ رجل على الله يوم القيامة، وأخبثه، رجل كان يسمى ملك الأملاك، لا ملك إلا الله)21.
وقد بسط ابن كثير الخلاف في هذا الموضوع22، ونقل المنع والجواز، ورجح هو وجمهور العلماء المنع؛ لظاهر النصوص الصحيحة، وقد ورد هذا الاسم في المناهي اللفظية23.
ثانيًا: شمول ملك الله الكون:
وجمع ملك السماوات والأرض لنفسه في تسعة عشر موضعًا في كتابه الكريم، وملكية الله سبحانه وتعالى للسماوات والأرض التي تكررت في القرآن الكريم كان الغرض منها التذكير بشأنها في مواطن عدة، ترتبت عليها كثير من القضايا، من أهمها:
قال تعالى: (ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ) [الفرقان: ٢].
قال تعالى: (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ) [البقرة: ١٠٦-١٠٧].
وقال تعالى: (ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ) [آل عمران: ١٨٩].
وقال تعالى: (ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝﰞ ﰟ ﰠ ﰡ ﰢ ﰣ) [المائدة: ١٢٠]، وقال تعالى: (ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ) [ص: ١٠].
وقال تعالى: (ﯦ ﯧ ﯨ ﯩﯪ ﯫ ﯬﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ)[الحديد: ٢].
قال تعالى: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [المائدة: ١٧].
وقال تعالى: (ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ)[الأعراف: ١٥٨].
وقال تعالى: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ) [التوبة: ١١٦].
وقال تعالى: (ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ) [الشورى: ٤٩].
قال تعالى: (ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ)[البروج: ٩].
قال تعالى: (ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ)[المائدة: ١٨].
وقال: (ﯫ ﯬ ﯭ ﯮﯯ ﯰ ﯱ ﯲ) [النور: ٤٢].
وقال: (ﭹ ﭺ ﭻ ﭼﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ) [الحديد: ٥].
وقال: (ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜﮝ ﮞ ﮟ ﮠ) [الزمر: ٤٤].
وقوله: (ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ)[الجاثية: ٢٧].
وقوله: (ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ)[الزخرف ٨٥].
قال تعالى: (ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ)[المائدة: ٤٠].
وقوله: (ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ)[الفتح ١٤].
وقد قرر الله تعالى حقيقة ملكه هذه بأساليب عدة، فبطريق الخبر.
قال سبحانه: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ) [الأنعام: ١].
وأكد هذا الأمر فقال: (ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [يونس: ٥٥].
وبطريق الإنشاء قال سبحانه: (ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﮊﮋﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ) [الأنعام: ١٢].
ولذا قيل: ملوك الدنيا أربعة: مؤمنان وكافران24: فالمؤمنان: ذو القرنين وسليمان، والكافران: النمرود وبختنصر، فإنه تبارك وتعالى ملكه دائم، وملك أولئك قد زال، فهم وما يملكون وما يملك غيرهم من ملك الله تعالى، فهو مالك الملك، بمعنى: الذي ملك الخلائق كلها، وملك الممالك والملوك معًا.
ثالثًا: المتفرد بالملك يوم القيامة.
إن صفة الملكية يوم القيامة لله تعالى لم ولن يشاركه أحد فيها من قبل، ولا من بعد، فهو مالك يوم الدين، وحده لا شريك له، فقال: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [الحج: ٥٦].
وقال: (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ)[ الفرقان: ٢٦].
وسيسأل جل جلاله، ويجيب نفسه، ومن أصدق من الله قيلًا: (ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ)[غافر: ١٦].
وصفة الملكية هي التي سيثبتها الله لنفسه أمام الأشهاد في ذلك اليوم العصيب كما أكدت هذا المعنى السنة النبوية فقد جاء في الحديث الصحيح: (يقبض الله الأرض يوم القيامة، ويطوي السماء، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟)25، وفي رواية: (أنا الملك، أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟)26.
يصور سيد قطب هذا المشهد الذي تنكشف به الحقيقة بقوله: «ويومئذ يتضاءل المتكبرون، وينزوي المتجبرون، ويقف الوجود كله خاشعًا، والعباد كلهم خضعًا. ويتفرد مالك الملك الواحد القهار بالسلطان. وهو سبحانه متفرد به في كل آن. فأما في هذا اليوم فينكشف هذا للعيان، بعد انكشافه للجنان. ويعلم هذا كل منكر، ويستشعره كل متكبر. وتصمت كل نأمة27 وتسكن كل حركة. وينطلق صوت جليل رهيب يسأل ويجيب؛ فما في الوجود كله يومئذ من سائل غيره، ولا مجيب: لمن الملك اليوم؟ لله الواحد القهار»28.
رابعًا: نفي الامتلاك الحقيقي:
تناول القرآن الكريم هذا الموضوع من جانبين، أحدهما نفي الامتلاك الشخصي على مستوى الإفراد والجمع، والآخر تحديد الامتلاك البشري، على النحو الآتي:
كل كلمة «أملك» بالفعل المضارع بصيغة المتكلم، وردت في القرآن الكريم بصيغة النفي، يعني: نفي الملك والتملك، وقد جاءت في خمسة مواضع، أربعة منها منفية بـ(لا)، وواحدة منفية بـ(ما).
قال تعالى على لسان نبيه موسى عليه السلام: (ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) [المائدة: ٢٥].
وقال تعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ)[الأعراف: ١٨٨].
وقال أيضًا: (ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ)[يونس: ٤٩].
وقال أيضًا: (ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ) [الجن: ٢١].
وقال تعالى على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام: (ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ)[الممتحنة: ٤].
فإذا كان أنبياء الله ورسله -والآيات الواردة على لسان أولي العزم من الرسل- نفوا امتلاكهم الشخصي الحقيقي أمام ملك الله تعالى وملكوته، فغيرهم من باب أولى، إلا قول موسى عليه السلام: (ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ) [المائدة: ٢٥].
فإنه استثنى الملك لنفسه وأخيه، ولكن قول موسى عليه السلام -هذا- لم يفت تعليق شيخ المفسرين الطبري عندما قال: «فدعا عليهم... وكانت عجلة من موسى عجلها»29.
ولازم النفي «الملك» المضارع بصيغة المخاطب في موضعين من القرآن الكريم.
قال تعالى: (ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) [المائدة: ٤١].
وقال تعالى: (ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ) [الانفطار: ١٩].
والحال نفسه في المضارع بصيغة الغائب المبدوء بالياء.
قال تعالى: (ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ) [المائدة: ١٧].
وأسلوب: (ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ) في هذه الآية متضمن معنى نفي الملك.
قال أبو حيان: «وقل: ليس كما قالوا»30.
وقال تعالى: (ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ) [يونس٣١].
قال ابن عاشور: «أمن: للإضراب الانتقالي من استفهام إلى آخر، ومعنى يملك السمع والأبصار:يملك التصرف فيهما، وهو ملك إيجاد تينك الحاستين، وذلك استدلال وتذكير بأنفع صنع وأدقه»31.
وقال تعالى: (ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ)[الفتح ١١].
قال الشنقيطي: «أي: لا أحد يملك دفع الضر الذي أراد الله إنزاله بكم، ولا منع النفع الذي أراد نفعكم به، فلا نافع إلا هو، ولا ضار إلا هو تعالى، ولا يقدر أحد على دفع ضر أراده، ولا منع نفع أراده»32.
ولم يختلف الأسلوب القرآني في نفي «الملك» بصيغة الجمع المخاطب في موضعين، في قوله تعالى: (ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ)[الإسراء: ١٠٠].
قال ابن عاشور: «لو أنتم أخصصتم بملك خزائن رحمة الله دون الله؛ لما أنفقتم على الفقراء شيئًا، وذلك أشد في التقريع، وفي الامتنان بتخييل أن إنعام غيره كالعدم»33.
وفي قوله تعالى: (ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ)[الأحقاف: ٨].
والشأن نفسه في صيغة الجمع الغائب، ولكن في مواضع أكثر من القرآن الكريم، فقد جاء في تسعة مواضع ثمانية منها بنفي «الملك» بـ(لا)، وواحد بـ(ما)، على ما يأتي.
قال تعالى: (ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [الرعد: ١٦].
وقال: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ) [الإسراء: ٥٦].
وقال: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ) [مريم: ٨٧].
وقال: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ)[الفرقان: ٣].
وقال: (ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ) [العنكبوت: ١٧].
وقال: (ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ) [سبأ: ٢٢].
وقال: (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ)[فاطر: ١٣].
وقال: (ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ) [الزمر: ٤٣].
وقال: (ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ) [النبأ: ٣٧].
تثبت بعض الآيات القرآنية الكريمة الملك للناس، ولكن على وجه التحديد، منها امتلاك الناس لمفاتيح البيوت، وفي هذا تقليل لشأن الملك الدنيوي وحدوده.
قال تعالى: (ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ) [النور٦١].
وهذه اللفظة الوحيدة التي وردت في القرآن الكريم بصيغة التملك الجمعي للبشر «ملكتم»، وأيضًا ورد التملك للناس مع البهائم والأنعام والحيوانات، فقال جل ذكره: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ) [يس ٧١].
وفي هذا تحقير للملك الدنيوي في جعله للدواب.
الأساليب القرآنية في عرض الملك
أولًا: الامتنان بالملك على بعض العباد:
لم تقتض سنة الحياة الدنيا أن يكون الناس كلهم ملوكًا، لذا فقد اختص الله تبارك وتعالى بعض عباده بالملك دون غيرهم، وهذا فضل من الله ونعمة على من اختاره الله ملكًا على الناس.
قال تعالى: (ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) [النساء: ٥٤].
قال الرازي: «والمعنى: أنه حصل في أولاد إبراهيم جماعة كثيرون جمعوا بين النبوة والملك»34.
وذرية إبراهيم ورد ذكرهم في الآيات الكريمة بقوله تعالى: (ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ ﭴﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ)[الأنعام: ٨٣-٩٠].
قال الأستاذ محمد رشيد رضا: «وقد ذكر الله تعالى في هذه الآيات الثلاث أربعة عشر نبيًا، لم يرتبهم على حسب تاريخهم وأزمانهم؛ لأنه أنزل كتابه هدى وموعظة، لا تاريخًا، ولا على حسب فضلهم ومناقبهم؛ لأن كتابه ليس كتاب مناقب ومدائح، وإنما هو كتاب تذكرة وعبرة، وقد جعلهم ثلاثة أقسام لمعان في ذلك جامعة بين كل قسم منهم»35.
وخص صاحب المنار القسم الأول بستة أنبياء، وهم: داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون، ثم قال: «والمعنى الجامع بين هؤلاء أن الله تعالى آتاهم الملك والإمارة، والحكم والسيادة، مع النبوة والرسالة، وقد قدم ذكر داود وسليمان، وكانا ملكين غنيين منعمين، وذكر بعدهما أيوب ويوسف، وكان الأول أميرًا غنيًا عظيمًا محسنًا، والثاني وزيرًا عظيمًا وحاكمًا متصرفًا، ولكن كلًا منهما قد ابتلي بالضراء؛ فصبر، كما ابتلي بالسراء؛ فشكر، وأما موسى وهارون فكانا حاكمين، ولكنهما لم يكونا ملكين، فكل زوجين من هؤلاء الأزواج الثلاثة ممتاز بمزية، والترتيب بين الأزواج على طريق التدلي في نعم الدنيا، وقد يكون على طريق الترقي في الدين، فداود وسليمان كانا أكثر تمتعًا بنعم الدنيا، ودونهما أيوب ويوسف، ودونهما موسى وهارون، والظاهر أن موسى وهارون أفضل في هداية الدين، وأعباء النبوة من أيوب ويوسف، وأن هذين أفضل من داود وسليمان؛ بجمعهما بين الشكر في السراء والصبر في الضراء، والله أعلم».
فالأنبياء الذين صرح الله -تبارك وتعالى- في إكرامهم بالنبوة والملك معًا، هم:
قال تعالى: (ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ)[البقرة: ٢٥١].
قال تعالى: (ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ)[ص: ٣٥].
قال تعالى: (ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ)[يوسف: ١٠١].
وقال: (ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ)[يوسف: ٢٢].
كما أكرم الله تبارك وتعالى ملوكًا آخرين ليسوا بأنبياء ولا برسل، وقد ورد ذكرهم في القرآن الكريم أيضًا، وهم:
جاء ذكر (ذو القرنين) في ست عشرة آية من سورة الكهف، أخبرنا القرآن الكريم عن ذي القرنين بأنه كان ملكا مؤمنًا صالحًا.
قال تعالى: (ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ)[الكهف: ٨٣-٨٥].
قال الله تعالى: (ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ) [البقرة: ٢٥٨].
قال الله تعالى: (ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ)[يوسف: ٤٣].
وقال الله تعالى: (ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ)[يوسف: ٧٢].
وقال الله تعالى: (ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ)[يوسف: ٨٨].
قال الله تعالى: (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ)[البقرة: ٢٤٧].
في عصر الممالك القديمة كان يطلق على حاكم مصر لفظ: «الملك» وذلك زمن سيدنا يوسف عليه السلام.
فقال تعالى: (ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ)[يوسف: ٥٤].
ففي القرآن الكريم عندما يذكر حكام مصر القدامى لا يذكرهم إلا بلقب (فرعون)، وذلك في حوالي ستين آية كريمة؛ إلا في سورة واحدة ذكر فيها حاكم مصر بلقب (ملك)، وذلك في سورة يوسف في ثلاثة مواضع: ٤٣، ٥٠، ٥٤.
قال تعالى: (ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ)[النمل: ٢٤].
وهذه المرأة هي: بلقيس، فيما قال بعضهم36.
ثانيًا: الفرق بين ملك الله، وملك الناس:
الفرق بين ملك الله وملك الناس فرق عظيم، فالناس وما يملكون كلهم من ملك الله تعالى، والفرق بين الملكين، هو الفرق بين الملك المطلق والملك النسبي، ويتجلى ذلك بوضوح في القرآن الكريم في المعاني الآتية:
يربط الله سبحانه وتعالى ملكه بالخلق والإيجاد والإحياء والإماتة.
قال تعالى: (ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ)[المائدة: ١٧].
وقال: (ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ)[الأعراف: ١٥٨].
وقال: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ)[التوبة: ١١٦].
وقال: (ﯘ ﯙ ﯚ ﯛﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ)[الشورى: ٤٩].
وقد ارتبط هذا المعنى الشريف بأذكار المسلم وأدعيته في اليوم والليلة، منها دعاء السوق: (من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحى عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألـف درجـة)37.
وكذلك في بعض الأذكار الأخرى كما في الحديث: (من قال حين يصبح: لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيي ويميت، وهو على كل شيءٍ قديرٌعشر مراتٍ: كتب الله له بكل واحدةٍ قالها عشر حسناتٍ، وحط الله عنه بها عشر سيئاتٍ، ورفعه الله بها عشر درجاتٍ، وكن له كعشر رقابٍ، وكن له مسلحةً من أول النهار إلى آخره، ولم يعمل يومئذٍ عملًا يقهرهن، فإن قال حين يمسي، فمثل ذلك)38.
وكذلك نفى القرآن الكريم الملك عن آلهة الباطل من دون الله تعالى، التي لا تملك ضرًا ولا نفعًا، ولا رزقًا ولا شفاعة، ومن هنا قرر القرآن الكريم عقيدة ملك الله -تبارك وتعالى- المختلفة تمامًا عن ملك المعبودات الآخرى، كما جاء ذلك في قوله سبحانه: (ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ)[المائدة: ٧٦].
وقال: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ)[النحل: ٧٣].
وقال: (ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ)[طه: ٨٩].
وقال: (ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﮊ ﮋ)[سبأ: ٤٢].
وقال: (ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ)[الزخرف: ٨٦].
هذا بصيغة المفرد الغائب «يملك»، وقد ورد في القرآن الكريم صيغة «يملكون» بالجمع عشر مرات؛ ولكن كلها بصيغة النفي الصريح الظاهر بالأداتين: (لا) النافية تسع مرات، و(ما) النافية مرة واحدة، فنسبة النفي بـ(لا) أكثر من النفي بـ(ما)؛ لأن (لا) أقوى أدوات النفي في العربية، وهنا ربط بين نفي ملك الناس مجتمعًا، إذا ما قورن بملك الله الفرد الصمد الواحد الأحد -جل جلاله-، كما ورد في الآيات القرآنية الآتية:
قال تعالى: (ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ)[الرعد: ١٦].
وقال: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ)[الإسراء: ٥٦].
وقال: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ)[مريم: ٨٧].
وقال: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ) [الفرقان: ٣].
وقال: (ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ)[العنكبوت: ١٧].
وقال: (ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ)[سبأ: ٢٢].
وقال: (ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ)[الزمر: ٤٣].
وقال: (ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ)[النبأ: ٣٧].
وأما النفي بـ(ما) فقد ورد مع «يملكون» مرة واحدة في قوله تعالى: (ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ)[فاطر: ١٣].
ومن المقارنات القرآنية الأخرى بين ملك الله تعالى، وملك غيره، أن ملك الله -تبارك وتعالى- دائم، وملك غيره زائل، فقد قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ)[الحج: ٥٦].
وقال: (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ)[الفرقان: ٢٦].
وقال: (ﯭ ﯮ ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ ﯾ) [غافر: ١٦].
ثالثًا: الملك والاغترار به:
يعرض القرآن الكريم في آياته البينات أساليب للتحذير من «الملك» الدنيوي والاغترار به، وقد جاء بأسلوبين على ما يأتي:
وصف الله تعالى نفسه بأنه: «مالك الملك»، فقد ورد هذا الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم، وهذه رسالة واضحة للملوك والمالكين أجمعين بأن الله يملكهم وما يملكون، ولقد عبر عن هذا المعنى حجة الإسلام الغزالي فقال: «اعلم أيها السلطان أنك مخلوق ولك خالق، وهو خالق العالم، وجميع ما في العالم، وأنه لا شريك له، فرد لا مثل له، كان في الأزل وليس لكونه زوال، ويكون مع الأبد، وليس لبقائه فناء، وجوده في الأبد والأزل، وما للعدم إليه سبيل، وهو موجود بذاته، وكل أحد محتاج إليه، وليس له إلى أحد احتياج، وجوده به ووجود كل شيء به»39.
قال الله تعالى: (ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ) [آل عمران: ٢٦].
قيل الملك هنا: النبوة، وقيل: الغلبة، وقيل: المال والعبيد، والظاهر شموله لما يصدق عليه اسم الملك من غير تخصيص40.
قال الله تعالى: (ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [غافر: ٢٩].
قال السعدي: «ثم حذر قومه ونصحهم، وخوفهم عذاب الآخرة، ونهاهم عن الاغترار بالملك الظاهر»41.
وقال تعالى: (ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ)[الزخرف: ٥١].
رابعًا: ذكر بعض أخلاق الملوك وأفعالهم:
أثبت الله تبارك وتعالى «الملك» لبعض الناس، وذكر بعض أخلاق الملوك في الدنيا وأفعالهم، على ما يأتي:
ذكر الله سبحانه وتعالى صفة ملكية لليهود في معرض تعداد النعم عليهم فقال: (ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ)[المائدة ٢٠].
وملكية بني إسرائيل في الدنيا كانت محدودة جدًا، فقد قال حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما: «كان الرجل من بني إسرائيل إذا كان له الزوجة والخادم والدار؛ سمي ملكًا»42.
وذكر القرآن الكريم «الملوك» في قصة سبأ مقرونين بالفساد والإفساد فقال تعالى: (ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺﯻ ﯼ ﯽ)[النمل ٣٤].
قال ابن عاشور: «فعلمت بقياس شواهد التاريخ، وبخبرة طبائع الملوك إذا تصرفوا في مملكة غيرهم؛ أن يقلبوا نظامها إلى ما يساير مصالحهم، واطمئنان نفوسهم من انقلاب الأمة المغلوبة عليهم في فرص الضعف، أو لوائح الاشتغال بحوادث مهمة، فأول ما يفعلونه إقصاء الذين كانوا في الحكم لأن الخطر يتوقع من جانبهم حيث زال سلطانهم بالسلطان الجديد، ثم يبدلون القوانين والنظم التي كانت تسير عليها الدولة، فأما إذا أخذوها عنوة فلا يخلو الأخذ من تخريب وسبي ومغانم، وذلك أشد فسادًا. وقد اندرج الحالان في قولها»43.
وحين بعث الله تبارك وتعالى ملكًا عندما طلب بنو إسرائيل ذلك في قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ) [البقرة: ٢٤٦].
بعث إليهم جنديًا من جنودهم، وهو طالوت، وكان دباغًا وفقيرًا كما يقول المفسرون44، مصداقًا لقوله تعالى: (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ) [البقرة ٢٤٧].
لكن الله تبارك وتعالى هنا ذكر أهم صفتين يجب توافرهما في ملوك الدنيا، وهما:
الصفة الأولى: بسطة العلم.
الصفة الثانية: بسطة الجسم.
قال عنهما الإمام القرطبي: «وبين لهم مع ذلك تعليل اصطفاء طالوت، وهو بسطته في العلم، الذي هو ملاك الإنسان، والجسم، الذي هو معينه في الحرب، وعدته عند اللقاء، فتضمنت بيان صفة الإمام وأحوال الإمامة، وأنها مستحقة بالعلم والدين والقوة، لا بالنسب، فلا حظ للنسب فيها مع العلم وفضائل النفس، وأنهامتقدمة عليه؛ لأن الله تعالى أخبر أنه اختاره عليهم؛ لعلمه وقوته، وإن كانوا أشرف منتسبا»45.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: «كان طالوت يومئذ أعلم رجل في بني إسرائيل، وأجمله وأتمه، وزيادة الجسم مما يهيب العدو، وقيل: سمي طالوت: لطوله. وقيل: زيادة الجسم كانت بكثرة معاني الخير والشجاعة، ولم يرد عظم الجسم»46.
وقد ضرب القرآن الكريم مثلًا لملك من ملوك الدنيا الظالمين، فقال تعالى في قصة موسى والعبد الصالح: (ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ) [الكهف: ٧٩].
فلم يذكر القرآن اسمه، وتجاهل شأنه، وكان التركيز في المساكين دون الملك، قال القرطبي: «مما يستعمله الملك في مصالح نفسه وشهواته»47.
ومن ملكية الدنيا ذكر الله تعالى في القرآن الكريم سعة ما يملك الملوك وعظم عروشهم وممالكهم، ولكن المثال القرآني كان مضروبًا لامرأة نكرة، لم يذكر اسمها كما تذكر أسماء ملوك الدنيا عند الناس، وهي ملكة سبأ، بلقيس كما نعرف، وناقل خبر ملوكيتها طائر من الطيور، وهو هدهد سليمان، وهنا نتأمل في الخبر وصاحبته وناقله.
قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ) [النمل: ٢٣].
قال الشوكاني: «وأوتيت من كل شيءفيه مبالغة، والمراد أنها أوتيت من كل شيء من الأشياء التي تحتاجها، وقيل: المعنى: أوتيت من كل شيء في زمانها شيئًا، فحذف (شيئًا) لأن الكلام قد دل عليه»48.
ومن بين ما يملكه الملوك وخصه الله سبحانه وتعالى بالذكر في القرآن الكريم: الصواع، وهو جام كهيئة المكوك من فضة. وقرأ يحيى بن يعمر: (صوغ الملك) بغين معجمة، يذهب إلى أنه كان مصوغًا فسماه بالمصدر49، فقال تعالى: (ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ) [يوسف: ٧٢].
وهذا الشيء المنسوب للملك -وهو من أشيائه وخواصه- ورد في معرض الحديث عن جريمة سرقة، وانشغال المملكة بفقدانه، وهذا ما يصوره القرآن الكريم في تعلق الممالك بملكها -وإن قل شأنه-.
وما دمنا في الحديث عن هذا الملك في زمن سيدنا يوسف عليه السلام فمن المناسب استكمال بعض صفاته الملكية الدنيوية، منها أوامر الملك فقد ذكر القرآن الكريم أمرين له بصيغة: (ﮩ ﮪ ﮫ ﮬﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ) [يوسف: ٥٠].
وذكر القرآن الكريم اهتمام الملوك بالرؤيا، وفزعهم منها لا سيما إذا كانت تتعلق بممالكهم، أو فيها إشارة لذلك.
قال تعالى: (ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ) [يوسف: ٤٣].
ولذلك كان نبي الله يوسف عليه السلام فطنًا لهذا الملك وتصرفاته وأوامره ونواهيه، فتمت عملية التفتيش بصورة متقنة فقال تعالى: (ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ) [يوسف: ٧٦].
ثم إن دين الملك هو غير دين نبي الله يوسف عليه السلام، وهنا إشارة قرآنية إلى دين الملوك الذي يجب أن يكون أفضل مما يملكون، وأن يكون دينهم أولى من ملكهم، كما قال بعض الحكماء: «ينبغي للملك أن يأنف أن يكون في رعيته من هو أفضل دينا منه، كما يأنف أن يكون فيهم من هو أنفذ أمرًا منه»50.
وإن مما يملك الناس في الدنيا أيضًا، وذكره القرآن الكريم هو (ملك اليمين)، وقد ذكرنا مواضع وروده في مطلب «الملك» في الاستعمال القرآني.
أولًا: الملك الراشد:
يتصف الملك أحيانًا بالراشد، من الرشد وهو نقيض كلمة (الغي) التي تستعمل في وصف كل ما يـــذم، وقد وصف به النبي محمد صلى الله عليه وسلم خلفاءه من بعده بهذا الوصف، فقال عليه الصلاة والسلام: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي)51.
ذكر جلال الدين الشيزري خمسة عشر وصفًا في الملك الراشد، وهي: (العدل، العقل، الشجاعة، السخاء، الرفق، الوفاء، الصدق، الرأفة، الصبر، العفو، الشكر، الأناة، الحلم، العفاف، الوقار)52، وكل خصلة من هذه الخصال الكريمة لها شواهدها من القرآن الكريم، إذا ما طبقها الملوك؛ كان بالإمكان وصف ملكهم بأنه «راشد».
وقد عقد الماوردي بابًا في أخلاق الملك، وأوصى الملوك بسياسة أنفسهم قبل غيرهم، فقال: «فإذا بدأ الإنسان بسياسة نفسه كان على سياسة غيره أقدر وإذا أهمل مراعاة نفسه كان بإهمال غيره أجدر»53.
وثمرة الملك الراشد ونتيجته الطيبة تتجلى في تحقيق العزة للأمة، واستتباب الأمن، وتحقيق السعادة الدنيوية والأخروية، وقد ضرب الله لنا مثلًا للحكم الملكي الراشد في شرع من قبلنا، ومنه الأنبياء الملوك، وطالوت، وذو القرنين، وبلقيس ملكة سبأ، وقصصهم معلومة في القرآن الكريم.
ثانيًا: الملك الفاسد:
قابل جلال الدين الشيزري خمسة عشر وصفًا في الملك الفاسد، وهي: (الجور، الجهل، البخل، السرف، خلف الميعاد، الكذب، الغيبة، الغضب، العجب، الكبر، الحسد، العجلة، المزاح، الضحك، الغدر)54، وهذه جميعًا من المناهي القرآنية، التي وردت فيها آيات كريمة، وهذه الخصال المذمومة إذا ما ظهرت على الملوك؛ فإنه يصدق فيهم وصف الملك بـ«الفاسد».
وأما ثمرة الملك الفاسد ونتيجته الخبيثة، فهي تعبيد الناس لغير الله، وشيوع الكفر، وانتشار الظلم والفواحش، والصد عن سبيل الله، والإفساد في الأرض، وفساد الرعية، وقد ضرب الله لنا مثلًا للحكم الملكي الفاسد في شرع من قبلنا، ومنه: فرعون، النمرود، وعزيز مصر، وقصصهم معلومة في القرآن الكريم.
ثالثًا: سياسة الرعية:
سياسة الرعية هو التخصص الدقيق للملوك -إن صح التعبير-، وهذه السياسة مبنية على قواعد قرآنية متينة، تعد بمثابة الأسس لقوام الملك، وهي ما يأتي:
الحكم بما أنزل الله هو أول ما ينبغي أن يجعله الملوك نصب أعينهم، إذ به يتحقق العدل والخير والأمن وغيرها من سياسية الرعية، وقد أوصى الله تبارك وتعالى الأنبياء بالحكم بما أنزل الله، وهي الوصية نفسها لمن تقلد الملك من الأنبياء، يذكر أنه دخل ابن شهاب على الوليد بن عبد الملك فقال: يا ابن شهاب ما حديث يحدثنا به أهل الشام؟ قال: وما هو يا أمير المؤمنين؟ قال: حدثونا أن الله -تبارك وتعالى- إذا استرعى عبدًا رعية كتب له الحسنات ولم يكتب عليه السيئات! قال: كذبوا يا أمير المؤمنين! أنبيٌ خليفة أقرب إلى الله أم خليفةٌ ليس بنبيٍ؟ قال: بل نبيٌ خليفة. قال: أنا أحدثك يا أمير المؤمنين بما لا شك فيه.
قال الله تعالى لنبيه داود: (ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ) [ص: ٢٦].
يا أمير المؤمنين: هذا وعيد الله لنبي خليفة فما ظنك بخليفة غير نبي؟ فقال الوليد: إن الناس ليفرونا عن ديننا55، فكأنه لم يعجبه الكلام.
قال الله تعالى: (ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ)[النحل:٨٩].
قال الحسن البصري: «إن الله تعالى جمع الخير كله والشر كله في هذه الآية، وقال: إن استقامة الملك بالثلاثة المأمور بها في الآية واضطرابه بالثلاثة المنهي عنها فيها»56.
وقد خصص الطرطوشي بابًا في بيان معرفة الخصال التي هي قواعد السلطان ولا ثبات له دونها، وذكر أول الخصال وأحقها بالرعاية: «العدل، الذي هو قوام الملك، ودوام الدول ورأس كل مملكة سواء كانت نبوية أو اصطلاحية»57.
وقال تعالى: (ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ) [النساء: ٥٨-٥٩].
قال ابن تيمية: «وإذا كانت الآية قد أوجبت أداء الأمانات إلى أهلها، والحكم بالعدل؛ فهذان جماع السياسة العادلة، والولاية الصالحة»58.
من وظائف الملوك الشرفية: أن يوصلوا الخلق بالخالق؛ فيدلوهم على طريق الهداية، ويعينوهم على طاعة الله، لا أن يجعلوهم عبيدًا لهم، فقال تعالى: (ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ)[الحج: ٤١].
قال الطرطوشي: «ومن ذلك آية الملوك التي أنزلها الله تعالى في السلاطين؛ لما اقتضته من السياسة العامة، التي فيها بقاء الملك، وثبوت الدول.
قال الله تعالى: (ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [الحج: ٤٠].
ثم سمى المنصور وأوضح شرائط النصر فقال تعالى: (ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ)[الحج: ٤١].
فضمن الله تعالى النصر للمملوك، وشرط عليهم أربع شرائط كما ترى، فمتى تضعضعت قواعدهم، أو انتقض عليهم شيء من أطراف ممالكهم، أو ظهر عليهم عدو، أو باغي فتنة، أو حاسد نعمة، أو اضطربت عليهم الأمور، أو رأوا أسباب الغير؛ فليلجؤوا إلى الله تعالى، ويستجيروا من سوء أقداره؛ بإصلاح ما بينهم وبينه سبحانه وتعالى، بإقامة الميزان بالقسط الذي شرعه الله تعالى لعباده، وركوب سبيل العدل والحق، الذي قامت به السماوات والأرض، وإظهار شرائع الدين، ونصر المظلوم، والأخذ على يد الظالم، وكف يد القوي عن الضعيف، ومراعاة الفقراء والمساكين، وملاحظة ذوي الخاصة والفقراء المستضعفين، وليعلموا أنهم قد أخلوا بشيء من الشروط الأربعة التي شرطت في النصر»59.
قال الله تعالى في قصة موسى عليه السلام: (ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ) [طه: ٢٩].
قال الطرطوشي: «فلو كان السلطان يستغني عن الوزراء لكان أحق الناس بذلك كليم الله موسى بن عمران. ثم ذكر حكمة الوزراء فقال: (ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ)[طه:٣١-٣٢].
دلت هذه الآية على أن موضع الوزير أن يشد قواعد المملكة وأن يفضي إليه السلطان بعجز ونحوه إذا استكملت فيه الخصال المحمودة.
ثم قال: (ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ) [طه: ٣٣-٣٤].
دلت هذه الكلمة على أن بصحبة العلماء والصالحين وأهل الخبرة والمعرفة؛ تنتظم أمور الدنيا والآخرة»60.
قال ابن تيمية: «لا غنى لولي الأمر عن المشاورة؛ فإن الله تعالى أمر بها نبيه صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: (ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [آل عمران: ١٥٩]».
رابعًا: آثار الملك:
يذكرنا القرآن الكريم بمصير الملوك والممالك، فقال تعالى: (ﯪ ﯫ ﯬ) [المرسلات: ١٦].
وحتى لا نستصغر ملك الأولين وبساطته؛ فقد جاء التصريح القرآني بقوله تعالى: (ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ) [مريم: ٧٤].
فمن من الملوك كان خدمه الإنس والجن والطير والشياطين والوحوش والبهائم؟، ومن من الملوك تجري له الريح بأمره؟ هكذا كانت الملكية من قبل؛ حتى لا يستهين بها الملوك المتأخرين، فنبي الله سليمان عليه السلام كان مثالًا للملك الصالح، وعلى نظام الملكية الوراثي الذي أخذه عن أبيه النبي الملك داود عليه السلام، ومع كل ما آتاه الله من نعم، قال مقولةً خلدها القرآن الكريم بقوله تعالى: (ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ) [النمل: ٤٠].
ومقولة النبي الملك سليمان عليه السلام قررتها آية قرآنية أخرى، فقال سبحانه: (ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕﰖ ﰗ ﰘ ﰙ ﰚ ﰛ ﰜ ﰝ) [الأنعام: ١٦٥].
ثم جاء الخطاب القرآني ليقرر أن هلاك الممالك سنة كونية؛ إذا ما اتبعت آثار الممالك الهالكة، فقال تعالى: (ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ) [الإسراء: ١٦].
وهذه الحقيقة القرآنية قائمة على خصال الملك الفاسد التي مرت معنا في المطلب الثاني، وإلا فالممالك باستطاعتها أن تحافظ على نفسها؛ إذا ما تجنبت الظلم والفسق وغيرهما من المهالك للممالك.
قال تعالى: (ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ) [هود: ١١٧].
وأصرح آية في آثار الملك قوله تعالى: (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ) [غافر: ٢١].
قال ابن عطية: «والآثار في ذلك: هي المباني والمآثر، والصيت الدنياوي»61.
1 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١٠/٤٩١، المصباح المنير، الفيومي ٢/٥٨٠.
2 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١٠ /٤٩١.
3 المفردات ص٧٧٤.
4 تفسير أسماء الله الحسنى، الزجاج ص٣٠.
5 المقصد الأسنى ص٦٦.
6 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، ص٦٧٣، المعجم المفهرس الشامل، عبد الله جلغوم، ص ١٢٢٠-١٢٢٤.
7 انظر: بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي، ٤/٥٢٠-٥٢١، الوجوه والنظائر، الدامغاني، ص٤١٣.
8 انظر: بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز، الفيروزآبادي، ٤/٥٢٠.
9 انظر: الوجوه والنظائر، الدامغاني، ص٤١٣.
10 مقاييس اللغة ٣/٩٥.
11 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ص٢٣٨.
12 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص٢٨٢.
13 انظر: المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ٢/٨١.
14 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/١٣٨.
15 انظر: لباب التأويل، الخازن ٢/ ٥٣٦.
16 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص١٤٢.
17 انظر: شرح أسماء الله الحسنى، سعيد بن وهف القحطاني، ص١٦٧.
18 انظر: بدائع الفوائد، ابن القيم، ١/١٦٩.
19 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك، رقم ٢١٤٣.
20 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب أبغض الأسماء، رقم ٥٨٥٢.
21 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم التسمي بملك الأملاك، رقم ٢١٤٣.
22 انظر: البداية والنهاية، ابن كثير، ١٢/٥٥.
23 انظر: معجم المناهي، بكر أبو زيد، ص ٥١٠.
24 انظر: البداية والنهاية، ١/١٧١.
25 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب قوله: والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة)، رقم ٤٨١٢، ومسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، أول الكتاب، رقم ٢٧٨٧.
26 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، أول الكتاب، رقم ٢٧٨٨.
27 النأمة: بالتسكين: الصوت. وهو كالأنين، وقيل: هو الصوت الضعيف الخفي أيا كان.
انظر: لسان العرب، ابن منظور ٤/٣٨١٧.
28 في ظلال القرآن، ٥/٣٠٧٣.
29 انظر: جامع البيان، الطبري، ١٠/١٨٩.
30 انظر: تفسير البحر المحيط، ٣/٤٥٠.
31 انظر: التحرير والتنوير، ١٢/١٥٦-١٥٧.
32 انظر: أضواء البيان، ٧/٣٩٦.
33 انظر: التحرير والتنوير، ١٦/٢٢٤.
34 مفاتيح الغيب، ١٠/١٠٥.
35 تفسير المنار، ٧/٤٨٩.
36 المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/٢٥٦.
37 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الدعوات، باب ما يقال إذا دخل السوق، رقم ٣٤٢٨.
وحسنه الألباني في صحيح الجامع، رقم ٦٢٣١.
38 أخرجه أحمد في مسنده، رقم ٢٣٠٠٧، ٣٨/٥٤٥.
وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم ١١٤.
39 التبر المسبوك في نصيحة الملوك، الغزالي ص ٩.
40 انظر: فتح القدير، الشوكاني، ١/٢٢.
41 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص٧٣٦.
42 انظر: تفسير القرآن العظيم ٣/٧٤.
43 انظر: التحرير والتنوير، ٢٠/٢٦٦.
44 انظر: تفسير القرآن العظيم، ١/٢٦٧.
45 الجامع لأحكام القرآن، ٣/٢٢٥.
46 المصدر السابق.
47 المصدر السابق ١٧/١٢.
48 فتح القدير، ٣/٧٧.
49 انظر: غريب القرآن، السجستاني ص ٢٦٩.
50 درر السلوك في سياسة الملوك، ص٨٩.
51 أخرجه أحمد في مسنده، رقم ١٧١٤٤، وأبو داود في سننه، كتاب السنة، باب لزوم السنة، رقم ٤٦٠٧، والترمذي في سننه، كتاب العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، رقم ٢٦٧٦.
وصححه الألباني في صحيح الجامع، ١/٤٩٩، رقم ٢٥٤٩.
52 انظر: المنهج المسلوك في سياسة الملوك، الشيزري ص٢٤٢-٣٥٧.
53 درر السلوك في سياسة الملوك، الماوردي ص ٥٨.
54 انظر: المنهج المسلوك في سياسة الملوك، الشيزري ٣٥٩-٦٤٦.
55 انظر: سراج الملوك، الطرطوشي ص ٣٧.
56 انظر: المنهج المسلوك في سياسة الملوك، ص٢٤٣.
57 انظر: سراج الملوك، ص٥١.
58 السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، ابن تيمية ص ٦.
59 انظر: سراج الملوك، ص٣٩-٤٠.
60 انظر: سراج الملوك، ص٦٩.
61 المحرر الوجيز، ٤/٥٥٣.