عناصر الموضوع

التعريف بلقمان

ذكر لقمان في القرآن الكريم

صفات لقمان الحكيم

مكانة لقمان الحكيم

حكمة لقمان

مواعظ لقمان لابنه

مضامين تربوية في مواعظ لقمان

لقمان

التعريف بلقمان

أولًا: اسمه ونسبه ولقبه:

اختلف المفسرون في اسم ونسب لقمان الحكيم على قولين كما يأتي:

القول الأول: هو: لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارخ، وهو آزر، وقيل: كان ابن أخت أيوب عليه السلام، وقيل: كان ابن خالته، وهذا ما ذهب إليه جمهور المفسرين، واعتمدوا في ذلك على ما ورد عن ابن إسحاق حيث قال: «وهو لقمان بن باعوراء ابن ناحور بن تارخ، وهو آزر أبو إبراهيم، وقال وهب: كان ابن أخت أيوب عليه السلام وقال مقاتل: ذكر أنه كان ابن خالة أيوب عليه السلام » 1.

وكذلك قال الإمام البيضاوي والخازن هو:«لقمان بن باعوراء بن ناحور بن تارخ، وهو آزر، وقيل: كان ابن أخت أيوب عليه السلام، وقيل: كان ابن خالته، وقيل: إنه عاش حتى أدرك داود عليه السلام، وأخذ منه العلم وكان يفتي قبل مبعثه» 2.

القول الثاني: قال الإمام ابن كثير في البداية والنهاية: «هو لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال: لقمان بن ثاران، حكاه السهيلي عن ابن جرير والقتيبي، قال السهيلي: وكان نوبيا من أهل أيلة، قلت: وكان رجلا صالحا ذا عبادة وعبارة، وحكمة عظيمة، ويقال كان قاضيًا في زمن داود عليه السلام، فالله أعلم» 3.

وقال الإمام القرطبي: «وقيل: هو لقمان بن عنقاء بن سرون، وكان نوبيًا من أهل أيلة، ذكره السهيلي» 4.

واختلف المفسرون في اسم لقمان هل هو اسم عربي أم أعجمي؟ على قولين:

أحدهما: أنه اسم أعجمي، منع من الصرف للعجمة والعلمية، قال الفيروزآبادي: أنه اسم أعجمى ممنوع من الصرف، قيل: عبرانى، وقيل: سريانى 5.

وثانيهما: أنه اسم عربي، قال الإمام ابن عاشور:«ولقمان: اسم علم مادته مادة عربية، مشتق من اللقم، والأظهر أن العرب عربوه بلفظ قريب من ألفاظ لغتهم على عادتهم كما عربوا شاول باسم طالوت وهو ممنوع من الصرف لزيادة الألف والنون لا للعجمة والأول أولى» 6.

أما لقبه: فأثبت كثير من المفسرين للقمان لقب(الحكيم)، فيقال: لقمان الحكيم ورووا ذلك عن مجاهد وسعيد بن المسيب وغيرهم، وهذا اللقب مستمدًا من قوله تعالى: ( ) [لقمان:١٢]7، وسيأتي تفصيل ذلك.

ثانيًا: زمانه ومكانه:

أما زمانه: فلم تذكر المصادر الصحيحة زمان لقمان الحكيم الذي عاش فيه، ولكن اختلف المفسرون في زمان لقمان على قولين كما يأتي:

القول الأول: ذهب جمهور المفسرين إلى أن لقمان الحكيم عاش في زمن داود عليه السلام 8، قال الزمخشري: «وهو لقمان بن باعوراء ابن أخت أيوب أو ابن خالته، وقيل: كان من أولاد آزر، وأدركه داود عليه السلام وأخذ عنه العلم» 9.

وذكر الإمام ابن كثير عن مجاهد: «أن لقمان كان قاضيًا في بني إسرائيل في زمان داود عليه السلام، ولا يوجد ذكر ذلك في كتب الإسرائيليين» 10.

وقد ذكر أهل التاريخ: أن لقمان الحكيم كان في زمن داود عليه السلام11، وهذا يؤيد ما ذكره المفسرون.

القول الثاني: أنه كان فيما بين عيسى ومحمد عليهما السلام 12.

والقول الأول هو: الراجح الذي توافق عليه جمهور المفسرين والمؤرخين، وهذا ما تؤيده الأدلة الصحيحة، قال الإمام ابن حجر: «وفي المستدرك بإسناد صحيح عن أنس قال: كان لقمان عند داود عليه السلام وهو يسرد الدرع فجعل لقمان يتعجب ويريد أن يسأله عن فائدته فتمنعه حكمته أن يسأل، وهذا صريح في أنه عاصر داود عليه السلام، وقد ذكره بن الجوزي في التلقيح بعد إبراهيم قبل إسماعيل وإسحاق والصحيح أنه كان في زمن داود، وقد أخرج الطبري وغيره عن مجاهد أنه كان قاضيًا على بني إسرائيل زمن داود عليه السلام .

وأغرب الواقدي فزعم أنه كان بين عيسى ونبينا عليهما الصلاة والسلام، وشبهته ما حكاه أبو عبيدة البكري أنه كان عبدا لبني الحسحاس بن الأزد» 13.

وروى الحاكم عن أنس رضي الله عنه: (إن لقمان كان عند داود عليه السلام وهو يسرد الدرع فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لقمان يتعجب ويريد أن يسأله ويمنعه حكمته أن يسأله، فلما فرغ منها صبها على نفسه فقال: نعم درع الحرب هذه، فقال لقمان: الصمت من الحكمة، وقليل فاعله كنت أردت أن أسألك فسكت حتى كفيتني)14.

وكذلك روى البيهقي عن أنس رضي الله عنه: (أن لقمان كان عند داود عليه السلام وهو يسرد الدرع، فجعل يفتله هكذا بيده، فجعل لقمان يتعجب ويريد أن يسأله فتمنعه حكمته أن يسأل، فلما فرغ منها ضمها على نفسه وقال: نعم درع الحرب هذه فقال لقمان: إن الصمت من الحكم، وقليل فاعله كنت أريد أن أسألك، فسكت حتى كفيتني)، هذا هو الصحيح عن أنس: (أن لقمان قال: الصمت حكم وقليل فاعله) 15، وبهذه الأدلة يترجح القول الأول.

وعلى هذا يمكن تقدير الزمن الذي عاش فيه لقمان عليه السلام بناءً على تقديرات المؤرخين وعلماء الآثار المعاصرين لزمن داود عليه السلام.

وعلى تلك التقديرات الحديثة لعلماء التاريخ والآثار المعاصرين: فإن لقمان الحكيم يمكن أن يكون عاش في القرن العاشر قبل الميلاد، وهذا بناء على ما تقدره المصادر الحديثة بأن داود عليه السلام عاش في القرن العاشر قبل الميلاد (١٠٠٠ -٩٦٠ ﻕ.ﻡ) 16.

وأما مكانه: فاختلف المفسرون في أصله، ومن أي البلاد هو؟ على ثلاثة أقول:

القول الأول: قال جابر بن عبد الله رضي الله عنه وسعيد بن المسيب: كان لقمان أسود من سودان مصر، أي: أنه كان من أهل النوبة من سودان مصر- وهي بلدة تقع في محافظة (أسوان) بمصر - 17.

وقد روى الإمام ابن جرير عن سعيد بن المسيب أنه كان يقول:«كان لقمان الحكيم أسود من سودان مصر» 18، وروى ابن أبي حاتم عن ابن عباس وسعيد بن المسيب رضي الله عنهم: «أن لقمان عليه السلام كان أسود من سودان مصر، ذا مشافر أعطاه الله الحكمة ومنعه النبوة» 19.

القول الثاني: إنه كان عبدًا حبشيًا، قاله ابن عباس 20، وروى الإمام ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قال:«كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًا، غليظ الشفتين، مصفح القدمين21، قاضيًا على بني إسرائيل» 22.

القول الثالث: إن لقمان الحكيم كان من أهل أيلة 23، وهي: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام، وتعرف اليوم باسم «العقبة» وهي ميناء المملكة الأردنية الهاشمية حاليًا 24.

والراجح: أن لقمان الحكيم من النوبة من سودان مصر؛ لكثرة الروايات الواردة في ذلك عند المفسرين 25.

واختلف المفسرون في لقمان أكان حرًا أو عبدًا؟ والأكثرون على أنه كان عبدًا 26.

واختلفوا أيضًا في مهنته على ثلاثة أقوال:

أحدها: أنه كان خياطًا بمصر، قاله سعيد بن المسيب.

الثاني: أنه كان راعيًا فرآه رجل كان يعرفه قبل ذلك فقال: ألست عبد بني فلان، الذي كنت ترعى بالأمس؟ قال بلى، قال: فما بلغ بك ما أرى؟ قال: قدر الله، وأدائي الأمانة، وصدق الحديث، وتركي ما لا يعنيني، قاله عبد الرحمن بن زيد بن جابر27.

الثالث: أنه كان نجارًا، فقال له سيده: اذبح لي شاة وأتني بأطيبها مضغتين، فأتاه باللسان والقلب فقال له: ما كان فيها شيء أطيب من هذين فسكت، ثم أمره فذبح له شاة ثم قال: ألق أخبثها مضغتين، فألقى اللسان والقلب فقال له: أمرتك أن تأتيني بأطيب مضغتين، فأتيتني باللسان والقلب وأمرتك أن تلقي أخبثها مضغتين، فألقيت باللسان والقلب، فقال إنه ليس شيىء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا، قاله خالد الربعي 28.

ذكر لقمان في القرآن الكريم

لم يذكر ذكر لقمان الحكيم إلا مرتين، في سورةٍ سميت باسمه (سورة لقمان).

صفات لقمان الحكيم

أولًا: صفات لقمان الخَلْقية:

روى الإمام ابن جرير، عن مجاهد قال: كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًا، غليظ الشفتين، مصفح القدمين 29.

قال الإمام الثعلبي والسمعاني قال سعيد بن المسيب: كان لقمان عبدا أسود عظيم الشفتين، متشقق القدمين 30.

وقال ابن كثير:«قال مجاهد: كان لقمان عبدًا أسود عظيم الشفتين، مشقق القدمين، وقال حكام بن سالم عن سعيد الزبيدي عن مجاهد: كان لقمان الحكيم عبدًا حبشيًا، غليظ الشفتين، مصفح القدمين» 31.

ثانيًا: صفات لقمان الخُلُقية:

فقد كان رجلًا مؤمنًا بالله، عابدًا شاكرًا له، آتاه الله الحكمة والعلم والفهم، وكان داعية ناصحًا حكيمًا صالحًا، قال الإمام ابن عاشور:«ولقمان اسم رجل حكيم صالح، وأكثر الروايات في شأنه التي يعضد بعضها وإن كانت أسانيدها ضعيفة تقتضي أنه كان من السود، فقيل: هو من بلاد النوبة، وقيل: من الحبشة» 32.

وفي الحقيقة أن ما هو مصرح به في القرآن هو اسمه لقمان فقط، وأما ما جاء من اختلاف في اسمه ونسبه وصفاته فليس عليه دليل من الكتاب أو السنة، فينبغي التوقف في ذلك؛ لأنه من مبهمات القرآن التي لم يقم عليها دليل، قال الألوسي بعد أن ساق هذه الاختلافات: «ولا وثوق لي بشيء من هذه الأخبار، وإنما نقلتها تأسيًا بمن نقلها من المفسرين الأخيار عن أني أختار أنه كان رجلًا صالحًا حكيمًا، ولم يكن نبيًا» 33.

ولم يفصل القرآن الحديث عن لقمان، وكل ما ذكره عنه أنه كان رجلًا مؤمنًا بالله، عابدًا شاكرًا له، آتاه الله الحكمة والعلم والفهم، وكان داعية ناصحًا، وكان له ولد، فقام بواجبه في نصحه وتوجيهه وتذكيره وتعليمه، وقال صلاح عبد الفتاح الخالدي: «ولم تضف مصادرنا الإسلامية اليقينية على ما ورد في القرآن عنه، ولذلك معظم ما يتعلق بقصته من مبهمات القرآن، التي لا نملك دليلًا على بيانها، فلا دليل على زمانه أو مكانه، ولا على القوم الذين كان يعيش معهم، ولا نعرف هل كان نبيًا أم مجرد مؤمن عالم حكيم، ولا نعرف من كلامه ومواعظه وحكمه إلا ما ورد في القرآن!.

وهذا معناه أن نتوقف في القول بما ورد عنه من أخبار وأقوال وحكم؛ لأنها من الإسرائيليات والروايات التي لم تثبت، فلا نصدقها ولا نكذبها ولا نرويها.

لم يصرح القرآن بنبوة لقمان، كما أنه لم ينف نبوته، وإنما سكت عنها، ولذلك لا نقول بنبوته؛ لأنه قد لا يكون نبيًا!! ولا ننفي عنه النبوة؛ لأنه قد يكون نبيًا، فالأسلم هو التوقف في هذا القول، والاعتراف بقصور العلم، فنحن لا نعلم إلا ما علمنا الله إياه، أو وفقنا إليه! » 34.

مكانة لقمان الحكيم

كان لقمان الحكيم عليه السلام من الحكماء الذين خلد الله تعالى ذكرهم في القرآن، وهذه الصفة تدل على مكانته وعظمته وشرفه وارتفاع منزلته، وهذا ما ذهب إليه جمهور المفسرين بأن الله سبحانه وتعالى آتاه الحكمة وهي الفقه والعقل والإصابة في القول من غير نبوة 35.

بل قد حكى بعض العلماء الاتفاق على أن لقمان كان حكيمًا ووليًا وصالحًا، ولم يكن نبيًا، قال الإمام البغوي: «واتفق العلماء على أنه كان حكيما ولم يكن نبيًا إلا عكرمة فإنه قال كان لقمان نبيًا وتفرد بهذا القول»36.

كما ذكر بعض المفسرين أن لقمان الحكيم كان قاضيًا في بني إسرائيل 37.

وقد سميت سورة القرآن الكريم باسمه، ووروده في كتاب الله، دليل على شرفه ومكانته ويرتبط اسمه بالحكمة في كل زمان ومكان، وبه تضرب الأمثال، قال الدكتور جواد علي: «ولقمان: شخصية ذكرت في القرآن، وفي القرآن الكريم سورة سميت باسمه، ووروده في كتاب الله دليل على وقوف الجاهليين بقصصه وشيوع خبره وأمره بينهم، ونجد في كتب التفسير والأدب والأخبار وكتب المعمرين قصصًا عنه، وقد عرف بـ لقمان الحكيم«وقد بحث عنه المستشرقون، وحاولوا تحليل القصص الوارد عنه وإرجاعه إلى أصوله، وقد بحث في ذلك المحدثون في مصر وفي غير مصر من البلاد العربية» 38.

وإن دلالة تسمية سورة (لقمان) باسمه يدل على عظمة ومكانة لقمان في القرآن، وقد ذكر في السورة مرتين، ويدل كذلك على الشرف والمكانة والتكريم عند الله تعالى والناس، وهذا التكريم والتشريف والمكانة العالية خالد بخلود القرآن الكريم.

سميت سورة لقمان به؛ لاشتمالها على قصته التي تضمنت فضيلة الحكمة، وسر معرفة الله تعالى وصفاته، وذم الشرك، والأمر بالأخلاق والأفعال الحميدة، والنهي عن الذميمة 39.

قال الإمام ابن عاشور: «سميت هذه السورة بإضافتها إلى لقمان؛ لأن فيها ذكر لقمان وحكمته وجملًا من حكمته التي أدب بها ابنه، وليس لها اسم غير هذا الاسم، وبهذا الاسم عرفت بين القراء والمفسرين، ولم أقف على تصريح به فيما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند مقبول» 40.

وقال الإمام ابن عاشور في تسمية السور: «واعلم أن أسماء السور إما أن تكون بأوصافها مثل الفاتحة وسورة الحمد، وإما أن تكون بالإضافة لشيء اختصت بذكره نحو سورة لقمان وسورة يوسف وسورة البقرة» 41.

وسورة لقمان سورة مكية كلها في قول جمهور المفسرين، واستثنى بعض المفسرين ثلاث آيات قال ابن عباس أولهن: ( ﯿ ) [لقمان:٢٧- ٢٩].

ومنهم من استثنى آيتين قال قتادة أولهما: ( ) [لقمان:٢٧-٢٨]42.

حكمة لقمان

إن حكمة لقمان عليه السلام مأثورة في أقواله الناطقة عن حقائق الأحوال والمقربة للخفيات بأحسن الأمثال، وقد عني بها أهل التربية وأهل الخير وتناقلها الحكماء والمؤرخون والعامة.

وذكر القرآن منها ما في هذه السورة: ( ﭿ ﯣﯤ ﯶﯷ ﯿ ﰈﰉ ) [لقمان:١٢-١٩].

وقد ذكر الله الحكمة في مواضع كثيرة من كتابه مرادًا بها ما فيه صلاح النفوس، من النبوة والهدى والإرشاد، وقد كانت الحكمة تطلق عند العرب على الأقوال التي فيها إيقاظ للنفس ووصاية بالخير، وإخبار بتجارب السعادة والشقاوة، وكليات جامعة لجماع الآداب وذكر الله تعالى في كتابه حكمة لقمان ووصاياه في قوله تعالى: ( ) [لقمان:١٢].الآيات 43.

وهناك حكم نسبت للقمان الحكيم غير ما ورد في القرآن ذكرها بعض المفسرين، والحكمة: المنطق الذي يتعظ به ويتنبه به، ويتناقله الناس لذلك» 44.

وقال الإمام السمعاني: «ومن حكم لقمان سوى ما ذكرنا ما روي أنه قال: لا مال كصحة البدن، ولا نعيم كطيب النفس. ومن حكمه أيضا أنه قال: أدب الوالد لولده كالسماد للزرع» 45.

وقال الألوسي: «ومن حكمته قوله لابنه: أي بني إن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها ناس كثير فاجعل سفينتك فيها تقوى الله تعالى، وحشوها الإيمان وشراعها التوكل على الله تعالى؛ لعلك أن تنجو ولا أراك ناجيا، وقوله: من كان له من نفسه واعظ كان له من الله عز وجل حافظ، ومن أنصف الناس من نفسه زاده الله تعالى بذلك عزًا، والذل في طاعة الله تعالى أقرب من التعزز بالمعصية.

وقوله: ضرب الوالد لولده كالسماد للزرع. وقوله: يا بني إياك والدين فإنه ذل النهار وهم الليل. وقوله: يا بني ارج الله عز وجل رجاء لا يجرئك على معصيته تعالى، وخف الله سبحانه خوفا لا يؤيسك من رحمته تعالى شأنه.

وقوله: من كذب ذهب ماء وجهه، ومن ساء خلقه كثر غمه، ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم. وقوله: يا بني حملت الجندل والحديد وكل شيء ثقيل، فلم أجمل شيئًا هو أثقل من جار السوء، وذقت المرار فلم أذق شيئًا هو أمر من الفقر، يا بني لا ترسل رسولك جاهلًا فإن لم تجد حكيمًا فكن رسول نفسك، يا بني إياك والكذب فإنه شهي كلحم العصفور عما قليل يغلي صاحبه، يا بني احضر الجنائز ولا تحضر العرس فإن الجنائز تذكرك الآخرة والعرس يشهيك الدنيا، يا بني لا تأكل شبعا على شبع فإن إلقاءك إياه للكلب خير من أن تأكله، يا بني لا تكن حلوًا فتبلع ولا مرًا فتلفظ.

وقوله لابنه: لا يأكل طعامك إلا الأتقياء وشاور في أمرك العلماء، وقوله: لا خير في أن تتعلم ما لم تعلم، ولما تعمل بما قد علمت فإن مثل ذلك رجل احتطب حطبا فحمل حزمة، وذهب يحملها فعجز عنها فضم إليها أخرى.

وقوله: يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلًا فأغضبه قبل ذلك فإن أنصفك عند غضبه وإلا فاحذره، وقوله: لتكن كلمتك طيبة، وليكن وجهك بسطًا تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.

وقوله: يا بني أنزل نفسك من صاحبك منزلة من لا حاجة له بك ولا بد لك منه، يا بني كن كمن لا يبتغي محمدة الناس، ولا يكسب ذمهم فنفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، وقوله: يا بني امتنع بما يخرج من فيك فإنك ما سكت سالم، وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك، إلى غير ذلك مما لا يحصى» 46.

وقد أورد الإمام السيوطي كثيرًا من هذه الحكم في الدر المنثور في التفسير بالمأثور47، وكذلك الإمام ابن عاشور في التحرير والتنوير 48.

مواعظ لقمان لابنه

تمثل مواعظ لقمان لابنه منظومةً متكاملةً، تعالج جميع جوانب الحياة الإيمانية والعبادية والأخلاقية والسلوكية والإصلاحية، كما أنها تشتمل على معالم دعوية ترسم بعض ملامح منهج الدعوة التي يمكن أن يسير عليها الدعاة، وبيان ذلك فيما يلي:

أولًا: أنواع المواعظ:

إن مواعظ لقمان لابنه تتنوع إلى مواعظ إيمانية وعبادية وأخلاقية وسلوكية وإصلاحية، وقد جمع لقمان عليه السلام في هذه الموعظة أصول الشريعة وهي: الاعتقادات، والأعمال، وأدب المعاملة، وأدب النفس 49، ويمكن بيان ذلك في الفقرات الآتية:

١. المواعظ الإيمانية.

إن الوعظ هو نصح وتذكير الإنسان بالخير بما يلين قلبه من ثواب وعقاب، تقول: وعظته وعظا وعظة فاتعظ، أي قبل الموعظة، ويقال: السعيد من وعظ بغيره، والشقي من اتعظ به غيره 50، والموعظة هي التذكرة للصواب والرشاد 51.

والوعظ زجر مقترن بتخويف.

قال تعالى: ( ) [النساء:٦٣]52.

أي: وعظهم بالزجر والإنكار وبالغ في وعظهم بالتخويف والإنذار، وقل لهم في أنفسهم قولا بليغًا، أي: مؤثرًا واصلًا إلى كنه المراد 53.

وتعتبر مواعظ لقمان لابنه مواعظ إيمانية في الجملة من حيث إنها تزيد في الإيمان، وتؤدي إلى التصديق المطلق بالله تعالى؛ ولأن الإيمان هو الأساس الذي تقوم عليه العبادات، فقد بدأ لقمان به لأنه المهم، وهو أول ما يبدأ به الواعظ الحكيم.

قال تعالى: ( ) [لقمان:١٣].

وقد قال جمهور المفسرين: إن ابن لقمان كان مشركًا فلم يزل لقمان يعظه حتى آمن بالله وحده 54.

ثم بين له أن الشرك ظلم عظيم عند الله؛ لأن الله هو المحيي المميت الرازق المنعم وحده لا شريك له، فإذا أشرك به أحد غيره، فذلك أعظم الظلم؛ لأنه جعل النعمة لغير ربها.

وأصل الظلم في اللغة وضع الشيء في غير موضعه 55، وسماه ظلمًا؛ لأنه قد ظلم به نفسه، وليس شيء من الذنوب أعظم من الشرك بالله 56.

والظلم هو وضع الشيء في غير موضعه، من أشرك مع الله غيره فقد وضع الشيء في غير موضعه 57، وهذه الآية كقوله تعالى: ( ﯿ ) [يونس:١٠٦].

أي: ولا تدع من دون معبودك وخالقك شيئا لا ينفعك في الدنيا ولا في الآخرة، ولا يضرك في دين ولا دنيا، يعني بذلك الآلهة والأصنام. يقول: لا تعبدها راجيا نفعها أو خائفا ضرها، فإنها لا تنفع ولا تضر فإن فعلت ذلك، فدعوتها من دون الله فإنك إذا من الظالمين من المشركين بالله الظالمي أنفسهم 58.

ولأن الشرك تسوية بين من لا نعمة إلا وهي منه ومن لا نعمة له أصلًا 59، ولأن الشرك أعظم الذنوب الموجب للعذاب والخلود في الجحيم.

قال تعالى: ( ) [النساء:٤٨].

وقوله تعالى: ( ) [النساء:١١٦].

وقوله سبحانه: ( ﭿ ) [المائدة:٧٢].

ووجه كون الكفر والشرك ظلما، وهو أن الكافر والمشرك ظالم بذلك؛ لأن الظلم هو التعدي وتجاوز الحد، ونصر الباطل، ومجانبة الحق، وإخفاء الحقيقة، والمشرك ظالم بذلك، إن المشرك ظالم لنفسه لسيره في طريق الباطل والعذاب والنار وظالم للحقيقة لتجاوزه لها ومجانبته عنها، وظالم للمؤمنين؛ لأنه لم يكن معهم ناصر للحق محارب للباطل، وظالم للكافرين؛ لأنه كان قدوة لهم في الكفر، مساعدًا لهم على باطلهم، كل كفر ظلم وكل كافر مشرك ظالم، ولكن ليس كل ظلم كفرًا وشركًا؛ لأن القرآن قد يطلق الظلم على المعصية والذنب، فقد يكون المسلم ظالمًا لمعصيته وذنبه، ولكنه لا يكفر بمجرد ارتكاب المعصية والذنب 60.

واعتبرت الآية أن الشرك ظلم عظيم، وفسر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله تعالى:( ) [الأنعام:٨٢].

فقد جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: (لما نزلت: ( ) [الأنعام:٨٢]. شق ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله، أينا لا يظلم نفسه؟ قال: (ليس ذلك إنما هو الشرك ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم) 61.

ثم وعظه بمراقبة الله تعالى في أقواله وأعماله؛ لأنها وسيلة للإيمان وثمرة من ثمراته قال تعالى: ( ) [لقمان:١٦].

وختم تلك الآية المصورة لعلم الله وقدرته باختيار اسمين من أسماء الله «إن الله لطيف خبير »وهو ختام يتناسق مع موضوع الآية، أي: إن الله لطيف، فعلمه شامل لكل لشيء، وهو نافذ في كل شيء، ولا يقف أمامه أي شيء، ولا يستعصي عليه أي شيء؛ لأنه علم لله المطلع على كل شيء وإن الله خبير، والخبير الذى لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، ولا تتحرك حركة إلا يعلم مستقرها ومستودعها.

والفرق بين العليم والخبير، أن الخبير بفيد العلم، ولكن العليم إذا كان للخفايا سمى خبيرًا .

ومن علم أن الله خبير بأحواله كان محترزًا في أقواله وأفعاله واثقًا أن ما قسم له يدركه، وما لم يقسم له لا يدركه فيرى جميع الحوادث من الله فتهون عليه الأمور 62.

كما وعظه بإقامة الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على المصائب وفي ذلك يظهر أثر الإيمان.

قال تعالى: ( ﯿ ) [لقمان:١٧-١٩].

ثم بين له أن المرجع والمآب هو لله تعالى: ( ) [لقمان:١٥].

أي: واتبع سبيل المؤمنين في دينك ولا تتبع سبيلهما فيه- وإن كنت مأمورًا بحسن مصاحبتهما في الدنيا- ثم إلىَّ مرجعك ومرجعهما، فأجازيك على إيمانك وأجازيهما على كفرهما، ويجب على الإنسان في صحبتهما ومعاشرتهما: مراعاة حق الأبوة وتعظيمه، وما لهما من الواجب التي لا يسوغ الإخلال بها، ثم بين حكمهما وحالهما في الآخرة 63، بقوله تعالى: ( ) [لقمان:١٥].

أي: إن إلي مصيركم ومعادكم بعد مماتكم، فأخبركم بجميع ما كنتم في الدنيا تعملون من خير وشر، ثم أجازيكم على أعمالكم، المحسن منكم بإحسانه والمسيء بإساءته 64.

٢. المواعظ العبادية:

لما كانت العبادة هي: «اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال، والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار، واليتيم، والمسكين، وابن السبيل، والمملوك من الآدميين والبهائم، والدعاء، والذكر، والقراءة، وأمثال ذلك من العبادة.

وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه، وإخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف لعذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله تعالى»65.

فإن وصايا لقمان لابنه تتضمن معظم هذه المعاني الواردة في معنى العبادة بمفهومها الشامل، وعلى وجه الخصوص مايأتي:


1 الكشف والبيان، الثعلبي ٧/٣١٢، معالم التنزيل، البغوي ٣/٥٨٧.

2 أنوار التنزيل، البيضاوي ٤/٢١٣.

3 البداية والنهاية، ابن كثير ٢/١٢٣.

4 الجامع لأحكام القرآن ١٤/٥٩.

5 بصائر ذوي التمييز ٦/٩٠.

6 التحرير والتنوير ٢١/١٥١.

7 انظر: تفسير مجاهد بن جبر المكي ص ٥٤٣، جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٥، النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣١، تفسير السمعاني ٤/٢٢٩، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/٢٩٨، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/١٤٨.

8 انظر: الكشف والبيان، الثعلبي ٧/٣١٢، أنوار التنزيل، البيضاوي ٤/٢١٣، معالم التنزيل، البغوي ٣/٥٨٧، الكشاف، الزمخشري ٣/٤٩٢، لباب التأويل، الخازن ٣/٣٩٧، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/١٥٠، فتح القدير، الشوكاني ٤/٢٧٣.

9 الكشاف ٣/٤٩٢.

10 تفسيرالقرآن العظيم ٦/٢٩٨.

11 انظر: المعارف، ابن قتيبة ١/٥٥، البداية والنهاية، ابن كثير ٢/١٤٦.

12 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣١، البحر المحيط، أبو حيان ٨/٤١٢، روح المعاني، الألوسي ١١/٨٢.

13 فتح الباري ٦/٤٦٦.

14 أخرجه الحاكم في المستدرك، رقم ٣٥٨٢، ٢/٤٥٨.

15 أخرجه الحاكم في المستدرك، رقم ٣٥٨٢، ٢/٤٥٨، والبيهقي في شعب الإيمان، رقم ٤٦٧١، ٧/٧٣.

قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه» ولم يتعقبه الذهبي، وصححه البيهقي في شعب الإيمان، وابن حجر في فتح الباري ٦/٤٦٦.

16 انظر: سيرة مدينة القدس، خالد محمد غازي ص٢٨، القدس عربية إسلامية، سيد فرج راشد ص٥٤، القدس، هنري كتن، ترجمة إبراهيم الراهب ص ١٥، القدس عبر التاريخ، دراسة جغرافية تاريخية أثرية للمدينة المقدسة، ميخائيل مكسي إسكندر ص٢٢.

17 النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣١.

18 جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٥.

19 تفسير ابن أبي حاتم ٩/٣٠٩٧.

20 النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣١.

21 مصفح القدمين: عريضهما.

انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٣/٢٩٣، لسان العرب، ابن منظور ٢/٥١٣، تاج العروس، الزبيدي ٦/٥٤٦.

22 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٥، تفسير ابن أبي حاتم ٩/٣٠٩٧.

23 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٤/٥٩، فتح القدير، الشوكاني ٤/٢٧٣.

24 انظر: معجم البلدان، الحموي ١/٢٩٢، معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية، عاتق البلادي ص ٣٥، المعالم الأثيرة في السنة والسيرة، محمد شراب ص ٤٠.

25 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٥، تفسير ابن أبي حاتم ٩/٣٠٩٧، الكشف والبيان الثعلبي ٧/٣١٣.

26 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣١، تفسير السمعاني ٤/٢٢٩، لباب التأويل، الخازن ٣/٣٩٩، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/٢٩٨، روح المعاني، الألوسي ١١/٨٢.

27 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣١، لباب التأويل، الخازن ٣/٣٩٩، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/٢٩٨.

28 النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣١.

29 جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٥.

30 الكشف والبيان، الثعلبي ٧/٣١٣، تفسير السمعاني ٤/٢٢٩.

31 تفسيرالقرآن العظيم ٦/٢٩٨.

32 التحرير والتنوير ٢١/١٤٨.

33 روح المعاني ١١/٨٢.

34 القرآن ونقض مطاعن الرهبان، صلاح الخالدي ١/١٦٧.

35 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٤، الكشاف، الزمخشري ٣/٤٩٣.

36 معالم التنزيل، البغوي ٣/٥٨٧.

37 انظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٤/٢١٣، الكشف والبيان، الثعلبي ٧/٣١٢، غرائب القرآن، النيسابوري ٥/٤٢٤، زاد المسير، ابن الجوزي ٣/٤٣٠ الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٤/٥٩، لباب التأويل، الخازن ٣/٣٩٧، المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/٣٤٧.

38 المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام ١٥/٣٤٣.

39 محاسن التأويل، القاسمي ٨/٢٤.

40 التحرير والتنوير ٢١/١٣٧.

41 التحرير والتنوير ١/٩١.

42 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٤/١٩٣، التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٤٤٠، المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/٣٤٥، مفاتيح الغيب، الرازي ٢٥/١١٤، تفسيرالقرآن العظيم، ابن كثير ٦/٢٩٥.

43 التحرير والتنوير ٣/٦٣.

44 البحر المحيط، أبو حيان ٨/٤١٢.

45 تفسير السمعاني ٤/٢٣٥.

46 روح المعاني ١١/٨٣.

47 الدر المنثور ٦/٥١٢.

48 التحرير والتنوير ٢١/١٥١.

49 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/١٥٤.

50 انظر: المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده ٢/٣٣٣، تاج العروس، الزبيدي ٢٠/٢٨٩.

51 جامع البيان، الطبري ٧/٢٣٣.

52 التحرير والتنوير ٢١/١٥٤.

53 انظر: مدارك التنزيل، النسفي ١/٣٦٩، محاسن التأويل، القاسمي ٣/١٩٧.

54 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/١٥٤.

55 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٤/١٩٦.

56 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣٣.

57 انظر: التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٤٤٣، تفسير السمعاني ٤/٢٣٠.

58 انظر: جامع البيان، الطبري ١٥/٢١٨، الكشاف، الزمخشري ٢/٣٧٤.

59 انظر: مدارك التنزيل، النسفي ٢/٧١٤.

60 انظر: تربية الأبناء من وصايا لقمان، محمد زمري ص٣٠.

61 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: (ولقد آتينا لقمان الحكمة)، رقم ٣٤٢٩، ٤/١٦٣.

62 انظر: تربية الأبناء من وصايا لقمان، محمد زمري ص٣٥- ٣٦.

63 الكشاف، الزمخشري ٣/٤٩٤.

64 جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٩.

65 مجموع فتاوى ابن تيمية ١٠/١٤٩.

66 انظر: تربية الأبناء من وصية لقمان، محمد زمري ص ٣٧.

67 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير ٢/٧٠، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ١/٢٥٢.

68 انظر: التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٤٤٤.

69 تحبير التيسير في القراءات العشر، ابن الجزري ص ٥٠٨.

70 جامع البيان ٢٠/١٤٣

71 انظر: التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٤٤٤، النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣٩، تفسير السمعاني ٤/٢٣٣.

72 انظر: التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٤٤٤، النكت والعيون، الماوردي ٤/٣٣٩.

73 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/٣٠٢، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/١٦٧

74 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/١٦٧

75 المصدر السابق ٢١/١٦٦.

76 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الهبة وفضلها والتحريض عليها، باب لا يحل لأحد أن يرجع في هبته وصدقته، رقم ٢٦٢٢، ٣/١٦٤.

77 تفسير القرآن العظيم ٦/٣٠٢.

78 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال، رقم ٣٣٠٣، ٤/١٢٨، ومسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب استحباب الدعاء عند صياح الديك، رقم ٢٧٢٩، ٤/٢٠٩٢.

79 التفسير الوسيط، الزحيلي ٣/٢٠٢٧.

80 التصوير القرآني للقيم الخلقية والتشريعية، علي صبح ص ٢٠٠.

81 انظر: تربية الأبناء من وصايا لقمان، محمد زمري ص٤٦-٤٩.

82 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/٣٤٩.

83 انظر: التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ١١/٥٦٩.

84 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/١٦١، التفسير الوسيط، طنطاوي ١١/١٢١.

85 انظر: أيسر التفاسير، الجزائري ٤/٢٠٦.

86 جامع البيان، الطبري ٢٠/١٤٢.

87 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٢٥/١٢١، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ١٥/٤٤٩.

88 جامع البيان، الطبري ١٧/٣٢١.

89 مفاتيح الغيب ٢٠/٢٨٦.

90 المصدر السابق ٢٠/٢٨٧.

91 انظر: التحرير والتنوير ٢١/١٦٤.

92 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/٣٥١.

93 انظر: التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٤٤٤، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/٣٠٢.

94 في ظلال القرآن ٥/٢٧٩٠.

95 المحرر الوجيز، ابن عطية ١/٤٨٦.

96 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/٣٠٢.

97 أضواء البيان، الشنقيطي ١/٤٦٤.

98 خرجه البخاري في صحيحه، كتاب التعبير، باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة، رقم ٦٩٨٢، ٩/٢٩، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان باب بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم ١٦٠، ١/١٣٩.

99 أضواء البيان، الشنقيطي ١/٤٦٤.

100 انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٨/٣٠، تفسير المراغي ٢١/٨٤.

101 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٠/١٣٩، محاسن التأويل، القاسمي ٨/٣٠.

102 تربية الأبناء من وصايا لقمان، محمد زمري ص١٨.

103 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ١١/٥٧٠.

104 تفسير المراغي ٢١/٨٤.

105 التفسير القرآني للقرآن، الخطيب ١١/٥٧١.

106 تربية الأبناء من وصايا لقمان، محمد زمري ص١٨.

107 مثل ما أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب ما ذكر عن بني إسرائيل، رقم ٣٤٦٣، ٤/١٧٠.

108 التحرير والتنوير ١/٦٦.

109 تربية الأبناء من وصايا لقمان، محمد زمري ص١٨.