عناصر الموضوع

مفهوم الكذب

الكذب في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

التنفير من الكذب

مظاهر الكذب وميادينه

عواقب الكذب وآثاره

الكذب

مفهوم الكذب

أولًا: المعنى اللغوي:

مادة كذب: الكاف والذال والباء أصلٌ صحيحٌ يدل على خلاف الصدق. وتلخيصه أنه لا يبلغ نهاية الكلام في الصدق، كذب يكذب كذبًا. وكذبت فلانًا: نسبته إلى الكذب، وأكذبته: وجدته كاذبًا. ورجلٌ كذابٌ وكذبةٌ، وأكذب نفسه وكذبها بمعنى اعترف بأنه كذب1.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

قال الجرجاني: «هو الإخبار عن الشيء على خلاف الواقع، سواء بالقول، أو بالإشارة، أو بالسكوت»2. وقال الكفوي: «الكذب: كل خبر مخبره على خلاف ما أخبره فهو كذب»3.

ولما كان الصدق والكذب مما توصف به الأقوال، فإن كل دلالة مقصودة إما أن تكون دلالته صادقة، وإما أن تكون دلالته كاذبة، فالصدق ما وافق الحقيقة، والكذب ما خالف الحقيقة، وكذلك الحركات التعبيرية الكاذبة، كإشارات اليد والعين والحاجب والرأس، هي التي تكون دلالتها مخالفة للحقيقة والواقع، فكم من إشارة فعلية تقوم مقام القول في دلالتها4.

الكذب في الاستعمال القرآني

وردت مادة (كذب) في القرآن الكريم (٢٨٢) مرة 5.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

١٢٧

( ) [الزمر:٦٠]

الفعل المضارع

٦٠

( ) [المؤمنون:١٠٥]

المصدر

٣٦

( ﭿ ) [يوسف:١٨]

اسم الفاعل

٣٥

( ) [العنكبوت:٣]

صيغة المبالغة

٥

( ﯿ ) [القمر:٢٥-٢٦]

اسم المفعول

١

( ) [هود:٦٥]

وجاء الكذب في القرآن بمعناه اللغوي، وهو: الإخبار بالأمر على غير ما هو عليه، نقيض الصدق، ولا يكون بالقصد الأول إلا في القول، ويكون أيضًا في غيره، ويلزم منه الإنكار والجحود وخلف الوعد والنفاق وغيرها من لوازم الكذب 6.

الألفاظ ذات الصلة

الزور:

الزور لغةً:

قال ابن فارس: «الزاء والواو والراء: أصلٌ واحدٌ يدل على الميل والعدول. من ذلك الزور: الكذب؛ لأنه مائلٌ عن طريقة الحق. ويقال: زور فلانٌ الشيء تزويرًا. حتى يقولون :زور الشيء في نفسه: هيأه؛ لأنه يعدل به عن طريقةٍ تكون أقرب إلى قبول السامع»7.

الزور اصطلاحًا:

هو تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه أنه خلاف ما هو به8.

الصلة بين الزور والكذب:

أن الكذب هو الإخبار عن الشيء على خلاف الواقع، سواء بالقول أو بالإشارة، أما الزور فهو الكذب الذي قد سوي وحسن في الظاهر؛ ليحسب السامع أنه قد صدق9.

الافتراء:

الافتراء لغةً:

الفرية: الكذب. فرى كذبًا فريًا وافتراه: اختلقه. ورجلٌ فريٌ ومفرًى وإنه لقبيح الفرية10.

الافتراء اصطلاحًا:

هو: اختراع قضية لا أصل لها، أو هو «العظيم من الكذب»11.

الصلة بين الكذب والافتراء:

الكذب: الإخبار عن الشيء على خلاف الواقع، سواء بالقول أو بالإشارة. والافتراء: أخص منه؛ لأنه الكذب في حق الغير بما لا يرتضيه، بخلاف الكذب فإنه قد يكون في حق المتكلم نفسه، و أيضًا قد يحسن الكذب في بعض الوجوه، بخلاف الافتراء12.

الإفك:

الإفك لغةً:

أفك إفكًا وأفوكًا: كذب، وأفك فلانًا: جعله يكذب، وحرمه مراده13.

الإفك اصطلاحًا:

أعظم الكذب، وكل شيء في القرآن إفك فهو كذب14.

الصلة بين الكذب والإفك:

أن الكذب هو الإخبار عن الشيء على خلاف الواقع، سواء بالقول أو بالإشارة، والإفك هو الكذب الفاحش القبح مثل: الكذب على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، أو على القرآن، ومنه أيضًا قذف المحصنة، وغير ذلك مما يفحش قبحه15.

البهتان:

البهتان لغة:

مشتقٌ من بهت الرجل يبهته بهتًا وبهتانًا فهو بهات، أي: قال عليه ما لم يفعله، فهو مبهوتٌ، والبهتان: افتراءٌ16.

البهتان اصطلاحًا:

هو الافتراء على الغير، وهو: الخبر المكذوب الذي لا شبهة لكاذبه فيه؛ لأنه يبهت من ينقل عنه 17.

وقيل: هو كذب يبهت سامعه ويدهشه ويحيره؛ لفظاعته، وقال أبو البقاء: «سمي به؛ لأنه يبهت أي: يسكت؛ لتخيل صحته، ثم ينكشف عند التأمل»18.

الصلة بين الكذب والبهتان:

أن الكذب هو الإخبار عن الشيء على خلاف الواقع، سواء بالقول أو بالإشارة، أما البهتان فهو مواجهة الإنسان بما لم يحبه، وعلى وجه المكابرة له19.

التنفير من الكذب

نفر القرآن الكريم من الكذب حيث قرنه بأوصاف تحمل أكبر معاني القبح، وهذا ما سنتناوله فيما يأتي:

أولًا: التلازم بين الكذب والكفر، والنفاق، والظلم، والاستكبار:

١. التلازم بين الكذب والكفر.

قرن سبحانه وتعالى بين الكذب والكفر في مواضع من كتابه الكريم مما يدل على أن سجية الكافرين الكذب والتكذيب، ومخالفة الحق، قال تعالى: ( ) [الانشقاق: ٢٢].

وقال تعالى: ( ) [البروج: ١٩].

واختلفت هذه الآية عن سابقتها حيث ذكرت أن التكذيب عمهم حتى صار كالوعاء لهم «وفيها إشارةٌ إلى أن إحاطة التكذيب بهم إحاطة الظرف بالمظروف لا يترك لتذكر ما حل بأمثالهم من الأمم مسلكًا لعقولهم»20.

وذكر سبحانه أن الذين جمعوا بين الكفر والكذب يلازمون النار، هم فيها خالدون لا يخرجون منها، قال تعالى: ( ﭪﭫ ) [البقرة: ٣٩].

وقال تعالى: ( ) [المائدة: ١٠].

وأخبر سبحانه أن الذين جحدوا وحدانيته وكذبوا رسوله وأنكروا آيات القرآن، لهم عذاب يخزيهم ويهينهم في جهنم، قال تعالى: ( ) [الحج: ٥٧].

وأخبر سبحانه أن الذين كفروا بالله وكذبوا بما جاءت به الرسل وأنكروا البعث بعد الموت في العذاب مقيمون؛ جزاء ما كذبوا به في الدنيا، قال تعالى: ( ) [الروم: ١٦].

٢. التلازم بين الكذب والنفاق.

أخبر سبحانه عن التلازم بين الكذب والنفاق، مما يدل على أن سجية المنافقين الكذب والتكذيب:

قال تعالى: ( ﮅﮆ ﮇﮈ ﮋﮌ ) [التوبة: ٩٠].

«وهم منافقو الأعراب الذين ما جاءوا وما اعتذروا، وظهر بذلك أنهم كذبوا الله ورسوله في ادعائهم الإيمان.

وقرأ أبيٌ: () بالتشديد ( ﮋﮌ ) في الدنيا بالقتل وفي الآخرة بالنار، وإنما قال: ()؛ لأنه تعالى كان عالمًا بأن بعضهم سيؤمن ويتخلص عن هذا العقاب، فذكر لفظة (من) الدالة على التبعيض»21.

وقد أخبر سبحانه أن إخلاف الوعد والكذب هما سبب تمكن النفاق من قلوب المنافقين، قال تعالى: ( ) [التوبة: ٧٧].

فليحذر المؤمن من هذا الوصف الشنيع، أن يعاهد ربه، إن حصل مقصوده الفلاني ليفعلن كذا وكذا، ثم لا يفي بذلك، فإنه ربما عاقبه الله بالنفاق كما عاقب هؤلاء.

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم فيما رواه البخاري بسنده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان)22. والنفاق المقصود هنا: هو نفاق العمل، وليس نفاق اعتقادي، كما قال أهل العلم23.

وقال تعالى: ( ﮋﮌ ) [المجادلة: ١٤].

ولقد شهد الله سبحانه على المنافقين بالكذب وتكفي هذه الشهادة، قال تعالى - في سياق الحديث عن مسجد الضرار ومقصد المنافقين منه، أنهم ما أرادوا ببنائه إلا الخير والرفق بالمسلمين والتوسعة على الضعفاء العاجزين عن السير إلى مسجد (قباء)، والله يشهد إنهم لكاذبون فيما يحلفون عليه-: ( ﭟﭠ ﭥﭦ ) [التوبة: ١٠٧].

وقال تعالى في سياق إخبار الله عما تكنه صدور المنافقين للرسول أنهم كاذبون فيما أظهروه من شهادتهم لك بالرسالة، وحلفوا عليه بألسنتهم، وأضمروا الكفر به، قال تعالى: ( ﮗﮘ ) [المنافقون: ١].

٣. التلازم بين الكذب والظلم.

قال تعالى: ( ﮘﮙ ) [العنكبوت: ٦٨].

وقال تعالى: ( ﮱﯓ ﯟﯠ ) [الأنعام: ٩٣].

وقال تعالى: ( ﯫﯬ ﯷﯸ ) [هود: ١٨].

وقال تعالى: ( ﮕﮖ ) [الأنعام: ٢١].

أي: «لا أظلم ممن تقول على الله، فادعى أن الله أرسله ولم يكن أرسله، ثم لا أظلم ممن كذب بآيات الله وحججه وبراهينه ودلالاته»24.

ثم قضى سبحانه في حكمه أن الظالمين لا يفلحون، أي: «لا يظفرون بمطالبهم في الدنيا والآخرة، بل يبقون في الحرمان والخذلان، ونفى الفلاح عن الظالم فدخل فيه الأظلم، والظالم غير الأظلم وإذا كان هذا لا يفلح فكيف يفلح الأظلم؟!»25.

«والظلم هنا كناية عن الشرك. في صورة التفظيع له والتقبيح. وهو التعبير الغالب في السياق القرآني عن الشرك. وذلك حين يريد أن يبشع الشرك وينفر منه. ذلك أن الشرك ظلم للحق، وظلم للنفس، وظلم للناس. هو اعتداء على حق الله سبحانه في أن يوحد ويعبد بلا شريك. واعتداء على النفس بإيرادها موارد الخسارة والبوار. واعتداء على الناس بتعبيدهم لغير ربهم الحق، وإفساد حياتهم بالأحكام والأوضاع التي تقوم على أساس هذا الاعتداء، ومن ثم فالشرك ظلم عظيم، كما يقول عنه رب العالمين. ولن يفلح الشرك ولا المشركون.

والله سبحانه يقرر الحقيقة الكلية ويصف الحصيلة النهائية للشرك والمشركين -أو للظلم والظالمين- فلا عبرة بما تراه العيون القصيرة النظر في الأمد القريب فلاحًا ونجاحًا، فهذا هو الاستدراج المؤدي إلى الخسار والبوار، ومن أصدق من الله حديثًا؟!»26.

ثم أخبر سبحانه أنه لا يرشدهم إلى ما فيه فلاحهم؛ لعدم توجههم إليه، قال تعالى: ( ﭼﭽ ﭿ ) [الصف: ٧].

قال ابن عاشور رحمه الله: «وإنما كانوا أظلم الناس؛ لأنهم ظلموا الرسول صلى الله عليه وسلم بنسبته إلى ما ليس فيه؛ إذ قالوا: هو ساحرٌ، وظلموا أنفسهم إذ لم يتوخوا لها النجاة، فيعرضوا دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم على النظر الصحيح حتى يعلموا صدقه، وظلموا ربهم؛ إذ نسبوا ما جاءهم من هديه وحجج رسوله صلى الله عليه وسلم إلى ما ليس منه فسموا الآيات والحجج سحرًا، وظلموا الناس بحملهم على التكذيب وظلموهم بإخفاء الأخبار التي جاءت في التوراة والإنجيل مثبتةً صدق رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم وكمل لهم هذا الظلم بقوله تعالى: (ﭾﭿ ﮀﮁﮂ) فيعلم أنه ظلمٌ مستمرٌ»27.

٤. التلازم بين الكذب والاستكبار.

قرن سبحانه في كتابه بين الكذب والاستكبار في مواضع من آياته؛ لأن من كذب بالشيء نأى بنفسه عن اتباعه فهما متلازمان الكذب والاستكبار.

قال تعالى: ( ﯨﯩ ) [الأعراف: ٣٦].

وقال تعالى: ( ﮟﮠ ) [الأعراف: ٤٠].

«والاستكبار عن الآيات هو رفض قبولها كبرًا وعنادًا لمن جاء بها أن يكون إمامًا متبوعًا للمستكبرين؛ لأنهم يرون أنفسهم فوقه، أو أقوامهم فوق قومه، أو يحبون أن يروا الناس ويوهموهم ذلك، فرؤساء قريشٍ المستكبرون منهم من كان يرى من الضعة والمهانة أن يكون مرءوسًا للنبي صلى الله عليه وسلم نفسه؛ لأنهم أكثر منه مالًا وأعز نفرًا أو أكبر سنًا، فيرون أنهم أحق بالرياسة -وكان من هؤلاء بعض عشيرته بني هاشمٍ- ومنهم من كان يستكبر أن يتبع رجلًا من بني هاشمٍ كأبي جهلٍ وأبي سفيان وآخرين، مات بعضهم على الكفر ودان بعضهم بالإسلام بعد ظهوره، ولم يكن في غير قريشٍ من العرب من يستكبر أن يتبع رجلًا منهم إلا بالتبع؛ لعدم اتباعهم هم له، ولكن أحبار اليهود استكبروا عن اتباعه؛ لأنه عربيٌ، وهم يرون أن النبوة يجب حصرها فيهم، وكذلك أمراء المجوس ورؤساء دينهم؛ إذ كانوا يحتقرون العرب كافةً إلا من هدى الله من الفريقين، ولا يزال بعض الشعوب يأبى الاهتداء بالإسلام استكبارًا عن اتباع أهله»28.

ثانيًا: الوعيد بالعذاب على الكاذب:

اقتضت حكمة الله وعدله بين عباده أن يعاقب المكذب في الدنيا والآخرة -إن لم يتب- وأخبر في مواضع من كتابه بوعيد الكاذبين والذي منه:

١. الإقامة في العذاب.

قال تعالى: ( ) [الروم: ١٦].

«ومحضرون: يجوز أن يكون من الإحضار، أي: جعل الشيء حاضرًا، أي: لا يغيبون عنه، أي: لا يخرجون منه، وهو يفيد التأبيد بطريق الكناية؛ لأنه لما ذكر بعد قوله في العذاب ناسب أن لا يكون المقصود من وصفهم المحضرين أنهم كائنون في العذاب؛ لئلا يكون مجرد تأكيدٍ بمدلولٍ في الظرفية، فإن التأسيس أوقع من التأكيد.

ويجوز أن يكون محضرون بمعنى: مأتيٌ بهم إلى العذاب فقد كثر في القرآن استعمال محضرٍ ونحوه، بمعنى: معاقبٍ»29.

٢. ملازمون للعذاب.

قال تعالى: ( ﭪﭫ ) [البقرة: ٣٩].

وقال تعالى: ( ﭙﭚ ) [التغابن: ١٠].

٣. العذاب في الجحيم.

قال تعالى: ( ) [الحديد: ١٩].

٤. العذاب المهين.

قال تعالى: ( ) [الحج: ٥٧].

«أي: لهم عذابٌ مشتملٌ على ما فيه مذلتهم كالضرب بالمقامع ونحوه»30.

ثالثًا: اللعن على الكاذبين:

أخبر سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقال: من جادلك -أيها الرسول- في المسيح عيسى ابن مريم من بعد ما جاءك من العلم في أمر عيسى عليه السلام، فقل لهم: تعالوا نحضر أبناءنا وأبناءكم، ونساءنا ونساءكم، وأنفسنا وأنفسكم، ثم نتجه إلى الله بالدعاء أن ينزل عقوبته ولعنته على الكاذبين في قولهم، المصرين على عنادهم.

كما قال تعالى: ( ) [آل عمران: ٦١].

وأخبر سبحانه وتعالى أن الذين كذبوا على ربهم في الدنيا قد سخط الله عليهم، ولعنهم لعنة لا تنقطع، قال تعالى: ( ﯫﯬ ﯷﯸ ) [هود: ١٨].

يبين تعالى حال المفترين عليه وفضيحتهم في الدار الآخرة على رءوس الخلائق من الملائكة، والرسل، والأنبياء، وسائر البشر والجان، روى البخاري بسنده عن صفوان بن محرز قال: كنت آخذًا بيد ابن عمر إذ عرض له رجلٌ قال: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى يوم القيامة؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: (إن الله عز وجل يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه، ويستره من الناس، ويقرره بذنوبه، ويقول له: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه قد هلك قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم. ثم يعطى كتاب حسناته، وأما الكفار والمنافقون فيقول: ( ﯷﯸ ))31.

رابعًا: نفي الفلاح عن المكذبين:

أمر الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم أن يخبر الذين يفترون على الله الكذب باتخاذ الولد وإضافة الشريك إليه، أنهم لا ينالون مطلوبهم في الدنيا ولا في الآخرة ( ﯿ ) [يونس: ٦٩-٧٠].

«والفلاح عبارةٌ عن الوصول إلى المقصود والمطلوب، فمعنى أنه لا يفلح هو أنه لا ينجح في سعيه ولا يفوز بمطلوبه بل خاب وخسر، ومن الناس من إذا فاز بشيءٍ من المطالب العاجلة والمقاصد الخسيسة، ظن أنه قد فاز بالمقصد الأقصى، والله سبحانه أزال هذا الخيال بأن قال: إن ذلك المقصود الخسيس ( ) في الدنيا، ثم لا بد من الموت، وعند الموت لا بد من الرجوع إلى الله، وعند هذا الرجوع لا بد من أن يذيقه العذاب الشديد»32.

فالمكذبون: «لا يفلحون أي فلاح، لا يفلحون في شعب ولا طريق. لا يفلحون في الدنيا ولا في الأخرى. والفلاح الحقيقي هو الذي ينشأ من مسايرة سنن الله الصحيحة، المؤدية إلى الخير وارتقاء البشر وصلاح المجتمع، وتنمية الحياة، ودفعها إلى الأمام. وليس هو مجرد الإنتاج المادي مع تحطم القيم الإنسانية، ومع انتكاس البشر إلى مدارج الحيوانية، فذلك فلاح ظاهري موقوت، منحرف عن خط الرقي الذي يصل بالبشرية إلى أقصى ما تطيقه طبيعتها من الاكتمال»33.

وبعد أن أمر الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بإخبار المشركين أنهم لا يفلحون، أعقب ذلك في سورة النحل بخطاب للمشركين؛ ليقرر أن الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغ ما يأمره الله به فقال: ( ﯙﯚ ) [النحل: ١١٦].

«نهى تعالى عن سلوك سبيل المشركين الذين حللوا وحرموا بمجرد ما وصفوه واصطلحوا عليه من الأسماء بآرائهم من البحير ة والسائبة والوصيلة والحام وغير ذلك، مما كان شرعًا لهم ابتدعوه في جاهليتهم، فقال: ( ) ويدخل في هذا كل من ابتدع بدعةً ليس له فيها مستندٌ شرعيٌ، أو حلل شيئًا مما حرم الله، أو حرم شيئًا مما أباح الله بمجرد رأيه وتشهيه.

و(ما) في قوله: ( ) مصدريةٌ، أي: ولا تقولوا الكذب لوصف ألسنتكم، ثم توعد على ذلك فقال: ( ) أي: في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الدنيا فمتاعٌ قليلٌ، وأما في الآخرة فلهم عذابٌ أليمٌ»34.

وبعد هذا النص، كيف يجرؤ ناس على التشريع بغير إذن من الله، وبغير نص في شريعته يقوم عليه ما يشرعونه من القوانين؟ !وهل ينتظر هؤلاء أن يكون لهم فلاح في هذه الأرض أو عند الله؟ كلا بنص كتاب الله.

خامسًا: الاعتبار بعاقبة المكذبين:

أمر الله سبحانه بالنظر والتأمل في عاقبة المكذبين؛ للاعتبار والاتعاظ، وهذا الاعتبار والاتعاظ يحتاجه الرسول صلى الله عليه وسلم ليثبت فؤاده على طريق الدعوة، ويحتاجه المؤمنون كذلك، ويحتاجه المكذبون أنفسهم؛ ليرتدعوا وينزجروا عن تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.

فأمر الله عز وجل الرسول صلى الله عليه وسلم بـ () التلقينية - الدالة على أنه صلى الله عليه وسلم مبلغ من قبل الله- أن يأمر المشركين بالسير في الأرض؛ للاعتبار بما حدث للمكذبين قبلهم، فقال تعالى: ( ) [الأنعام: ١١].

«يقول تعالى ذكره: قل يا محمد لهؤلاء العادلين بي الأوثان والأنداد المكذبين بك الجاحدين حقيقة ما جئتهم به من عندي: جولوا في بلاد المكذبين رسلهم الجاحدين آياتي من قبلهم من ضربائهم وأشكالهم من الناس ( ) أعقبهم تكذيبهم ذلك الهلاك والعطب وخزي الدنيا وعارها، وما حل بهم من سخط الله عليهم من البوار وخراب الديار وعفو الآثار. فاعتبروا به، إن لم تنهكم حلومكم، ولم تزجركم حجج الله عليكم، عما أنتم مقيمون عليه من التكذيب، فاحذروا مثل مصارعهم، واتقوا أن يحل بكم مثل الذي حل بهم»35.

وأمر سبحانه وتعالى الرسول صلى الله عليه وسلم أن ينظر بتأمل وتفكر كيف كان عاقبة من كذبوا بآيات الله ورسله؟ ليحذر قومه أن يستمروا على تكذيبهم، فيصيبهم مثل ما أصاب من قبلهم، قال تعالى: ( ﭹﭺ ﭼ ﭽ ﭿ) [الزخرف: ٢٥].

ثم أمر سبحانه وتعالى المشركين بنفس ما أمرهم به الرسول صلى الله عليه وسلم -تأكيدًا على أنه مبلغ عن ربه- أن يمشوا في الأرض؛ ليبصروا بأعينهم كيف كان مآل المكذبين قبلهم؟ وماذا حل بهم من دمار؟ ليعتبروا ( ﭾﭿ ﮈﮉ ﮋﮌ ) [النحل: ٣٦].

ثم خاطب سبحانه وتعالى المؤمنين لـما أصيبوا يوم أحد تعزية لهم بأنه قد مضت من قبلكم أمم، ابتلي المؤمنون منهم بقتال الكافرين فكانت العاقبة لهم، فسيروا في الأرض معتبرين بما آل إليه أمر أولئك المكذبين بالله ورسله، فقال تعالى: ( ) [آل عمران: ١٣٧].

فإن قيل: ما الفرق بين قوله ()في قوله تعالى: ( ) [آل عمران: ١٣٧]. وبين قوله: ( )؟

قال الرازي رحمه الله: «قوله: () يدل على أنه تعالى جعل النظر سببًا عن السير، فكأنه قيل: سيروا لأجل النظر، ولا تسيروا سير الغافلين.

وأما قوله: ( ) [الأنعام: ١١].

فمعناه: إباحة السير في الأرض للتجارة وغيرها من المنافع، وإيجاب النظر في آثار الهالكين، ثم نبه الله تعالى على هذا الفرق بكلمة () لتباعد ما بين الواجب والمباح»36.

مظاهر الكذب وميادينه

ذكر القرآن الكريم للكاذبين مظاهر إذا رآها الناس أشاروا إلى أصحابها وقالوا: هذا الذي حكى عنه القرآن فاحذروه، من هذه المظاهر ما يلي:

الكذب على الله والتكذيب بآياته والتكذيب بكتبه ورسله واليوم الآخر:

أولًا: الكذب على الله:

قال تعالى: ( ﭿ ) [آل عمران: ٩٤].

قال الراغب رحمه الله: «الافتراء والاختلاق: افتعال للكذب الذي لا أصل له، من افتراء الأديم واختلاقه. والكذب ضربان: اختراع قصة لا أصل لها وزيادة، أو تغيير فيما له أصل. والأول: أعظمهما، والمفترى عليه ضربان: رفيع ووضيع. فالمفتري على الرفيع أعظم ذنبًا، ثم المفتري له ضربان: عارف بالفرية. وجاهل بها، فالمفتري العارف بالفرية أوقحهما وجهًا، فبين الله تعالى بالآية أنهم اختلقوا الكذب على الله تعالى، الذي يعلم السر وأخفى، وفعلوا ذلك بعد أن أطلع الله الناس على كذبهم»37.

وبين سبحانه وتعالى أن متخذي ذلك في نهاية الظلم في مواضع من كتابه:

من أعظم صور الظلم الكذب على الله: أنه لم يبعث رسولًا من البشر، أو ادعى كذبًا أن الله أوحى إليه ولم يوح إليه شيء، أو ادعى أنه قادر على أن ينزل مثل ما أنزل الله من القرآن.

قال تعالى: ( ﮱﯓ ﯟﯠ ) [الأنعام: ٩٣].

وقد اختلف في سبب نزولها:

فعن عكرمة رحمه الله: «إنها نزلت في مسيلمة أخي بني عدي بن حنيفة فيما كان يسجع ويتكهن به»38.

وعن السدي رحمه الله: «نزلت في عبد الله بن سعد بن أبي سرح خاصة»39.

ويرى الطبري رحمه الله: «أنه لا تمانع بين علماء الأمة أن ابن أبي سرح كان ممن قال: إني قد قلت مثل ما قال محمد، وأنه ارتد عن إسلامه ولحق بالمشركين، فكان لا شك بذلك من قوله مفتريًا كذبًا، وكذلك لا خلاف بين الجميع أن مسيلمة والعنسي الكـذابين ادعيا على الله كذبًا أنه بعثهما نبيين وقال كل واحد منهما: إن الله أوحى إليه. وهو كاذب في قوله، فإذا كان كذلك فقد دخل في هذه الآية كل من كان مختلقًا على الله كذبًا، وقائلًا في ذلك الزمان وفي غيره أوحى الله إلي وهو في قوله كاذب لم يوح الله إليه شيئًا، فأما التنزيل فإنه جائز أن يكون نزل بسبب بعضهم وجائز أن يكون نزل بسبب جميعهم»40.

ومن صور الكذب التحليل والتحريم، بحسب الأهواء، لا بحسب الشرع المنزل من عند الله، ولهذا عنف الله عز وجل الكفار حين ادعوا أن ما شرعوه من عند أنفسهم هو الشرع الذي أوحى به الله عز وجل.

قال تعالى: ( ﯙﯚ ) [النحل: ١١٦- ١١٧].

فالآية خطاب للكفار الذين حرموا البحيرة والسائبة، وأحلوا ما في بطون الأنعام، فليس كلامهم كذبًا فقط، بل يصفه، فمن لا يعرف الكذب فليعرفه من كلام هؤلاء، وتحليلهم وتحريمهم كذب وافتراء على الله عز وجل؛ لأنه وحده صاحب التحليل والتحريم، فإن انطلى كذبهم على بعض الناس فأخذوا من ورائه منفعة عاجلة، فعما قليل سيفتضح أمرهم وينكشف كذبهم وتنقطع مصالحهم بين الخلق، وذلك أن الله أمرهم بخلاف ما قالوا فهم يكذبونه يحللون ويحرمون من غير تحليل الله وتحريمه، ويجعلون ذلك من الشرع41.

ويصف الله عز وجل ما يأخذه هؤلاء من دنياهم بالكذب والافتراء على الله ( ) زائل، سيحرمون من المتاع الكثير الدائم الذي قال الله عنه: ( ﭹﭺ ) [النحل: ٩٦].

ليس هذا فقط بل ( ) والذين هادوا: هم اليهود، عاقبهم الله عز وجل بتحريم هذه الأشياء، مع أنها حلال في ذاتها، وهذا تحريم خاص بهم42.

«وقد كان السلف الصالح يتجنبون قول: هذا حلال وهذا حرام إذا كان باجتهاد، وإنما يقولون: أكره هذا أو يستحب هذا»43.

ومن صور الكذب على الله: الافتراء على الله أنه حرم بعض الأنعام وحلل بعضها تقولًا عليه، قال تعالى: ( ﭱﭲ ﭼﭽ ﭿ ﮄﮅ ﮋﮌ ﮐﮑ ) [الأنعام: ١٤٤].

ومن صور التكذيب على الله: نسبة الشريك إليه في عبادته.

قال تعالى: ( ﯹﯺ ﯿﰀ ) [الكهف: ١٥].

وقال تعالى: ( ﭼﭽ ﭿ ) [الصف: ٧].

ثانيًا: التكذيب بآيات الله:

قال تعالى: ( ﯨﯩ ) [الأعراف: ٣٦].

أي: والذين كذبوا منكم بآياتنا التي تقص ( ) ولم يقبلوها، أولئك هم الخالدون في النار؛ لتكذيبهم واستكبارهم44.

وقال تعالى: ( ﮋﮌ ﮐﮑ ) [الأنعام: ٤-٥ ].

أي: إن المشركين المكذبين المعاندين مهما أتتهم من دلالة ومعجزة وحجة من الدلالات على وحدانية الله وصدق رسله الكرام فإنهم يعرضون عنها فلا ينظرون إليها ولا يبالون بها45.

«وإنهم لما أعرضوا عن القرآن وكذبوا به فكيف لا يعرضون عن غيره؟!»46 مع أنه أعظم آية وأكبرها، بدلـيل أنهم تحدوا به فعجزوا عنه حين جاءهم، وتكذيبـهم فيه دلالة على قلة خوفهم وتقديرهم للعواقب47.

وسوف يعاقبون على تكذيبهم وما وقع منهم من الاستهزاء، وفي لفظ الأنباء: إيذان بغاية العظم لما أن النبأ لا يطلق إلا على خبر عظيم الوقع، أي: سيظهر لهم ما كانوا به يستهزئون عند نزول العذاب بهم في الدنيا والآخرة48.

وهذه رتب ثلاث صدرت من هؤلاء الكفار: الإعراض عن تأمل الدلائل، ثم أعقب الإعراض التكذيب، وهو أزيد من الإعراض، إذ المعرض قد يكون غافلًا عن الشيء، ثم أعقب التكذيب الاستهزاء، وهو أزيد من التكذيب، إذ المكذب قد لا يبلغ إلى حد الاستهزاء، وهذه هي المبالغة في الإنكار49.

وقال تعالى: ( ﭛﭜ ) [الزمر: ٣٢].

أي: لا أحد أظلم ممن كذب على الله عز وجل بأن له ولدًا وشريكًا، أو كذب بالتوحيد والقرآن، فلا أحد أظلم من هذا؛ لأنه جمع بين طرفي الباطل كذب على الله وكذب بالقرآن؛ ولهذا جاء الوعيد لهم سريعًا50.

ثالثًا: التكذيب بالكتب:

قال تعالى: (ﮋﮌ ﮑﮒ ) [غافر: ٧٠ - ٧٢].

يقول تعالى: لا تعجب يا محمد من هؤلاء المكذبين بآيات الله، ويجادلون في الحق والباطل، كيف تصرف عقولـهم عن الهدى إلى الضلال، وكذبوا بالقرآن أو بجنس الكتب السماوية وبما أرسلنا به رسلنا من سائر الكتب أو الوحي والشرائع.

( ) هذا تهديد شديد، ووعيد أكيد من الرب جل جلاله لهؤلاء51، كما قال تعالى: ( ) [الطور: ١١].

( ﮛﮜ ) كقوله تعالى: ( ) [الرحمن: ٤٣ - ٤٤].

يقال لهم ذلك على وجه التقريع والتوبيخ، والتحقير والتصغير والتهكم والاستهزاء بهم52.

ثم توعد من كذب بالقرآن فقال تعالى: ( ﭢﭣ ) [القلم: ٤٤].

يعني: القرآن، وهذا تهديدٌ شديدٌ أي: دعني وإياه مني ومنه أنا أعلم به منه كيف أستدرجه وأمده في غيه وأنظر ثم آخذه أخذ عزيز مقتدر53.

«وهو تهديد مزلزل، والجبار القهار القوي المتين يقول للرسول صلى الله عليه وسلم: خل بيني وبين من يكذب بهذا الحديث. وذرني لحربه فأنا به كفيل، ومن هو هذا الذي يكذب بهذا الحديث؟

إنه ذلك المخلوق الصغير الهزيل المسكين الضعيف! هذه النملة المضعوفة. بل هذه الهباءة المنثورة، بل هذا العدم الذي لا يعني شيئًا أمام جبروت الجبار القهار العظيم فيا محمد خل بيني وبين هذا المخلوق. واسترح أنت ومن معك من المؤمنين. فالحرب معي لا معك ولا مع المؤمنين. الحرب معي. وهذا المخلوق عدوي، وأنا سأتولى أمره فدعه لي، وذرني معه، واذهب أنت ومن معك فاستريحوا!أي هول مزلزل للمكذبين؟! وأي طمأنينة للنبي والمؤمنين المستضعفين؟!»54.

رابعًا: تكذيب الرسل:

١. تكذيب قوم نوح.

أخبر سبحانه وتعالى في كتابه أن قوم نوح كذبوه، فكانوا بهذا مكذبين لجميع الرسل؛ لأن كل رسول يأمر بتصديق جميع الرسل.

قال تعالى: ( ) [الشعراء: ١٠٥].

ومن صور تكذيبهم:


1 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس، ٥/١٦٨، المصباح المنير، الفيومي، ٢/٥٢٨.

2 التعريفات، ص٧٤، وانظر: التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي، ص٩٥٢.

3 الكليات، ص٧٤٢.

4 انظر: الأخلاق الإسلامية وأسسها، الميداني ١/٥٣٠.

5 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، ص٥٩٨-٦٠٢، المعجم المفهرس الشامل، عبد الله جلغوم، ص١٠١٤-١٠١٩.

6 انظر: لسان العرب، ابن منظور، ١/٧٠٤-٧١١، الوجوه والنظائر، الدامغاني، ص٤٠١، بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي، ٤/٣٣٨-٣٤٠.

7 مقاييس اللغة، ٣/٢٦.

8 جامع البيان ١٩/٣١٤.

9 الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، ص٤٧.

10 انظر: لسان العرب، ابن منظور، ١٥/١٥٤.

11 انظر: مقاليد العلوم، السيوطي ص ٢٠٧، الكليات، أبو البقاء الكفوي، ص١٥٤.

12 انظر: الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، ص٤٥٠.

13 انظر: القاموس المحيط، الفيروزآبادي ص٩٣١.

14 انظر: الكليات، الكفوي ص ١٥٣.

15 انظر: الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري ص٤٥١.

16 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٨/١٠٠٠.

17 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٨/١٤٨.

18 انظر: التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي ص ٨٤، الكليات، الكفوي ص ٢٢٦.

19 انظر: الفروق اللغوية، أبو هلال العسكري، ص٤٥٠.

20 التحرير والتنوير، ابن عاشور: ٣٠/٢٥٢.

21 مفاتيح الغيب، الرازي ١٦/١٢٠.

22 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب علامةالمنافق، رقم ٣٣.

23 نقل النووي في شرحه على مسلم ٢/٤٧ عن الترمذي قوله: إنما معنى هذا عند أهل العلم نفاق العمل.

24 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٢٤٥

25 البحر المحيط، أبو حيان ٤/٤٦٣.

26 في ظلال القرآن، سيد قطب ٢/١٠٦٣.

27 التحرير والتنوير ٢٨/١٨٨.

28 تفسير المنار، محمد رشيد رضا ٨/٣٦٥.

29 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/٦٤.

30 المصدر السابق ١٧/٣١٠.

31 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المظالم: باب قول الله تعالى: (ألا لعنة الله على الظالمين)، رقم ٢٤٤١.

32 مفاتيح الغيب، الرازي ١٧/٢٨٢.

33 في ظلال القرآن، سيد قطب ٣/١٨٠٧.

34 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٥٢٣.

35 جامع البيان، الطبري ٩/١٦٧.

36 مفاتيح الغيب، الرازي ١٢/٤٨٨.

37 تفسير الراغب الأصفهاني ٢/٧٢٣.

38 انظر: جامع البيان، الطبري ٧/٢٧٣، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢١١.

39 انظر: جامع البيان، الطبري ٧/٢٧٣، فتح القدير، الشوكاني ٢/٢٠٢٠.

40 انظر: جامع البيان، الطبري ٧/٢٧٤، روح المعاني، الألوسي ٧/٢٢٢.

41 انظر: الكشاف، الزمخشري ١/٣٧٥، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٠/١٩٦.

42 انظر: تفسير مجاهد ١/٣٥٤، الدر المنثور، السيوطي ٥/١٧٥.

43 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٠/١٩٦.

وانظر: الجواهر الحسان، الثعالبي ٢/٣٢٥.

44 انظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/١٨، روح المعاني، السيوطي ٨/١١٥.

45 انظر: تفسير القران العظيم، ابن كثير ٢/١٦٩، أنوار التنزيل، البيضاوي ١/٣٩٢.

46 أنوار التنزيل، البيضاوي ٢/٣٩٢، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/١١٠.

47 انظر: الأساس في التفسـير، سعيد حوى ٣/١٥٧٨.

48 انظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٢/٣٩٢.

49 انظر: الكشاف، الزمخشري ٢/٦، المحرر الوجيز، ابن عطية ٥/١٢٨.

50 انظر: الكشاف، الزمخشري ٤/١٢٧، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل، ١٦/٥١٢- ٥١٣، التفسير الإسلامي للتاريخ، عماد الدين خليل ص١١٦.

51 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/١١٣، أنوار التنزيل، البيضاوي ٥/١٠١.

52 انظر: إعجاز القرآن ، الباقلاني ١/١١، أنوار التنزيل، البيضاوي ٥/١٠١.

53 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٨/٢١٧.

54 في ظلال القرآن، سيد قطب ٦/٣٦٦٨.

55 انظر: المصدر السابق ٤/٢٦٠٧ - ٢٦٠٨.

56 انظر: الكشاف، الزمخشري ٣/٣١٦، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/٢٣٧ - ٢٣٨.

57 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٩/٤٩، روح المعاني، الألوسي ٨/١٥٥.

58 انظر: زاد المسير، ابن الجوزي ٥/٤٧١، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٢/١١٢.

59 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/٢٣٨.

60 دعوة الرسل إلى الله تعالى، محمد العدوي ص٢٥.

61 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١/٤١.

62 انظر: إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٦/٢٥، اليهود في القرآن، عبد الفتاح طبارة ص١٩٢.

63 انظر: البداية والنهاية، ابن كثير ١/٢٥١.

64 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١١/٦٠، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٧٨.

65 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٧٧، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٧/٢٧٣.

66 فتح القدير، الشوكاني ٤/١٤١.

67 الاستحياء: الإبقاء حيًا.

انظر: التبيان في تفسير غريب القرآن ١/٨٥.

68 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٧٧، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٧/٢٧٣.

69 انظر: زاد المسير، ابن الجوزي ٧/٢١٦، السنن الإلهية في الحياة الإنسانية ٢/٨٦٢.

70 انظر: مع الأنبياء في القران الكريم ص٢٣٧، القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث، صلاح الخالدي ٣/١٠٤.

71 مع الأنبياء في القرآن الكريم ص٢٣٧.

72 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٧٣٣.

73 انظر: المصدر السابق ٢/٢٣٢ -٢٣٣.

74 انظر: الكشاف، الزمخشري ٢/١٢٣-١٢٤، دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني ص٢٦٢.

75 جامع البيان، الطبري ٦/٥.

76 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢٣٣.

77 أنوار التنزيل، البيضاوي ١/٤٠.

78 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٧/٢٢٣.

79 انظر: فتح القدير، الشوكاني ٢/٣٢٨، سنن الله في عقاب الأمم ص٣٥.

80 دعوة الرسل إلى الله ص١٥٦.

وانظر: دراسات في التفسير الموضوعي للقصص القرآني، أحمد العمري ص٢٦١.

81 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢٣٣.

82 انظر: اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ١٨/٢٢، تفسير الشعراوي ٣/١٩٢٢.

83 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٧٥٨.

84 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٢٢٤.

85 المستدرك على الصحيحين، تفسير سورة الأنعام، رقم ٣٢٣٠.

قال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

86 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/١٣٩.

87 في ظلال القرآن ٣/١٦٦٢.

88 السخلة: ولد الشاة من المعز والضأن، ذكرا كان أم أنثى.

89 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٣٢٢.

90 تفسير المراغي ٢٧/١٤٣.

91 مفاتيح الغيب، الرازي ٢٩/٤١٤.

92 التحرير والتنوير، ابن كثير ٢٧/٣٠٩.

93 جامع البيان، الطبري ٢١/٢٥٢.

94 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٣/٣٢٣.

95 تفسير المنار، محمد رشيد رضا ٦/٢٢٨.

96 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضًا، ٢٦٦١.

97 جامع البيان، الطبري ١٧/٢١٢.

98 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٣٩٦.