عناصر الموضوع

مفهوم السؤال

السؤال في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

أنواع السؤال في القرآن

السؤال في الجانب العقدي

السؤال عن الجانب التشريعي

السؤال عن الجانب الإخباري

السؤال عن المخلوقات الكونية

مقاصد السؤال وآدابه

السؤال

مفهوم السؤال

أولًا: المعنى اللغوي:

قال ابن فارس: «السين والهمزة واللام كلمة واحدة، يقال: سأل يسأل سؤالًا ومسألة، وتساءل الرجال أي سأل بعضهم بعضًا، ومن أكثر منه يقال له: رجل سؤالة وسؤله كهمزة: كثير السؤال»1. ولهذا فالفقير يسمى سائلًا إذا كان مستدعيًا لشيء ، ولأنه من طبعه أن يسأل كثيرًا2، حتى يعطى وتقضى حاجته، ومن يكثر السؤال يصبح ملحًا، وجمع السائل الفقير: السؤّال3. وبه فسّر قوله تعالى: (ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ) [الضحى:١٠] وفسّره الحسن بطالب العلم4. فالسائل هو الطالب.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

عرف العلماء السؤال بأنه استدعاء معرفة، أو ما يؤدي إلى المعرفة5، أو ما يؤدّي إلى المال، فاستدعاء المعرفة جوابه على اللّسان، واليد خليفة له بالكتابة أو الإشارة، واستدعاء المال جوابه على اليد، واللّسان خليفة لها، إمّا بوعد أو برد6.

يقول الراغب الأصفهاني: والسؤال على ضربين:

الأول: طلب مقال، وجوابه المقال: وهذا مثاله : قوله تعالى: (ﭺ ﭻ ﭼ) [الأحقاف:٣١]. وقال: (ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ) [الأحقاف:٣٢].

والثاني: طلب نوال: وجوابه النوال: وعلى الثاني قوله: (ﭓ ﭔ ﭕ) [يونس:٨٩]. أي: أعطيتما ما سألتما7.

السؤال في الاستعمال القرآني

وردت مادة (سأل) في القرآن الكريم (١٢٩) مرة8.

والصيغ التي وردت، هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

٢١

( ) [الملك:٨]

الفعل المضارع

٧٨

( ) [القيامة:٦]

فعل الأمر

١٦

( ) [يوسف:٨٢]

اسم الفاعل

٧

( ) [الذاريات:١٩]

اسم المفعول

٥

( ﯿ ) [الإسراء:٣٦]

مصدر

٢

( ) [ص:٢٤]

وجاء السؤال في القرآن الكريم على وجهين9:

الأول:بمعناه اللغوي، وهو استدعاء معرفة أو ما يؤدي إليها، أو استدعاء مال أو ما يؤدي إليه، قال الله سبحانه وتعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ) [الأحزاب:٦٣].

الثاني: الحساب: ومنه قوله تعالى: (ﭖ ﭗ ﭘ) [الحجر:٩٢] أي:لنحاسبنهم على ما كان منهم.

الألفاظ ذات الصلة

الاستخبار:

الاستخبار لغةً:

يقول ابن فارس:«الخاء والباء والرّاء أصلان، فالأوّل ؛ من الخبر وهو العلم، والثّاني :من الخبراء، وهي الأرض اللّيّنة، وهو يدلّ على لينٍ ورخاوةٍ وغزرٍ. ويقال: استخبره أي سأله عن الخبر وطلب أن يخبره. والخبير العالم، قال تعالى: (ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ) [الفرقان:٥٩].

الاستخبار اصطلاحًا:

أما اصطلاحًا فهو طلب خبر ما ليس عندك.

الصلة بين السّؤال والاستخبار:

يقول أبو الهلال العسكري: أن الاستخبار طلب الخبر فقط والسّؤال يكون طلب الخبر الأمر والنّهي وهو أن يسال السّائل غيره أن يأمره بالشي أو ينهاه عنه والسّؤال والأمر سواء في الصّيغة، وإنّما يختلفان في الرّتبة، فالسؤال من الأدنى في الرّتبة والأمر من الأرفع فيها10. يقول الراغب الأصفهاني: وكل استخبار سؤال، وليس كل سؤال استخبارًا11.

الاستفهام:

الاستفهام لغةً:

هو مصدر من الاستفعال، وهو من الفهم، يقول ابن فارس: «الفاء والهاء والميم علم الشّيء»12. يقال «استفهم أي سأله أن يفهّمه ، وقد استفهمني الشيء فأفهمته وفهّمته تفهيمًا»13. والاستفهام طلب الإفهام وهو أخص من الاستخبار14.

الاستفهام اصطلاحًا:

هو «استعلام ما في ضمير المخاطب»15. أو هو «طلب المتكلم من مخاطبة أن يحصل في ذهنه ما لم يكن حاصلاً عنده مما سأله عنه»16. أو هو طلب حصول صورة الشيء في الذهن تصديقًا أو تصورًا، فإن كانت تلك الصورة هي وقوع نسبة بين الشيئين، فحصولها هو التصديق وإلا فهو تصور17.

الصلة بين السّؤال والاستفهام:

قال صاحب الفروق اللغوية: إن الاستفهام لا يكون إلّا لما يجهله المستفهم أو يشك فيه ؛ وذلك أن المستفهم طالب لأن يفهم ،ويجوز أن يكون السّائل يسأل عمّا يعلم لا يعلم ، فالفرق بينهما ظاهر18.

أنواع السؤال في القرآن

١. السؤال الاستفهامي.

والاستفهام طلب الفهم أو معرفة ما هو خارج الذهن، بواسطة أدوات استفهامية. (ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ) [الماعون:١].

فقوله عز وجل: () حرف يستعمل في موضع السؤال والاستفهام19؛ كقوله: (ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ) [الشورى:٤٤].

والاستفهام يرد مجازًا على غير حقيقته، بحيث إن المستفهم لا يرجو من سؤاله حصول علم لم يكن قبل السؤال، والسؤال في هذا الصنف من الله تعالى ولا ريب، وقد أحصى علماء اللغة أغراضًا مجازية كثيرة يمكن أن يستعمل الاستفهام لها، ومن تلك الأغراض ما يلي20:

  1. التمكين بالعلم والتدبير وحسن التصرف: أعطاه من العلوم ما يجعله قادرًا على استقراء سنن الأمم صعودًا وهبوطًا ، وزوده الله بعلم منازل الأرض وعرفه ألسنة الأقوام، فكان لا يغزو قومًا إلا خاطبهم بلسانهم ، ويقول خير يوسف: «أي جعلنا له مكنة وقدرة على التصرف في الأرض من حيث التدبير والرأي وكثرة الجنود والهيبة والوقار»132.
  2. التمكين بكثرة الأعوان والجنود وأسباب القوة: إن التمكين بكثرة الجنود أسهم في إلقاء الرعب في نفوس الأعداء، الأمر الذي سهل لذي القرنين فتح المشرق والمغرب حتى خضعت له الملوك والشعوب ، وكانت العلاقة الطيبة بينه وبين الرعية أثر بالغ في تنفيذ المشاريع التي خطط لها من فتح البلاد وإقامة السدود وضرب الأعداء ،كما أن الله أكرم ذي القرنين حيث «مكن له في سياسة النفوس أفرادًا وجماعاتٍ تهذيبًا وتربية وانتظامًا»133.
  3. التمكين في أسباب العمران والحضارة: مكن الله لذي القرنين من خلال ما زوده به من قوة وعلم في بناء الحضارات، «فخطط للمدن وشق القنوات وبنى السدود ونمى الزراعة»134.

    ٣. السؤال عن موسى وصاحبه.

    قال تعالى: (ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ) [الكهف:٦٠ - ٦٥].

    من الواضح أن موسى عليه السلام استخدم السؤال ليعرف مكان الخضر عليه السلام ويتعلم منه، روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه تمارى هو والحر بن قيس بن حصن الفزاري في صاحب موسى فمرّ بهما أبي بن كعب فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل السبيل إلى لقيه، هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه؟ فقال أبي: نعم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه يقول: (بينما موسى في ملأ من بني إسرائيل إذ جاءه رجل فقال: أتعلم أحدًا أعلم منك؟ فقال موسى: لا فأوحى الله عز وجل إلى موسى: بلى عبدنا خضر. فسأل السبيل إلى لقيه، فجعل الله له الحوت آية، وقيل له: إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه... الحديث)135.

    كما استخدم عليه السلام السؤال في اتباعه الخضر، قال تعالى: (ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ) [الكهف:٦٦].

    قال القرطبي في تفسير الآية: «هذا سؤال الملاطف المستنزل المبالغ في حسن الأدب، والمعنى هل يتفق لك ويخف عليك»136.

    وقد استخدم نبي الله موسى عليه السلام السؤال هنا لتحقيق أغراض ،منها: الاتباع، والتعلم الراشد.

    إن طلب الخضر من نبي الله موسى عليه السلام أن لا يسأله عن شيء حتى يبينه له، يدل على أن السؤال من الوسائل المهمة لمعرفة أسباب القيام ببعض الأمور التي لا يرى لها حكمًا ظاهرة، فيجلي أسرارها وخفاياها.

    كان السؤال وسيلة موسى عليه السلام الوحيدة التي استخدمها للتعبير عن إنكاره لما يجرى أمام عينيه، لأنه في تصوره تعدٍّ وظلم في الظاهر، ولهذا كثرت أسئلته الإنكارية التي أوردها القرآن كما جاءت في قوله تعالى: (ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ) [الكهف:٧١].

    وقوله تعالى: (ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ ﰑ) [الكهف:٧٤].

    وقوله تعالى: (ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ) [الكهف:٧٧].

    فموسى عليه السلام بشخصيته التي لا تتحمل القهر لم يصبر ، على تصرفات الخضر، أكثر من الأسئلة بطريقة منكرة، وهذا يدل على فاعلية السؤال وقوة تأثيره في القصة، إذ أثمر معرفةً وفهمًا وتفسيرًا لأمور كانت أسبابها غامضة وغير معروفة وغير ظاهرة للعيان.

    وفعل موسى عليه السلام يدل على الآتي: على أنه لا ينبغي لأحد ترك طلب العلم والازدياد منه والرحلة فيه وإن كان قد بلغ فيه مبلغه ، ويدل على وجوب التواضع لمن هو أعلم منه137.

    وفي الآيات دلالات على أن الاشتغال بالنوافل وترك التعلم، يورث الجهل ، وهذا يتنافى مع مقصد الشريعة التي تأمر أصحابها بزيادة العلم، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يجعل من دعائه: (ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) [طه:١١٤].

    وقال تعالى مخبرًا عن موسى عليه السلام، (ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ) [الكهف:٦٦].

    وقال تعالى حاثا الأمة: (ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ) [التوبة:١٢٢].

    ومن دلالات الآيات أن موسى عليه السلام لما اجتمع بصاحبه، تواضع له كما يتواضع التلاميذ لأساتذتهم، واتبعه في صورة مستفيد منه، وهذا مما يدلّ على أنه نبيٌّ مثله، يوحى إليه كما يوحى إليه، لكن الله عز وجل قد خصّ صاحب موسى عليه السلام من العلوم اللدنيّة والأسرار النبويّة بما لم يطلع الله عليه نبيه موسى الكليم عليه السلام.

    وفي قوله تعالى: (ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [الكهف:٦٦]دلالة على أن موسى عليه السلام أفضل من صاحبه، وأن الخضر لن يفضل موسى أبدًا، ومع ذلك لما آتاه الله شيئًا من العلم سأله سؤال المتأدب المتلطف معه.

    وقد وجه القرآن الكريم المتعلمين إلى الحرص على السؤال والتعلم حتى لو كان من يتعلم منه أقل فضلًا ممن يتعلم، فنبي الله موسى عليه السلام كان حريصًا على التعلم من الخضر مع كونه أفضل منه.

    قال تعالى: (ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ) [الكهف:٦٦].

    قال الرازي: «إن موسى عليه السلام مع كثرة علمه وعمله وعلو منصبه واستجماع موجبات الشرف التام في حقه، ذهب إلى الخضر لطلب العلم وتواضع له»138.

    قال الرازي: «اعلم أن هذه تدل على أن موسى عليه السلام راعى أنواعًا كثيرة من الأدب عندما أراد أن يتعلم من الخضر، حيث جعل نفسه تابعًا (ﮏ ﮐ) [الكهف:٦٦].

    وثانيها :أنه استأذن في هذه التبعية، هل تأذن لي أن أجعل نفسي تبعًا لك ، وهذا مبالغة عظيمة في التواضع»139.

    وأن الأمور لا تجري أو تقاس على حسب الظاهر منها، بل ربما يكون الأمر على خلاف الأمر الظاهر ، فلا نستعجل بالأحكام على الخلق ، وأن على المسلم أن يعتقد دائمًا أن هناك من هو أعلم منه، وهذا نتعلمه من موقف موسى عليه السلام حين سئل عن هذا الموضوع، فأجاب: ليس على الأرض من هو أعلم مني - ولم يستثن - ولم يقل: إن شاء الله ، فأوحى الله إليه أنه يوجد من هو أعلم منك في الأرض في مجمع البحرين.

    ولقد دلت هذه القصة على مشروعية الصحبة في طلب العلم، وهذا ما فعله موسى عليه السلام حين خرج ومعه فتاه.

    إن القرآن الكريم لم يخبرنا عن اسم صاحب موسى عليه السلام، لتبقى سلسلة المفاجآت المتوالية هي المسيطرة على هذا الجو الغامض الذي أحاط بسيدنا موسى عليه السلام، قال سيد قطب: «إنما يراد به أن يمثل الحكمة الكونية العليا، التي لا ترتب النتائج القريبة على المقدمات المنظورة، بل تهدف إلى أغراض بعيدة لا تراها العين المحدودة»140.

    السؤال عن المخلوقات الكونية

    في هذا المبحث سوف ينحصر الحديث عن سؤالين في القرآن الكريم، وهما سؤال عن الأهلة وسؤال عن الجبال، والمدقق يجد أنهما مخلوقات كونية لها تأثير بالغ في حياة الناس، وخصوصًا الهلال الذي عبر عنه بالجمع رغم أنه واحد، وذلك لعظم فوائده ، وملخص الأمر يدور على أن المرء لا بد أن يسأل عما ينفعه ويترك السؤال عما لا يعنيه. وهذا المبحث له مطلبان:

    ١. السؤال عن الأهلة.

    قال تعالى: (ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ) [البقرة:١٨٩].

    روي عن معاذ بن جبلٍ، وثعلبة بن غنمٍ الأنصاريين قالا: يا رسول الله، ما بال الهلال يبدو دقيقًا مثل الخيط، ثمّ يزيد؛ حتّى يمتلىء ويستوي، ويستدير، ثمّ لا يزال ينقص حتّى يعود كما بدأ، لا يكون على حالةٍ واحدةٍ؛ كالشّمس، فأنزل الله تعالى هذه الآية: (ﮮ ﮯ ﮰ)141.

    ثم معنى السؤال عن الأهلة : هو أنهم لما رأوا الشمس تطلع دائمًا على حالة واحدة، ورأوا القمر مختلف الأحوال فحملهم ذلك على السؤال عن حال القمر، فأخبر عز وجل أنه جعل الهلال معرفًا للخلق الأوقات ومعرفة وقت الحج ، وعدة النساء وتعرف الشهور، ورمضان ونعرف شهر الحج، وآجال العقود في البيع والإيجار، وسداد الديون وأوقات الزرع، إلخ، لأنه لو جعل معرفة ذلك بالأيام لاشتد حساب ذلك عليهم، ولتعذر معرفة السنين والأوقات بالأيام ، فجعل عز وجل بلطفه وبرحمته، الأهلة ليعرفوا بذلك الآجال، ويعرفوا وقت الزكاة؛ طلبًا للتخفيف والتيسير عليهم142. وقيل: إنهم لمّا سألوا عن شيء قليل الجدوى أجيبوا بما فيه فائدةٌ، وعدل عن سؤالهم إذ لا فائدة فيه143.

    وفي الآية دلالة على أن المرء لا بد أن يسأل عما ينفعه ويترك السؤال عما لا يعنيه. فالجواب عن الأهلة بهذا الشكل أفاد بأن السؤال عن سر الاختلاف، ليس فيه منفعة شرعية، وإنما ينبغي الاهتمام بما فيه منفعة دينية144. وشاهده في السنة قوله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه)145. كما أفادتنا الآية الشهور القمرية لها فوائد عظيمة، إذ بها تعرف كثير من العبادات، وما سمّي الهلال هلالًا إلا لأنه حين يرى يهل الناس بذكر الله146، وقيل: هو من البيان، أي: لظهوره وقت رؤيته بعد خفائه، ولذلك يقال: تهلّل وجهه: ظهر فيه بشرٌ وسرورٌ147. فالهلال ليلتان من أول الشهر أو ثلاث، وما بينهما «قمرٌ»148. ويقال له: «بدرٌ» من ١٢ إلى ١٤ 149، ولقد جمع الهلال، رغم إفراده؛ اعتبارًا باختلاف أزمانه ، وعلى اعتبار أنه هلالًا في شهر غير كونه هلالًا في آخر150. إن مذهب العرب من الزمان الأول أن تكون السنة قمرية لا شمسية، وهذا الحكم توارثوه عن إبراهيم وإسماعيل، عليها السلام ، فأما عند اليهود والنصارى، فليس الأمر كذلك، فالسنة عندهم شمسية.

    ويؤيد هذا تجريد الجواب من كلمة قل التي ذكرت في مواقع السؤال من القرآن نحو: مع ما في هذا النظم العجيب من زيادة إخراج الكلام في صورة الحكم الكلي ؛ إذ جاء بحكم عام في سياق الشرط فقال: (ﯪ ﯫ) وقال: (ﯰ ﯱ ﯲ) ولو قيل: وليدعوني فأستجيب لهم لكان حكمًا جزئيُّا خاصًّا بهم، فقد ظهر وجه اتصال الآية بالآيات قبلها ومناسبتها لهن وارتباطها بهن من غير أن يكون هنالك اعتراض جملة»151.

    ٢. السؤال عن الجبال.

    قال تعالى: (ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ) [طه:١٠٥-١٠٧].

    قال مقاتل: « نزلت في رجال من ثقيف152 أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا يا محمد: كيف تكون الجبال يوم القيامة؟ فنزلت هذه الآية »153. وزاد ابن عاشور فقال: «وثقيف أهل جبالٍ لأنّ موطنهم الطّائف وفيه جبل كرى، وسواءٌ كان سؤالهم استهزاءً أم استرشادًا، فقد أنبأهم اللّه بمصير الجبال إبطالًا لشبهتهم وتعليمًا للمؤمنين»154.

    مقاصد السؤال وآدابه

    أولًا: مقاصد السؤال:

    يمكن تحديد مقاصد السؤال من خلال النقاط التالية:

    ١. التعنت.

    وهو طلب العنت وهو المشقّة155.

    وقال ابن منظور: « أصل التعنت التشديد»156، وإدخال المشقة والأذى على الغير157. ومنه سؤال اليهود النبي الكريم عن الروح، (ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ) [الإسراء:٨٥].

    حيث كانوا يقصدون من مسائلهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم المزلة والإنقاص. ولذلك يقال لكل من يتعنت في السؤال فإنه يطلب مزلته158، وإيذاء المسؤول وإدخال المشقة عليه، ووضح كذلك من سؤال بني إسرائيل لموسى عليه السلام: (ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ) [الفرقان:٢١].

    فقد سألوه سؤال تعنت، لا سؤال مسترشد ، والأمثلة على التعنت كثيرة، ومنها ما فعلته قريش عندما طلبت من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بمعجزات وآيات اقترحوها، ولو تدبرت قريش كلام الله لوجدوا في القرآن المسطور وفي الكون المنظور أضعافًا مضاعفة من هاته الآيات التي طلبوها.

    قال تعالى عنهم: (ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ) [الإسراء:٩٠-٩٣].

    ٢. الاحتجاج.

    وهو الاستقامة في النّظر سواء كان من جهة ما يطلب معرفته أو من جهة غيره159.

    وغالبًا يصدر عن المشركين، على خصمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجّة. ومثاله: (ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ) [البقرة:٢١٧].

    والحجة من الاحتجاج، قال اللّه تعالى: (ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ) [البقرة:١٥٠].

    وفي الآية: (ﮣ ﮤ ﮥ) [ص:٢٣]. أي: غلبني في الاحتجاج160.

    ومن أضداده الاعتلال، وهو الاحتجاج بما ليس حجة161، وفي حديث الدّجّال: (إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه)162، أي: مغالبه بإظهار الحجّة عليه163.

    ومن الأمثلة عليه قوله تعالى: ( ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ) [المائدة:١٠٩].

    قال ابن عطية: « سؤال موجه للرسل والهدف منه: « لتقوم الحجة على الأمم ويبتدأ حسابهم على الواضح المستبين لكل مفطور»164.

    يقول الماتريدي: « إنه سبحانه « يسأل الرسل عن تبليغ الرسالة إلى قومهم، ويسأل قومهم عن إجابتهم لهم؛ ليقطع احتجاجهم، وإن لم يكن لهم الحجاج»165.

    ٣. الاستهزاء.

    يقول الله تعالى مخبرًا عن استهزاء وسخرية كفار قريش من المؤمنين: (ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ) [الأنعام:٥٣].

    وكسؤال المنافقين تهكمًا وتكبرًا وتبخترًا، ومثاله ما رواه البخاري عن أبي موسى، قال: ( سئل النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن أشياء كرهها، فلمّا أكثر عليه غضب، ثمّ قال للنّاس: (سلوني عمّا شئتم) قال رجلٌ: من أبي؟ قال: (أبوك حذافة) فقام آخر فقال: من أبي يا رسول اللّه؟ فقال: (أبوك سالمٌ مولى شيبة) فلمّا رأى عمر ما في وجهه قال: يا رسول اللّه، إنّا نتوب إلى اللّه عزّ وجلّ )166.

    وتعليق الاستهزاء بالله عز وجل مجازٌ جلّ ربّنا عن الاستهزاء ، قال تعالى: (ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ) [البقرة:١٥] أي: يجازيهم على استهزائهم.. ( ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [التوبة:٦٥-٦٦].

    أورد الطبري بسنده عن قتادة: (ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ)، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وركب من المنافقين يسيرون بين يديه، فقالوا: يظن هذا أن يفتح قصور الروم وحصونها! فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا، فقال: عليّ بهؤلاء النفر! فدعاهم فقال : (قلتم كذا وكذا) ! فحلفوا: ما كنا إلا نخوض ونلعب!167.

    ٤. الاسترشاد.

    أصله أن يسأل الرجل من يرشده، وهذا مقصد المؤمن من أسئلته، فمقصده من سؤاله الاسترشاد، ومعرفة أحكام الله سبحانه وتعالى، وأحكام رسوله صلى الله عليه وسلم في المسائل ليعمل بها ، ومثّلوا لسؤال الاسترشاد الذي من هذا القبيل بسؤال الملائكة إذ قالوا لربّهم كما جاء في سورة البقرة.

    قال تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) [البقرة:٣٠].

    وقد يطرح المتكلم سؤالًا استفهاميًّا ظاهره يشعر بالاستشكال أو الاعتراض، وغرضه الاسترشاد، ويمكن أن نعتبر من الأمثلة على هذا أسئلة موسى للخضر في اعتراضاته على تصرّفاته، كما أبان الله لنا في سورة الكهف، (ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ) [الكهف:٧١].

    ٥. التقرير.

    وهو تحصيل ما لم يصرح به القول168، يراد منه أن يكون المسؤول متيقظًا لما يراد به من الاطلاع عليه، كما قال الله عز وجل لموسى عليه السلام: ( ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ) [طه:١٧]169. ومنه الطلب من القوم الإقرار بالشيء.

    قال الماتريدي: «وهو كقوله: (ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ) [المائدة:١١٦].

    هذا السؤال تقريري لا غير؛ لأنه كان يعلم أنه لم يقل لهم ذلك، لكنه سألهم تقريرًا؛ ليقروا بذلك؛ لئلا يقولوا: هو قال لهم ذلك»170.

    وقوله تعالى: (ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ) [الزخرف:٤٩] أسلوب إنشائي في صورة نداء غرضه التقرير. وكقوله تعالى: (ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ) [الزمر:٣٦].

    ٦. الامتحان.

    وهو من المحن171، وهو الاختبار.

    قال تعالى: () [الممتحنة:١٠].

    وذلك حتى تظهر حال المسؤول على حقيقتها فيعترف بقصوره عن الإحاطة بالأشياء، كفعل الملائكة عند قوله تعالى: (ﭹ ﭺ ﭻ)[البقرة:٣١].

    بقولهم: (ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ )[البقرة:٣٢]172.

    ٧. التعجب والبراءة.

    وهو استعظام شيء زائد على غيره لمزيّة فيه173، وذلك حين يكون السؤال بريئًا غير موجه بهدف أو مقصد، وليس المقصود منه الإساءة والشتم والإغاضة، بل المقصود الإيضاح حول موضوع معين تعجب منه. ومن التعجيب قوله جلّ ثناؤه: (ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ) [البقرة:٢٨].

    وكذلك يمكن تمثيله بسؤال زكريا عليه السلام لمريم عليها السلام حين وجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف ، قال تعالى: (ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ) [آل عمران:٣٧].

    فعندها قال زكريا: (ﰅ ﰆ ﰇ) [آل عمران:٣٧].

    ومثله كذلك ما ورد في قوله تعالى: (ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ) [يس:٧٧].

    يقول الواحدي: «ألا يرى أنه مخلوق من نطفة، ثم هو يخاصم! وهذا تعجيب من جهله، وإنكار عليه خصومته، أي: كيف لا يتفكر في بدء خلقه حتى يدع خصومته»174.

    ومعنى الكلام: التعجّب من جهل هذا المعاند الألد المكابر المخاصم في إنكاره البعث ، فالكلام يفهم حالة من التّعجيب الشديد من تطوّر الإنسان من أمهن حالةٍ إلى أبدع حالةٍ ، وهي حالة الخصومة والإبانة النّاشئتين عن التّفكير والتّعقّل، والدّلالة على كفرانه النّعمة وصرفه ما أنعم به عليه في عصيان المنعم عليه175.

    ثانيًا: آداب السؤال:

    هناك عدد لا بأس من الآداب تتعلق بالسائل تجاه المسؤول، نختار منها الآتي:

  1. مراعاة المناسبة وعدم إيذاء العلماء بمضايقتهم في أوقاتهم وحسن اختيار مكانه.

    فاختيار الوقت ومكانه الذي يتفرغ فيه المسؤول أمر في غاية الأدب، فلا تشغل المفتي وهو مشغول أو نائم ، فيتصل به تلفونيًا قبل الفجر أو بعده ، فهذا لم ترع المناسبة والأعراف ، لهذا أدبنا الله عز وجل أن نستأذن قبل أن نلج الأماكن الخاصة بالآخرين، قال تعالى: (ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ) [النور:٥٨].

  2. أن يكون السؤال استفهاميًّا وليس إنكاريًّا أو تعجيزيًّا.

    ولهذا كانت أسئلة الصحابة للنبي الكريم ضمن الأسئلة الاستفهامية وليس التعجيزية، ومثاله: قوله تعالى: (ﭕ ﭖ ﭗ) [البقرة:٢٢٠].

    وقوله تعالى: (ﮠ ﮡ ﮢ) [البقرة:٢٢٢].

    وقوله تعالى: (ﯵ ﯶ ﯷ) [البقرة:٢١٥].

    وقوله تعالى: (ﮮ ﮯ ﮰ) [البقرة:١٨٩].

    وقوله تعالى: (ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [المائدة:٤].

  3. معرفة مقام من تسأل، فإن غاب عن السائل مقام المسؤول ربما قل أدبه، وكان سؤاله تعجيزيًّا.

    ولو كانت يهود أو قريش تعرف مقام ربها ومقام نبيها ما سألت رسول الله إنزال كتاب من السماء، ولهذا جاء الخطاب القرآني مستهجناً هذه الطريقة في السؤال، قال تعالى: (ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ) [النساء:١٥٣].

  4. الاختصار في السؤال.

    وهو مستنبط من قوله تعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ) [المجادلة:١٢] .

    وقت النبي الكريم ليس كوقت واحد من المسلمين، فإن كثرت المناجاة وكثرت المسائل زاد التكليف وعظمت المشقة، ولهذا كان لا بد من منهج يحدد التعامل مع النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في عرض المسائل، قال فخر الدين الرازي، « قال ابن عبّاسٍ: إنّ المسلمين أكثروا المسائل على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتّى شقّوا عليه، وأراد اللّه أن يخفّف عن نبيّه، فلمّا نزلت هذه الآية شحّ كثيرٌ من النّاس فكفّوا عن المسألة » 176.

  5. جمال العبارة والأسلوب اللطيف.

    لا بد للسائل أن تكون عبارته جميلة ومحتشمة مليئة بالتلطف والأدب، وتراعي نفسية المسؤول، وفيها هيبة للعالم الذي يسأل، وخالية من العبارات السوقية ، بل ينادي المفتي بم يليق به من مقام، وقد كان موسى عليه السلام في غاية التلطف عند سؤال الخضر في اتباعه والتعلم منه، قال تعالى: (ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ) [الكهف:٦٦].

  6. الوضوح وتجنب الغموض والإبهام في السؤال.

    ففي أحيان كثيرة، يكون السؤال غامضًا غير واضح في طرحه، مبهم في إلقائه مما يؤدي إلى إحراج المسؤول. لأنه قد يجيب عن شيء غير ما قصده السائل، فعندها يقول: سألت العالم الفلاني فأجابني عن مسألتي بالطريقة التالية، لكن قصد المسؤول كان غير قصد السائل فيكون التباسًا للجميع ، وهذا مأخوذ من سؤال يهود النبي الكريم صلى الله عليه وسلم عن الروح، (ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ) [الإسراء:٨٥].

    فالروح كما نعلم موجود خفي، والسؤال عنه بهذا الشكل أمر غير لائق ؛ لأنه غامض بل في غاية الإبهام، ولذلك كان القصد منه تعجيزي بحت.

  7. أن لا يضرب أقوال أهل الذكر من العلماء بعضها ببعض.

    فهو يسمع من واحد، فيجيبه، فلا يقتنع ثم يسأل عالمًا آخر، فيجيبه ربما بجواب آخر مخالف تماماً للأول، فعندها يقول إن فلانا أعلم من فلان، وينسى أن المسألة فيها نظر وخلاف، وأن الصحابة الثقات العدول اختلفوا مع بعضهم البعض ، ويمكن أخذ هذا الأدب من قوله تعالى: (ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ) [البقرة:١٠٨]

  8. أن يكون الهدف من السؤال الاسترشاد وفهم الحكم الشرعي المتعلق بموضوع السؤال.

    وهذا مستنبط من سؤال الصحابة رضي الله عنهم نبيهم الكريم عن الخمر والميسر، وغيرها من الأسئلة ذوات الأحكام المفيدة ، والتي لها تعلق في حياتهم؛ كقوله تعالى: (ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ) [البقرة:٢١٩].

  9. أن تكون نية السائل خالصة لوجه الله الكريم، يطلب فيه زيادة في التعبد واستزادة في العلم.

    وذلك من باب قوله تعالى: (ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) [طه:١١٤].

    فلا بد أن يكون السؤال عبادة لله عز وجل وليس امتحانًا أو اختبارًا أو إيقاعًا في ورطة أو تشهيرًا...إلخ.

  10. أن يمتلك السائل صبرًا جميلًا وحسن استماع للمسؤول العالم، وخصوصًا إذا أجابه المفتي بعكس ما كان يتوقع، فعليه أن يصبر بل يدعو للمفتي بكل خير ويشكره.

    قال أبو السعود في قوله تعالى: (ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ)[الكهف:٧٠] أي: « لا تفاتحني بالسؤال عن حكمته فضلًا عن المناقشة والاعتراض (ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ) [الكهف:٧٠] أي: حتى أبتدأ ببيانه، وفيه إيذان بأن كل ما صدر عنه فله حكمة وغاية حميدة البتة، وهذا من أدب المتعلم مع العالم»177.

  11. أن يتورع السائل عن الأسئلة التي لا يحتاجها، والتي لا تنفعه بشيء من أمر دينه ودنياه.

    ويركز على الأسئلة الخاصة به ، والتي تزيد من إيمانه وعمله وتحسن من سلوكه ومعاملاته وإنتاجه، وليعلم أن حسن السؤال نصف العلم. وهذا مستنبط من قوله تعالى: (ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ) [المائدة:١٠١].

    وهذه الآية أصل في النهي عن كل سؤال فيه تعنت وتكلف ما يعني، قال الصابوني: «أي لا تسألوا الرسول عن أمور لا حاجة لكم بها ، إن ظهرت لكم ساءتكم»178.

    ففي الآية نهي وتحذير من الله عز وجل للمؤمنين عن أشياء لا يطيقونها أو أن يسألوا عن أشياء قد نهوا عنها أو لا يعلمونها كسؤال النصارى عيسى أن ينزل ربنا عليهم مائدة من السماء. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (ذروني ما تركتكم، فإنّما هلك أهل الكتاب قبلكم أو من كان قبلكم بكثرة اختلافهم على أنبيائهم، وكثرة سؤالهم)179.

    وقال تعالى: (ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ) [الإسراء:٣٦].

    وقد أورد صاحب الزوائد بابًا أسماه: باب سبب النهي عن كثرة السؤال: عن سعدٍ قال: كان النّاس يتساءلون عن الشّيء من أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم يسألون رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو حلالٌ، فلا يزالون يسألون فيه حتّى يحرم عليهم180.

    وعن الزّهريّ قال أخبرني عامر بن سعد بن أبي وقّاصٍ عن أبيه: أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ أعظم النّاس في المسلمين جرمًا من سأل عن مسألةٍ لم تحرّم فحرّم على المسلمين من أجل مسألته)181.


1 مقاييس اللغة، ابن فارس، ص٥٠١.

وانظر: تاج العروس، الزبيدي، ٢٩/١٥٨.

2 العين، الفراهيدي، ٧/٣٠١.

3 تهذيب اللغة، الأزهري، ١٣/٤٨.

4 تاج العروس، الزبيدي، ٢٩/١٦٠.

5 المفردات، الراغب الأصفهاني، ص٤٣٧.

6 الكليات، الكفوي، ١/٥٠١.

7 المفردات، الراغب الأصفهاني، ص٢١٠.

8 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي ص٣٣٦- ٣٣٨.

9 انظر: الوجوه والنظائر، الدامغاني ص٢٦٨-٢٦٩، عمدة الحفاظ، السمين الحلبي ٢/١٦٠.

10 الفروق اللغوية ص ٣٧.

11 تفسير الراغب الأصفهاني ٥/٤٦٦.

12 مقاييس اللغة، ابن فارس، ٤/٤٥٧.

13 لسان العرب، ابن منظور، ١٢/٤٥٩.

14 تفسير الراغب الأصفهاني، ٥/٤٦٦.

15 التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي ص٤٩.

16 الكليات، الكفوي ص٩٧.

17 التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي، ص٥٩.

18 الفروق اللغوية، العسكري، ص٣٧.

19 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ١٠/٦٢٢.

20 الصاحبي في فقه اللغة، ابن فارس، ص٤٥.

21 المخصص، ابن سيده المرسي، ٥/٢٣٤.

22 الوسيط، الواحدي ٢/٢٤٧.

23 من بلاغة القرآن، البدوي، ص١٢٦.

24 العين، الفراهيدي، ٧/٤٣٠.

25 السؤال في ضوء القرآن الكريم، وردة مصطفى كحيل، ص٢٤.

26 غرائب التفسير، الكرماني، ٢/٨٢٠.

27 غريب الحديث، الحربي، ٢/٨٨٤.

28 السؤال في ضوء القرآن الكريم، كحيل، ص٢١.

29 معالم التنزيل، البغوي، ٣/٢٥٨.

وانظر: إيجاز البيان عن معاني القرآن، النيسابوري، ٢/٥٤٦.

30 المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ٠٢/٧٢٥.

31 العين، الفراهيدي، ٤/٣١٥.

32 الصحاح، الجوهري، ١/٤٣٤.

33 من بلاغة القرآن، البدوي، ص١٢٦.

34 معالم التنزيل، البغوي، ٣/٦٧.

وانظر: إيجاز البيان عن معاني القرآن، النيسابوري، ١/٤٧٥.

35 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب التفسير، باب ومن سورة البقرة، رقم ٢٩٧٣.

قال الترمذي: حسن صحيح.

وصححه الألباني في صحيح الترمذي ٢٥٩٠.

36 تفسير القرآن العظيم، ابن أبي حاتم، ١/٣١٤.

37 البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ٢/٢٠٥.

38 انظر: تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٢/٤٨.

39 البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ٢/٢٠٥.وانظر: أنوار التنزيل، البيضاوي، ١/١٢٥، تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٢/٤٨.

40 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم ٢١٥.

41 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الدعوات، باب في حسن الظن بالله عز وجل، رقم ٣٦٠٣.

قال الترمذي: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، ٢/١٣٥٢، رقم ٨١٣٧.

42 التفسير القيم، ابن القيم، ص٢٥٦.

43 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ٢/٣٠٨.

44 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان الوسوسة في الإيمان وما يقوله من وجدها، رقم ٢١٦.

45 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل الحنبلي، ٢٠/١٤٩.

46 غرائب التفسير، الكرماني، ١/٤٣٠.

47 روح البيان، إسماعيل حقي، ٣/٢٩٢.

48 جامع البيان، الطبري، ١٣/٢٩١.

49 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الرقاق، باب قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: «بعثت أنا والسّاعة كهاتين»، رقم ٦٥٠٤.

50 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب ما جاء في قول الرّجل ويلك، رقم ٦١٦٧.

51 الموافقات، الشاطبي، ١/٤٥.

52 النكت والعيون، الماوردي، ٢/٢٨٤.

53 الهداية إلى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب، ٤/٢٦٦٠.

54 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ١٠/٤١٥.

55 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٣/٥١٨.

56 لباب التأويل، الخازن، ٢/٢٧٩.

57 تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص٨٢١.

58 تفسير يحيى بن سلام، ٢/٨٣١.

59 إرشاد العقل السليم، أبو السعود، ٧/١٩٢.وانظر: البحر المديد، ابن عجيبة، ٤/٥٩٨.

60 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ٢٩/٣٢٥.

61 تفسير المراغي، ٢٣/٥٩.

62 زاد المسير، ابن الجوزي، ٣/٥٨١.

63 مفاتيح الغيب، الرازي، ٢٦/٤٠٣

64 القيامة الكبرى، عمر سليمان الأشقر، ص٢٠٠.

65 التذكرة في أحوال الموتي وأمور الآخرة، القرطبي، ١/٣٢٩.

66 لوامع الأنوار البهية، السفاريني، ٢/١٧٤.

67 مقالات الإسلاميين، الأشعري، ص٣٣٤.

68 اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، فهد الرومي، ٢/٧١٣.

69 فتح الباري، ابن حجر، ٨/٤٠١.

وانظر: أحكام القرآن، ابن العربي، ٣/٢١٤.

70 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب سؤال اليهود النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن الرّوح، رقم ٢٧٩٤.

71 أحكام القرآن، ابن العربي، ٣/٢١٥.

72 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ٢/١٩٠.

73 جامع البيان، الطبري، ٤/٢٩١.

74 معاني القرآن وإعرابه، الزجاج، ١/٢٨٧.

75 تفسير القرآن العظيم، ابن أبي حاتم، ٢/٣٨١.

76 جامع البيان، الطبري، ٤/٢٩٤.

77 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المرضى، باب عيادة المغمى عليه، رقم ٥٦٥١.

78 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الفرائض، باب ما جاء في ميراث الصلب، ٣/١٢٠، رقم ٢٨٩١، والترمذي في سننه، أبواب الفرائض،باب ما جاء في ميراث البنات، ٤/٤١٤، رقم ٢٠٩٢.

قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

وحسنه الألباني في الإرواء، ٦/١٢٢، رقم ١٦٧٧.

79 تفسير ابن فورك، من أول سورة المؤمنون، إلى آخر سورة السجدة، ص٦٩.

80 المصدر السابق ص ٢٣٢.

81 البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ٤/١٥٠.

82 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الوصايا، باب لا وصية لوارث، رقم ٢٧٤٧.

83 جامع البيان، الطبري، ٤/٣٤٩.

84 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٢/١٢٠-١٢١.

85 المصدر السابق ٢/١٢٠.

86 المصدر السابق ٢/١١٧.

87 المصدر السابق ٢/١٢٠.

88 منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، الرحيلي، ٢/٧٨٩.

89 مناظرة بين الإسلام والنصرانية، مجموعة من العلماء، ص٤٢٥.

90 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٢/١٢٠.

91 منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب، عبد العزيز آل معمر، ٢/٦٨٦.

92 الكشف والبيان، الثعلبي، ٢/١٥٦.

93 المصدر السابق، ٢/١٥٨.

94 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٣/٣٧٤.

95 غريب الحديث، الهروي، ١/٣١١.

96 جامع البيان، الطبري، ٩/٥٤٣.

97 زهرة التفاسير، أبو زهرة، ٤/٢٠٣٦.

98 تهذيب اللغة، الأزهري، ١٤/٣٠.

99 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٣/٤٥٦.

100 النكت والعيون، الماوردي، ٢/١٤.

101 تفسير الراغب الأصفهاني، ٤/٢٧٠.

102 تفسير الشعراوي، ٥/٢٩٣٢.

103 تفسير القرآن، السمعاني، ٢/١٢.

104 الفتاوى الكبرى، ابن تيمية، ١/١٦٢.

105 المنار، محمد رشيد رضا، ٦/١٤٠.

106 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ٥/٣٦.

107 البحر المحيط، أبو حيان الأندلسي، ٤/١٧٨.

108 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل الحنبلي، ٧/٢٠٣.

109 شرح العقيدة السفارينية، ابن عثيمين، ص٤١٨.

110 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٣/٤٥٧.

111 الأم، الشافعي، ٢/٢٧١.

112 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٣/٢٠.

113 جامع البيان، الطبري، ٤/٢٩٩.

114 المصدر السابق، ٤/٣٠٠.

115 المصدر السابق، ٤/٣٠٥.

116 انظر: تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٢/٦٥.

117 تفسير مجاهد، ص٢٣١.

118 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ١/٣١٨.

119 الأم، الشافعي، ٧/٣٥٣.

120 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي، ٢١/٧٥.

121 المصدر السابق.

122 جامع البيان، الطبري، ١٧/٦٠٥.

123 زاد المسير، ابن الجوزي، ٣/٦٦.

124 تفسير التستري، ١/٩٧.

125 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٥/١٤٥.

126 معالم التنزيل، البغوي، ٥/١٥٩.

127 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٧/١٥١.

128 معالم التنزيل، البغوي، ٥/١٥٩.

129 الهداية إلى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب، ٦/٤٣٤٦.

130 مدارك التنزيل، النسفي، ٢/٢٩١.

131 النكت والعيون، الماوردي، ٣/٢٩٣.

132 ذو القرنين، القائد الفاتح والحاكم الصالح، محمد خير، ص٢٥٨-٢٥٩.

133 مباحث في التفسير الموضوعي، مصطفى مسلم، ص٣٠٤.

134 المصدر السابق.

135 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب الخروج في طلب العلم، رقم ٧٨.

136 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ١١/١٧.

137 الهداية إلى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب، ٦/٤٤٢٧.

138 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي، ٢١/١٣٥.

139 المصدر السابق ٢١/١٣٧.

140 التصور الفني في القرآن، سيد قطب، ص١٨٤.

141 انظر: أسباب النّزول، الواحدي، رقم ١٠٩، الدر المنثور، السيوطي ١/٤٩٠.

142 تأويلات أهل السنة، الماتريدي ٢/٦٠.

143 غرائب التفسير، الكرماني ١/٢٠٢.

144 البحر المديد، ابن عجيبة، ١/٢٣٩.

145 أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الفتن، باب كف اللسان في الفتنة، ٢/١٣١٥.رقم ٣٩٧٦.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، ٢/١٠٢٧، رقم ٥٩١١.

146 الكشف والبيان، الثعلبي، ٢/٨٥.

147 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل الحنبلي، ٣/٣٣٢.

148 التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزي، ١/١١٢.

149 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل الحنبلي، ٣/٣٣٢.

150 المصدر السابق.

151 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ٢/١٧٦.

152 تفسير مقاتل بن سليمان، ٣/٤١.

153 زاد المسير، ابن الجوزي، ٣/١٧٦.

154 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ١٦/٣٠٧.

155 انظر: طلبة الطلبة، النسفي، ص٢٤.

156 لسان العرب، ابن منظور، ٢/٦١.

157 التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي، ص١٠٢.

158 شمس العلوم، الحميري، ٧/٤٨٠٠.

159 الفروق اللغوية، العسكري، ص٧٠.

160 لسان العرب، ابن منظور، ٥/٣٧٨.

161 التوقيف على مهمات التعاريف، المناوي، ص١٠٢.

162 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب ذكر الدجال وصفته وما معه، رقم٢٩٣٧.

163 تاج العروس، الزبيدي، ٥/٤٦٨.

164 المحرر الوجيز، ابن عطية، ٢/٢٥٦.

165 انظر: تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٣/٦٤٦.

166 أخرجه البخاري في صحيحه، في كتاب العلم، باب الغضب في الموعظة والتّعليم إذا رأى ما يكره، رقم٩٢.

167 جامع البيان، الطبري ١٤/٣٣٤.

168 الفروق اللغوية، العسكري، ص٦٤.

169 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٢/٢٤٨.

170 المصدر السابق، ٤/٣٦٠.

171 تأويلات أهل السنة، الماتريدي، ٢/٢٤٨.

172 شمس العلوم، الحميري، ٩/٦٢٣٨.

173 اللباب في قواعد اللغة وآلات الأدب النحو والصرف والبلاغة والعروض واللغة والمثل، محمد علي السراج، ص١١٨.

174 الوسيط، الواحدي، ٣/٥٢٠.

175 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ١٤/١٠٣.

176 مفاتيح الغيب، الرازي، ٢٩/٤٩٥.

177 إرشاد العقل السليم، أبو السعود، ٥/٢٣٥.

178 صفوة التفاسير، الصابوني، ١/٣٤٠.

179 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب فرض الحج مرة في العمر، ٢/٩٧٥، رقم ١٣٣٧.

180 أخرجه البزّار في مسنده، ٤/٦٢، رقم ١٢٢٩.

181 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب توقيره صلى الله عليه وسلم، رقم ٢٣٥٨.