عناصر الموضوع

مفهوم الخير

الخير في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

الخير الإلهي

ميادين الخير في القرآن

الخيرية بين المتضادات

الحث على فعل الخير في القرآن

الخير

مفهوم الخير

أولًا: المعنى اللغوي:

تدل مادة (خير) على العطف والميل، فكل أحد يميل إلى الخير، ويعطف على صاحبه1.

والخير ضد الشر، وجمعه خيور، ويقال: رجلٌ خَيْرٌ وخَيِّرٌ -مشدّد ومخفّف-، أي: فاضل، والجمع أخيارٌ، وخيارٌ، والخيرات جمع خيرةٍ، وهي الفاضلة من كل شيء2.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

لا يختلف عن معناه اللغوي، فهو يطلق على «ما يرغب فيه كل الناس، كالعقل، والعدل، والفضل، والشيء النافع»3.

كما يصدق الخير أيضًا على كل ما يتقرّب به العبد إلى الله تعالى من فعل الطاعات، والبعد عن المعاصي والسيئات، لذا قيل في تعريفه: هو إتيان ما يوجب الثواب الجزيل، ويجنب العقاب الأليم4.

الخير في الاستعمال القرآني

وردت مادة (خير) في القرآن الكريم (١٩٦) مرة، يخص موضوع البحث منها (١٨٨) مرة5.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

المصدر

١٧٦

( ) [آل عمران:٢٦]

الأسماء

١٢

( ) [البقرة:١٤٨]

وأطلق الخير في القرآن الكريم على أربعة أوجه6:

الأول: كل ما هو طيب وممدوح ومرغوب فيه، ويشمل العافية والسعة والنفع والأجر وغير ذلك: ومنه قوله تعالى: ( )[الحج:٣٦]، أي: لكم في البدن منافع كثيرة في الدنيا، والأجر في الآخرة إذا تقربتم إلى الله بذبحها.

الثاني: الإسلام أو القرآن: ومنه قوله تعالى: ( ) [البقرة: ١٠٥].

الثالث: المال: ومنه قوله تعالى: ( ) [البقرة:١٨٠] أي: إن ترك مالًا.

الرابع: الأفضل: ومنه قوله تعالى: (ﱉﱊﱋﱌ) [الأعراف:١٢] أي: أنا أفضل منه.

الألفاظ ذات الصلة

البر:

البرّ لغة:

الاتساع في الإحسان والزيادة فيه إلى الناس، ويقال: أبر على صاحبه في كذا، أي: زاد عليه7، وأصل معنى البر السعة، ومنه أخذ البر مقابل البحر، ثم شاع في الشفقة والإحسان والصلة8.

البر اصطلاحًا:

قال الطبري: «كل طاعة لله تعالى تسمّى برًّا»9، وقال الزمخشري: «البرّ سعة الخير والمعروف، ومنه البر، لسعته، ويتناول كل خير. ومنه قولهم: صدقت وبررت»10. وقيل: هو اسم جامع لكل خير11.

الصلة بين البر والخير:

يشترك لفظ البر مع لفظ الخير في معان كثيرة، وبينهما فروق منها: «أن الخير يقابله الشر، والبر يقابله العقوق، ومنها: أن البر هو الخير الواصل إلى الغير، مع القصد إلى ذلك، أما الخير فمطلق سواء كان عن قصد أو غير قصد، حتى لو وقع عن سهو لم يخرج عن استحقاق الصفة به»12.

النعمة:

النعمة لغة:

قال ابن فارس: «النعمة: المنة، وكذلك النعماء. والنعمة: المال، يقال: هو واسع النعمة»13، يقال: نَعِمَ يَنْعَمُ نَعْمَةً، ونِعمة العيش: حُسْنه، ونعمة الله: مَنُّه وعطاؤه، ومنه قوله تعالى: ( ) [لقمان: ٢٠]14.

النّعمة اصطلاحًا:

الحالة الحسنة15. وهي في أصل وضعها الحالة الّتي يستلذها الإنسان16.

الصلة بين النعمة والخير:

أنها سبيل إليه، فنعمة المال سبيل للإنفاق منه في وجوه الخير، ونعمة الصحة سبيل للقيام بواجبات العبودية لله تعالى من صلاة وصيام وحج وهكذا. وقد ذكر أبو هلال العسكري الفرق بين لفظ الخير ولفظ النعمة، فقال: «والفرق بينها: أي: النعمة وبين الخير، أن الإنسان يجوز أن يفعل بنفسه الخير كما يجوز أن ينفعها، ولا يجوز أن ينعم عليها»17.

الخير الإلهي

من الحقائق الثابتة التي لا مراء فيها أن الله تعالى خالق كل شيء، وهو خالق الخير يهدي إليه من يشاء من خلقه، ولا يعلم حقيقة الخير إلا الله. والناظر في القرآن الكريم يجد أن لفظ الخير ورد في بعض الآيات مقرونًا ببعض أسماء الله تعالى وصفاته: كـ ( )، و(ﰇ ﰈ) ونحوهما، كما أن هناك ميادين كثيرة للخير: كالإيمان، والعبادات، والأخلاق؛ وضّحها القرآن الكريم ليرشد المسلمين إليها. والحديث حول هذا الموضوع يشتمل على ما يأتي:

أولًا: مصدر الخير:

مصدر الخير هو الله سبحانه وتعالى فهو الذي خلقه ويسّره لأهله، قال تعالى: ( ) [الفرقان: ٢].

فالخير بيد الله تعالى هو خالقه وملهمه، قال تعالى: ( ﮋﮌ ﮘﮙ ﮛﮜ ) [آل عمران: ٢٦].

قال صاحب الكشاف: «فإن قلت: كيف قال: ( ) فذكر الخير دون الشر؟ قلت: لأنّ الكلام إنما وقع في الخير الذي يسوقه إلى المؤمنين، وهو الذي أنكرته الكفرة، فقال: بيدك الخير تؤتيه أولياءك على رغم من أعدائك، ولأن كل أفعال اللّه تعالى من نافع وضارّ صادر عن الحكمة والمصلحة، فهو خير كله، كإيتاء الملك ونزعه»18.

وقال الفخر: «والألف واللام في الخير يوجبان العموم، فالمعنى: بقدرتك تحصل كلّ البركات والخيرات، وأيضًا فقوله: ( ) يفيد الحصر، كأنّه قال بيدك الخير لا بيد غيرك»19.

ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في افتتاح الصلاة بعد التكبير وقبل القراءة: (اللّهمّ أنت الملك لا إله إلاّ أنت، أنت ربّي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلاّ أنت، واصرف عنّي سيّئها إنّه لا يصرف سيّئها إلاّ أنت، لبّيك وسعديك، والخير بيديك، أستغفرك وأتوب إليك، لا منجا منك إلاّ إليك)20.

ثانيًا: الخير في أسماء الله وصفاته:

اقترن الخير في مواضع من القرآن الكريم بأسماء الله تعالى وصفاته، كـ ( ) ونحوه. ومعلوم أن أفعل التفضيل هنا ليس على بابه، بل من قبيل قوله تعالى: ( ) [الروم: ٢٧].

وبيان ذلك كما يأتي:

١. خير الناصرين.

ومعناه في حق الله تعالى أنه سبحانه ينصر من يستنصره، ويجازيه على استنصاره به21.

وورد هذا الوصف في القرآن مرةً واحدةً، وذلك في قـوله: ( ﭠﭡ ) [آل عمران: ١٥٠].

قال الفخر: «وإنّما كان تعالى خير النّاصرين؛ لأنّه تعالى هو القادر على نصرتك في كلّ ما تريد، والعالم الّذي لا يخفى عليه دعاؤك وتضرّعك، والكريم الّذي لا يبخل في جوده، ونصرة العبيد بعضهم لبعضٍ بخلاف ذلك في كلّ هذه الوجوه، واعلم أنّ قوله: (ﭢ ﭣ ) ظاهره يقتضي أن يكون من جنس سائر النّاصرين وهو منزّهٌ عن ذلك، لكنّه ورد الكلام على حسب تعارفهم»22.

وقال الألوسي: «وهو خير النّاصرين؛ لأنه القوي الذي لا يغلب، والناصر في الحقيقة فينبغي أن يخص بالطاعة والاستعانة»23، فالله سبحانه هو الغالب الذي لا يغلب جنده وصاحب القدرة المطلقة، فلا نصر إلا منه تعالى، ومهما بلغت قوة العدو وعدته وعتاده، فلا قيمة لكل ذلك أمام قدرة الله تعالى، نصر رسوله صلى الله عليه وسلم في هجرته وهزم الأحزاب وحده.

قال تعالى: ( ) [التوبة: ٤٠].

وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلاّ الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)24.

٢. خير الرازقين.

وهذا الوصف معناه في حق الله تعالى: «أنّه سبحانه مختصٌّ بأن يرزق ما لا يقدر عليه غيره، وأنه تعالى هو الأصل في الرزق»25.

وقد ورد هذا الوصف في خمسة مواضع من القرآن، منها قوله تعالى: ( ) [المائدة: ١١٤].

أي: أعطنا من عطائك؛ فإنك يا رب خير من يعطي، وأجود من تفضّل26.

ومنها قوله تعالى: ( ﮊﮋﮌ ) [الجمعة: ١١].

قال ابن الجوزي في تفسيرها: «واللّه خير الرّازقين؛ لأنه يرزق من يؤمن به ويعبده، ومن يكفر به ويجحده، فهو يعطي من سأل ويبتدئ من لا يسأل، وغيره إنما يرزق من يرجو منفعته، ويقبل على خدمته»27.

وقال ابن عاشور: «وذيّل الكلام بقوله: ( )؛ لأنّ اللّه يرزق الرّزق لمن يرضى عنه سليمًا من الأكدار والآثام؛ ولأنّه يرزق خير الدّنيا وخير الآخرة، وليس غير اللّه قادرًا على ذلك، والنّاس في هذا المقام درجاتٌ لا يعلمها إلّا اللّه، وهو العالم بالسّرائر»28.

٣. خير الفاصلين.

وهو من الفصل في الخصومات، ومعناه في حق الله تعالى أنه سبحانه خير من يفصل ويحكم بين الخلق كلهم.

قال الراغب: «الفصل: إبانة أحد الشيئين عن الآخر حتى يكون بينهما فرجة، وسمّي يوم القيامة يوم الفصل؛ لأنّه يبيّن الحق من الباطل، ويفصل بين الناس بالحكم، وفصل الخطاب ما فيه قطع الحكم»29.

وورد هذا الوصف مرةً واحدةً في القرآن في قوله تعالى: ( ﮦﮧ ﮬﮭ ﮱﯓ ﯕﯖ ) [الأنعام: ٥٧].

ومعنى الآية: «أنه هو خير من بيّن وميّز بين المحق والمبطل وأعدلهم؛ لأنه لا يقع في حكمه وقضائه حيف إلى أحد لوسيلة له إليه، ولا لقرابة ولا مناسبة، ولا في قضائه جور؛ لأنه لا يأخذ الرشوة في الأحكام فيجور، فهو أعدل الحكام وخير الفاصلين»30.

قال صاحب الكشاف: «يقصّ الحقّ: أي: القضاء الحق، وهو خير الفاصلين: أي: القاضين»31.

٤. خير الحاكمين.

ومعناه في حق الله تعالى أنه سبحانه أفضل من يحكم بين الناس. وورد هذا الوصف في ثلاثة مواضع من القرآن، منها قوله تعالى: ( ﯧﯨ ) [الأعراف: ٨٧].

قال الطبري: «والله خير من يفصل وأعدل من يقضي؛ لأنه لا يقع في حكمه ميلٌ إلى أحد ولا محاباة لأحد»32.

٥. خير الفاتحين.

قال الراغب: «الفتح: إزالة الإغلاق والإشكال، فتح القضيّة فتاحًا: أي: فصل الأمر فيها، وأزال الإغلاق عنها، والفاتح والفتّاح القاضي بلغة حمير»33.

ومعناه في حق الله تعالى هنا أنه تعالى خير القاضين. وورد هذا الوصف في موضع واحد من القرآن هو قوله تعالى: ( ) [الأعراف: ٨٩].

قال ابن عاشور: «فسّروا الفتح هنا بالقضاء والحكم»34.

وبذلك يعلم أنّه تعالى خير الفاتحين، أي: خير الحاكمين؛ لأنّ حكمه هو العدل والقسط، وعلمه هو النافذ غير الخاطئ أبدًا، بخلاف حكم الآخرين، فهم بين حاكم عادل أو جائر، ومصيب أو مخطئ.

٦. خير الغافرين.

قال صاحب اللسان: «الغفور الغفّار جلّ ثناؤه وهما من أبنية المبالغة، ومعناهما: الساتر لذنوب عباده، المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم»35.

قال الفخر: «خير الغافرين، معناه: أنّ كلّ من سواك فإنّما يتجاوز عن الذّنب: إمّا طلبًا للثّناء الجميل، أو للثّواب الجزيل، أو دفعًا للرّبقة الخسيسة عن القلب؛ وبالجملة فذلك الغفران يكون لطلب نفعٍ، أو لدفع ضررٍ، أمّا أنت فتغفر ذنوب عبادك لا لطلب عوضٍ وغرضٍ، بل لمحض الفضل والكرم، فوجب القطع بكونه خير الغافرين»36.

وورد هذا الوصف في القرآن مرّةً واحدةً في قوله تعالى: ( ﰄﰅ ) [الأعراف: ١٥٥].

ومعنى الآية كما قال الطبري: «( )، أي: فاستر علينا ذنوبنا بتركك عقابنا عليها، () تعطف علينا برحمتك، ( )، أي: أنت خير من صفح عن جرم، وستر على ذنب»37.

٧. خير الماكرين.

قال الراغب: «المكر: صرف الغير عمّا يقصده بحيلة، وذلك ضربان: مكر محمود، وهو أن يتحرّى بذلك فعل جميل، ومذموم، وهو أن يتحرّى به فعل قبيح»38.

وقد ورد هذا الوصف في موضعين من القرآن:

الأول: في قوله تعالى: ( ﭝﭞ ) [آل عمران: ٥٤].

والثاني: في قوله: ( ﮙﮚ ﮝﮞ ) [الأنفال: ٣٠].

وقد اتّفق المفسّرون على أنّ المراد من مكره سبحانه هو المجازاة على مكرهم.

قال ابن عاشور: «ومعنى: ( )، أي: أقواهم عند إرادة مقابلة مكرهم بخذلانه إيّاهم. ويجوز أن يكون معنى ( ): أنّ الإملاء والاستدراج الّذي يقدّره للفجّار والجبابرة والمنافقين الشّبيه بالمكر في أنّه حسن الظّاهر سيّئ العاقبة، هو خيرٌ محضٌ لا يترتّب عليه إلّا الصّلاح العامّ، وإن كان يؤذي شخصًا أو أشخاصًا، فهو من هذه الجهة مجرّدٌ عمّا في المكر من القبح، ولذلك كانت أفعاله تعالى منزّهةً عن الوصف بالقبح أو الشّناعة؛ لأنّها لا تقارنها الأحوال الّتي بها تقبّح بعض أفعال العباد من دلالةٍ على سفاهة رأيٍ، أو سوء طويّةٍ، أو جبنٍ، أو ضعفٍ، أو طمعٍ، أو نحو ذلك، أي: فإن كان في المكر قبحٌ فمكر اللّه خيرٌ محضٌ، ولك على هذا الوجه أن تجعل () بمعنى التّفضيل وبدونه»39.

٨. خيرٌ حافظًا.

«الحفظ له معنى واحد يدل على مراعاة الشيء، والتحفّظ: قلّة الغفلة، والحفاظ: المحافظة على الأمور. والحفيظ: الموكّل بالشّيء يحفظه، كالحافظ»40.

ورد هذا الوصف في القرآن مرةً واحدةً في قوله تعالى: ( ﭟﭠ ) [يوسف: ٦٤].

والآية تحكي ما قاله يعقوب عليه السلام لأبنائه عندما طلبوا منه أن يأخذوا أخاهم للملك؛ ليأذن لهم في الكيل.

ومعنى الآية كما قال ابن عاشور: «أي: خيرٌ حفظًا منكم؛ فإن حفظه اللّه سلم، وإن لم يحفظه لم يسلم، كما لم يسلم أخوه من قبل حين أمنتكم عليه»41.

٩- خير الوارثين.

قال في اللسان: «الوارث صفة من صفات الله عز وجل وهو الباقي الدائم الذي يرث الخلائق ويبقى بعد فنائهم، والله عز وجل يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين، أي: يبقى بعد فناء الكل ويفنى من سواه؛ فيرجع ما كان ملك العباد إليه وحده لا شريك له»42.

وورد هذا الوصف في القرآن أيضًا مرةً واحدةً في قوله تعالى: ( ) [الأنبياء: ٨٩].

قال البغوي: «( ): ثناءٌ على اللّه بأنّه الباقي بعد فناء الخلق، وأنّه أفضل من بقي حيًّا»43.

١٠. خير المنزلين.

قال الفخر: «الإنزال في الأمكنة قد يقع من غير اللّه، كما يقع من اللّه تعالى وإن كان هو سبحانه خير من أنزل؛ لأنّه يحفظ من أنزله في سائر أحواله، ويدفع عنه المكاره بحسب ما يقتضيه الحكم والحكمة»44.

ورد هذا على أنه صفة لله تعالى مرةً واحدةً في القرآن في قوله تعالى: ( ) [المؤمنون: ٢٩].

قال الطبري في تفسير هذه الآية: «يقول تعالى ذكره لنبيه نوح عليه السلام: وقل إذا سلّمك الله، وأخرجك من الفلك، فنزلت عنها: ( ) من الأرض ( ): أنت خير من أنزل عباده المنازل»45.

وفي هذه الآية توجيه من الله تعالى لنبيه نوح عليه السلام أن يطلب من الله تعالى أن يتفضّل عليه بإنزاله منزلًا مباركًا، بأن يكون ذات ماء وشجر، أو غير ذلك ممّا يمهّد الحياة.

وورد قوله تعالى: ( ) مرةً واحدةً أيضًا في شأن يوسف عليه السلام حينما قال لإخوته -فيما حكى القرآن-: ( ) [يوسف: ٥٩]، أي: خير المضيفين، «وعدهم بأن يوفي لهم الكيل، ويكرم ضيافتهم، إن أتوا بأخيهم»46.

١١. خير الراحمين.

قال صاحب اللسان: «الرحمة: الرّقّة والتّعطّف، والرحمة: المغفرة، والرّحمة في بني آدم عند العرب: رقّة القلب وعطفـه، ورحمة الله: عطفه وإحسانه ورزقه»47.

ورد هذا الوصف في القرآن مرتين:

الأولى: في قوله تعالى: ( ) [المؤمنون: ١٠٩].

والثانية: في قوله تعالى: ( ﯿ) [المؤمنون: ١١٨].

أي: أنت يا ربّ خير من رحم ذا ذنب، فقبل توبته، ولم يعاقبه على ذنبه48.

ثالثًا: حقيقة الخير لا يعلمها إلا الله:

إن الخير بيد الله تعالى فهو سبحانه خالقه وملهمه ولا يعلم حقيقته إلا هو، فقد يقع للإنسان شيء من الأقدار المؤلمة والمصائب الموجعة التي تكرهها نفسه، فربما جزع أو أصابه الحزن وظنّ أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية والفاجعة المهلكة لآماله وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة من الله في ثوب محنة، وعطية منه تعالى في رداء بليّة، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب، والعكس صحيح، فكم من إنسان سعى إلى شيءٍ ظاهره الخير، واستمات في سبيل الحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد.

وهذا هو ما يقرره القرآن الكريم في قوله تعالى: ( ﭖﭗ ﭞﭟ ﭦﭧ ) [البقرة: ٢١٦].

والآية وإن كانت ورادة في شأن القتال والجهاد إلا أن العبرة بعموم اللفظ.

ومعنى الآية: «عسى أن تكرهوا ما في الجهاد من المشقة ( ) في أنكم تغلبون وتظهرون وتغنمون وتؤجرون، ومن مات مات شهيدًا، ( ) الدعة وترك القتال ( ) في أنكم تغلبون وتذلّون ويذهب أمركم، ( ) ما يصلحكم وما هو خير لكم ( ) ذلك»49.

وكذلك قوله تعالى: ( ) [النساء: ١٩].

والآية ورادة في كراهية الرجل لزوجته، والمعنى: «فعسى أن تكرهوا شيئًا ويجعل الله في ذلك الشيء الذي تكرهونه خيرًا كثيرًا، والمراد بالخير الكثير -كما فسره ابن عباس- أن يعطف عليها فيرزق الرجل ولدها، ويجعل الله في ولدها خيرًا كثيرًا»50.

وفي القرآن الكريم شواهد كثيرة تدل على ذلك، منها قصة الغلام الذي قتله الخضر عليه السلام بأمر من الله تعالى ؛ فإنه علّل قتله إياه بقوله: ( ) [الكهف: ٨٠-٨١].

قال الطبري: «وأما الغلام، فإنه كان كافرًا، وكان أبواه مؤمنين، فعلمنا أنه يرهقهما. يقول: يغشيهما طغيانًا -وهو الاستكبار على الله- وكفرًا به. وعن قتادة أنه ذكر الغلام الذي قتله الخضر، فقال: قد فرح به أبواه حين ولد وحزنا عليه حين قتل، ولو بقي كان فيه هلاكهما، فليرض امرؤ بقضاء الله، فإن قضاء الله للمؤمن فيما يكره خير له من قضائه فيما يحب، وقوله: ( ) يقول: خيرًا من الغلام الذي قتله صلاحًا ودينًا»51.

ومنها كذلك قصة أم موسى عندما ألقته في اليمِّ بأمر من الله تعالى، فظاهره شر، ولكنه خير لنجاة موسى عليه السلام وهو طفل، من بطش فرعون.

قال تعالى: ( ﭣﭤ ﭮﭯ ) [القصص: ٧].

والوحي هنا وحي إلهام لا وحي نبوة، قال قتادة: قذفنا في قلبها ( ﭣﭤ )، يعني: من الذبح ( )، أي: البحر، ( ) عليه من الغرق أو من الضيعة، ( ) على فراقه ( )52.

ميادين الخير في القرآن

للخير ميادين كثيرة، دل عليها القرآن الكريم، وأرشد المسلمين إليها وأمرهم بها؛ ليحصل لهم بسببها الفوز والفلاح، والسعادة في الدنيا والآخرة، كدعوته إلى الإيمان والتقوى، والطاعة والعبادة، والأخلاق الفاضلة وحسن المعاملة، إلى غير ذلك من الميادين الكثيرة التي أرشد إليها القرآن الكريم، والحديث حول هذا الموضوع يتضمن ما يأتي:

أولًا: الإيمان:

الإيمان من أعظم ميادين الخير التي أرشد إليها القرآن الكريم.

قال تعالى: ( ﮞﮟ ﮫﮬ ﮯﮰ ) [البقرة: ٢٨٥].

«وقد اتّفق أهل العلم من اللّغويّين وغيرهم على أن الإيمان معناه التصديق»53.

أما معناه الشرعي فهو كما بينه النبي صلى الله عليه وسلم عندما سأله جبريل: ما الإيمان؟ فقال: (الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره)54.

وقد أمر الله به الناس جميعًا، فقال تعالى: ( ﯱﯲ ﯺﯻ ﯿ) [النساء: ١٧٠].

ومعنى الآية: «( )، يعني: محمدًا صلى الله عليه وسلم، ( )، يقول: بالإسلام الذي ارتضاه الله لعباده دينًا، ( )، يعني: من عند ربكم، ( )، يقول: فصدّقوه وصدّقوا بما جاءكم به من عند ربكم من الدين؛ فإن الإيمان بذلك خير لكم من الكفر به، ( )، يقول: وإن تجحدوا رسالته وتكذّبوا به وبما جاءكم به من عند ربكم، فإن جحودكم ذلك وتكذيبكم به، لن يضرّ غيركم»55.

فالإيمان خير في الدنيا؛ لأنه تصديق بالله ورسوله، وخير في الآخرة؛ لأنه أول وأهم سبب من أسباب دخول الجنة.

ولا بد أن يكون الإيمان مقرونًا بالعمل؛ لينفع صاحبه عند الله.

قال تعالى: ( ﭲﭳ ) [الأنعام: ١٥٨].

والإيمان بالله وتوحيده هو دعوة الأنبياء جميعًا، ومنهم يوسف عليه السلام حينما قال لصاحبيه في السجن: ( ) [يوسف: ٣٩].

ومن أعظم ميادين الخير أيضًا: التقوى، ومعناها إجمالًا: الائتمار بما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر. وهي من مستلزمات الإيمان، قال تعالى: ( ﮬﮭ ) [البقرة: ١٠٣].

قال ابن كثير: «ولو أنّهم -أي: اليهود- آمنوا باللّه ورسله واتّقوا المحارم، لكان مثوبة اللّه على ذلك خيرًا لهم ممّا استخاروا لأنفسهم ورضوا به»56.

وقال عز وجل: ( ﭿ ) [الأعراف: ٢٦].

والمراد بلباس التقوى، قيل: هو الإيمان، وقيل: هو العمل الصالح، وقيل: هو خشية الله، وقيل: السمت الحسن، وقيل: هو الورع، والكل محتمل.

قال في الكشاف: «وهذه الآية واردة على سبيل الاستطراد عقيب ذكر بدوّ السّوآت وخصف الورق عليها؛ إظهارًا للمنة فيما خلق من اللباس، ولما في العرى وكشف العورة من المهانة والفضيحة، وإشعارًا بأنّ التستر باب عظيم من أبواب التقوى»57.

وقال ابن عباس: «لباس التّقوى: العمل الصّالح، وقيل: هو السّمت الحسن، وقيل: هو العفاف والتّوحيد»58.

وقد أمر الله تعالى بالتزود منها فقال: ( ﭭﭮ ) [البقرة: ١٩٧].

قال الفخر: «وتحقيق الكلام فيه أنّ الإنسان له سفران: سفرٌ في الدّنيا، وسفرٌ من الدّنيا، فالسّفر في الدّنيا لا بدّ له من زادٍ، وهو الطّعام والشّراب والمركب والمال، والسّفر من الدّنيا لا بدّ فيه أيضًا من زادٍ، وهو معرفة اللّه ومحبّته والإعراض عما سواه، وهذا الزاد خير من زاد الأوّل؛ لوجوهٍ:

الأول: أنّ زاد الدّنيا يخلّصك من عذابٍ موهومٍ، وزاد الآخرة يخلّصك من عذابٍ متيقّنٍ.

وثانيها: أنّ زاد الدّنيا يخلّصك من عذابٍ منقطعٍ، وزاد الآخرة يخلّصك من عذابٍ دائمٍ.

وثالثها: أنّ زاد الدّنيا يوصلك إلى لذّةٍ ممزوجةٍ بالآلام والأسقام والبليّات، وزاد الآخرة يوصلك إلى لذّاتٍ باقيةٍ خالصةٍ عن شوائب المضرّة، آمنةٍ من الانقطاع والزّوال.

ورابعها: أنّ زاد الدّنيا وهي كلّ ساعةٍ في الإدبار والانقضاء، وزاد الآخرة يوصلك إلى الآخرة، وهي كلّ ساعةٍ في الإقبال والقرب والوصول.

وخامسها: أنّ زاد الدّنيا يوصلك إلى منصّة الشّهوة والنّفس، وزاد الآخرة يوصلك إلى عتبة الجلال والقدس. فثبت بمجموع ما ذكرنا أنّ خير الزّاد التّقوى»59.

وقال تعالى: ( ﭞﭟ ) [العنكبوت: ١٦].

أي: «اعبدوا الله دون غيره، واتقوا سخطه بأداء فرائضه واجتناب معاصيه»60.

ومن مفاتيح الخير كذلك الانتهاء عن الكفر والشرك، قال تعالى: ( ﭜﭝ ﭪﭫ ﭮﭯ ﭲﭳ ﭶﭷ ﭻﭼ ﭿ ﮁﮂ ﮉﮊ ﮋﮌ ) [النساء: ١٧١].

وهذا نهي عن قول ذلك أو اعتقاده؛ لأنه كفر بوحدانية الواحد سبحانه، وقد سمّى الله هؤلاء كفارًا؛ لقولهم واعتقادهم ذلك، وتهددهم بالعذاب الأليم إن لم ينتهوا عنه.

قال تعالى: (ﮋﮌ ﮒﮓ ﮙﮚ ) [المائدة: ٧٣].

والانتهاء عن ذلك القول يكون بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل واعتقادهم وحدانيته، وإلاّ فالله ورسوله منهم براء.

قال تعالى: ( ﭸﭹ ﭺﭻ ﭿ ﮀﮁ ﮈﮉ ﮋﮌ ) [التوبة: ٣].

قال الطبري: «قوله تعالى: ( ) من كفركم -أيها المشركون- ورجعتم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأنداد، فالرجوع إلى ذلك (ﭿ ) من الإقامة على الشرك في الدنيا والآخرة»61.

وقال تعالى أيضًا: ( ﭭﭮ ﭷﭸ ﭽﭾ ﭿ ﮇﮈ ﮋﮌ ) [التوبة: ٧٤].

والآية الكريمة نزلت في المنافقين الذين حلفوا بالله كذبًا على كلمة كفر تكلموا بها أنهم لم يقولوها، ثم تأمرهم بالتوبة منها والرجوع عنها والندم على قولها، فذلك خير لهم من الاستمرار على ما هم عليه من الكفر والنفاق، وإن يتولوا ويدبروا عن التوبة ويصروا على كفرهم؛ فإنّ الله يعذبهم عذابًا أليمًا موجعًا في الدنيا والآخرة62.

وكلمة الخير في الآية تدل على أن توبتهم إلى الله أفضل مما هم عليه من كلمة الكفر، وهمّهم بما لم ينالوا ونقمتهم، فتكون توبتهم سببًا لنجاتهم من العذاب الذي يصيبهم إذا تولوا ولم يتوبوا ويرجعوا عن قولهم كلمة الكفر. قيل: نزلت في عبد الله بن أبيّ بن سلول.

فالتوبة كلها خير بالنسبة لمن يتوب من كفره وشركه ونفاقه؛ لأنه يعود إلى طريق الحق والإيمان، وخير لمن يتوب من ذنبه؛ لأنه يعود إلى رشده وصوابه، والعمل بطاعة ربه، وإتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وقـد قال صلى الله عليه وسلم: (كلّ بني آدم خطّاءٌ، وخير الخطائين التّوّابون)63.

كما حثّ عليها بقوله صلى الله عليه وسلم: (يا أيّها النّاس توبوا إلى الله، فإنّي أتوب إليه في اليوم مائة مرّةٍ)64.

ثانيًا: العبادة:

من ميادين الخير التي أرشد إليها القرآن: العبادات بأنواعها:


1 مقاييس اللغة ٢/٢٣٢.

2 مختار الصحاح، الرازي ص ٩٩.

3 المفردات، الراغب الأصفهاني ص٣٠٠.

4 انظر: غرائب القرآن، النيسابوري ١/٥٩٣.

5 انظر: المعجم المفهرس الشامل لألفاظ القرآن، عبدالله جلغوم، ص٤٩١-٤٩٥.

6 انظر: الوجوه والنظائر، الدامغاني، ص١٩٦-١٩٧، بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي، ٢/٥٧٢-٥٧٥، نزهة الأعين النواظر، ابن الجوزي، ص٢٨٥-٢٨٩.

7 انظر: تهذيب اللغة، الأزهري ١٥/١٣٨.

8 انظر: تاج العروس، الزبيدي ١٠/١٥١.

9 جامع البيان، الطبري ١/٧.

10 الكشاف، الزمخشري ١/١٣٣.

11 انظر: تحرير ألفاظ التنبيه، النووي ص ١٤٩.

12 الفروق اللغوية، العسكري ص١٧٠.

13 مجمل اللغة، ابن فارس ١/٨٧٤.

14 تهذيب اللغة، الأزهري ٣/٩.

15 المفردات، الراغب الأصفهاني ص٨١٤.

16 الكليات، الكفوي ص٩١٢.

17 الفروق اللغوية، العسكري ص١٩٧.

18 الكشاف، الزمخشري ١/٣٥٠.

19 مفاتيح الغيب، الرازي ٨/١٩٠.

20 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، ١/٥٣٤، رقم ٧٧١.

21 لطائف الإشارات، القشيري ١/ ٢٨٤.

22 مفاتيح الغيب، الرازي ٩/ ٣٨٤.

23 روح المعاني، الألوسي ٢/ ٣٠٠.

24 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم، ٢/ ٨٨٦، رقم ١٢١٨.

25 مفاتيح الغيب، الرازي ٢٣/ ٢٤٣.

26 جامع البيان، الطبري ١١/ ٢٢٦.

27 زاد المسير، ٤/٢٨٥.

28 التحرير والتنوير ٢٨/٢٣٠.

29 المفردات، ص٦٣٨.

30 جامع البيان، الطبري ١١/ ٣٩٨.

31 الكشاف، الزمخشري ٢/ ٣٠.

32 جامع البيان، ١٢/ ٥٦١.

33 المفردات، ص٦٢١.

34 التحرير والتنوير ٩/ ١١.

35 لسان العرب، ابن منظور ٥/ ٢٥.

36 مفاتيح الغيب، ١٥/ ٣٧٨.

37 جامع البيان، ١٣/ ١٥٢.

38 المفردات ص٧٧٢.

39 التحرير والتنوير ٣/ ٢٥٧.

40 مجمل اللغة، ابن فارس ١/ ٢٤٤.

41 التحرير والتنوير ١٣/ ١٦.

42 لسان العرب، ابن منظور ٢/١٩٩.

43 معالم التنزيل ٥/ ٣٥٢.

44 مفاتيح الغيب، ٢٣/ ٢٧٤.

45 جامع البيان، ١٩/ ٢٧.

46 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٣/ ١٣.

47 لسان العرب، ابن منظور ١٢/٢٣٠.

48 جامع البيان، الطبري ١٩/ ٨٥.

49 الكشاف، الزمخشري ١/ ٢٥٨.

50 جامع البيان، الطبري ٨/ ١٢٢- ١٢٣.

51 المصدر السابق ١٨/ ٨٥- ٧٨.

52 معالم التنزيل، البغوي ٦/ ١٩٠.

53 لسان العرب، ابن منظور ٦/ ١٩٠.

54 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب معرفة الإيمان، والإسلام، والقدر وعلامة السّاعة، ١/ ٣٦، رقم ٨.

55 جامع البيان، الطبري ٩/ ٤١٢.

56 تفسير القرآن العظيم، ١/ ٣٦٤.

57 الكشاف، الزمخشري ٢/ ٩٧.

58 مفاتيح الغيب، الرازي ١٤/ ٢٢٢.

59 المصدر السابق ٥/ ٣٢١.

60 جامع البيان، الطبري ٢٠/ ١٨.

61 المصدر السابق ١٤/ ١٣١.

62 المصدر السابق ١٤/ ٣٦٤- ٣٦٥ باختصار.

63 أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب ذكر التوبة، ٢/١٤٢٠، رقم ٤٢٥١. وحسنه الألباني في صحيح الجامع، ٢/٨٣١، رقم ٤٥١٥.

64 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الدعوات، باب في التوبة ٨/ ٧٢، رقم ٢٧٠٢.

65 مفاتيح الغيب، ٦/ ٤٨٣.

66 جامع البيان، الطبري ٢٣/ ٧٠٠.

67 المصدر السابق ١/ ١٩٦.

68 المصدر السابق ٣/ ٢٤٧.

69 المصدر السابق ٤/ ١٥٥.

70 المصدر السابق ١٨/ ١٣٠- ١٣١.

71 المصدر السابق ١٤/ ٧٢.

72 المصدر السابق ٤/ ٢٩١- ٢٩٢.

73 المحرر الوجيز، ابن عطية ١/ ٣٦٥.

74 زهرة التفاسير، أبو زهرة ٢/ ١٠٦١.

75 جامع البيان، الطبري ٣/ ٣٨٤.

76 المصدر السابق ٤/ ٣٥٤- ٣٥٥.

77 تفسير القرآن العظيم، ٢/ ٣٤٥- ٣٤٦.

78 جامع البيان، الطبري ٧/ ٣٣٧.

79 تفسير القرآن العظيم، ٤/ ١٥٦.

80 مفاتيح الغيب، ٢٩/ ٣٥١.

81 التحرير والتنوير ٢٨/ ١٩٤.

82 جامع البيان، ١٨/ ٤٣٩.

83 الكشاف ٣/ ١١٦.

84 مفاتيح الغيب، ٩/ ٤٤٣.

85 جامع البيان، الطبري ٢٣/ ٦١١.

86 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٥/ ٤١٩.

87 جامع البيان، ١٨/ ٦١٧.

88 مفاتيح الغيب، ٢٣/ ٢٢٢.

89 التحرير والتنوير ١٧/ ٢٥٢.

90 تفسير القرآن العظيم، ١/ ٢٨٠.

91 المصدر السابق ٢/ ٢٦٦- ٢٦٧.

92 جامع البيان، ١٧/ ٣٢٢.

93 المصدر السابق ٢١/ ٥٤٨.

94 المصدر السابق ٢٢/ ٢٨٥.

95 مفاتيح الغيب، ٢٨/ ٩٧.

96 جامع البيان، ٨/ ٤٣٦.

97 المصدر السابق ١٣/ ٤٦٣.

98 المصدر السابق ٢٣/ ٤٢٧.

99 جامع البيان، ٩/ ٢٠٢.

100 المحرر الوجيز ٢/ ١٢٠.

101 جامع البيان، ١٢/ ٥٥٦.

102 المصدر السابق ٥/ ٥٢٠.

103 المحرر الوجيز ١/ ٣٥٧.

104 انظر: التعريفات، الجرجاني ص٢٤١.

105 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان أن الدين النصيحة، ١/٧٤، رقم ٥٥.

106 انظر: جامع البيان، الطبري ١٥/١٠٥، الكشاف، الزمخشري ٢/ ٣٥٣، المحرر الوجيز، ابن عطية ٣/ ١٢٦، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/ ٢٧٤.

107 الدر المصون، السمين الحلبي ٦/ ٢٢٤.

108 زهرة التفاسير، محمد أبو زهرة ٦/ ٣٣٥١.

109 الكشاف، الزمخشري ٣/ ٢٥٥.

110 زاد المسير، ابن الجوزي ١/ ٦٠٦.

111 جامع البيان، الطبري ٢٢/ ١٧٧.

112 معالم التنزيل، ٣/ ٥٧٩.

113 جامع البيان، ٢٢/ ٢٩٧.

114 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٨/ ١٤١.

115 مفاتيح الغيب، الرازي ١٤/ ٣١٤.

116 زاد المسير، ابن الجوزي ٣/ ٢٤.

117 زهرة التفسير، ١٠/ ٥١٧٥.

118 جامع البيان، الطبري ١٩/ ١٤٩.

119 جامع البيان، ١٦/ ١٠٤.

120 زهرة التفاسير ٧/ ٣٨٢٥.

121 تفسير القرآن العظيم ٦/ ٢٠١.

122 جامع البيان ٨/ ٥٥١.

123 المحرر الوجيز ٥/ ٤٠٧.

124 جامع البيان ٢٤/ ٤٨٧.

125 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الزهد، ٤/٥٨٨، رقم ٢٣٧٧، وابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب في مثل الدنيا، ٢/ ١٣٧٦، رقم ٤١٠٩.

قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، ٢/٩٨٩، رقم ٥٦٦٨.

126 جامع البيان، ٢١ / ٥٢.

127 التحرير والتنوير ٢٣/ ٣٩.

128 مفاتيح الغيب، الرازي ٢٧/ ٥٦٨.

129 التحرير والتنوير ٢٥/ ٦٨.

130 الكشاف، الزمخشري ٤/ ٢٧٩- ٢٨٠.

131 التفسير المنير ٢٥/ ٢٢٩.

132 تفسير القرآن العظيم ٧/ ٢٥٦.

133 جامع البيان، الطبري ٢٢/ ٦٠٠، ٦٠١.

134 الكشاف ٤/ ٤٤٠.

135 جامع البيان، الطبري ١٧/ ٢٨٩.

136 المحرر الوجيز ٣/ ٤١٩.

137 جامع البيان، ٢٣/ ٣٨٩.

138 تفسير القرآن العظيم ٨/ ١٢٣.

139 مجموع فتاوى ابن تيمية ١٥/ ٥-٦.

140 زهرة التفاسير ٥/ ٢٧٩٥.

141 جامع البيان ٢١/ ٦١٧.

142 مفاتيح الغيب، ٢٧/ ٦٣٧.

143 تفسير القرآن العظيم ٧/ ٢٣١.

144 التحرير والتنوير ٢٥/ ٢٣٠- ٢٣١.

145 تفسير القرآن العظيم ٥/ ٢٥٧.

146 الكشاف، الزمخشري ٣/ ١٩١.

147 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة القيامة والجنة والنار، باب صبغ أنعم أهل الدّنيا في النّار وصبغ أشدّهم بؤسًا في الجنّة، ٤/٢١٦٢، رقم ٢٨٠٧.

148 جامع البيان، الطبري ١٠/ ٣٩٠.

149 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/ ٩١.

150 مفاتيح الغيب، ٢٣/ ٢٥٤.

151 زهرة التفاسير، محمد أبو زهرة ٩/ ٤٨٩٥.

152 جامع البيان ٧/ ١٣٠.

153 جامع البيان، الطبري ١٩/ ٤٧.

154 الكشاف، الزمخشري ٣/ ١٩٢.

155 مفاتيح الغيب، الرازي ٣٢/ ٢٤٨.

156 جامع البيان، الطبري ٧/ ١٣٢.

157 جامع البيان، ١٩/ ٦٢٩.

158 التفسير المنير، للزحيلي ٣٠/ ٣٦٠.