عناصر الموضوع

مفهوم الحمد

الحمد في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

حمد الله تعالى لنفسه

موجبات الحمد

مقامات الحمد

الحامدون

الحمد

مفهوم الحمد

أولًا: المعنى اللغوي:

يقول ابن فارس: «الحاء والميم والدال، كلمة واحدة وأصل واحد، يدل على خلاف الذم، يقال: حمدت فلانًا أحمده، ورجل محمود ومحمد: إذا كثرت خصاله المحمودة غير المذمومة»1.

ويقال: حمدت الرجل أحمده حمدًا: إذا رأيت منه فعلًا محمودًا، وأحمدت الأرض أحمدها إحمادًا: إذا رضيت سكناها أو مرعاها2.

ومن أسماء الله سبحانه وتعالى (الحميد)، أي: المحمود على كل حال، فعيل بمعنى مفعول3، ولهذا سمي نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم4.

ويقول العرب: حماداك أن تفعل كذا، أي: غايتك وفعلك المحمود منك غير المذموم، ويقال: أحمدت فلانًا: إذا وجدته محمودًا. قال الفرزدق:

فلم تجر إلا جئت في الخير سابقًا ولا عدت إلا أنت في العود أحمد5

ويستخلص مما سبق أن الحمد: الوصف بالكمال في الخصال الحسنة بحسب الموصوف، مع سلامتها من عارض الذم والعيب والنقص.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

ذكر الجرجاني عدة تعريفات لـ (الحمد) باعتبارات مختلفة، وهي:

الحمد: هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم من نعمة وغيرها.

الحمد القولي: هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه على لسان أنبيائه.

الحمد الفعلي: هو الإتيان بالأعمال البدنية ابتغاء لوجه الله تعالى.

الحمد الحالي: هو الذي يكون بحسب الروح والقلب، كالاتصاف بالكمالات العلمية والعملية، والتخلق بالأخلاق الإلهية.

الحمد اللغوي: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل باللسان وحده.

الحمد العرفي: فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا، أعم من أن يكون فعل اللسان أو الأركان6.

ويجمع بين هذه التعريفات ما عرفه به ابن القيم بقوله: «إخبار عن محاسن المحمود مع حبه وإجلاله وتعظيمه»7.

فالمعنى الاصطلاحي لا يخرج عن معناه اللغوي؛ إذ كلاهما يدلان على إخبار عن محاسن المحمود.

الحمد في الاستعمال القرآني

وردت مادة (حمد) في القرآن الكريم (٦٨) مرة8.

والصيغ التي جاءت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

١

( ) [آل عمران:١٨٨]

المصدر

٤٣

( ) [الفاتحة:٢]

اسم الفاعل

١

( ) [التوبة:١١٢]

اسم المفعول

٥

( ﭿ ) [الإسراء:٧٩]

الصفة المشبهة

١٧

( ) [البقرة:٢٦٧]

أفعل التفضيل

١

( ) [الصف:٦]

وجاء الحمد في الاستعمال القرآني بمعناه اللغوي، وهو: الثناء بالفضيلة9.

الألفاظ ذات الصلة

الشكر:

الشكر لغة:

هو عرفان الإحسان ونشره10. وقال الرازي: الشكر الثناء على المحسن بما أولاكه من المعروف11.

الشكر اصطلاحًا:

هو عرفان الإحسان، والاعتراف بالنعمة، وأداء ما يترتب عليه، والقيام بحق مسديها12.

قال ابن قيم الجوزية: «الشكر: ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافًا وعلى قلبه شهودًا ومحبة وعلى جوارحه انقيادًا وطاعة» 13.

الصلة بين الحمد والشكر:

أولًا: مما تقدم يتبين أن الحمد لا يكون إلا باللسان، وأما الشكر فإنه يكون باللسان وغيره، ودليله قول الله سبحانه وتعالى: ( ﯱﯲ ) [سبأ: ١٣].

فالحمد من جهة ما يكون به أخص من الشكر.

ثانيًا: سبق البيان أن الحمد يكون على جميع أسماء الله وصفاته وأفعاله، وأما الشكر فإنه لا يكون إلا على النعم14.

فالحمد من جهة ما يكون عليه أعم من الشكر، فهما بينهما عموم وخصوص، كما قرره المحققون من أهل العلم15.

المدح:

المدح لغة:

هو وصف المحاسن بكلام جميل، يقابله الهجاء16.

المدح اصطلاحًا:

هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري قصدًا17.

الصلة بين الحمد والمدح:

المدح يستعمل فيما يكون من الإنسان باختياره، ومما يصدر منه أو يجبل عليه ويكون فيه بالتسخير، فقد يمدح الإنسان على جمال هيئته، كما يمدح بحسن خلقه وسخائه وعلمه، والحمد يكون في الثاني ولا يكون في الأول18، وهذا باعتبار المخلوق بينما هو باعتبار الخالق فهو يكون في الصفات الذاتية والفعلية، وذلك أن صفات الله الذاتية والفعلية متعدية بالإنعام على من عبده.

حمد الله تعالى لنفسه

لقد حمد الله سبحانه وتعالى نفسه في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، على أمور متنوعة، منها:

أولًا: حمد الله لنفسه على ربوبيته العامة والخاصة:

أول ما حمد الله نفسه عليه في مفتتح كتابه العزيز: ربوبيته العامة.

قال تعالى: ( ) [الفاتحة: ٢].

ثم نثر ذلك على بعض مظاهرها في ثنايا كتابه في سور متعددة، والأمر الذي قام الدليل على إثباته في فضل سور القرآن، هو أن أعظم سورة فيه هي الفاتحة، حيث جاء الحديث عن أبي سعيد بن المعلّى، قال: (كنت أصلّي في المسجد، فدعاني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فلم أجبه، فقلت: يا رسول اللّه، إنّي كنت أصلّي، فقال: (ألم يقل اللّه: ( ) [الأنفال: ٢٤])، ثمّ قال لي: (لأعلّمنّك سورةً هي أعظم السّور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثمّ أخذ بيدي، فلمّا أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل: لأعلّمنّك سورةً هي أعظم سورةٍ في القرآن، قال: (( ) [الفاتحة: ٢] هي السّبع المثاني، والقرآن العظيم الّذي أوتيته)19.

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: «اعلم أن هذه السورة اشتملت على أمهات المطالب العالية أتم اشتمال، وتضمنتها أكمل تضمن، فاشتملت على التعريف بالمعبود تبارك وتعالى بثلاثة أسماء، مرجع الأسماء الحسنى والصفات العليا إليها، ومدارها عليها، وهي: الله، والرب، والرحمن.

وبنيت السورة على الإلهية والربوبيّة والرحمة»20.

وهي أيضًا بمثابة الديباجة للقرآن، حيث حوت على وجازتها وجزالتها، عامة ما جاء في القرآن من معاني في آيات سبع، فكانت كل آية منها جامعة لما في بابها من المعاني، وأول هذه الآيات هي قوله: ( ) [الفاتحة: ٢]21.

لذلك يمكن القول بأنها أجمع آية للمحامد كلها، فالله سبحانه وتعالى قد أثبت فيها الحمد لنفسه حالة كونه موصوفًا بربوبيته لكل مربوب، وهم العالمون وكل ما سوى الله عالم، والرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبّر، والمربّي، والقيم، والمنعم؛ والمتمم، ولا يطلق مفردًا إلا على الله عز و جل، وإذا أطلق على غيره أضيف، فقيل: رب كذا. ورب كل شيء: مالكه ومستحقه22.

فهو باعتبار اجتماع هذه المعاني كلها فيه، وبالنظر إلى آثارها في مخلوفاته يسلّم المتأمل، ويقر المتفكر بأنه حاز أعظم وأجل مراتب الحمد سبحانه وتعالى.

وتوحيد الربوبية عرّفه أهل العلم بأنه: «إفراد الله بأفعاله؛ من خلق، ورزق، وإحياء، وإماتة، وإعطاء، ومنع، وضر، ونفع...، إلخ»23، والأفعال بآثارها لا تنفك عن انصباغها بصفات فاعلها، والحاصل بعد ذلك أن الحمد على الربوبية، هو حمد عليها مطابقة، وعلى صفات صاحبها تضمنًا والتزامًا، وبهذا كانت هذه الآية هي أجمع آية لإثبات الحمد لله سبحانه وتعالى، خاصة أنها مبتدأ الكلام وافتتاحه، ولم تأت تعقيبًا على فعل بذاته، أو وصف بعينه، أو أمر مخصوص، فكان المراد منها الإطلاق على جميع الأفعال، وكامل الأوصاف، مما يوجب لله حق الألوهية، فبحمد الله جل جلاله في هذه الآية ثبتت حقوق الله جميعًا، ألا وهي: توحيده ربًّا، أي: في أفعاله، وتوحيده في أسمائه وصفاته، وتوحيده في ألوهيته.

الحمد على بعض مظاهر الربوبية العامة:

لاشك أن الله سبحانه وتعالى يحمد على كل فعل منه، وجميع أفعاله وصفاته فيها تربية لخلقه، إلا أن هناك آيات ذكر الله تعالى فيها بعض معالم ربوبيته، المستوجبة لحمده بما ذكر فيها أفعال كانت آثارها مستوعبة لجميع مخلوقاته، أو لجميع المكلفين على وجه التحديد، فمنها خلقه للسماوات والأرض، وجعله الظلمات والنور، وإنزال المطر، وإحياء الأرض به، وانفراده بالملك لخلقه، وأنه هو الذي بدأ الخلق ونوع وأبدع، وفرق وجمع، وجعل ملائكة رسلًا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع، ويرحم خلقه فينزل عليهم ما يخرج به قوتهم، بعد حصول قنوطهم، وهو رب السماوات ومن فيها، ورب الأرض ومن عليها، ورب العالمين أجمعين، وقد جاءت هذه المظاهر على وجه التخصيص في الآيات الواردة في كتاب الله عز و جل، كما سيبين في هذا المطلب إن شاء الله تعالى.

يقول سبحانه وتعالى: ( ﭙﭚ ) [الأنعام:١].

يحمد الله نفسه في هذه الآية على أنه خلق السموات والأرض، خصهما بالذكر؛ لأنهما أعظم مخلوقاته فيما يراه العباد وفيهما العبر والمنافع للعباد، وجعل الظلمات والنور، والجعل بمعنى الخلق، وقال الواقدي: «كل ما في القرآن من الظلمات والنور فهو الكفر والإيمان، إلا في هذه الآية فإنه يريد بهما الليل والنهار»، وقال غيره: «ويدخل في ذلك الإيمان والكفر، وظلمة القلب والوجه ونور القلب والوجه»24.

وفي الآية الآتية إلزام لهم بما أثبتوه من توحيد الربوبية على وجوب التسليم بتوحيد الألوهية، يقول سبحانه وتعالى: ( ﯻﯼ ﯿﰀ ) [العنكبوت: ٦٣].

فأنت لو سألتهم من خلق السماوات والأرض، ومن نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد موتها، ومن بيده تدبير جميع الأشياء؟ (ﯺﯻﯼ) وحده، ولاعترفوا بعجز غيره عن القيام بشيء من ذلك، فقل: الحمد لله، الذي خلق العالم العلوي والسفلي، وقام بتدبيرهم ورزقهم، وبسط الرزق على من يشاء، وضيقه على من يشاء؛ حكمة منه، ولعلمه بما يصلح عباده وما ينبغي لهم25.

ذكر الله سبحانه وتعالى عموم ملكه، وأن جميع ما في السماوات والأرض -وهذا شامل لجميع العالم العلوي والسفلي- أنه ملكه، يتصرف فيهم بأحكام الملك الكونية والشرعية والجزائية، وهو واسع الغنى، وأن أعمال الناس الصالحة لا تنفع الله شيئًا فهو غني عنهم، وعن أعمالهم، ( ﯜﯝ ﯠﯡ ﯫﯬ ) [لقمان: ٢٥- ٢٦].

ثم أخبر سبحانه وتعالى عن سعة حمده، وأن حمده من لوازم ذاته، فلا يكون إلا حميدًا من جميع الوجوه، فهو حميد في ذاته، وهو حميد في صفاته، فكل صفة من صفاته، يستحق عليها أكمل حمد وأتمه، لكونها صفات عظمة وكمال، وجميع ما فعله وخلقه يحمد عليه، وجميع ما أمر به ونهى عنه يحمد عليه، وجميع ما حكم به في العباد وبين العباد، في الدنيا والآخرة، يحمد عليه26.

( ﮫﮬ ﮱﯓ ﯘﯙ) [فاطر: ١].

أثنى جل جلاله على نفسه بهذا الحمد العظيم، مقترنًا بكون مبدأ الخلق منه جل جلاله، وأنه جعل الملائكة رسلًا على هيئات متعددة، وذلك يدل على أن خلقه للسماوات والأرض، وما ذكر معه يدل على استحقاقه للحمد لذاته لعظمته وجلاله وكمال قدرته، لما في خلق السماوات والأرض من النعم على بني آدم، فهو بخلقهما مستحق للحمد لذاته، ولإنعامه على الخلق بهما، وكون خلقهما جامعًا بين استحقاق الحمدين المذكورين27.

يخبر الله سبحانه وتعالى أنه ينزل المطر على عباده بعد انتظاره مدة طويلة أورثتهم يأسًا من نزول المطر، حتى استحق التعبير عنه بالغيث بإزالته علامات اليأس والبؤس والشقاء عن وجوههم، لينشر بذلك المطر رحمته بما نتج عنه من الخيرات والبركات والأرزاق التي انتظروها بفارغ الصبر، ( ﯥﯦ ) [الشورى: ٢٨].

فهو سبحانه وتعالى الذي يتولى عباده بالإحسان والفضل والإنعام؛ وهذا لأن الله حميد في أفعاله وتصرفاته28، ( ﭿ ) [الجاثية: ٣٦].

يخص الله سبحانه وتعالى نفسه بالحمد على أياديه على خلقه، فإياه فاحمدوا، وله فاعبدوا، فكل ما بكم من نعمة فهو مصدرها، وليس لأحد سواه في أدنى أثر أو فضل، فهو مالك السموات السبع، ومالك الأرضين السبع، ومالك جميع ما فيهنّ29.

الحمد على ربوبيته الخاصة وبعض مظاهرها:

إن الله سبحانه وتعالى الذي ربى جميع مخلوقاته بربوبيته العامة؛ لتستقيم الحياة الكونية على هذا النحو البديع، وكذلك كان شأنه مع الحياة الشرعية التي جعل لها ما تستقيم به، من إنزال الكتب المنظمة لحياتهم على وجه محكم، لا عوج فيها ولا ظلم؛ بحيث تنظم علاقاتهم مع كل من يتصلون به، وأرسل إليهم الرسل؛ ليقتدوا بهم، وليهتدوا بهديهم، ورعى من استجاب له رعاية خاصة يصلحون بها بحسب منازلهم، وأكرم أهل طاعته، وأهلك من عصاه، في الدنيا والآخرة، وقد جاءت هذه المظاهر مقرونة بالحمد في القرآن الكريم، بعد تتبع البحث لها على النحو الآتي:

١. حمد الله لنفسه على إنزال الكتب.

يحمد الله سبحانه وتعالى نفسه في آيات عدة من كتابه على نعمة هي من أجل النعم على عباده، بأن أنزل لهم الكتب التي تتحقق لهم بها المنافع في الدنيا والآخرة، وذلك أنّ ما وهبهم إياه بمقتضى ربوبيته العامة لا يكون نعمة إلا إذا عمل فيه بمقتضى ربوبيته الخاصة، فجاءت هذه الكتب متضمنة لإصلاح الحياة، من غير اعوجاج، ( ﯥﯦ) [الكهف: ١] وعلى طريق واضح بيّن قويم، (ﭢﭣ ) [إبراهيم: ١].

ولا يعلم حقيقة هذه الهداية إلا من أقبلوا على هذه الكتب وقرءوها، وتدبروا معانيها، وطبقوها واقعًا عمليًّا في حياتهم، فعاشوا بها الحياة الهانئة، ( ) [سبأ:٦].

بخلاف الذين أعرضوا عنها فإنهم لم يرفعوا بعلومهم الدنيوية رأسًا، وإن دالت لهم الدولة ساعة من الزمن، فهم على الباطل، والباطل لا يثبت بل هو مدموغ، وعاقبته إلى زوال، ( ﮍﮎ ﮛﮜ ) [فصلت: ٤١، ٤٢].

وأما هذه الكتب فما فيها من الباطل شيء، بل كل ما فيها حق وصدق وعدل ورحمة وحكمة من حكمة الحميد في أقواله وأفعاله وتشريعاته30.

٢. حمد الله لنفسه على إرسال الرسل.

يختم الله سبحانه وتعالى سورة الصافات بتسبيح نفسه وحمدها، بقوله عز وجل: ( ﯿ ) [الصافات: ١٨٠-١٨٢].

وهي من السور التي تخصصت في بيان أحوال الرسل مع أممهم ما بين الإجمال والتفصيل القليل، وبيان ما أعقبهم الله على قيامهم بحقه وحق رسالته من توفيقهم، وإهلاك أعدائهم، وتمكينهم في الأرض، وحسن الثناء في الآخرين، وجزائه لهم بما جعله للمحسنين، وقد جعل السلام على المرسلين في خاتمة السورة واقعًا بين تسبيحه وحمده؛ إشارة إلى أن من مقتضيات تنزهه عن النقص وحمده بصفات الكمال؛ إرسال الرسل هداية للناس، وإقامة للحجة31، وقد حبا الله سبحانه وتعالى الرسل بصفات الكمال البشري الحميدة، الأمر الذي يؤهلهم لأن يكونوا قدوة للعالمين، وهو لم يرسلهم لحاجة به للخلق، بل هو غني عنهم، ولكنه غني حميد، فمع غناه عنهم لم يحرمهم من إرسال الرسل الذين يهدونهم إلى الحق، وهم على أحسن خلق، ولهم أحسن سيرة، وقد حمد نفسه على ذلك بقوله: ( ﭜﭝ ) [الممتحنة: ٦]32.

٣. حمد الله لنفسه على فضله في إهلاك الكافرين.

يبين الله سبحانه وتعالى أنه أرسل رسلًا للأمم السابقة، فكذبوهم؛ فابتلاهم الله بالشدة والفقر والأمراض والعلل؛ لعلهم يلجئون إلى الله بالدعاء، ويؤمنون برسل الله ويصدقونهم، فما فعلوا!. ثم نهج معهم نهجًا آخر بأن بدّلهم مكان الفقر والشدة السعة في الرزق، ومكان المرض والأسقام الصحة والعافية؛ لعلهم يشكرون الله على نعمه، فما فعلوا!. فأمهلهم الله تبارك وتعالى مدة ثم قطع دابرهم وأهلكهم، يقول جل جلاله: ( ﯿ ﭕﭖ ) [الأنعام: ٤٢-٤٥].

وفي النصر والتأييد من الله لرسله بأن يقطع حجة الكافرين ويهلكهم من الربوبية الخاصة لأنبيائه وأوليائه ما حمد الله نفسه عليه، وهو للحمد أهل33.

ثانيًا: حمد الله لنفسه لإثبات الكمال له وحده:

١. حمد الله لذاته على كمال حياته، وتفرده بالألوهية.

الحياة الكاملة هي الحياة التي لا يعتريها نقص بنوم، أو مرض، أو موت، أو سآمة، أو أي عارض من عوارض النقص في حياة المخلوقين، وقد انفرد الله عز و جل به عن سائر الموجودات، يقول جل جلاله: ( ﯚﯛ ) [غافر: ٦٥].

يثبت الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الحياة الكاملة الدائمة لنفسه، وأن كل من عداه لهم أعمار محدودة، وأزمان معدودة، وآجال مكتوبة، تنتهي بها حياتهم، وأنه هو المتفرد بالألوهية حقًّا، وأن نسبتها لغيره زعم باطل، وذلك بما له من الحمد على كماله الذي لم يبلغه سواه، لا في ذاته ولا في صفاته34.

٢. حمد الله لذاته بتنزهه عن المثيل والشريك.

يضرب الله سبحانه وتعالى الآية التالية مثلًا لنفسه ولمن عبد من دونه برجلين: ( ﭿ ﮀﮁ ﮃﮄ ﮆﮇ ) [النحل: ٧٥].

أحدهما حر مالك لأمر نفسه ولماله يتصرف فيه كيف يشاء، ويأمر وينهى كيفما أراد، والآخر عبد مملوك هو وماله لسيده، ليس له من الأمر والنهي شيء، فالحر جعله الله مثلًا لنفسه -وله المثل الأعلى- والعبد مثلًا لمن عبد من دونه، فأيهما أكمل35، والفرق بينهما في الكمال هو دون الفرق بين الله ومخلوقاته بكثير، فالفرق بين الحر والعبد هو باعتبارات مقيدة من بعض الوجوه، ولكن الفرق بين الله ومخلوقاته مطلق، فالله له الكمال من كل وجه، والمخلوق ناقص من كل وجه.

مثل آخر ضربه الله لعبادة الله وحده، وعبادة الشرك به، يقول سبحانه وتعالى: ( ﯷﯸ ﯺﯻ ﯿ) [الزمر: ٢٩].

فالله وحده أمره واحد، ونهيه واحد، وكله حكمة ورحمة، بخلاف الشركاء الذين لكل واحد منهم وجهة ورأي مختص به، وبذلك يكون لكل واحد فيهم أمر يختلف عن الآخر، ونهي لايتفق فيه مع غيره، ولهم أهواء ومصالح يتناحرون عليها، ولايعبئون لذلك بمصلحة من عبدوهم، وشأنهم على النقيض من أمر الله سبحانه وتعالى ونهيه36.

فالله غني عن ذلك؛ لذا فأوامره ونواهيه كلها في مصلحة العبد، ونفعها مردود عليه، يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: (ياعبادي إنّكم لن تبلغوا ضرّي فتضرّوني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني)37، فمن كان هذا حاله فهو الكامل المستحق لأن يفرد في العبادة، وغيره على عكس ذلك.

ثالثًا: حمد الله لنفسه حمدًا ملء خلقه:

١. حمد الله لنفسه حمدًا يستغرق الزمان.

يحمد الله سبحانه وتعالى نفسه في هذه الآية، يقول فيها: ( ﯼﯽ ﯿ ﰂﰃ ) [القصص: ٧٠].

حمدًا استغرق الزمان؛ وذلك لأنه هو الإله المتفرد بالألوهية على مدار الزمان، وأن الإفضال والإنعام فيه منه وحده لا شريك له، وأنه جعل الأولى مزرعة للآخرة، وهو الذي له الحكم في الآخرة لئلا يضيع عمل عامل في الدنيا فلا يحصل له الأجر في الآخرة، أويفلت طاغٍ أو ظالم في الدنيا فلا ينال جزاءه، وأن من أنكر ألوهيته في الدنيا فسيقر له بها في الآخرة38.

٢. حمد الله لنفسه حمدًا يستوعب المكان.

أثبت الله تعالى الحمد المطلق لنفسه في السماوات والأرض؛ لأن كل ما فيهما دال على كماله وجلاله واقتداره واتقانه دلالة ظاهرة، خضع كل ما في السماوات والأرض لأن يسبحوا له، طوعًا أو كرهًا.

يقول سبحانه وتعالى: ( ﭘﭙ ﭝﭞ ) [التغابن:١].

فاستحق بذلك أن يشهد لنفسه بالحمد صدقًا وعدلًا، وأن يعترف له بذلك كل شيء فيهما39.

٣. حمد الله نفسه حمدًا يشمل الزمان والمكان معًا.

يعلن الله جل جلاله أن الحمد ثابت لذاته، ومن موجبات ذلك ملكيته التامة لكل ما في السماوات والأرض، ( ﭞﭟ ) [سبأ:١].

وهو حمد ملء المكان، وممتد إلى انتهاء الزمان، لا منازع ولا شريك، فحمده كامل شامل قد ملأ المكان وأحاط بالزمان40.

٤. حمد الله لنفسه حمدًا مقرونًا بالتسبيح ملء المكان على مدار الأزمان.

يأمر الله سبحانه وتعالى عباده بتسبيحه في الأوقات الأربعة، ذكرها في آية من سورة الروم بقوله جل وعلا: ( ) [الروم: ١٧-١٨].

وهذه هي الأوقات الممتدة على مدار النهار والليل41، وهذا على سبيل الإنشاء والطلب، وجعل جملة الحمد الخبرية متوسطة بين الأوقات المأمور بالتسبيح فيها؛ ليبين أنه ثابت ملء السماوات والأرض وفي كل وقت42؛ لما له من كمال الصفات وجميل الأفعال في كل زمان ومكان، فله الحمد حمدًا كثيرًا، وسبحانه وتعالى بكرة وأصيلًا.

موجبات الحمد

أولًا: التمجيد والثناء:

حمد الله سبحانه وتعالى ذاته في آيات كثيرة، وكان لذلك الحمد موجبات عدة، منها:

١. حمد الله والثناء عليه بمقتضى أسمائه الحسنى، وتنزهه عن الولد والشريك والولي.

يأمر الله سبحانه وتعالى عباده في خواتيم سورة الإسراء أن يدعوه بأي اسم من أسمائه؛ لأنها الحسنى البالغة في الحسن غايته في ألفاظها ومعانيها، وهي معانٍ ذات دلالات متعددة، منها:


1 مقاييس اللغة ٢/ ١٠٠.

2 انظر: جمهرة اللغة، ابن دريد ١/ ٥٠٥.

3 انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير ١/٤٣٦.

4 انظر: الصحاح، الجوهري ٢/ ٤٦٧.

5 لسان العرب، ابن منظور ٣/ ١٥٨.

6 التعريفات ص٩٣.

7 بدائع الفوائد، ابن القيم ٢/ ٩٣.

8 انظر: المعجم المفهرس الشامل لألفاظ القرآن الكريم، عبد الله جلغوم، باب الحاء، ص٤٥٣-٤٥٤.

9 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/١٠٠، بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي ٢/٤٩٩.

10 انظر: تهذيب اللغة، الأزهري ١٠/١٠.

11 مختار الصحاح ص ٣٤٤.

12 انظر: العين، الفراهيدي ٥/ ٢٩٢، جمهرة اللغة، ابن دريد ٢/ ٧٣٢، الصحاح، الجوهري ٢/ ٧٠٢، المخصص، ابن سيده ٣/ ٤٢٤.

13 مدارج السالكين ٢/٢٤٤.

14 انظر: غريب القرآن، ابن قتيبة ص٢٠.

15 انظر: تفسير القرآن، أبو المظفر السمعاني ١/ ٣٥، الكشف والبيان عن تفسير القرآن، الثعلبي ١/ ١٠٨، الكشاف، الزمخشري ١/ ٨، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/ ١٢٨.

16 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٥/ ٣٠٨، العين، الفراهيدي ٣/ ١٨٨.

17 التعريفات، الجرجاني ص١١٦.

18 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ص٢٥٦.

19 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، باب ما جاء في فاتحة الكتاب، ٦/ ١٧، رقم ٤٤٧٤.

20 التفسير القيم، ابن القيم ص١١.

21 وردت هذه الجملة في مواضع أخر من كتاب الله تعالى؛ فوردت في سور: الأنعام: ٤٥، يونس: ١٠، الصافات: ١٨٢، الزمر: ٧٥، غافر: ٦٥، وقد جاءت في معرض التعقيب على مظهر من مظاهر الربوبية كما سيأتي بيانه لاحقًا.

22 انظر: العين، الفراهيدي ٨/ ٢٥٦، الزاهر، أبو بكر الأنباري ١/ ٤٦٧، الصحاح، الجوهري ١/١٣٠، مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/٣٨٢، لسان العرب، ابن منظور ١/٤٠٠، تاج العروس، الزبيدي ٢/٤٥٩.

23 المفيد في مهمات التوحيد، عبدالقادر بن محمد عطا صوفي ص٦٣.

24 انظر: معالم التنزيل، البغوي ٢/ ١٠٨.

25 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٦٣٥.

26 انظر: المصدر السابق ص٦٥٠.

27 انظر: أضواء البيان، الشنقيطي ٦/ ٢٧٦.

28 انظر: التفسير الوسيط، الطنطاوي ١٣/ ٣٦.

29 انظر: تفسير المراغي، ٢٥/ ١٦٧.

30 انظر: تفسير القرآن، السمعاني ٣/ ١٠٢، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٧/ ١٢٠، فتح القدير، الشوكاني ٤/٥٩٥، أيسر التفاسير، الجزائري ٣/٢٣٦.

31 انظر: روح المعاني، الألوسي ١٢/ ١٥٠، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٣/ ١٩٨، التفسير المنير، الزحيلي ٢٣/ ١٥٨.

32 انظر: نظم الدرر، البقاعي ١٩/ ٥٠٥، محاسن التأويل، القاسمي ٩/ ٢٠٦، التفسير الواضح، الحجازي ٣/ ٦٥٩.

33 انظر: جامع البيان، الطبري ١١/ ٣٦٤، معالم التنزيل، البغوي ٢/ ١٢٤، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/ ١٣٤، محاسن التأويل، القاسمي ٤/ ٣٦١، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٢٥٦.

34 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/ ٥٦٧، محاسن التأويل القاسمي، ٨/ ٣١٨، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٤/١٩٢، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٧٤١، التفسير المنير، الزحيلي ٢٤/ ١٥٤.

35 انظر: جامع البيان، الطبري ١٧/ ٢٦٢، أنوار التنزيل، البيضاوي، ٣/ ٢٣٤، درء تعارض العقل والنقل، ابن تيمية ٨/ ٥٢٨، الأمثال في القرآن، ابن القيم ص٢١.

36 انظر: جامع المسائل، ابن تيمية ٦/١٧٧، الأمثال في القرآن، ابن القيم ص٥٤، الأمثال القرآنية، الجربوع ١/٩٥.

37 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم الظلم، ٨/ ١٦، رقم ٦٦٦٤.

38 انظر: الهداية الى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب ٨/ ٥٥٦٦، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٧/ ٢٣، تفسير المراغي،٢٠/٨٧، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٠/١٦٧، التفسير الميسر، مجموعة من العلماء ص ٣٩٣.

39 انظر: فتح القدير، الشوكاني ٥/ ٢٨٠، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٨٦٦، التفسير الواضح، الحجازي ٣/ ٦٨٤، أيسر التفاسير، الجزائري ٥/ ٣٦٠.

40 انظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٤/ ٢٤١، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/ ٤٩٤، نظم الدرر، البقاعي ١٥/ ٤٢٩.

41 ولهذه الآيات التي ورد الحمد فيها معتبرًا للزمان والمكان نظائر سنوردها في مواضع أخر.

42 انظر: إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٧/ ٥٤، روح المعاني، الألوسي ١١/ ٢٩، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/ ٦٦.

43 انظر: القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى، ابن عثيمين ص١١.

44 انظر: جامع البيان، الطبري ١٧/٥٨٠، محاسن التأويل، القاسمي ٦/ ٥٢٢.

45 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٠/٣٤٥، لباب التأويل، الخازن ٣/ ١٥٠، فتح القدير، الشوكاني ٣/ ٣١٧.

46 تفسير المراغي، ١٥/ ١١١.

47 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٧٣١.

48 انظر: فتح البيان، القنوجي ١١/ ١٦١، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٦٧٤، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٢/ ١٣٥، التفسير الوسيط، الطنطاوي ١١/ ٢٦٢.

49 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٠/ ٣٤٦.

50 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خالفهم، ٣/١٥٢٤، رقم ١٩٢٤.

51 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، ٣/ ٣١٧، رقم ٣٦٤١.

وصححه الألباني في صحيح الجامع ٢/١٠٧٩، رقم ٦٢٩٢.

52 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ٤/١٨٩، رقم ٣٥٦٠.

53 انظر: التعريف بكتاب محنة الإمام أحمد بن حنبل، محمد نغش ص٣٨٤.

54 انظر: البداية والنهاية، ابن كثير ١٤/٦١.

55 الوابل الصيب من الكلم الطيب، ابن القيم ص٤٨.

56 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٦١١.

57 انظر: التفسير الوسيط، الطنطاوي ١٠/ ٢٩، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٥٥١.

58 انظر: الهداية إلى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب ٣/ ٢٠٢٤، فتح البيان، القنوجي ٤/١٤٣.

59 أضواء البيان، الشنقيطي ٩/١٤٠.

60 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٠/ ٥٩، تفسير القرآن، أبو المظفر السمعاني ٤/ ١٩٢.

61 انظر: معالم التنزيل، البغوي٣/٥٦٧، إرشاد العقل السليم، أبو السعود٧/٤٦.

62 انظر: إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٨/٣٢، تيسير الكريم الرحمن السعدي ص٧٥٩.

63 انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٦/٣٢٠، تفسير المراغي، ١٣/١٦١، تفسير الشعراوي، ١٢/٧٥٨٢، التفسير الوسيط، طنطاوي ٧/٥٧٠.

64 انظر: جامع البيان، الطبري ١/١٣٨.

65 تيسير الكريم الرحمن، ص١٦١.

66 انظر: بدائع الفوائد، ابن القيم ٢/٩٤.

67 انظر: تفسير القرآن، أبو المظفر السمعاني ٣/٤٨٣، محاسن التأويل، القاسمي ٧/٢٩٧.

68 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٠/١٦٧.

69 انظر: جامع البيان، الطبري ٢١/ ٢٨٣، تفسير القرآن، أبو المظفر السمعاني ٤/٤٦٨.

70 أخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص٣٢٧.

وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ص٢٦٥.

71 انظر: نظم الدرر، البقاعي ١٧/١٠٤.

72 انظر: الوجيز، الواحدي ص٦١٣، تفسير القرآن، السمعاني ٣/١٨٩، أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/٢٣٤.

73 انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٨/ ٢٣٦، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٧٠٩.

74 انظر: نظم الدرر، البقاعي ١٤/ ١٨٤، التفسير الحديث، محمد عزة دروزة ٣/ ٢٩٤.

75 انظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٥/٢١، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ١٦/٣٦١.

76 انظر: التفسير القيم، ابن القيم ص٣٧٦، نظم الدرر، البقاعي ١٢/٣٦٢.

77 انظر: تفسير، المراغي ١٩/١٢٥، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٦٠٢.

78 انظر: فتح القدير، الشوكاني ٤/ ٢٤٣، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢١/٢٨.

79 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٤/٣١٩، أنوار التنزيل، البيضاوي ٤/٢٥٣.

80 انظر: روح المعاني الألوسي ١٣/١٦٠، أضواء البيان، الشنقيطي ٧/٢٠٤.

81 انظر: شرح العقيدة الواسطية، سعيد بن على بن وهف القحطاني ص١٩.

82 انظر: زاد المسير، ابن الجوزي ٣/ ١٠٣، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٥/٢٣٨.

83 انظر: جامع البيان، الطبري ١٩/ ٦١٦، الكشاف، الزمخشري ٣/ ٤٣١.

84 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٨٦٨، أيسر التفاسير، الجزائري ٥/٣٦٨.

85 انظر: الكشاف، الزمخشري ٤/١٩٣..

86 انظر: التفسير الميسر، مجمع الملك فهد ص٣٨٠.

87 انظر: تفسير القرآن، السمعاني ١/٣٦٠، أنوار التنزيل، البيضاوي ٢/٣٩، مراح لبيد، محمد بن عمر الجاوي ١/١٥٥، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص١٤٩.

88 انظر: جامع البيان، الطبري ١١/٥٠٦، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٢٦٣، أضواء البيان، الشنقيطي ١/٤٨٦.

89 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/١٣٩، تفسير المراغي، ٢٤/٦٠، روح المعاني، الألوسي ١٢/٣١٥، التفسير الوسيط، طنطاوي ١٢/ ٢٧٨، التفسير المنير، الزحيلي ٢٤/ ١٠٤.

90 انظر: جامع البيان، الطبري ٥/٣٧٢، التفسير القيم، ابن القيم ص١٤٧.

91 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/١٣٩، تفسير المراغي، ٢٤/٦٠، روح المعاني، الألوسي ١٢/٣١٥، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٩٦.

92 انظر: جامع البيان، الطبري ١٨/٣١٧،٤٣٦.

93 انظر: نظم الدرر، البقاعي ١٤/ ٢٣٠، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٦/٣٠٧، تفسير المراغي، ٢٤/١١٧، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٥/١٨.

94 انظر: جامع البيان، الطبري ١٢/ ٤٣٩، الوجيز، الواحدي ص٧٣١، المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/ ٦٨، زاد المسير، ابن الجوزي ٤/ ١١٥، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٥/ ٤٠٨، إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/٢٢٨، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٣٦٧، أيسر التفاسير، الجزائري ٢/٤٨٣.

95 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/١٢٣، التحرير والتنوير ابن عاشور ٢٤/٧٢.

96 انظر: إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٧/٨٥، محاسن التأويل، القاسمي ٨/٤٢، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٦٥٥.

97 انظر: تفسير القرآن، أبو المظفر السمعاني ٢/٣٦٨، التفسير الوسيط، طنطاوي ٧/٣٠.

98 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في صفات الجنة وأهلها وتسبيحهم فيها بكرة وعشيًا، ٤/٢١٨٠، رقم ٢٨٣٥.

99 انظر: الهداية الى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب ١٠/٦٣٩٣، زهرة التفاسير، محمد أبو زهرة ٧/٣٥٢٤، المنتخب في تفسير القرآن الكريم، مجموعة علماء ص٢١١.

100 انظر: مراح لبيد، محمد بن عمر الجاوي ٢/٣٤٠.

101 أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب الأدب، فضل الحامدين ٢/١٢٥٠، رقم ٣٨٠٣.

وحسنه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة ١/٥٣٠، رقم ٢٦٥.

102 انظر: نظم الدرر، البقاعي ٩/٢٦، تفسير المراغي، ١١/٣٣.

103 انظر: تفسير المراغي، ٢٤/٣٩.

104 انظر: معالم التنزيل، البغوي ٣/١٣٥، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ١٢/٢٩٦.

105 انظر: جامع البيان، الطبري ١٧/٤٥٧، زاد المسير، ابن الجوزي ٣/٢٦، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٤٥٩.