عناصر الموضوع

مفهوم الحجّ

الحج في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

الحج قبل البعثة

الحج من أركان الإسلام

أركان الحج المذكورة في القرآن

محظورات الحج وكفاراتها

آداب الحج

حكمة تشريع الحج وثمراته

الحج

مفهوم الحجّ

أولًا: المعنى اللغوي:

الحجّ مصدر من الفعل: حجّ، بمعنى قصد، ويطلق الحجّ ويراد به القصد، قال ابن منظور: «الحجّ القصد، حجّ إلينا فلان، أي: قدم، وحجّه يحجّه حجًّا: قصده، وحججت فلانًا واعتمدته أي: قصدته، ورجلٌ محجوجٌ أي: مقصود»1. تقول: حججت البيت أحجّه حجًّا، فأنا حاجٌّ، وأحججت فلانًا إذا بعثته ليحجّ2.

والحجّ بفتح الحاء وكسرها، لغتان مشهورتان، ونقل الطبري: أنّ الكسر لغة أهل نجد، والفتح لغة أهل العالية، قال: «ولم نر أحدًا من أهل العربية ادّعى فرقًا بينهما في معنى ولا غيره، غير ما ذكرنا من اختلاف اللغتين، إلا ما قاله حسين الجعفي: إنّ الحج بالفتح اسمٌ، والحج بالكسر عملٌ»3.

فأصل الحج في اللغة: القصد مطلقًا -إلى كل شيء-، فكلّ قصدٍ حجٌّ، وقال جماعة: إنّه القصد لمعظّم4. وقال الخليل: «كثرة القصد إلى معظّم»5.

والفرق بين الحجّ ومجرد القصد: أنّ الحجّ: هو القصد على استقامة، ومن ثمّ سمي قصد البيت حجًّا؛ لأنّ من يقصد زيارة البيت لا يعدل عنه إلى غيره6.

ثانيًا: الحج في اصطلاحًَا

نقل القرآن الكريم لفظ الحجّ من معناه اللغوي العام إلى معنى اصطلاحي خاص؛ ليكون اسمًا وعنوانًا للعبادة الإسلامية المعروفة، وذلك كما خصّت الصلاة وغيرها من المعنى اللغوي العام إلى معنى اصطلاحي خاص.

ويعرّف الحج في الاصطلاح بأنّه: قصدٌ لبيت الله عز وجل بصفة مخصوصة، في وقت مخصوص، بشرائط مخصوصة؛ تقرّبًا إلى الله عز وجل7.

الحج في الاستعمال القرآني

وردت مادة (حجّ) في القرآن الكريم (٣٣) مرة، أما ما يتعلق منها بلفظ (الحج) فقد بلغ(١٢) مرة8.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

١

( ) [البقرة: ١٥٨]

اسم فاعل

١

( ) [التوبة: ١٩]

مصدر

٩

( ) [البقرة: ١٩٦]

الاسم

١

( ) [آل عمران: ٩٧]

وجاء الحجّ في الاستعمال القرآني بمعناه الشرعي، وهو قصد البيت لأداء النسك9، قال الله تعالى: ( ) [البقرة: ١٥٨أي: قصد البيت لأداء النسك.

الألفاظ ذات الصلة

العمرة:

العمرة لغة:

العمرة بالضّم: هي الزّيارة التي فيها عمارة الودّ10.

العمرة اصطلاحًا:

«زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة مذكورة في الفقه»11.

الصلة بين الحجّ والعمرة:

الحجّ والعمرة عبادتان يشتركان في أنّ كلًا منهما قصدٌ لبيت الله الحرام، بشروط مخصوصة، إلا أنّه يوجد فرق بين العبادتين، من ذلك: أنّ العمرة يمكن للإنسان أن يؤديها في السّنة كلها، أمّا الحج فله وقت واحد في السنة، لا يجوز أن يؤدى في غيره، ولا يجوز أن يحرم به إلا في أشهر الحج: شوّال وذي القعدة وعشر من ذي الحجة، وكذلك: فإنّ أركان العمرة تقتصر على الإحرام والطواف والسعي، ثم الحلق أو التقصير، أمّا الحج ففيه زيادة على ذلك كالوقوف بعرفة12.

الطّواف:

الطّواف لغة:

مشتق من الفعل طاف، وأصله طوف بمعنى دار حول الشيء، وطاف بالبيت: دار حوله13.

الطّواف اصطلاحًا:

لا يختلف عن المعنى اللغوي، فالطواف بالبيت يعنى: المشي والدوران حوله14.

الصلة بين الطّواف والحج:

الطّواف بالبيت الحرام (طواف الزيارة) ركن من أركان الحجّ، كالوقوف بعرفة15، لا يصح الحجّ بدونه، وقد يؤدى الطّواف كعبادة مستقلّة عن عبادة الحجّ.

الحج قبل البعثة

الحج إلى الكعبة هو فرض إلهي قديم، يمارس منذ أن قام إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام ببناء الكعبة، أول بيت وضع للناس، وفي القرآن آيات تدل على أن الحج كان مفروضًا قبل الإسلام، وتشير إلى مناسكه ومنافعه، فالناس كانوا يأتون من كل فجٍّ عميق، مشاة وركبانًا، رجالًا ونساء؛ ليطوفوا بالبيت العتيق، كما قال تعالى: ( ) [الحج: ٢٧].

وهذه الآية تؤيد ما ذكرته الروايات من أن موسم الحج لم يكن قاصرًا على أهل مكة أو الحجاز، بل كان من الحجاج من يأتي من اليمن والشام والعراق وغيرها، منهم من كان يأتي للحج، ومنهم من كان يأتي للدعوة لدينه، ومنهم من كان يأتي للاتجار، ومنهم من كان يأتي للمفاخرة، والخطابة، وإنشاد الشعر.

حتى كان الحج لدى العرب قبل ظهور الإسلام مناسبة دينية، وثقافية، واجتماعية، واقتصادية، يلتقون فيها للعبادة، والمتاجرة، والتعارف.

وقد ظل المشركون يؤمّون المسجد الحرام، ويقومون بمناسك الحج إلى ما بعد فتح مكة، حتى حرّم الإسلام على المشركين بدءًا من العام التاسع الهجري أن يقربوا المسجد الحرام.

وعلى هذا فقد عرف العرب الحج قبل الإسلام، فكان الحج معلومًا عندهم، مشروعًا لديهم، فخوطبوا بما علموا، وألزموا ما عرفوا، فكان سائر العرب يحجون قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وكانوا على شريعة سيدنا إبراهيم عليه السلام في الحج، إلا أنهم غيّروا وحرّفوا فيه كثيرًا.

وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم معهم قبل فرض الحج، فوقف بعرفة، ولم يغيّر من شرع إبراهيم ما غيّروا، حيث كانت قريش تقف بالمزدلفة، ويقولون: نحن أهل الحرم، فلا نخرج منه، ونحن الحمس، وكما أحدثوا من الطواف حول البيت عرايا، إلى أن جاء الإسلام، وفرض الحج، فتغيّر مفهوم الحج، وما كان عليه العرب قبل الإسلام، حيث نزل القرآن وألغى هذه العادات الجاهلية.

قالت عائشة رضي الله عنها: (كانت قريش ومن دان دينها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمون الحمس، وكان سائر العرب يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات، ثم يقف بها، ثم يفيض منها، فذلك قول الله: ( ) [البقرة: ١٩٩])16.

ويشهد لهذا الكلام قول الله تعالى: ( ) [آل عمران: ٩٧].

حيث نلحظ أن الخطاب في هذه الآية الكريمة جاء للناس كافة، أما باقي أركان الإسلام فقد توجه الخطاب فيها إلى المؤمنين، مثل قوله تعالى في سورة النساء: ( ) [النساء: ١٠٣].

وقوله تعالى في سورة التوبة: ( ) [البقرة: ١٨٣].

وهذا دليل على عالمية الحج، وإلا فما معنى أن يتوجه الخطاب للناس عند الحديث عن الحج دون سائر الأركان؟ كما في قوله السابق في آل عمران: ( )، وقوله تعالى في سورة الحج: ( ) [الحج: ٢٧].

إلا أن يكون دلالةً على أن الحج كان معروفًا في الأمم السابقة.

ففي قوله تعالى في هذه الآية: ( ) يشير إلى أن فريضة الحج هي استحقاق رباني، ولنتأمل هذا التعبير: ( ) فهو إذن استحقاق، وهو دين على الناس، كل الناس، كيف لا والمسجد الحرام هو أول بيت وضع لعبادة الله؟! كيف لا ومكة هي أم القرى؟! من هنا كان الخطاب للناس كل الناس.

وهنا يبرز سؤال وهو: هل يطلب الحج من كل الناس بمن فيهم غير المؤمنين؟ والجواب: نعم، فكما خوطب الإنسان أن يعبد ربه وحده، وفق ما بيّنه الله تعالى في رسالاته، خوطب أيضًا بأن يقصد البيت الحرام الذي فيه عبد الآباء الأوائل ربهم، والذي منه انطلقوا ليكونوا خلفاء الأرض، ومن أراد أن يستجيب إلى هذا الأذان، فعليه أن يقبل شروط أداء هذا الاستحقاق، وهو الإيمان والإسلام.

ومما يدل على عالمية الحج أيضًا قوله تعالى: ( ) [آل عمران: ٩٦].

فنلحظ في قوله: ( ) و( ) وقوله في الآية السابقة: ( ) و ( ) وبالرجوع إلى الآية التي في سورة الحج، وهي قوله تعالى: ( ) وهي آخر آية ذكر فيها لفظ الحج في القرآن الكريم، نجد أن أذان إبراهيم عليه السلام بالحج كان أذانًا عالميًّا، بدلالة ( ) و ( ).

فهي إذن العودة إلى حيث بدأ الإنسان، بل إن الحاج يتمثّل الحالة التي كانت أولًا من البساطة في المظهر واللباس.

إذن يمكن القول أن الحج إلى البيت العتيق كان في شريعة الأنبياء والرسل، فقد صحت آثار تشير إلى هذا المعنى، منها ما ورد في صحيح مسلم أن يونس وموسى عليهما السلام قد حجّا، فعن ابن عبّاس: (أنّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم مرّ بوادي الأزرق فقال: (أيّ وادٍ هذا؟) فقالوا: هذا وادي الأزرق. قال: (كأنّي أنظر إلى موسى عليه السلام هابطًا من الثّنيّة، وله جؤارٌ إلى اللّه بالتّلبية) ثمّ أتى على ثنيّة هرشى فقال: (أيّ ثنيّةٍ هذه؟) قالوا ثنيّة هرشى. قال: (كأنّي أنظر إلى يونس بن متّى عليه السلام على ناقةٍ حمراء جعدةٍ، عليه جبّةٌ من صوفٍ، خطام ناقته خلبةٌ وهو يلبّي)17.

ومما يدل على أن الحج كان معروفًا ما جاء في سورة القصص من قوله تعالى: ( ) [القصص: ٢٧].

فالمقصود هنا ثمانية أعوام، على اعتبار أن في كل عام حجة إلى بيت الله الحرام، وهذا أيضًا يدل على أنهم كانوا يحجون.

إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون الحج عندهم كما في شريعة محمد تمامًا، في كيفيته، وأوقاته، وصفاته؛ لأننا قد وجدنا المغايرة في الصوم واضحة، فهكذا في غيرها، فالشرعة عامة للجميع، والمنهاج خاص.

يقول ابن عاشور: «والحج من أشهر العبادات عند العرب، وهو مما ورثوه عن شريعة إبراهيم عليه السلام ، كما حكى الله ذلك بقوله: ( ) [الحج: ٢٧] الآية، حتى قيل: إن العرب هم أقدم أمة عرفت عندها عادة الحج، وهم يعتقدون أن زيارة الكعبة سعي لله تعالى ، قال النابغة يصف الحجيج، ورواحلهم:

عليهن شعث عامدون لربهم

فهن كأطراف الحني خواشع

وكانوا يتجردون عند الإحرام من مخيط الثياب، ولا يمسّون الطيب، ولا يقربون النساء، ولا يصطادون، وكان الحج طوافًا بالبيت، وسعيًا بين الصفا والمروة، ووقوفًا بعرفة، ونحرًا بمنى، وربما كان بعض العرب لا يأكل مدة الحج أقطًا ولا سمنًا، أي: لأنه أكل المترفهين، ولا يستظل بسقف، ومنهم من يحج متجردًا من الثياب، ومنهم من لا يستظل من الشمس، ومنهم من يحج صامتًا، لا يتكلم، ولا يشربون الخمر في أشهر الحج، ولهم في الحج مناسك وأحكام»18.

إبراهيم عليه السلام والنداء بالحج:

أمر الله خليله إبراهيم عليه السلام بعد أن رفع قواعد البيت أن يؤذن في الناس للحج، فقال تعالى: ( ) [الحج: ٢٧].

وهذه الآية كقوله تعالى إخبارًا عن إبراهيم، حيث قال في دعائه: ( ) [إبراهيم: ٣٧].

فليس أحد من أهل الإسلام إلا وهو يهفو إلى رؤية الكعبة والطواف، فالناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار.

فقوله: () الأذان في اللغة: الإعلام، أي: ناد فيهم ليحجوا19.

وقد ذكر المفسرون: أنه لما أمره ربه أن يؤذّن في الناس بالحج، قال: يا رب كيف أبلغ الناس وصوتي لا ينفذهم؟ فقال: ناد وعلينا البلاغ، فقام على مقامه، وقيل: على الحجر، وقيل: على الصفا، وقيل: على أبي قبيس، وقال: يا أيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتًا فحجّوه، فيقال: إن الجبال تواضعت حتى بلغ الصوت أرجاء الأرض، وأسمع من في الأرحام والأصلاب، وأجابه كل شيء سمعه من حجر ومدر وشجر، ومن كتب الله أنه يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك20.

وقال ابن عباس: «فأول من أجابه أهل اليمن، فهم أكثر الناس حجًّا»، وقال مجاهد: «من أجاب مرة حج مرة، ومن أجاب مرتين أو أكثر فيحج مرتين أو أكثر، بذلك المقدار»21.

واختلف في المراد بالخطاب في قوله: () فقيل: إن الخطاب لإبراهيم، كما هو ظاهر من السياق، وهو قول الجمهور22.

وقوله تعالى: () أي: إن تؤذن في الناس بالحج يأتوك، وإنما قال: () لأن المدعو يتوجه نحو الداعي، وإن كان إتيانهم في الحقيقة للحج؛ لأن نداء إبراهيم للحج: أي: يأتوك ملبين دعوتك، حاجين بيت الله الحرام، كما ناديتهم لذلك.

وقيل: إن في تعليق فعل () بضمير خطاب إبراهيم دلالة على أنه كان يحضر موسم الحج كل عام، يبلّغ للناس التوحيد، وقواعد الحنيفية23.

وفي هذه الآية دليل على وجوب الحج، وعلى قول الجمهور فوجوب الحج بها على هذه الأمة مبني على أن شرع من قبلنا شرع لنا...، مع أنه دلت آيات أخر على أن الإيجاب المذكور على لسان إبراهيم وقع مثله أيضًا على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، كقوله تعالى: ( ) [آل عمران: ٩٧].

وقوله تعالى: ( ) [البقرة: ١٩٦].

وقوله تعالى: ( ﮊﮋ ) [البقرة: ١٥٨]24.

وقوله: () أي: مشاة، جمع راجل25. أي: يأتيك من لهم رواحل، ومن يمشون على أرجلهم، ولكون هذه الحال أغرب قدّم قوله: () ثم ذكر بعده ( ) تكملة لتعميم الأحوال؛ إذ إتيان الناس لا يعدو أحد هذين26.

وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: «وقوله: ( ) قد يستدل بهذه الآية من ذهب من العلماء إلى أن الحج ماشيًا لمن قدر عليه أفضل من الحج راكبًا؛ لأنه قدّمهم في الذكر، فدل على الاهتمام بهم، وقوة هممهم...، وعن ابن عباس قال: ما آسى على شيء إلا أني وددت أني كنت حججت ماشيًا؛ لأن الله يقول: ( ). والذي عليه الأكثرون: أن الحج راكبًا أفضل؛ اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإنه حج راكبًا مع كمال قوته صلى الله عليه وسلم»27.

وقوله: () وإنما أسند الإتيان إلى الرواحل دون الناس فلم يقل: (يأتون) لأن الرواحل هي سبب إتيان الناس من بعد لمن لا يستطيع السفر على رجليه، ويجوز أن تجعل جملة () حالًا ثانية من ضمير الجمع في () لأن الحال الأولى تضمنت معنى التنويع والتصنيف، فصار المعنى: يأتوك جماعات، فلما تأول ذلك بمعنى الجماعات جرى عليهم الفعل بضمير التأنيث. هذا الوجه أظهر؛ لأنه يتضمن زيادة التعجيب من تيسير الحج حتى على المشاة، وقد تشاهد في طريق الحج جماعات بين مكة والمدينة يمشون رجالًا بأولادهم وأزواجهم، وكذلك يقطعون المسافات بين مكة وبلادهم28.

وقوله: ( ) وقرأ ابن مسعود: (معيق) يقال: بئر بعيدة العمق والمعق29. أي: بعيد، ومنه قول الشاعر30:

تلعب لديهن بالحريق

مدى نياط بارح عميق

والفج: الشق بين جبلين تسير فيه الركاب، فغلب الفج على الطريق؛ لأن أكثر الطرق المؤدية إلى مكة تسلك بين الجبال، والعميق: البعيد إلى أسفل؛ لأن العمق البعد في القعر، فأطلق على البعيد مطلقًا بطريقة المجاز المرسل، أو هو استعارة بتشبيه مكة بمكان مرتفع، والناس مصعدون إليه، وقد يطلق على السفر من موطن المسافر إلى مكان آخر إصعاد، كما يطلق على الرجوع انحدار وهبوط، فإسناد الإتيان إلى الرواحل تشريف لها بأن جعلها مشاركة للحجيج في الإتيان إلى البيت31.

أهم شعائر الحج في شريعة إبراهيم عليه السلام:

سبق الإشارة إلى أنه يرجع تاريخ الحج إلى عهد نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، فهو أول من بنى البيت على التحقيق، وأول من طاف به مع ولده إسماعيل عليهما السلام، وهما اللذان سألا ربهما سبحانه وتعالى أن يريهما أعمال الحج ومناسكه، فقال تعالى حكاية لدعاء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام: ( ) [البقرة: ١٢٨].

ومن ثمّ نعلم أن الله تعالى قد تعبّد ذرية إسماعيل بهذه المناسك، وأنها بقيت في العرب إلى عهد الإسلام الحنيف، غير أن العرب لما نسوا التوحيد، وداخلهم الشرك تبع ذلك تحريف وتغيير في أعمال هذه العبادة.

إذن يمكن القول أن الكثير من أعمال الحج كان على عهد إبراهيم عليه السلام ، ولكن المشركين ابتدعوا بعض الأمور التي لم تكن مشروعة، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خالفهم في ذلك، وبيّن المشروع من أعمال الحج.

ولنعد إلى الآية الأولى، وهي قوله تعالى: ( ﭭﭮ ) [البقرة: ١٢٨].

لنتبين منها بعض هذه المناسك في عهد إبراهيم، وأحكامها.

فقوله: ( ) أصل النسك بضمتين غاية العبادة، وشاع في الحج لما فيه من الكلفة غالبًا، والبعد عن العادة32. واختلفوا في تسميته منسكًا على وجهين:

أحدهما: لأنه معتاد، ويتردد الناس إليه في الحج والعمرة، من قولهم: إن لفلان منسكًا، إذا كان له موضع معتاد لخير أو شر، فسميت بذلك مناسك الحج لاعتيادها.

والثاني: أن النسك عبادة الله تعالى؛ ولذلك سمّي الزاهد ناسكًا لعبادة ربه، فسميت هذه مناسك لأنها عبادات33.

واختلف في المراد بالمناسك هنا -التي طلب إبراهيم ربه أن يريه إياها- فبعضهم حمل المناسك على شعائر الحج، وأعماله كالطواف والسعي والوقوف، وبعضهم حمله على المواقف والمواضع التي يقام فيها شرائع الحج، مثل: منى وعرفات والمزدلفة ونحوها، وبعضهم حمله على المجموع34. ولعله هو الصواب.

ومعنى: ( ) هذا دعاء وسؤال لإرشادهم لكيفية الحج الذي أمرا به من قبل أمرًا مجملًا35. والمعنى: أي: علمناها على وجه الرؤية والمشاهدة؛ ليكون أبلغ، ويحتمل أن يكون المراد بالمناسك: أعمال الحج كلها، كما يدل عليه السياق والمقام، ويحتمل أن يكون المراد ما هو أعم من ذلك، وهو الدين كله، والعبادات كلها، كما يدل عليه عموم اللفظ؛ لأن النسك: التعبد، ولكن غلب على متعبدات الحج تغليبًا عرفيًّا، فيكون حاصل دعائهما يرجع إلى التوفيق للعلم النافع، والعمل الصالح36.

قال ابن كثير في قوله: ( ): «وعن مجاهد قال: قال إبراهيم: ( ) فأتاه جبرائيل، فأتى به البيت، فقال: ارفع القواعد، فرفع القواعد، وأتم البنيان، ثم أخذ بيده، فأخرجه، فانطلق به إلى الصفا، قال: هذا من شعائر الله، ثم انطلق به إلى المروة، فقال: وهذا من شعائر الله، ثم انطلق به نحو منًى، فلما كان من العقبة إذا إبليس قائم عند الشجرة، فقال: كبّر وارمه، فكبّر ورماه، ثم انطلق إبليس، فقام عند الجمرة الوسطى، فلما جاز به جبريل وإبراهيم، قال له: كبّر وارمه، فكبّر ورماه، فذهب إبليس، وكان الخبيث أراد أن يدخل في الحج شيئًا، فلم يستطع، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به المشعر الحرام، فقال: هذا المشعر الحرام، فأخذ بيد إبراهيم حتى أتى به عرفات، قال: قد عرفت ما أريتك؟ قالها: ثلاث مرار، قال: نعم»37.

قيل: فسميت بسبب ذلك: عرفات.

وفي طلب إبراهيم من الله أن يعلّمه مناسك الحج ظهور لشرف عمل الحج، حيث كان متلقّى عن الله بلا واسطة38.

وفي الآية: أن الأصل في العبادات أنها توقيفية، يعني: الإنسان لا يتعبد لله بشيء إلا بما شرع؛ لقوله تعالى: ( ). وفيها: تحريم التعبد لله بما لم يشرعه؛ لأنهما دعوا الله عز وجل أن يريهما مناسكهما، فلولا أن العبادة تتوقف على ذلك لتعبدا بدون هذا السؤال39.

وعن قتادة قوله: ( ) فأراهما الله مناسكهما: الطواف بالبيت، والسعي بين الصفا والمروة، والإفاضة من عرفات، والإفاضة من جمع، ورمي الجمار، حتى أكمل الله الدين -أو دينه-40. وقد جاء الإشارة إلى بعض مناسك الحج في زمن إبراهيم كالطواف في قوله تعالى: ( ﭿ ) [الحج: ٢٦].

وسيأتي الكلام على الطواف لاحقًا -إن شاء الله-.

الحج ومشركو العرب:

كان المشركون يحجون، ويعتمرون، وقد اتفق العرب جميعًا على احترام البيت، وتعظيمه، وكان من دخله يصبح آمنًا مما يخيفه، إلا أنهم ابتدعوا في الحج بعض الأمور التي لم تكن مشروعة، ومنها:

الحج من أركان الإسلام

أركان الحج المذكورة في القرآن

محظورات الحج وكفاراتها

آداب الحج

حكمة تشريع الحج وثمراته


1 لسان العرب، ٢/٧٧٨.

2 انظر: الصحاح، الجوهري ١/ ٣٠٣.

3 جامع البيان ٦/٤٦.

4 انظر: تاج العروس، الزبيدي ٥/٤٥٩.

5 المطلع على ألفاظ المقنع، البعلي ص١٩٦.

6 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ١٢٦.

7 انظر: التعريفات، الجرجاني ص٨٢، القاموس الفقهي، سعدي أبو جيب ص٧٦.

8 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي ص١٩٣- ١٩٤.

9 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ص٢١٨.

10 تاج العروس، الزبيدي ١٣/١٣٠.

11 النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن الأثير ٣/٢٩٧.

12 انظر: معاني القرآن، الزجاج ١/٢٦٧.

13 انظر: لسان العرب، ابن منظور ٤/٢٧٢٢.

14 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ص٣١١.

15 انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية، وزارة الأوقاف الكويتية ١٧/٤٩.

16 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، سورة البقرة، باب(ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس)، ٦/٢٧، رقم ٤٥٢٠.

17 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران، عليه السلام، رقم ٢٤١.

18 التحرير والتنوير ١/٥٤٧.

19 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٧/٢٤٣.

20 أضواء البيان، الشنقيطي ٤/٢٩٩.

21 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٣/١١٢، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ١١/٤٠٩.

22 معالم التنزيل، البغوي ٥/٣٧٩.

23 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٧/٢٤٣.

24 انظر: أضواء البيان ٤/٣٠٠.

25 انظر: الكشاف، الزمخشري ٤/٢٨٥.

26 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٧/٢٤٣.

27 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٥/٤١٤.

28 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٧/٢٤٤.

29 الكشاف، الزمخشري ٤/٢٨٥.

30 النكت والعيون، الماوردي ٣/١١٢.

31 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٧/٢٤٤.

32 روح المعاني، الألوسي ٢/٩.

33 النكت والعيون، الماوردي ١/٩٤.

34 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/١٠٩.

35 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١/٤١٣.

36 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٦٦.

37 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٤٤٣.

38 انظر: نظم الدرر، البقاعي ١/١٨٣.

39 انظر: تفسير القرآن الكريم، الفاتحة والبقرة، ابن عثيمين ٣/٥٢.

40 أخرجه الطبري في تفسيره ٣/٧٦.

41 جامع البيان، الطبري ١٢/٣٨٩.

42 أضواء البيان ٤/٤٠١.

43 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحجّ، باب الوقوف بعرفة، ٢/١٦٣، رقم ١٦٦٥، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب في الوقوف، رقم ١٢١٩.

44 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب التّفسير، باب في قوله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد)، ٤/٢٣٢٠، رقم ٣٠٢٨.

45 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٨/٩٣.

46 الكشاف، الزمخشري ٢/٢٢٤.

47 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب لا يطوف بالبيت عريان، ٢/١٥٣، رقم ١٦٢٢، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب لا يحج بالبيت مشرك، رقم ١٣٤٧.

48 البحر المديد، ابن عجيبة ١/١٦١.

49 تفسير القرآن العظيم، ١/٥٥٥.

50 روح المعاني ٢/٨٩.

51 تفسير القرآن العظيم، ١/٥٥٧.

52 انظر: الوسيط، سيد طنطاوي ١/٣٤٤.

53 تفسير القرآن العظيم، ٤/١٥٠.

54 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١/١٨٤٨.

55 لباب التأويل، ٣/٢٦٦.

56 التحرير والتنوير ١٠/١٩١.

57 أيسر التفاسير، الجزائري ٢/٣٦٦.

58 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٨/٢١.

59 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحجّ، باب التلبية وصفتها، ٢/٨٤٣، رقم ١١٨٥.

60 انظر: التحرير والتنوير ١٠/٩٨.

61 أخرجه البخاري، كتاب التفسير، باب (ومناة الثالثة الأخرى)، ٦/١٤١، رقم ٤٨٦١.

62 التحرير والتنوير ٢/٦٠.

63 انظر: زاد المسير، ابن الجوزي ١/١٦٤.

64 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٤/١٤٤.

65 التحرير والتنوير ٤/٢٢.

66 أضواء البيان ٤/٣٤١.

67 التحرير والتنوير ٤/٢١.

68 المصدر السابق.

69 انظر: المصدر السابق ٤/٢٣.

70 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/٤٢٤.

71 انظر: المصدر السابق.

72 انظر: الكشف والبيان، الثعلبي ١/٣٨٢.

73 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ١/٢١٩، اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/٤٢٤.

74 التحرير والتنوير ٢/٢٣١.

75 أخرجه أحمد في مسنده، ٣١/٦٤، رقم ١٨٧٧٤، والترمذي في سننه، أبواب الحج، باب فيمن أدرك الإمام بجمع، ٣/٢٢٨، رقم ٨٨٩، والنسائي في سننه، كتاب مناسك الحج، باب فرض الوقوف بعرفة، ٥/٢٥٦، رقم ٣٠١٦، وابن ماجه في سننه، كتاب المناسك، باب من أتى عرفة قبل الفجر، ٢/١٠٠٣، رقم ٣٠١٥.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم ٣١٧٢.

76 الكشف والبيان، الثعلبي ١/٣٨٢.

77 تفسير القرآن العظيم، ١/٥٢٢.

78 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، سورة البقرة، باب قوله: (وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها)، ٦/٢٦، رقم ٤٥١٢.

79 انظر: القواعد الحسان، السعدي ص١٣٨.

80 التحرير والتنوير ٢/١٩٤.

81 الكشف والبيان، الثعلبي ١/٢٧٩.

82 انظر: النكت والعيون، الماوردي ١/١١١.

83 انظر: الوسيط، سيد طنطاوي ١/٢٤٨.

84 انظر: اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/٢١٦.

85 جامع البيان، الطبري ٤/١٩٠.

86 البحر المديد، ابن عجيبة ١/١٦١.

87 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحجّ، باب أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم بالسّكينة عند الإفاضة وإشارته إليهم بالسّوط، رقم ١٥٨٧.

88 التحرير والتنوير ٢/٢٣٨.

89 المصدر السابق ٢/٢٣٩.

90 البحر المديد، ابن عجيبة ١/١٦١.

91 النكت والعيون، الماوردي ١/١٤٣.

92 مفاتيح الغيب، الرازي ٣/١٩٠.

93 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ٣/٣٣٨.

94 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٥٥٢.

95 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٣/١٩١.

96 سبق تخريجه قريبًا.

97 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١/٥٥٩.

98 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٥٥٤.

99 انظر: اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/٤٤٥.

100 تفسير القرآن الكريم، ٣/٣٣٩.

101 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١/٥٥٩.

102 أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب المناسك، باب الموقف بعرفات، ٢/١٠٠٢، رقم ٣٠١٢.

وصححه الألباني في صحيح الجامع ٢/٨٣٤.

103 المحرر الوجيز، ابن عاشور ١/٢٢٢.

104 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢/٢٤٠.

105 مفاتيح الغيب، الرازي ٣/١٩٣.

106 التحرير والتنوير ٢/٢٤٠.

107 تفسير القرآن العظيم، ١/٥٥٤.

108 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ٤/٣٤١.

109 انظر: عون المعبود، المباركفوري ٥/١٣٤.

110 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٢/٣٨٧.

111 معالم التنزيل، ١/١٦٦.

112 المغني ٣/١٢٢.

113 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ١/٢٠٦.

114 البحر المحيط ٢/٢٤٠.

115 مفاتيح الغيب، الرازي ٣/١٥٨.

116 البحر الرائق ٢/٣٨٤

117 مفاتيح الغيب، الرازي ٣/١٥٨.

118 البحر الرائق، ابن نجيم ٧/٦٠.

119 انظر: المجموع، النووي ٧/١٥٢.

120 غرائب القرآن، النيسابوري ١/٤٦٥.

121 التحرير والتنوير ٢/٢٣٣.

122 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٥٤٣.

123 مفاتيح الغيب، الرازي ٣/١٧٩.

124 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٩١.

125 جامع البيان، ١٨/ ٦١٦.

126 أضواء البيان ٤/٣٩٧.

127 المصدر السابق ٤/٣٧٧.

128 انظر: أحكام القرآن، الكيا الهراسي ١/١٣.

129 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٥/٤١٨.

130 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٩٢.

131 اللباب في علوم الكتاب ٢/٤٤٥.

132 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ٣/٣٤١.

133 أخرجه أحمد في مسنده، ٤٥/٣٦٣، رقم ٢٧٣٦٧.

وصححه الألباني في إرواء الغليل، رقم ١٠٨٨.

134 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ٣/١٤٩.

135 المحرر الوجيز، ابن عطية ١/١٧٥.

136 المصدر السابق.

137 الكشف والبيان، الثعلبي ١/٢٨١.

138 البحر المحيط، أبو حيان ٢/ ٦٥.

139 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٢/٣٨٢.

140 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحجّ، باب الحلق والتقصير عند الإحلال، ٢/١٧٤، رقم ١٠٧٢٧.

141 الصحاح ١/٦٤.

142 أضواء البيان ٥/٢٠.

143 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/٤٢٩.

144 انظر: التحرير والتنوير ٢/٢٣٤.

145 انظر: البحر المحيط، أبو حيان ٢/٢٥٣.

146 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصّوم، باب هل يقول إنّي صائمٌ إذا شتم، رقم ١٨٠٥.

147 انظر: أحكام القرآن، الكيا الهراسي ١/٨٧.

148 أضواء البيان ٥/٢٩.

149 البحر المحيط ٢/٢٦٠.

150 التحرير والتنوير ٢/٢٣٤.

151 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب سباب المسلم فسوق وقتاله كفر، رقم ٤٩.

152 البحر المحيط، أبو حيان ٢/٢٥٣.

153 تفسير القرآن العظيم، ١/٥٤٥.

154 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٩١.

155 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/٤٣١.

156 التحرير والتنوير ١/٥٥٧.

157 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ٤/٣٣٦.

158 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصّوم، باب فضل الصّوم، رقم ١٨٩٤.

159 انظر: الوسيط، سيد طنطاوي ٣/١٣٧٦.

160 المصدر السابق ٣/١٣٧٤.

161 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٢٤٣.

162 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب جزاء الصّيد، باب لا يشير المحرم إلى الصّيد لكي يصطاده الحلال، رقم ١٨٢٤.

163 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الهبة، باب من استوهب من أصحابه شيئًا، رقم ٢٥٧٠.

164 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٦/٢٤٤.

165 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/١٩١.

166 التحرير والتنوير ٧/٤٣.

167 المصدر السابق.

168 انظر: تفسير القرآن، السمعاني ٢/٦٦، لباب التأويل، الخازن، ٢/٧٨.

169 النكت والعيون ١/٣٧٩.

170 التحرير والتنوير ٧/٤٢.

171 المصدر السابق.

172 أخرجه مالك في الموطأ، رواية يحيى الليثي، رقم ٧٨٧.

173 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ١٢/١٧.

174 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/٤٤.

175 النكت والعيون، الماوردي ١/٣٧٩.

176 التحرير والتنوير ٧/٤٤.

177 أنوار التنزيل، البيضاوي ١/٣٦٥.

178 الوسيط، سيد طنطاوي ٣/١٣٧٦.

179 التحرير والتنوير ٧/٤٤.

180 البحر المحيط ٥/١٤.

181 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/٤٦.

182 انظر: المصدر السابق ٧/٤٤.

183 لباب التأويل، الخازن ٢/٣٣٤.

184 الجواهر الحسان، الثعالبي ١/٤٨٨.

185 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/٤٥.

186 المصدر السابق.

187 التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزي ١/٣٣٠.

188 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/٤٦.

189 لباب التأويل، الخازن ٢/٣٣٥.

190 التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزي ١/٣٣٠.

191 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/٤٦.

192 التحرير والتنوير ٧/٤٦.

193 لباب التأويل، الخازن ٢/٣٣٥.

194 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/٤٧.

195 الوجيز، الواحدي ص٣٣٥.

196 الوسيط، سيد طنطاوي ١/١٣٧٧.

197 المصدر السابق.

198 المصدر السابق.

199 انظر: التسهيل لعلوم التنزيل، ابن جزي ١/٣٣١.

200 المصدر السابق.

201 انظر: فتح القدير، الشوكاني١/٢٩٩.

202 المصدر السابق.

203 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ٤/٣٢٧.

204 المصدر السابق.

205 المصدر السابق.

206 المصدر السابق.

207 أخرجه ابن ماجه في سننه، كتاب المناسك: ، باب الحج على الراحلة، ٢/٩٦٥، رقم٢٨٩٠.

وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، رقم ٢٦١٧.

208 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٧/٢٦٤.

209 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٧/ ٣٧١٤.

210 أضواء البيان، ٥/١٩٣.

211 تفسير القرآن العظيم، ٥/٤١٦.

212 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الأضاحيّ، باب بيان ما كان النهي عن أكل لحوم الأضاحي، ٣/١٥٦١، رقم ١٩٧١.

213 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٢/٤٤.

214 أحكام القرآن، إلكيا الهراسي ٤/١٠.

215 أضواء البيان ٥/١٩٤.

216 مفاتيح الغيب، الرازي ١١/١١٥.

217 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٢/٤٩.

218 مفاتيح الغيب، الرازي ١١/١١٥.

219 تيسير اللطيف المنان، السعدي ص١٩١.

220 أضواء البيان ٥/١١٠.

221 اللباب في علوم الكتاب ١١/٤١١.

222 مفاتيح الغيب، الرازي ١١/١١٤.

223 أضواء البيان ٥/١١١.

224 تفسير القرآن الكريم، ابن عثيمين ٤/٣٤٠.

225 جامع البيان، الطبري ١٨/ ٦١٠.

226 التحرير والتنوير ١٧/٢٤٦.

227 أحكام القرآن، إلكيا الهراسي ١/٨٨.

228 تفسير ابن عرفة ١/٢٥٣.

229 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢/٢٣٧.

230 انظر: اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٢/٤٣٦.

231 المصدر السابق.

232 المصدر السابق ٢/٤٣٧.

233 اللباب في علوم الكتاب ٢/٤٣٨.

234 التحرير والتنوير ٢/٢٣٧.

235 أضواء البيان ١/٨٩.

236 البحر المحيط، أبو حيان ٢/٢٦٣.

237 البحر المديد ١/٢٢٩.

238 تفسير ابن عرفة ١/٢٥٣.

239 في ظلال القرآن ٥/١٩٣.

240 أخرجه أحمد في مسنده، ٢٢/٣٤٦، رقم ١٤٤٥٦.

وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة ١/١٣٣، رقم ٦٣.

241 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب لا يطوف بالبيت عريان، ٢/١٥٣، رقم ١٦٢٢.

242 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الحج، باب ما جاء في كراهية الطواف عريانًا، ٣/٢١٣، رقم ٨٧١.

وصححه الألباني في الإرواء، رقم ١١٠١.

243 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب قول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: ربّ مبلّغٍ أوعى من سامعٍ، رقم ٦٧.

244 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحجّ، باب الخطبة أيام منى، ٢/١٧٦، رقم ١٧٤١.

245 انظر: علل وأدوية، الغزالي ص١٥٨.

246 فن الذكر والدعاء، الغزالي ص١٠٩.

247 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، ٤/١٤٢، رقم ٣٣٦٤.

248 انظر: مائة سؤال عن الإسلام، محمد الغزالي ص٨٥.

249 انظر: الخطب، الغزالي ٣/١٢٨.

250 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحجّ، باب قول الله: (ولا فسوق ولا جدال في الحج)، ٣/١١، رقم ١٨٢٠.

251 المنتقى شرح الموطأ، الباجي ٣/١٥.

252 حاشية السندي على النسائي ٥/١١٢.

253 المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ٥/١٨٠.

254 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الحج، باب فضل الحج المبرور، ٢/١٣٣، رقم ١٥١٩.

255 عمدة القاري، العيني ١٤/٢٠٠.

256 مرقاة المفاتيح، الملا علي القاري ١١/٤٨٠.

257 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الزكاة، باب بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، ٢/٦٩٩، رقم ١٠٠٩، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

258 شرح رياض الصالحين ٣/١٤٧٣.

259 فيض القدير، المناوي ٣/٥٣٨.

260 أخرجه أحمد في مسنده، ٣٨/١٠٦، ٢٣٠٠٠.

وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، ١/٨٦٤، رقم ٥٩٩٣.