عناصر الموضوع

مفهوم الثواب

الثواب في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

الثواب من الله

أنواع الثواب

المستحقون للثواب

مقاصد الثواب

الثواب

مفهوم الثواب

أولًا: المعنى اللغوي:

الثواب اسم للمصدر؛ لأنّ مصدر الثلاثي ثوبٌ وثوبانٌ، ومصدر الرباعي إثابة، وفعل الثواب ثلاثي أجوف معتل العين، ولفظ الثواب في اللغة جاء على عدة معانٍ أبرزها: العود والرجوع، والاجتماع، والجزاء1.

المعنى الأول: العود والرجوع، قال ابن فارس: «الثاء والواو والباء قياسٌ صحيحٌ من أصلٍ واحد، وهو العود والرّجوع. يقال: ثاب الرّجل يثوب ثوبًا وثوبانًا، أي: رجع بعد ذهابه، ويقال: ثاب فلانٌ إلى اللّه، وتاب، بالثّاء والتّاء، أي: عاد ورجع إلى طاعته».

المعنى الثاني: الاجتماع واللجوء، يقال: ثاب الناس، أي: اجتمعوا وجاءوا. وثاب ماله، أي: كثر واجتمع. وثاب القوم: أتوا متواترين -أي: مجتمعين-. وكذلك الماء إذا اجتمع في الحوض، يقال: ثاب الماء في الحوض، أي: اجتمع فيه.

المعنى الثالث: الثّواب والمثوبة يراد به أيضًا مطلق الجزاء في الخير والشّرّ لا جزاء الطّاعة فقط، قال ابن الأثير: «الثّواب، يكون في الخير والشّرّ، إلّا أنّه بالخير أخصّ وأكثر استعمالًا».

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

قيل: الثواب: هو إعطاء ما يلائم الطبع2.

أو الثّواب: الجزاء كيف ما كان من الخير والشّر، إلّا أن استعماله في الخير أكثر3.

من خلال تلك التعريفات يتبين لنا أنّ الثواب هو النتيجة النهائية لعمل الإنسان وما تجنيه عليه نفسه، فإن أساء في عمله سيكون ثوابه وجزاؤه شرًّا، وإن أحسن في عمله سيكون ثوابه وجزاؤه خيرًا.

الثّواب في الاستعمال القرآني

وردت مادة (ثوب) في القرآن الكريم (٢٨) مرة، يخصّ موضوع البحث منها (١٩) مرة4.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

٤

( ﭿ ) [المائدة:٨٥]

المصدر

١٥

( ﭿ) [آل عمران:١٩٥]

وجاء الثّواب في الاستعمال القرآني بمعناه اللغوي، وهو: ما يرجع إلى الإنسان من جزاء أعماله5 سواء كان فتحًا، أو وعدًا، أو زيادة، أو منفعة6.

الألفاظ ذات الصلة

الأجر:

الأجر لغة:

يطلق الأجر في اللغة على عدة معانٍ، منها: الجزاء على العمل، والثواب.

والأجر: الجزاء على العمل. والأجر الثواب، تقول: أجره الله يأجره ويأجره أجرًا من باب ضرب ونصر إذا (جزاه) وأثابه وأعطاه الأجر. فالفعل أجر يأجر أجرًا، والمفعول مأجورٌ. والأجير: المستأجر. والإجارة ما أعطيت من أجرٍ في عملٍ7.

الأجر اصطلاحًا:

الأجر والأجرة: ما يعود من ثواب العمل دنيويًّا كان أو أخرويًّا، نحو قوله تعالى: ( ﭿ) [يونس: ٧٢].

( ﮠﮡ ) [العنكبوت: ٢٧].

( ) [يوسف: ٥٧].

وكلاهما -أي: الأجرة والأجر- يقال فيما كان من عقد وما يجرى مجرى العقد، ولا يقال إلاّ في النفع دون الضرّ، نحو ( ) ( )8.

الصلة بين الأجر والثواب:

الثواب والأجر يوجد بينهما ترادف، فكلاهما جزاء للعمل الذي يعمله الإنسان، غير أن الأجر أخص من الثواب؛ لأن الأجر لا يكون إلا في مقابل العمل الذي فيه النفع والخير، والثواب يكون في مقابل العمل الذي فيه النفع والخير، وكذلك العمل الذي فيه ضرر وشر. إلا أنّ إطلاق الثواب -في مقابل العمل الذي فيه النفع والخير- أكثر، والأجر يقال غالبًا فيما كان من عقد وما يجرى مجرى العقد9.

العقاب:

العقاب لغة:

العقاب مأخوذ من (عقب): العين والقاف والباء أصلان صحيحان: أحدهما يدل على تأخير شيء وإتيانه بعد غيره. والأصل الآخر يدل على ارتفاع وشدة وصعوبة10.

العقاب اصطلاحًا:

العقاب: هو جزاء الشّرّ، والنكال أخص منه11، أو هو ما يلحق الإنسان بعد الذّنب من المحنة في الدنيا أو في الآخرة أو فيهما معًا12.

الصلة بين العقاب والثواب:

إنّ العقاب يكون على فعل الشر، أما الثواب فيكون على فعل الشر والخير إلا أنه في الخير أكثر، وعلى هذا فالثواب أعم والعقاب أخص منه.

الجزاء:

الجزاء لغة:

المكافأة على الشيء13.

الجزاء اصطلاحًا:

هو الغناء والكفاية والمكافأة بالشيء وما فيه الكفاية من المقابلة إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، ومنه قوله تعالى: ( ) [لقمان:٣٣]14.

الصلة بين الثواب والجزاء:

كلا اللفظين يكونان في الخير والشر، فالثواب يكون على عمل الخير والشر، وكذك الجزاء، إلا أن الغالب استعمال الثواب في مقابلة الخير، واستعمال الجزاء في مقابلة الشر.

الثواب من الله

إنّ الحق سبحانه وتعالى خلق الإنسان في هذه الحياة الدنيا، وهيأ له من الأسباب والوسائل ما يعينه على أداء مهمته في الحياة الدنيا من عبادة لله، وتعمير للأرض، وإصلاح للنفس وتهذيبها، كل ذلك طمعًا في تفضّل الحق سبحانه وتعالى وإكرامه بالمثوبة والمكافأة من عنده سبحانه، فهو الخالق الرازق، الذي يعطي كل ذي حق حقه، وهو بيده مقاليد السماوات والأرض، وهو على كل شئ قدير.

فالإنسان المؤمن الحقيقي يسعي في عبادته ومعاملاته وأخلاقه وكل شئونه في نيل الثواب من الله، ولكن شغف بعض الناس بالحياة الدنيا يجعله يلهث وراءها وما تجلبه من سعادة خادعة وفرح مكذوب، ويرجو أن يحصل على منافع الدنيا فقط، فيعمل العمل يرجو فقط المثوبة الدنيوية من أولاد أو مال أوجاه أو سلطان أو نحو ذلك.

فالحق سبحانه يهيىء له ما يجعله يحصل على مثوبة الدنيا كما أراد -وإن كان سيحرم من الآخرة كما في حالة الكافر-؛ لأن الثواب والمكافأة من الله في كل الأحوال سواء طلب الإنسان ثواب الدنيا فقط أم طلب ثواب الدنيا والآخرة.

وهذا المعنى أشارت إليه غير آية من القرآن، فيقول جل جلاله: ( ﮨﮩ )[آل عمران: ١٤٥]

فالحق يقول لنا: من يرد منكم أيها المؤمنون بعمله جزاء من الحق جل جلاله يتمثل هذا الجزاء فقط في بعض أعراض الدنيا دون ما عند الله من الكرامة والنعيم في الآخرة.

( ) أي: يعطه الحق من الدنيا ما قسم له فيها من رزق أيام حياته، ثم لا نصيب له في كرامة الله التي أعدها لمن أطاعه، وطلب ما عنده في الآخرة.

( ) أي: ومن يرد منكم بعمله جزاء من الحق جل جلاله يتمثل في ثواب الآخرة، مما عند الله من نعيمه وكرامته التي أعدها للعاملين له في الآخرة.

( ) أي: يعطه من الآخرة؛ من كرامة الله التي خص بها أهل طاعته في الآخرة15.

فعند الله ثواب الدارين: الدنيا والآخرة، فمن قصد الدنيا فقط، أعطاه الله من الدنيا ما قدّر له، وكان له في الآخرة العذاب، كالمجاهد الذي يريد بجهاده الغنيمة فقط أو نصرة راية غير إسلامية، فيأخذ الغنيمة ويحقق المطمع الدنيوي الرخيص، وليس له في عالم القيامة إلا النار، ( ) لكل قول، () بكل قصد وعمل، فعلى الإنسان أن يخلص في عمله لله تعالى، ويكون قصده إرضاء الله عز وجل، ولا مانع أن يقصد بعمله وجهاده معًا ثواب الدنيا ومكافأتها، وثواب الآخرة ونعيمها الخالد في الجنة16.

وفي ذلك تعليم للمؤمنين أن لا يصدهم الإيمان عن طلب ثواب الدنيا، إذ الكل من فضل الله، ويجوز أن تكون تذكيرًا للمؤمنين بأن لا يلهيهم طلب خير الدنيا عن طلب الآخرة؛ إذ الجمع بينهما أفضل، وكلاهما من عند الله أو هي تعليم للمؤمنين أن لا يطلبوا خير الدنيا من طرق الحرام، فإن في الحلال سعة لهم ومندوحة، وليتطلبوه من الحلال يسهّل لهم الله حصوله؛ إذ الخير كله بيد الله، فيوشك أن يحرم من يتطلبه من وجه لا يرضيه أو لا يبارك له فيه17.

وفي الآية ملمح لحقيقة هذا الدين مفاده أنّ الدعوة للعمل لخيري الدنيا والآخرة دليل على أن الإسلام كفل لأتباعه وكل من سار على هديه سعادة الدنيا والآخرة، وهذا المنهاج المتوازن والخط المعتدل هو قوام الحياة الإسلامية القرآنية التي تعتمد الدنيا وسيلة ومزرعة، والآخرة مقصدًا وغاية، ( ) أعمالهم في دنياهم، وينشدون ثواب الله في آخرتهم18.

وهذه الآية وإن نزلت في الجهاد خاصة لكنها عامة في جميع الأعمال؛ ذلك لأن الأصل في ذلك كله يرجع إلى نية العبد، فإن كان يريد بعمله الدنيا فليس له جزاء إلّا فيها، وكذلك من أراد بعمله الدار الآخرة فجزاؤه أيضًا فيها19.

فالتعبير بقوله: () دليل على أن الإرادة للشخص هي التي تكيّف العمل، فتارة يكون خيرًا، وتارة يكون شرًّا؛ ولذلك روي عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّما الأعمال بالنيات، وإنّما لكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)20.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت نيته طلب الآخرة جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر بين عينيه، وشتّت عليه أمره، ولا يأتيه منها إلا ما كتب له)21.

فالحق يقول: إن لنيل ثواب الدنيا سننًا ولنيل ثواب الآخرة سننًا، فمن سار على سنن واحدة منهما وصل إليها، فإذا كان المشركون قد استظهروا على المسلمين -يعني: في غزوةأحد- في هذه المرة فلأنهم طلبوا بعملهم الدنيا وأخذوا له أهبته من حيث قد قصّر المسلمون في اتباع السنن في ذلك بمخالفة الرسول.

كما أنه يقول لأولئك الذين ضعفوا وفشلوا وانقلبوا على أعقابهم: ما الذي تريدونه بعملكم هذا؟ إن كنتم تريدون ثواب الدنيا فالله لا يمنعكم ذلك، وما عليكم إلا أن تسلكوا طريقه، ولكن ليس هذا هو الذي يدعوكم إليه محمد صلى الله عليه وسلم، وإنما يدعوكم إلى خير ترون حظًّا منه في الدنيا، والمعوّل فيه على ما في الآخرة. فالمسألة معكم بين أمرين: إرادة الدنيا وإرادة الآخرة، كل يريد أمرًا، ولكل أمر سنن تتّبع، ولكل دار طريق تسلك22.

وهذه الآية مثل قوله تعالى: ( ﯬﯭ ) [البقرة: ٢٠٠-٢٠٢].

وفيها بيان أن من يطلب الدنيا وحدها ولا يعمل للآخرة عملها فليس له في الآخرة من نصيب، وأن من هدي الإسلام أن يطلب المرء خير الدنيا وخير الآخرة ويقول: ( ) فالإنسان يطلب ويريد بحسب سعة معرفته، وعلو همته، ودرجة إيمانه، وله ما يريد كله أو بعضه، بحسب سنن الله وتدبيره لنظام هذه الحياة23.

وعلى الإنسان أن يعلم أن له طورين: طور عاجل قصير، وهو طور الحياة الدنيا، وطور آجل أبدي، وهو طور الحياة الآخرة، وسعادته في كل من الطورين مرتبطة بإرادته وما توجهه إليه من العمل، فالناس إنما يتفاضلون بالإرادات والمقاصد: فقوم يحاربون حبًّا فى الربح والكسب، أو ضراوة بالفتك والقتل، فإذا غلبوا أفسدوا فى الأرض وأهلكوا الحرث والنسل، وقوم يحاربون دفاعًا عن الحق وإقامة لقوانين العدل، فإذا غلبوا عمروا الأرض وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، فهل يستوى الفريقان، وهما في المقصد مفترقان؟

كذلك يطلب الرجل الربح والكسب أحيانًا بكل وسيلة مستطاعة طلبًا للذاته، والحصول على شهواته، فيغلو في الطمع، ويمعن في الحيل، ولا يبالي أمن الحرام أكل أم من الحلال؟ يأكل الربا أضعافًا مضاعفةً، فيجمع القناطير المقنطرة، وهو مع ذلك يمنع الماعون، ( ) [الماعون: ٣].

ولو سئل البذل في المصالح العامة كان أشد الناس بخلًا وأقبضهم كفًّا، بينا يطلب آخر الكسب طلبًا للتجمل وحبًّا للكرامة في قومه وعشيرته، فيقتصد فى الطلب، ويتحرى الربح الحلال، ويلتزم الصدق والأمانة، ويبتعد عن الفسوق والخيانة، وهو مع هذا ينفق مما أفاء الله به عليه، فيواسي البائسين، ويساعد المعوزين، وتكون له اليد الطّولى في الأعمال النافعة لأمته، فيشيد لها المدارس والمعابد، والملاجيء والمستشفيات، فهل ينظر الناس إلى هذين نظرة متساوية، وهل هما فى القرب عند الله بمنزلة واحدة، أو يفضل أحدهما الآخر بحسن القصد والإرادة والميل إلى الخير وحب المصلحة العامة 24.

وقصارى القول إن أقدار الرجال تتفاوت وتختلف باختلاف إرادتهم، فبينما تتسع دائرة وجود الشخص بحسب كبر إرادته وسعة مقصده، فتحيط بالكرة الأرضية، بل فوق ذلك بما يكون له من الكرامة في العالم العلوي- إذا بآخر تضيق دائرة وجوده إذا هو أخلد إلى الشهوات، وركن إلى اللذات، فيكون حظه من عمله كحظ الحشرات، يأكل ويشرب ويبغي على الضعيف ويخاف من القوي. والله قد جعل عطاءه للناس معلقًا على إرادتهم، ولا يقدر مثل هذا إلا القليل منهم25.

فشتان بين حياة وحياة! وشتان بين اهتمام واهتمام! -مع اتحاد النتيجة بالقياس إلى العمر والأجل- والذي يعيش لهذه الأرض وحدها، ويريد ثواب الدنيا وحدها، إنما يحيا حياة الديدان والدواب والأنعام! ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب. والذي يتطلع إلى الأفق الآخر، إنما يحيا حياة الإنسان الذي كرّمه الله واستخلفه وأفرده بهذا المكان، ثم يموت في موعده المضروب بأجله المكتوب، كما قال: ( ) [آل عمران: ١٤٥].

( ) الذين يدركون نعمة التكريم الإلهي للإنسان، فيرتفعون عن مدارج الحيوان ويشكرون الله على تلك النعمة، فينهضون بتبعات الإيمان.

وهكذا يقرر القرآن حقيقة الموت والحياة، وحقيقة الغاية التي ينتهي إليها الأحياء، وفق ما يريدونه لأنفسهم، من اهتمام قريب كاهتمام الدود، أو اهتمام بعيد كاهتمام الإنسان! وبذلك ينقل النفس من الانشغال بالخوف من الموت والجزع من التكاليف -وهي لا تملك شيئًا في شأن الموت والحياة- إلى الانشغال بما هو أنفع للنفس، في الحقل الذي تملكه، وتملك فيه الاختيار. فتختار الدنيا أو تختار الآخرة. وتنال من جزاء الله ما تختار26!.

ولقد جاء هذا المعنى نفسه في آية أخرى في سورة الشورى فقال سبحانه أيضًا: ( ﮝﮞ ) [الشورى: ٤٢-٢٠].

فمن يزرع في النشأة الأولى بذور الأعمال الصالحة والأخلاق الحميدة ليحصد ما يترتب عليها من المثوبات والكرامات في النشأة الأخرى ( ) ونضاعف ثوابها لأجله ونعطه من اللذات الروحانية ما لا مزيد عليه تفضلًا منّا عليه وتكريمًا له، ( ) منهم ( ) ونوى نماء بذوره فيها ( ) كمال مبتغاه ومتمناه فيها؛ إذ لكل امرئ ما نوى ولكن ( ) من اللذات الجسمانية والروحانية الباقية ( ) لاختياره لذات الدنيا وشهواتها الفانية على ما في الآخرة من اللذات الروحانية الباقية؛ لذلك ليس له في الآخرة نصيب من خيراتها الباقية، ونعيمها الدائم.

ولم يذكر في عامل الآخرة أن رزقه المقسوم يصل إليه للاستهانة بذلك إلى جنب ما هو بصدده من زكاء عمله وفوزه في المآب27.

خلاصة القول: أنّ من أراد العمل لله بما يرضيه، أعانه الله على عبادته، ومن أراد الدّنيا مؤثرًا لها على الآخرة لأنه غير مؤمن بالآخرة، يؤته منها، وهو الذي قسم له، ( ) لأنه كافر بها لم يعمل لها28.

فعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بشّر هذه الأمة بالسنا والرفعة والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب)29.

إذًا من يعمل العمل يبتغي به وجه الحق سبحانه وتعالى، يثيبه الله تعالى على عمله حسن الثواب والأجر؛ لأنه الكريم المتفضل على العباده، المجازاي بما يليق بعظمته وكرمه وإحسانه؛ لذا فإن الحق سبحانه يبشّر المؤمنين الذين هجروا أوطانهم فارين بدينهم، وألجأهم المشركون إلى الخروج من الديار، وتحملوا الأذى من أجل دين الله، وقاتلوا أعداء الله، وقتلوا في سبيله، أنه سيمحو ذنوبهم بمغفرته ورحمته وسيدخلهم جنات النعيم جزاءً من عند الله على أعمالهم الصالحة فالله ( ) والجزاء، وهي الجنة التي فيها ما لا عينٌ رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر ( ) [آل عمران: ١٩٥]30.

فقد ختم سبحانه وتعالى النص الكريم بقوله تعالى: ( ﭹﭺ ) لبيان اختصاصه سبحانه بالثواب الحسن، كأن كل جزاء للأعمال في الدنيا لا يعدّ حسنًا بجوار ما أعده الله تعالى للمحسنين من عباده، وما في الدنيا من ثمرات الأعمال لا يعد شيئًا31.

فالحق جل جلاله يرزق العبد على قدر نيته، ويمدّه على قدر همته، فمن كانت همته في الحظوظ العاجلة والشهوات الفانية، أمده الله فيها، ومتّعه بها ما شاء، على حسب القسمة، ثم أعقبه الندم والحسرة، ومن كانت همته الآخرة، أمدّه سبحانه في الأعمال التي توصله إلى نعيمها، كصلاة وصيام وصدقة وتدريس علم، وأذاقه من حلاوتها ما يهون عليه مرارتها، ثم أعقبه النعيم الدائم من القصور والحور، وأنواع الطيبات، مما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين.

ومن كانت همته الله -أي: الوصول إلى حضرته دون شيء سواه- أمدّه الله في الأعمال التي توصله إليه، وهي أعمال القلوب من التخلية والتحلية، كالتخلية من الرذائل، والتحلية بالفضائل، وكقطع المقامات بأنواع المجاهدات....32.

ومن خلال ما سبق نستطيع أن نعلم أن على الإنسان أن يكون مخلصًا في عمله لله تعالى، ويكون قصده إرضاء الله عز وجل دون غيره، وأن من يطلب الدنيا وحدها ولا يعمل للآخرة عملها فليس له في الآخرة من نصيب ولاحظ. كما يتبين أن ثواب الآخرة كله في غاية الحسن.

كما أنّ الذي يعيش لهذه الأرض وحدها، ويريد ثواب الدنيا وحدها، إنما يحيا حياة الديدان والدواب والأنعام! وهي حالة من لايؤمن بالآخرة ولايؤمن بالجناة والنار والحساب، وكذلك حياة المسلمين الذي استغرقتهم ملاذ الدنيا ومنافعها الزائلة حياتهم، وغفلوا عن الآخرة وما أعده الله من الثواب والجزاء الكبير فيها لعباده المؤمنين، فلا ينبغي أن يلهيهم طلب خير الدنيا عن طلب الآخرة؛ إذ الجمع بينهما أفضل، وكلاهما من عند الله.

أنواع الثواب

قلنا عند الحديث عن المفهوم اللغوي للثّواب والمثوبة أنهما يدلان على مطلق الجزاء في الخير والشّرّ، وليس جزاء الطّاعة والخير فقط، فالثّواب يكون في الخير والشّرّ، إلّا أنّه يستعمل في الخير أكثر من استعماله في الشر، والثواب دالًّا على الخير والشر قد ورد في القرآن الكريم، وهذا ما سنتاوله من خلال السطور القادمة:

أولًا: ثواب الخير:

ومنه قوله تعالى: ( ﭕﭖ ) [الكهف: ٤٦]

تشير الآية السابقة إلى أبرز لونين وأزهاهما فى هذه الحياة الدنيا، التي يفتن الناس بها، وينشغلون بها عن الله، وعن الحياة الآخرة، وهما المال والبنون، وقدّم الحق سبحانه المال على البنين، لأنه المطلب الأول للإنسان، فكل إنسان طالب للمال، وليس كل إنسان طالبًا للولد، فكثير من الناس لا يطلبون الأولاد، بل يعيشون بغير سكن إلى زوجة، ولكنهم جميعًا لا يستغنون عن طلب المال، ومع هذا فإنه إذا حصل الإنسان على الولد، تعلق قلبه به، وكان الولد عنده مقدّمًا على المال! فالمال والبنون، هما أشدّ مظاهر الحياة فتنة للناس، وأكثرها داعية لهم، وأقواها سلطانًا عليهم، والله سبحانه وتعالى يقول: ( ﮠﮡ ..) [التغابن: ١٥]33.

وفي التعبير بقوله سبحانه زينة، بيان بديع، وتعبير دقيق لحقيقتهما، فهما زينة وليسا قيمة، فلا يصح أن توزن بهما أقدار الناس، وإنما توزن أقدار الناس بالإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى: ( ) [الحجرات: ١٣].

وهذا ردٌّ على المشركين الذين كانوا يفتخرون بالأموال والأولاد، فأخبر الله تعالى أن ذلك مما يتزيّن به في الدنيا، لا مما ينفع في الآخرة، وإنما كان المال والبنون زينة الحياة الدنيا لأن في المال جمالًا ونفعًا، وفي البنين قوة ودفعًا34.

ثم بيّن الحق الأعمال التي تحقق ثواب الخير في الدنيا والآخرة فقال: ( )

فالأعمال التي تبقى ثمراتها الأخروية، من الاعتقادات والأخلاق والعبادات الكاملات، خير عند ربك من المال والبنين، في الجزاء والفائدة وخير مما يتعلق بهما من الأمل، فإن ما ينال بهما من الآمال الدنيوية، أمرها إلى الزوال، وما ينال بالباقيات الصالحات من منازل القرب الربانيّ والنعيم الأبديّ، لا يزول ولا يحول35.

فالباقيات وصف لموصوف محذوف، أي: والأعمال التي تبقى، ولا تفنى سريعًا، وهي صالحة في ذاتها عامرة لما بين العبد وربه أولًا، وبينه وبين الناس ويباركها الرب ثانيًا، سواء أكانت من شأنها أن تكون ذات أثر باق في الدنيا، من عمل طيب يبقى أثره بعد الموت، أم كان يرجى خيره في الآخرة، وفي الجملة الأعمال التي تكون كثيرة النفع في ذاتها ويبقى أثرها بعدها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)36، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فكل ما يحرثه العبد للآخرة يكون باقيًا، يقول عليّ رضي الله عنه: «الحرث حرثان حرث الدنيا المال والبنون، وحرث الآخرة الباقيات الصالحات، وقد يجمعهن اللّه تعالى لأقوام».

وقد حكم سبحانه بأن: ( )، أي: خير فائدة وعائدة وعاقبة، وتفتح باب الأمل لخير عميم، ونعيم مقيم، وجنة خالدين فيها. وكرر كلمة ()، لاختلاف نوعهما، فالأول عاجل في الدنيا، والثاني أمل ورجاء في الآخرة37.

والظاهر أن ( ) كل عمل خير، فلا وجه لقصرها على الصلاة كما قال بعض العلماء، ولا لقصرها على نوع من أنواع الذكر كما قاله بعض آخر، ولا على ما كان يفعله فقراء المهاجرين باعتبار السبب؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، وبهذا فإن تفسير الباقيات الصالحات في الأحاديث لا ينافي إطلاق هذا اللفظ على ما هو عمل صالح من غيرها38.

ومثلها قول الحق تبارك وتعالى: ( ﯿﰀ ) [مريم: ٧٦].

فالطاعات التي بها تنشرح الصدور، وتستنير القلوب، وتصل إلى القرب من الله، ونيل رضوان خير عند ربك منفعة وعاقبة مما متّع به أولئك الكفرة من النعم الفانية التي يفخرون بها من مال وولد وجاه ومنافع تحصل منها، فإن عاقبة الأولين السعادة الأبدية، وعاقبة أولئك الحسرة الدائمة والعذاب المقيم.

وخلاصة هذا أن الطاعات التي يبقى ثوابها لأهلها خير عند ربهم جزاء، وخير عاقبة من مقامات هؤلاء المشركين بالله وأنديتهم التي بها يفخرون على أهل الإيمان فى الدنيا39.

فإن قلت: كيف قيل: خير ثوابًا كأنّ لمفاخراتهم ثوابًا، حتى يجعل ثواب الصالحات خيرًا منه؟ قلت: كأنه قيل: ثوابهم النار، ثم بنى عليه خير ثوابًا. وفيه ضرب من التهكم الذي هو أغيظ للمتهدد من أن يقال له: عقابك النار40.

فلا يجوز أن يقال: هذا خير إلا والمراد أنه خير من غيره، فالمراد إذا: أنه خير مما ظنه الكفار بقولهم: ( ) [مريم: ٧٣]41.

وهكذا فإنّ الأعمال الصالحة التي يفعلها الإنسان من العبادات والمعاملات والأخلاق هي التي يكون عليها خير المثوبة والجزاء من الله تعالى، وليس التفاخر بالمال والبنين وغيرهما من الزينة التي قد تتحول إلى نقمة إذا كانت مبعثًا للتفاخر والكبر والبطر، وأمثال ذلك مما لايرضي الله تبارك وتعالى، فمآل المال والجاه والثروة والسيادة إلى الحسرة والخسران وأنواع الخيبة والخذلان، ومآل العبادة إلى الجنة والغفران والرحمة والرضوان.

ثانيًا: ثواب الشر:

ومن ذلك قوله تعالى: ( ﯠﯡ ) [آل عمران: ١٥٣].

لما شد المشركون على المسلمين بأحد فهزموهم، دخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها، وجعل الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الناس: (إليّ عباد الله، إليّ عباد الله). فذكر الله صعودهم على الجبل، ثم ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم إياهم فقال: ( ...)42.

وكأنه يقول للمسلمين: تستبقون إلى الهرب في مستوى الأرض، وفي بطون الأودية والشعاب، فالإصعاد: الذهاب في صعيد الأرض، أو الإبعاد فيه، والصعيد: ما على وجه الأرض من تراب وحجر ونحوهما، وقيل: هو من الصعود، وأنهم صعدوا هاربين في أحد ( ) ولا تلتفتون والرّسول يناديكم وأنتم منهزمون: (إليّ عباد الله، إليّ عباد الله)، والمراد: أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو المنهزمين إلى الثبات، وإلى ترك الفرار من الأعداء، وإلى معاودة الهجوم عليهم، وهو ثابت لم يتزعزع ومعه نفر من أصحابه.

() أي: جزاكم الحق سبحانه وتعالى غمًّا، أي: هزيمة، بغمٍّ أي: مقابل غمكم للرسول -صلوات الله تعالى وسلامه عليه-، ومخالفتكم أمره. أو المعنى: غمكم بالهزيمة في أحد، مقابل غم الكافرين وهزيمتهم ببدر، وهو كقوله تعالى: ( ) [آل عمران: ١٤٠].

وأصل الإثابة إعطاء الثواب، وهو شيء يكون جزاء على عطاء أو فعل، ولفظ الثواب لا يستعمل في الأعم الأغلب إلا في الخير، والمراد به هنا: العقوبة التي نزلت بهم. وسميت العقوبة التي نزلت بهم ثوابًا على سبيل الاستعارة التهكمية كما في قوله: ( )[آل عمران: ٢١].

فالبشرى لا تكون إلا على الخير.

ويجوز أن يكون اللفظ مستعملًا في حقيقته؛ لأن لفظ الثواب في أصل اللغة معناه ما يعود على الفاعل من جزاء فعله، سواء أكان خيرًا أو شرًّا43؛ لأن الثواب يدل على مطلق الجزاء كما سبق القول.

يقول الإمام الخازن: «فمتى حملنا الثواب على أصل اللغة كان الكلام صحيحًا، ومتى حملناه على الأغلب كان على سبيل المجاز، فهو كقول الشاعر:

أخاف زيادًا أن يكون عطاؤه

أداهم سودًا أو محدرجةً سمرا

فجعل العطاء مكان العقاب؛ لأن الأداهم السود هي القيود الثقال، والمحدرجة هي السياط»44.

وعلى كلٍّ فالمقصود تذكير للمسلمين بما كان منهم فى هذه المعركة -معركة أحد- وغمزة عتاب لهم على أن فرّوا صاعدين الجبل، لا يلوون على أحد، أي: غير ملتفتين إلى من وراءهم، وإن وراءهم إخوانًا لهم صمدوا للمشركين، واستقبلوا الموت راضين، بل وراءهم، نبيّهم يواجه العدوّ وحده في بضعة رجال من أصحابه فكيف يفرّون؟ ثم إذا كانت منهم فرّة أفلا كانت منهم لفتة إلى النبي وقد أحاط العدوّ به؟ ثم ألا كانت منهم كرّة إلى العدوّ، يدفعون يده الضاغطة على رسول الله ومن معه؟ وهل شىء أحبّ إلى المسلم وأعزّ عنده من النبي، ولو كانت نفسه التي بين جنبيه؟!45.

قلت: ولا يفهم من ذلك أنّ هناك خيانة وقعت من الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا توهم غير صحيح، وإنما هو اجتهاد من الصحابة لم يصبهم التوفيق فيه، كانت نتيجته عدم تحقيق النصر على المشركين، وهو أمر كان ممكن تحقيقه لولا مخالفة الرماة أمر النبي، وتركهم لأماكنهم في المعركة بحثًا عن الغنائم.

إذًا فكانت نتيجة مخالفتهم لأمر الرسول وعدم الاستجابة لأمره ثواب الشر الذي جنته أيديهم وعملته جوارحهم، فثواب الشر يكون جزاء كل عمل لا يرضي الله ورسوله، ويخالف منهجه صلى الله عليه وسلم.

المستحقون للثواب

تحدث القرآن عن المستحقين للثواب في الدنيا والآخرة، وسوف نبين ذلك فيما يأتي:

أولًا: المستحقون لثواب الدنيا:

أولًا: ثواب الخير:

مقاصد الثواب


1 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ١/٣٩٣، مختار الصحاح، الرازي ص٩٠، لسان العرب، ابن منظور ١/٢٤٣، القاموس المحيط، الفيروزآبادي ص٦٤، تاج العروس، الزبيدي ٢/١٠٣.

2 التعريفات، الجرجاني ص ٧٢، القاموس الفقهي، سعدي أبو جيب ص٧٢

3 الكليات، الكفوي ص٣٢٨.

4 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، ص١٦٢.

5 انظر: بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي ٢/٣٣٧.

6 انظر: الوجوه والنظائر، الدامغاني، ص١٤٧-١٤٨.

7 انظر: الصحاح، الجوهري ٢/٥٧٦، مقاييس اللغة، ابن فارس ١/٦٣، المصباح المنير، الفيومي ١/١٣، تاج العروس، الزبيدي١٠/٢٤.

8 المفردات، الراغب الأصفهاني ١/٦٤، بصائر ذوي التمييز، الفيوزآبادي ١/١٣١، الكليات، الكفوي ص٤٨.

9 وبمعنى آخر أنّ الثواب يكون جزاءً لمطلق العمل إن خيرًا فيكون الثواب خيرًا، وإن شرًّا فيكون الثواب شرًّا، إلا أنّ الثواب قد شهر في الجزاء على العمل الذي فيه الخير والنفع،، أما الأجر فلا يقال إلا جزاءً للعمل النافع الذي فيه خير.

10 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٤/٧٧.

11 الكليات، الكفوي ص٦٥٤.

12 انظر: كشاف اصطلاحات الفنون، التهاوني ٢/١١٩٢.

13 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١٤/١٤٣، الكليات، الكفوي ص ٣٥٦، تاج العروس، الزبيدي ٣٧/٣٥١.

14 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ص ١٩٥، بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي ٢/٣٨٠.

15 انظر: جامع البيان، الطبري ٦/١٠٨.

16 التفسير الوسيط، الزحيلي ١/٣٩٢.

17 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٥/٢٢٤.

18 التفسير الوسيط، الزحيلي ١/٣٩٣.

19 انظر: لباب التأويل، الخازن ١/٣٠٥، التفسير الواضح، حجازي ١/٢٩١.

20 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي، رقم ١، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنية) رقم ١٩٠٧.

21 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب القيامة، باب رقم ١٤، ٧/١٦٥. وفيه يزيد الرقاشي وهو ضعيف، وله شاهد عند ابن ماجه من حديث زيد بن ثابت في الزهد، باب الهم في الدنيا، رقم ٤١٠٥، ٢/١٣٧٥. قال البوصيري في الزوائد: «إسناده صحيح ورجاله ثقات».

22 المنار، محمد رشيد رضا، ٤/١٣٨.

23 المصدر السابق ٤/١٣٨.

24 تفسير المراغي ٤/ ٩١.

25 المصدر السابق ٤/٩٢.

26 في ظلال القرآن، سيد قطب ١/٤٨٧.

27 مدارك التنزيل، النسفي ٣/٢٥١.

28 زاد المسير، ابن الجوزي ٤/٦٣.

29 أخرجه الإمام أحمد في مسنده، ٣٥/١٤٥، رقم ٢١٢٣٠، والحاكم في المستدرك، ٤/٣١١ . وصححه الحاكم على شرط الشيخين، ولم يتعقبه الذهبي. وصححه الألباني في صحيح الجامع ١/٥٤٥، رقم ٢٨٢٥.

30 وتمام الآية: ( ﭹﭺ ) [آل عمران: ١٩٥].

31 زهرة التفاسير، أبو زهرة ٣/١٥٥٧.

32 البحر المديد، ابن عجيبة ٣/٣٥٨.

33 التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب ٨/٦٢٧.

34 انظر: زاد المسير ٣/٨٧، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٠/٤١٣، الوسيط، طنطاوي ٨/٥٢٧.

35 محاسن التأويل، القاسمي ٧/٣٩.

36 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثّواب بعد وفاته، رقم١٦٣١.

37 زهرة التفاسير، أبو زهرة ٩/٤٥٣٩.

38 قال الإمام ابن جرير رحمه الله: «وأولى الأقوال بالصواب قول من قال: هن جميع أعمال الخير، لأن ذلك كله من الصالحات التي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويثاب. وإن الله عز وجل لم يخصص من قوله: ( ) بعضًا دون بعض في كتاب، ولا بخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم». جامع البيان ١٥/١٦٧.

39 تفسير المراغي ١٦/٧٩.

40 الكشاف، الزمخشري ٣/٣٨.

41 اللباب في علوم الكتاب، لابن عادل ١٣/١٣١.

42 انظر: جامع البيان، الطبري ٤/١٢٣، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/١٣٧.

43 الوسيط، طنطاوي ٢/٣٠٠.

44 لباب التأويل، الخازن ١/٣٠٨.

45 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ٢/٦١٥.

46 جامع البيان، الطبري ٢٢/٢٢٤.

47 انظر: المصدر السابق ٢٢/٢٢٨.

48 الوسيط، طنطاوي ١٣/٢٧٦.

49 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/٣٤٠.

50 روح المعاني، الألوسي ٢٦/١٠٨.

51 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصّحابة رضي الله تعالى عنهم، باب من فضائل أصحاب الشّجرة أهل بيعة الرّضوان رضي الله عنهم رقم، ٢٤٩٦.

52 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب استحباب مبايعة الإمام الجيش عند إرادة القتال، وبيان بيعة الرّضوان تحت الشّجرة رقم، ١٨٥٦.

53 وتمام الآيات قال تعالى: ( ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ) [آل عمران: ١٤٦-١٤٨].

54 التفسير الوسيط، طنطاوي ٢/٢٨٩.

55 جامع البيان ٧/٢٧٥.

56 مفاتيح الغيب، الرازي ٩/٣٨٢.

57 الكشاف، الزمخشري ١/٤٢٥.

58 انظر: زاد المسير، ابن الجوزي ١/٣٣٢ .

59 الجامع لأحكام القرآن ٦/٢٣٣.

60 انظر: إرشاد العقل السلبم، أبو السعود ٣/٥٥، الوسيط، طنطاوي ٤/٢٠٨.

61 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٦/٢٤٥.

62 الوسيط، طنطاوي ٤/٢٠٨.

63 المصدر السابق.

64 مدارك التنزيل، النسفي ١/٤٥٨.

65 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ١٣/٣٩١.

66 زهرة التفاسير، أبو زهرة ٣/١٥٥٥.

67 أخرجه أحمد في مسنده، ٣١/١٣، رقم ١٨٧١٧، والترمذي في سننه، أبواب المناقب، باب فضل مكة، رقم ٣٨٦٠.

68 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي، رقم ٣، ومسلم في صحيحه، كتاب الايمان، باب بدء الوحي، رقم ٢٣١، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

69 زهرة التفاسير، أبو زهرة ٣/١٥٥٦.

70 تفسير المراغي ٤/١٦٧.

71 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٩/٤٧١.

72 انظر: المصدر السابق، التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ٢/٦٧٤.

73 الكشاف ٣/٤٣٢.

74 انظر: جامع البيان، الطبري ١٩/٦٢٩.

75 زهرة الفاسير، أبو زهرة ٩/٤٥٢٥.

76 الكشاف ٢/٧٢٠.

77 المصدر السابق ٢/٧٢٠.

78 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٥/٣١١.

79 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب تبلغ الحلية حيث يبلغ الوضوء، رقم، ٢٥٠.

80 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٥/١٥٦، تفسير المراغي ١٥/١٤٥.

81 جامع البيان ١٠/٥١١.

82 الوسيط، طنطاوي ٨/٥١٣.

83 الوسيط، طنطاوي ٤/٢٥٩.

84 انظر: جامع البيان، الطبري ١٠/٥١٢.

85 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، رقم ٣٢٤٤، ومسلم في صحيحه، أوائل كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، رقم ٢٨٢٤.

86 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب صفة الجنة، رقم ٢٥٥٣.

87 مدارك التنزيل، النسفي ٣/٦١٨.

88 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٨/٣٥٤.

89 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ١٦/١٤٩٩.

90 الوسيط، طنطاوي ١٥/٣٢٩.

91 مدارك التنزيل، النسفي ٣/٦١٨.

92 انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٥/٤٣٧.

93 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ١٦/١٤٩٩.

94 انظر: التحفيز التربوي في القرآن الكريم وتطبيقاته التربوية، أحمد الحافظي، ص٥، ١٧، ٢٤.

95 فتح القدير ٢/٢٣١.

96 جامع البيان ١٧/٢٩٢.

97 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٦/٢٣٧.

98 تفسير القرآن العظيم ٧/١٧٧.

99 فتح القدير ٣/٣٤٤.

100 انظر: التحفيز التربوي في القرآن الكريم وتطبيقاته التربوية، أحمد الحافظي، ص٣٣-٣٥.

101 صفوة التفاسير، الصابوني ٢/١٨٨.

102 لباب التاويل ٣/٢٤٢.

103 السابقون إلى الخيرات، سعد الحجري ص٩.

104 انظر: التحفيز التربوي في القرآن الكريم وتطبيقاته التربوية، أحمد الحافظي، ص٣٣-٣٥.

105 جامع البيان ١٨/٣٩٠.

106 المصدر السابق ١٨/٥٢١.

107 الجامع لأحكام القرآن ١/٣٣٢.

108 انظر: التحفيز التربوي في القرآن الكريم وتطبيقاته التربوية، أحمد الحافظي، ص٣٦.

109 فتح القدير ٣/٤٥٩.

110 جامع البيان ١٧/٤٠٩.

111 المصدر السابق ١٧/٣٥.

112 في ظلال القرآن، ٥/٣١٤٤.

113 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٦٩١، التحرير والتنوير، ابن عاشور ٣/٤٢.

114 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ١/٢٥٧.

115 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب فضل الصّدقة في سبيل الله وتضعيفها، رقم ١٨٩٢.

116 أخرجه أحمد في مسنده، ٧/٢٩٠، رقم ٤٢٥٦. قال المحقق: «صحيح لغيره، وهذا إسناد ضعيف».

117 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٣/٤٢.

118 تفسير المراغي٣/٣٠.

119 المصدر السابق ٣/٣١.

120 زهرة التفاسير، أبو زهرة ٤/٢٠٥٩.

121 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البرّ والصّلة والآداب، باب تحريم الظّلم، رقم ٢٥٧٧، عن أبي ذر رضي الله عنه،.

122 جامع البيان ٢٠/١٥١.

123 الوسيط، طنطاوي ١٥/٤٧٩.

124 جامع البيان ٢٤/٥٤٩.

125 المصدر السابق ١٨/٤٥١.