عناصر الموضوع

مفهوم الثبات

الثبات في الاستعمال القرآني:

الألفاظ ذات الصلة

علاقة الثبات بالصبر والنصر

مواطن الثبات

أسباب الثبات المحمود

عاقبة الثبات

الثبات

مفهوم الثبات

أولًا: المعنى اللغوي:

أصل مادة (ثبت) تدل على دوام الشيء، ويقال: ثبت ثباتًا وثبوتًا1، والثبات ضد الزوال2، وجاءت بمعنى دام واستقر3. ويقصد بالثبات الإقامة في المكان، فيقال: ثبت فلان في المكان: إذا أقام به4.

ثانيًا:المعنى الاصطلاحي:

لا يختلف معناه الاصطلاحي عن المعنى اللغوي الدالة على لزوم المكان دون تحرّك ولا تزلزل، ويستعار للدوام على الشيء، وعدم التردد فيه5.

والمراد به في هذا البحث: الثبات على الدين والحق، وعدم التحول والانحراف عنه.

الثبات في الاستعمال القرآني:

وردت مادة (ثبت) في القرآن الكريم (٨٧) مرة6.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

١

( ) [الإسراء:٧٤]

الفعل المضارع

٧

( ) [إبراهيم:٢٧]

فعل الأمر

٤

( ) [الأنفال:١٢]

المصدر

٣

( ) [النساء:٦٦]

اسم الفاعل

٢

( ﯿ ) [إبراهيم:٢٤]

وقد استعمل الثبات في القرآن الكريم في الثبات الحسي والمعنوي.

فأما المعنوي: فنحو قوله تعالى: ( ) [الأنفال:١٢].

وأما الثبات الحسي، فنحو قوله تعالى: : ( ) [الأنفال:١١]، أي: يشتد الرمل حتى تثبت أقدامهم.

الألفاظ ذات الصلة

الصبر:

الصبر لغة:

الحبس، صبر عنه يصبره: حبسه، والصبر في المصيبة، وأما في المحاربة فهو شجاعة، وفي إمساك النفس عن الفضول قناعة وعفة، والصّبر نقيض الجزع7.

الصبر اصطلاحًا:

حبس النفس عند الجزع8.

الصلة بين الثبات والصبر:

الثبات هو التمسك والالتزام عن طواعية ورضًى، وقد يكون بمبادرة ذاتية من الشخص، أما الصبر فهو إلزام النفس الهجوم على المكاره، وتمسّك ورضًى بأمر الله، وتلقي بلائه بالرحب والسعة، فقد يأتي الأمر رغمًا عن الشخص، فيصبر ويثبت على أمر الله تعالى9.

الفرار:

الفرار لغة:

(فر) الفاء والراء، أصول ثلاثة: فالأول: الانكشاف وما يقاربه من الكشف عن الشّيء. والثاني: جنسٌ من الحيوان. والثالث: دالٌّ على خفّة وطيش10. الفرّ والفرار بالكسر: الهرب11.

الفرار اصطلاحًا:

الهرب، والجد في الذهاب مذعورًا12.

الصلة بين الثبات والفرار:

الثبات اللزوم في المكان والإقامة فيه، أما الفرار فهو المغادرة وعدم الاستقرار، وكذلك الثبات فيه طمأنينة واستقرار وأمن، أما الفرار ففيه الخوف والذعر.

المكث:

المكث لغة:

المكث: الأناة واللّبث والانتظار، مكث يمكث، ومكث مكثًا ومكثًا ومكوثًا ومكاثًا ومكاثةً13.

المكث اصطلاحًا:

ثباتٌ مع انتظار طويل14.

الصلة بين الثبات والمكث:

المكث فيه البقاء في المكان وملازمته زمنًا، أما الثبات فهو لزوم دائم على الشيء، ولزوم دائم في المكان حتى انقضاء الغاية منه.

الرسوخ:

الرسوخ لغة:

رسخ الشيء يرسخ رسوخًا: ثبت في موضعه، وأرسخه هو، والراسخ في العلم الذي دخل فيه دخولًا ثابتًا، وكل ثابت راسخ15.

الرسوخ اصطلاحًا:

الثبات والتمكّن. والراسخ في العلم: المتحقّق الذي لا يعترضه شبهة16.

الصلة بين الرسوخ والثبات:

أن الرسوخ كمال الثبات، فيقال للشيء المستقر على الأرض: ثابت، وإن لم يتعلق بها تعلقًا شديدًا، ولا يقال: راسخ. ولا يقال: حائط راسخ؛ لأن الجبل أكمل ثباتًا من الحائط، قال الله تعالى: ( ) [آل عمران: ٧أي: الثابتون فيه، ويقولون: هو أرسخهم في المكرمات، أي: أكملهم ثباتًا فيها17.

الرسوّ:

الرسوّ لغة:

أصل مادة (رسا) تدلّ على الثبات. تقول: رسا الشّيء يرسو، إذا ثبت. والله جلّ ثناؤه أرسى الجبال، أي: أثبتها. وجبلٌ راسٍ: ثابتٌ. ورست أقدامهم في الحرب. ويقال: ألقت السّحابة مراسيها، إذا دامت18.

الرسوّ اصطلاحًا:

الثبات والتمكن في المكان19.

الصلة بين الرسوّ والثبات:

أما الرسوّ فلا يستعمل إلا في الشيء الثقيل، نحو الجبل وما شاكله من الأجسام الكبيرة؛ يقال: جبل راسٍ، ولا يقال: حائط راسٍ، ولا عود راسٍ وفي القرآن: ( ) [هود: ٤١].

شبهها بالجبل لعظمها، فالرسوّ هو الثبات مع العظم والثقل والعلو، فإن استعمل في غير ذلك فعلى التشبيه والمقاربة، نحو قولهم: أرست العود في الأرض20؛ أما الثبات: فهو يستعمل للأشياء الثقيلة والخفيفة، وكذلك لا يكون إلا لمكلف.

العلاقة بين الثبات والصبر: العلاقة بينهما علاقة تلازم، فلا ثبات دون صبر، فهو من مقومات الثبات.

العلاقة بين الثبات والمكث: يشتركان في المعنى، فكلاهما ثبات وانتظار فيه صبر.

العلاقة بين الثبات والرسوخ: الثبات تواجد في المكان، وإقامة فيه مع حرية الحركة، أما الرسوخ فهو ثبات واستقرار دون تحرك.

العلاقة بين الثبات والمور: الثبات فيه استقرار وطمأنينة، أما المور فيه الاضطراب وعدم الاستقرار.

العلاقة بين الثبات والفرار: هما نقيضان.

العلاقة بين الثبات والرسوّ: كلاهما بمعنى واحد، وهو التمكّن في المكان.

علاقة الثبات بالصبر والنصر

المتأمل والمتدبر لكتاب الله تعالى يجد التلازم بين هذه المفردات القرآنية؛ لما لهذه المفردات من أثر في اعتماد بعضها على بعض، فالثبات بحاجة إلى صبر، وكذلك النصر بحاجة إلى صبر، فالصبر عامل مشترك بين النصر والثبات، والثبات والصبر نتيجتهما النصر.

يقول تعالى: ( ) [البقرة: ٢٥٠].

( ) [آل عمران: ١٤٧].

وردت لفظة الثبات في هاتين الآيتين الكريمتين في سياق الصبر والنصر والدعاء، فالنصر نتيجة طبيعية للثبات والصبر بعد التوكّل على الله واللجوء إليه بالدعاء.

يقول صاحب الظلال رحمه الله تعالى: «( ) وهو تعبير يصوّر مشهد الصبر فيضًا من الله يفرغه عليهم فيغمرهم، وينسكب عليهم سكينة وطمأنينة، واحتمالًا للهول والمشقة.

( )، فهي في يده سبحانه يثبتها، فلا تتزحزح ولا تتزلزل ولا تميد.

( )، فقد وضح الموقف، إيمان تجاه كفر، وحق إزاء باطل، ودعوة إلى الله؛ لينصر أولياءه المؤمنين على أعدائه الكافرين، فلا تلجلج في الضمير، ولا غبش في التصوّر، ولا شك في سلامة القصد ووضوح الطريق. وكانت النتيجة هي التي ترقبوها واستيقنوها: ( )»21.

وعندما نتأمل كلمة: ( )، تفيدنا أنهم طلبوا أن يملأ الله قلوبهم بالصبر، ويكون أثر الصبر تثبيت الأقدام ( )؛ حتى يواجهوا العدو بالإيمان، وعند نهاية الصبر، وتثبيت الأقدام، يأتي نصر الله للمؤمنين على الكافرين، وتأتي النتيجة للعزم الإيماني في قوله الحق: ( )22.

العلاقة هنا دعاء وطلب من الله أن يملأ القلوب بالصبر، فينتج عن الصبر تثبيت الأقدام، وتكون النتيجة النصر وهزيمة الكافرين.

مواطن الثبات

إن الناظر في القرآن الكريم يجد أن هناك مواطن يكون فيها الثبات، وهي متعددة في كتاب الله تعالى؛ لنوطن أنفسنا، ونثبت الأقدام، وهي على عدة مطالب على النحو الآتي:

أولًا: القتال:

لقد تعددت الآيات التي تتحدث عن القتال في كتاب الله تعالى، ولكننا نقف عند آيات القتال التي لها علاقة بالثبات، ولقد ذكر الثبات في مواطن القتال في مواضع متعددة.

منها: قوله تعالى: ( ) [الأنفال: ٤٥].

()، أمر بالثبات عند قتال الكفار، و( )؛ فإنّ ذكره يعين على الثبات في الشدائد23، والثبات في هذه الآية جاء في سياق الشرط ( )، وكأنّ في ذلك إشارة من الله تعالى أنه يجب الاستعداد والأخذ بالأسباب التي تؤدّي إلى وجود التكافؤ بين المسلمين وأعدائهم.

ولا بد أن يكون الإعداد على قدر الاستطاعة؛ لقوله تعالى: ( ﯬﯭ ) [الأنفال: ٦٠]؛ لأن الاستعداد والأخذ بالأسباب من عوامل الثبات.

ومنها: قوله تعالى: ( ﮋﮌ ﮒﮓ ) [الأنفال: ١٢].

يقول الطبري: قوّوا عزمهم، وصحّحوا في قتال عدوهم من المشركين، وقد قيل: إن تثبيت الملائكة المؤمنين كان حضورهم حربهم معهم24.

ومنها: قوله تعالى: ( ) [البقرة: ٢٥٠].

أي: أنزل علينا صبرًا من عندك، ( )، أي: في لقاء الأعداء، وجنبنا الفرار والعجز25.

وتبين هذه الآية أن من عوامل الثبات في القتال، أن يتوجه المسلم بالدعاء والطلب من الله تعالى بأن يفرغ عليه صبرًا، وأن يثبت أقدامه في القتال، وهذا ما طلبته الفئة القليلة، ودعت به عند قتالها ولقائها جالوت وجنوده.

ومنها: قوله تعالى: ( ) [محمد: ٧].

ذكر الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة أن المؤمنين إن نصروا ربهم نصرهم على أعدائهم، وثبّت أقدامهم، أي: عصمهم من الفرار والهزيمة26.

ولو تأملنا هذه الآية لوجدناها جاءت في سياق الشرط، وذلك أن نصر الله محقق للمؤمنين، ولكن بشرط، وهو: ( )، ويتحقق مع النصر تثبيت أقدام المؤمنين.

ثانيًا: الفتنة والابتلاء:

وقد ذكر الثبات عند الفتن في مواضع متعددة.

منها: قوله تعالى: ( ) [البقرة: ٢٥٠].

هذا دعاء في موطن صعب، وهو موطن بوارق السيوف والقتال، وفيه فتنة وابتلاء؛ يسأل فيه العبد ربّه الثبات؛ حتى لا يكون التولّي من الزحف، «ويفيدنا أنهم طلبوا أن يملأ الله قلوبهم بالصبر، ويكون أثر الصبر تثبيت الأقدام؛ حتى يواجهوا العدو بإيمان»27.

ومنها: قوله تعالى: ( ) [النحل: ١٠٢].

جاءت هذه الآية ردًّا وجوابًا على زعم الكافرين، قال تعالى: ( ﯠﯡ ﯩﯪ ) [النحل: ١٠١].

أي: قل -يا محمد- للقائلين لك أنت مفترٍ فيما تتلو عليهم من كتابنا...، وقوله: ( )، قل: نزل هذا القرآن ناسخه ومنسوخه روح القدس من ربي؛ تثبيتًا للمؤمنين، وتقويةً لإيمانهم28.

ومنها: قوله تعالى: ( ﭩﭪ ) [البقرة: ١٥٥ - ١٥٦].

تفيد الآيات أن صبرهم أكمل الصبر؛ إذ هو صبر مقترن ببصيرة في أمر الله تعالى، إذ يعلمون عند المصيبة أنهم ملك لله تعالى يتصرف فيهم كيف يشاء، فلا يجزعون مما يأتيهم، ويعلمون أنهم صائرون إليه، فيثيبهم على ذلك29.

والصبر هنا يوحي بمعنى الثبات على أنواع متعددة من الابتلاءات التي قدرها الله تعالى على الناس.

ثالثًا: عند الموت والقبر:

أضعف ما يكون المسلم أمام ربه وخالقه عندما يخرج من الدنيا بالموت ليجد القبر وأهواله، والقبر أول منازل الآخرة؛ لذا يحتاج إلى التثبيت والتأييد من ربه وخالقه الرحيم بعباده.

يقول تعالى: ( ﭷﭸ ﭻﭼ ﭿ ) [إبراهيم: ٢٧].

روى الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن البراء بن عازب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم إذا سئل في القبر، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فذلك قوله: ( ))30.

وروى الإمام مسلم رحمه الله تعالى: عن البراء بن عازب: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( ) قال: نزلت في عذاب القبر، فيقال: من ربك؟ فيقول: ربي الله، ونبيّي محمد صلى الله عليه وسلم، فذلك قوله تعالى: ( ) )31.

ومعنى تثبيت الله الذين آمنوا بها: أن الله يسّر لهم فيهم الأقوال الإلهية على وجهها وإدراك دلائلها، حتى اطمأنت إليها قلوبهم ولم يخامرهم فيها شك، فأصبحوا ثابتين في إيمانهم غير مزعزعين، وعاملين بها غير مترددين.

وذلك في الحياة الدنيا ظاهر، وأما في الآخرة فبإلفائهم الأحوال على نحوٍ مما علموه في الدنيا، فلم تعترهم ندامةٌ ولا لهفٌ، ويكون ذلك بمظاهر كثيرة يظهر فيها ثباتهم بالحق قولًا وانسياقًا، وتظهر فيها فتنة غير المؤمنين في الأحوال كلها32.

والتثبيت هنا من الله عز وجل، وهو ليس وليد اللحظة، إنما كان هذا الثبات بتوفيق الله، ثم باتباع أوامره، والتمسّك بنهجه وشرعه، والكلمة الطيبة التي ذكرت قبل هذه الآية، وهو قوله تعالى: ( ﯿ ) [إبراهيم: ٢٤].

أسباب الثبات المحمود

الثبات المحمود: هو فضل وكرمٌ من الله تعالى على عباده، وحتى يتحصّل هذا الأمر لا بدّ من الأخذ بالأسباب لحدوثه، وهناك أسباب عديدة تحقق الثبات المحمود، ومنها:

أولًا: الإيمان بالله تعالى:

مثاله قوله تعالى: ( ﭷﭸ ﭻﭼ ﭿ ) [إبراهيم: ٢٧].

تبين هذه الآية أن الإيمان من عوامل الثبات في الحياة الدنيا والآخرة؛ لأن الإيمان إذا رسخ وثبت في قلب العبد، وكان تعامله مع ربه، ونفسه، والناس نابع من إيمانه بالله تعالى كان ذلك ثباتًا له على الحق، وكانت ثمرته الثبات في الآخرة عند دخوله القبر، وسؤال الملكين العظيمين له، وقد بيّنّا -فيما سبق- أن ثبات المؤمن في الحياة الدنيا والآخرة هو ثباته وإيمانه بكلمة التوحيد، لا إله إلا الله محمد رسول الله، وثباته في القبر الإجابة على سؤال الملكين: من ربك؟ ما دينك؟ ومن نبيك؟33.

وما دام المؤمن قد ثبت قلبه بالإيمان وبالقول الثابت، فهو لا يتعرّض لزيغ القلب، ولا يتزعزع عن الحق34.

والثبات يكون بتثبيت الله للذين آمنوا في الحياة الدنيا، وفي الآخرة بكلمة الإيمان المستقرة في الضمائر، الثابتة في الفطر، المثمرة بالعمل الصالح المتجدد الباقي في الحياة، ويثبتهم بكلمات القرآن وكلمات الرسول، وبوعده للحق بالنصر في الدنيا، والفوز في الآخرة، وكلها كلمات ثابتة، صادقة، حقّةٌ، لا تتخلّف ولا تتفرق بها السبل، ولا يمس أصحابها قلق ولا حيرة ولا اضطراب35.

يقول السعدي في تفسيره: «يخبر تعالى أنه يثبت عباده المؤمنين، أي: الذين قاموا بما عليهم من إيمان القلب التام، الذي يستلزم أعمال الجوارح ويثمرها، فيثبتهم الله في الحياة الدنيا عند ورود الشبهات بالهداية إلى اليقين، وعند عروض الشهوات بالإرادة الجازمة على تقديم ما يحبه الله على هوى النفس ومراداتها، وفي الآخرة عند الموت بالثبات على الدين الإسلامي والخاتمة الحسنة، وفي القبر عند سؤال الملكين للجواب الصحيح، إذا قيل للميت: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ هداهم للجواب الصحيح بأن يقول المؤمن: الله ربي، والإسلام ديني، ومحمد نبيّي»36.

مما سبق يتبين أن الإيمان بالله تعالى له ثمرة ونتيجة يعيش المسلم ويتوجه بالدعاء إلى الله تعالى من أجلها، وهو الثبات في الدنيا والآخرة.

ثانيًا: الدعاء:

كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بالثبات، فعن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: (يا مقلب القلوب، ثبّت قلبي على دينك) فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: (نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبهما كما يشاء)37.

فهذا دعاء من رسول الله صلى الله عليه وسلم بالثبات، حريّ بنا أن نكثر منه وخاصة في أوقات الشدة كالقتال، وفي أي وقت، وهذا التوجه -وهو الدعاء- من أسباب الثبات المحمود، كما في قوله تعالى: ( ) [آل عمران: ١٤٧].

إن فطرة الإنسان أن يتوجه إلى خالقه بالدعاء في حالة الكرب والشدة، ويجأر بالدعاء أكثر حين يكون الأمر فوق طاقته، وهذا ما فعلته الفئة المؤمنة حينما توجهت إلى ربها قائلة: ( ) [البقرة: ٢٥٠].

وقوله تعالى: ( ) هذه هي الشحنة الإيمانية لمن يريد أن يواجه عدوه، فهو ينادي قائلًا: ()، إنه لم يقل: يا الله، بل يقول: ()؛ لأن الرب هو الذي يتولى التربية والعطاء، بينما مطلوب (الله) هو العبودية والتكاليف؛ لذلك ينادي المؤمن ربه في الموقف الصعب: «يا ربنا»، أي: يا من خلقتنا وتتولانا وتمدّنا بالأسباب، قال المؤمنون مع جالوت: ( ).

وعندما نتأمل كلمة: ( ) تفيدنا أنهم طلبوا أن يملأ الله قلوبهم بالصبر ويكون أثر الصبر تثبيت الأقدام ( )؛ حتى يواجهوا العدو بإيمان، وعند نهاية الصبر وتثبيت الأقدام يأتي نصر الله للمؤمنين على القوم الكافرين.

وتأتي النتيجة للعزم الإيماني والقتال في قوله الحق: ( ) [البقرة: ٢٥١]38.

فالدعاء في وقت الشدة وفي أثناء المعركة مفيد ومحقق للغاية؛ لأن الدعاء آية الإيمان والعون على الثبات39.

والمتأمل في هذه الدعوات الثلاث في الآية السابقة يراها قد جمعت أسمى ألوان الأدب وحسن الترتيب، فهم قد صدّروا دعاءهم بالتوسل بوصف الربوبية فقالوا: ()، أي: يا خالقنا، يا منشئنا، يا مربّينا، يا مميتنا، وفي ذلك إشعار أنهم يلجئون إلى من بيده وحده النفع والضر، والنصر والهزيمة، ثم افتتحوا دعاءهم بطلب الصبر عند المخاوف؛ لأنه هو عدة القتال الأولى، وركنه الأعلى؛ إذ به يكون ضبط النفس فلا تفزع، وبه يسكن القلب فلا يجزع، ثم التمسوا منه سبحانه أن يثبت أقدامهم عند اللقاء؛ لأن هذا الثبات هو مظهر الصبر، ووسيلة النصر، وعنوان القوة، ثم ختموا دعاءهم بما هو ثمرة ونتيجة للصبر والثبات، وهو النصر على الأعداء.

فماذا كانت نتيجة هذا الدعاء الخاشع الخالص؟ كانت نتيجته النصر المؤزّر الذي حكاه القرآن في قوله: ( )40.

ثالثًا: عون الملائكة:

تبين لنا كثيرٌ من الآيات أن الله قد تكفّل المؤمنين في رعايته ومعيّته، وأيّدهم بالملائكة في غزواتهم؛ وما كانوا ليظفروا بهذا الكرم الإلهي إلا لاتصافهم بالإيمان، فاستحقوا معيّة الله، ومشاركة الملائكة لهم في القتال؛ لذا كان التثبيت لهم في المعركة وأرض القتال، وذلك أن الله تعالى أوحى إلى الملائكة أني معكم بالعون والنصر والتأييد، كما في قوله تعالى: ( ﮋﮌ ﮒﮓ ) [الأنفال: ١٢].

والمعنى: بأني معكم، أي: بالنصر والمعونة، ( ﮒﮓ)، أي: بشّروهم بالنصر أو القتال معهم، أو الحضور معهم من غير قتال، فكان الملك يسير أمام الصف في صورة الرجل، ويقول: سيروا فإن الله ناصركم41.

ومن ذلك أن اللّه أوحى إلى الملائكة ( ) بالعون والنصر والتأييد، ( ﮒﮓ) أي: ألقوا في قلوبهم، وألهموهم الجراءة على عدوهم، ورغّبوهم في الجهاد وفضله42.

وتثبيت الّذين آمنوا بالإعانة والتبشير، وقيل: إن الملائكة كانوا يتشبهون بصور رجال من معارف المؤمنين، وكانوا يمدّونهم بالنصر والفتح والظفر43.

مما سبق يتبين أن الملائكة كانت تأتي المسلمين بصورة رجال؛ وهي صورة مألوفة حتى يظن المسلمون أنهم منهم، فتقوي عزمهم، وتمدّهم وتبشرهم بالنصر، فتزيد من قوة المؤمنين، وكل ذلك من عوامل الثبات في المعركة.

رابعًا: الاعتبار بقصص السابقين:

إن ذكر القصص في القرآن الكريم، وأخبار الأمم السابقة يجعل الفؤاد ثابتًا على الحق؛ لأنه جاء تسلية وتصبيرًا لهم.

يقول تعالى: ( ﭸﭹ ﭿ ) [هود: ١٢٠].

أي: ما نجعل به فؤادك مثبّتًا بزيادة يقينه بما قصصناه عليك، ووفور طمأنينته؛ لأن تكاثر الأدلة أثبت للقلب، وأرسخ في النفس، وأقوى للعلم44.

وبذكر قصص السابقين يسكن الفؤاد في موضعه، ويطمئن ويزداد يقينه، فلا يضيق الصدر من قولهم.

ولقد قصّ علينا القرآن الكريم بعض نماذج الثبات، ومن تلك النماذج:

١. ثبات نبي الله نوح عليه السلام.

لبث في قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، دعا إلى الله تعالى، وثبت، وما آمن معه إلا قليل، قال تعالى: ( ) [العنكبوت: ١٤].

رسول الله إبراهيم عليه السلام: دعا إلى عبادة الله وهجر عبادة الأصنام، فكذبه قومه وعادوه، حتى إنهم جمعوا الحطب، وأشعلوا نارًا عظيمة؛ وألقوه فيها ليحرقوه، ولكنه ثبت، وتوكّل على الله، فحفظه من النار.

قال تعالى: ( ) [الأنبياء: ٦٨ - ٦٩].

٢. ثبات نبي الله موسى عليه السلام.

ثبت في دعوته لفرعون، وصبر على قومه في كثير من المواقف.

قال تعالى: ( ﮭﮮ ﯜﯝ ﯨﯩ ) [النساء: ١٥٣].

وهناك العديد من الآيات التي تبين ثبات الرسل على الحق، وصبرها على أقوامها45.

٣. ثبات أهل الكهف.

وذلك حين ثبتوا على عقيدتهم وفرّوا بدينهم إلى الكهف، قال تعالى: ( ﯭﯮ ) [الكهف: ١٤].

وقال تعالى: ( ) [الكهف: ١٦].

٤. ثبات أهل الأخدود.

وما أعظمه من ثبات! حين يثبت الإنسان على الحق وهو يعلم أنه إذا لم يتراجع عن دينه سيلقى في النار، ذلك حين حفر لهم أخدود، واشتعل نارًا عظيمة يلقى فيه كل من آمن برب الغلام.

قال تعالى: ( ) [البروج: ٤ - ٨].

خامسًا: تدبر القرآن الكريم:

أنزل الله القرآن الكريم بما فيه من الخير والرحمة، ومن العبر والعظات؛ ليخرج العباد من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهدى. وتلاوة كتاب الله تعالى، وتدبر آياته من عوامل الثبات المحمود للإنسان على الإيمان.

قال تعالى: ( ﯷﯸ ﯼﯽ ﯿ) [الفرقان: ٣٢].

وجاء في بيان حكمة إنزال القرآن منجّمًا بكلمةٍ جامعة، وهي: ( )؛ لأن تثبيت الفؤاد يقتضي كل ما به خير للنفس46؛ والحكمة في تفريقه أن نقوّي بتفريقه فؤادك حتى تعيه وتحفظه؛ لأنّ المتلقّن إنما يقوى قلبه على حفظ العلم يلقى إليه، إذا ألقي إليه شيئًا بعد شيء، وجزءًا عقيب جزء47، وقوله تعالى: ( ﭽﭾ ﭿ ) [النساء: ٨٢].

في هذه الآية عاب الله المنافقين بالإعراض عن التدبر في القرآن والتفكّر فيه وفي معانيه48.

فالاستفهام إنكاري للتوبيخ والتعجيب منهم في استمرار جهلهم، مع توفّر أسباب التدبير لديهم، وقد تحدّى الله تعالى هؤلاء بمعاني القرآن؛ كما تحدّاهم بألفاظه لبلاغته، إذ كان المنافقون قد شكّوا في أنّ القرآن من عند الله، فلذلك يظهرون الطاعة بما يأمرهم به، فإذا خرجوا من مجلس النبي صلى الله عليه وسلم خالفوا ما أمرهم به لعدم ثقتهم، ويشكّكون ويشكّون إذا بدا لهم شيء من التعارض، فأمرهم الله تعالى بتدبير القرآن.

وقوله: ( )، أي: يتأمّلون دلالة تفاصيل آياته على مقاصده التي أرشد إليها المسلمين، أي: تدبّر تفاصيله49.

تبين الآيات أن المنافقين لعدم تدبرهم للقرآن الكريم، وإعراضهم عنه اضطربوا وتزلزلت قلوبهم، فهم ( ) [النساء: ١٤٣].

فلا ثبات لديهم على الإيمان واتباع الحق، وبمفهوم المخالفة أن المؤمن الذي يتدبر القرآن الكريم يطمئن قلبه ويرسخ الإيمان فيه، فهو ثابت على الحق والإيمان بالله تعالى، وعليه فإن تدبر القرآن يؤدّي إلى ثبات القلب على الحق، وهو ثبات محمود.

سادسًا: نصرة الحق:

إن من أهم مقومات الثبات وأسبابه نصرة الحق والانتصار له.

يقول تعالى: ( ) [محمد: ٧].

كقوله: ( ) [الحج: ٤٠].

فإن الجزاء من جنس العمل50، وهذا أمر منه تعالى للمؤمنين أن ينصروا الله بالقيام بدينه، والدعوة إليه، وجهاد أعدائه، والقصد بذلك وجه الله؛ فإنهم إذا فعلوا ذلك، نصرهم الله وثبت أقدامهم، أي: يربط على قلوبهم بالصبر والطمأنينة والثبات، ويصبر أجسامهم على ذلك، ويعينهم على أعدائهم، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال سينصره مولاه، وييسر له أسباب النصر، من الثبات وغيره51.

وعليه فإن من نصر الله في كل موقف جزاه الله بالنصر وتثبيت الأقدام.

وإن مواقف نصرة الحق، موقف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق، وبلال بن رباح، وآل ياسر، وخبيب بن عدي، وأذكر هنا موقف خبيب ابن عدي رضي الله عنه، وهو يضرب أروع الأمثلة في ثباته لنصرة الحق، كلّفه ذلك حياته، نعم الثبات المحمود ثباته، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عشرةً، منهم خبيبٌ الأنصاريّ، فأخبرني عبيد اللّه بن عياضٍ أنّ ابنة الحارث أخبرته أنّهم حين اجتمعوا استعار منها موسى يستحدّ بها، فلمّا خرجوا من الحرم ليقتلوه قال خبيبٌ الأنصاريّ:

ولست أبالي حين أقتل مسلمًا

على أيّ شقٍّ كان للّه مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ

يبارك على أوصال شلوٍ ممزّع

فقتله ابن الحارث، فأخبر النّبيّ صلى الله عليه وسلم أصحابه خبرهم يوم أصيبوا52.

عاقبة الثبات

يمكن تلخيص عاقبة الثبات في الدينا والآخرة في النقاط الآتية:

١. صلوات الله ورحمته.

كما في قوله تعالى: ( ﭩﭪ ﭾﭿ ) [البقرة: ١٥٥- ١٥٧].

تبين الآيات أن أهل الابتلاء والثبات عليه تتنزل عليهم الصلوات، والرحمة والأجر العظيم، وما نالوا هذا الأجر إلا بثباتهم ورضاهم بقدر الله تعالى وحمدهم له.

٢. التثبيت في القبر.

ثبات المؤمن على الشهادتين في حياته وقبل مماته يؤدي إلى ثباته عند موته ودخول قبره، وذلك استقرار النهاية والحياة الأبدية.

يقول تعالى: ( ﭷﭸ ﭻﭼ ﭿ ) [إبراهيم: ٢٧].

٣. الطمأنينة واليقين.

إن ثبات الإنسان على الحق يعطي طمأنينة في القلب، خاصة إن كان هذا الثبات من الله تعالى.

يقول تعالى: ( ﭸﭹ ﭿ ) [هود: ١٢٠].

٤. قوة العزيمة

إن خوض المعارك ليس بالأمر الهين؛ لذا فالإنسان بحاجة إلى عزيمة قوية ليقوم بالدفاع والقتال، وذلك ناتج عن ثباته ورباطة جأشه؛ لذا كان إمداد الله بالملائكة في غزوة بدر لتثبيتهم وتقوية عزمهم.

يقول تعالى: ( ﮋﮌ ﮒﮓ ) [الأنفال: ١٢].

٥.النصر.

قال تعالى: ( ) [البقرة: ٢٥٠].

وعندما نتأمل كلمة: ( ) تفيدنا أنهم طلبوا أن يملأ الله قلوبهم بالصبر، ويكون أثر الصبر تثبيت الأقدام ( )؛ حتى يواجهوا العدو بالإيمان، وعند نهاية الصبر وتثبيت الأقدام يأتي نصر الله للمؤمنين على الكافرين، وتأتي النتيجة للعزم الإيماني في قوله الحق: ( ) 53.

٦. بلوغ الغايات والأهداف.

ويراد بذلك تحقيق الأهداف في الدنيا أو في الآخرة، وذلك ظاهر من ثبات الرسل والأنبياء ومن آمن بهم واتبع نهجهم على مدار الوقت؛ لقوله تعالى: ( ﰗﰘ ) [المجادلة: ٢١].

ولا تكون غلبة دون ثبات، فالرسل ثباتهم واقع بتثبيت الله لهم، والمؤمنون كذلك ثباتهم واقع من إيمانهم بالله ورسله، واتباع نهجه، ولا يكون تحقيق الأهداف إلا بالثبات.

٧. زيادة الإيمان ورسوخه.

ثبات الإنسان على دينه يؤدّي إلى زيادة الإيمان ورسوخه في القلب.

يقول تعالى: ( ) [النحل: ١٠٢].

وثبات الإنسان في المعارك يؤدي إلى حماية الدين والأوطان واستقرارها.

يقول تعالى: ( ) [الأنفال: ٤٥].

موضوعات ذات صلة:

الاستقامة، الإيمان، التمكين، الجهاد، القتال، النصر، الهزيمة


1 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ١/٣٩٩.

2 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٧٨.

3 انظر: المصباح المنير، الفيومي ١/٨٠.

4 انظر: تاج العروس، الزبيدي ٤/٤٧٢، لسان العرب، ابن منظور ٢/١٩.

5 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٠/٣٠.

6 المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، ص ١٥٨-١٥٩.

7 انظر: الكليات، الكفوي ١/٨٨٤، لسان العرب، ابن منظور ٤/٤٣٧.

8 انظر: المفردات، الراغب الأصفهاني ١/٢٧٣، لسان العرب، ابن منظور ٤/٤٣٧.

9 انظر: تاج لعروس، الزبيدي ١٢/٢٧٣.

10 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ١/٤٣٩.

11 انظر: القاموس المحيط، الفيروزآبادي ١/٥٨٦.

12 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١/٧٨٣.

13 انظر: المصدر السابق ٢/١٩١.

14 انظر: التوقيف، المناوي ١/٦٧٣.

15 انظر: لسان العرب، ابن منظور ٣/١٨.

16 انظر: التوقيف، المناوي ١/٣٦٤.

17 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ١/٢٥٥.

18 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/٣٢٤.

19 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٤/١٢١.

20 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ١/٢٥٥- ٢٥٦.

21 انظر: في ظلال القرآن، سيد قطب ١/٢٦٩.

22 انظر: تفسير الشعراوي، ٢/١٠٧٠.

23 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٨/٢٣.

24 انظر: جامع البيان، الطبري ١٣/٤٢٨.

25 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ١/٦٦٩.

26 انظر: أضواء البيان، الشنقيطي ١٤/٥٠.

27 انظر: تفسير الشعراوي، ١/٦٦٨.

28 انظر: جامع البيان، الطبري ١٧/٢٩٧.

29 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢/٥٧.

30 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب تثبيت الله الذين آمنوا، ٦/٨٠، رقم ٤٦٩٩.

31 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفة الجنة ونعيمها، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار، وباب عذاب القبر والتعوّذ منه ٣/١١٠٠، رقم ٢٨٧١.

32 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٣/٢٢٦.

33 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التفسير، باب تثبيت الله الذين آمنوا ٦/٨٠، رقم ٤٦٩٩، ومسلم في صحيحه، كتاب صفة الجنة، باب عرض مقعد الميت من الجنة والنار، وباب عذاب القبر والتعوذ منه ٣/١١٠٠، رقم ٢٨٧١.

34 انظر: تفسير الشعراوي، ٨/٤٦٧٧.

35 انظر: في ظلال القرآن، سيد قطب ٤/٢٠٩٩.

36 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ١/٤٢٥.

37 سبق تخريجه.

38 انظر: تفسير الشعراوي ٢/٦٨٨.

39 انظر: التفسير المنير، الزحيلي ٢/٤٣٥.

40 انظر: التفسير الوسيط، طنطاوي ١/٤٥٩.

41 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٧/٣٧٨.

42 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٣١٦.

43 انظر: التفسير المنير، الزحيلي ٩/٢٦٢- ٢٦٩.

44 انظر: فتح القدير، الشوكاني ٢/٦٦٢.

45 انظر: نظم الدرر، البقاعي ٣/٥٩١.

46 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٩/١٩.

47 انظر: الكشاف، الزمخشري ٣/٢٨٢.

48 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٥/٢٩٠.

49 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ٥/١٣٧.

50 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/٣١٠.

51 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٧٨٥.

52 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التوحيد، باب ما يذكر في الذّات، والنّعوت، وأسامي اللّه، ٩/١٢٠، رقم٧٤٠٢.

53 انظر: تفسير الشعراوي، ٢/١٠٧٠.