عناصر الموضوع

مفهوم التوبة

التوبة في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

اقتران التوبة بالإصلاح والاستغفار

التواب من أسماء الله تعالى

مجالات التوبة

قبول التوبة

نماذج من التائبين في القرآن

الأسلوب القرآني في الحث على التوبة

ثمرات التوبة وعاقبة الإعراض عنها

التوبة

مفهوم التوبة

أولًا: المعنى اللغوي:

توب: التّاء والواو والباء كلمةٌ واحدةٌ تدلّ على الرّجوع. يقال: تاب من ذنبه، أي رجع عنه، يتوب إلى اللّه توبةً ومتابًا، فهو تائبٌ. والتّوب: التّوبة. قال اللّه تعالى: ( )[غافر: ٣]1.

وتاب إلى اللّه توبًا وتوبةً ومتابًا وتابةً وتتوبةً: رجع عن المعصية، وهو تائبٌ وتوّابٌ، وتاب الله عليه: وفّقه للتّوبة، أو رجع به من التّشديد إلى التّخفيف، أو رجع عليه بفضله وقبوله، وهو توّابٌ على عباده2.

والتائب يقال لباذل التوبة ولقابل التوبة؛ فالعبد تائب إلى الله، والله تائب على عبده.

والتّوّاب: العبد الكثير التوبة، وذلك بتركه كلّ وقت بعض الذنوب على الترتيب حتى يصير تاركًا لجميعه، وقد يقال ذلك لله تعالى؛ لكثرة قبوله توبة العباد حالًا بعد حال3.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

التوبة في الشرع: الرجوع عن الأفعال المذمومة إلى الممدوحة.

والتوبة النصوح: ألا يبقي على عمله أثرًا من المعصية، سرًّا وجهرًا 4.

قال الطبري رحمه الله: «التوبة من العبد إلى ربه: إنابته إلى طاعته، وأوبته إلى ما يرضيه بتركه ما يسخطه من الأمور التي كان عليها مقيمًا مما يكرهه ربه، فكذلك توبة الله على عبده هو أن يرزقه ذلك، ويتوب من غضبه عليه إلى الرضا عنه، ومن العقوبة إلى العفو والصفح عنه»5.

وهذا التعريف في الاصطلاح لا يخرج عن معناه في اللغة.

التوبة في الاستعمال القرآني

وردت مادة (توب) في القرآن(٨٧) مرة6.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

٣٤

( ) [التوبة:١١٧]

الفعل المضارع

٢١

( ) [النساء:١٧]

الفعل الأمر

٨

( ) [التحريم:٨]

المصدر

٨

( ) [الشورى:٢٥]

اسم الفاعل

٢

( ) [التوبة:١١٢]

صيغة المبالغة

١٢

(ﭿ ) [النصر:٣]

وجاءت التوبة في القرآن على وجهين7:

أحدها: الندم على فعل الشيء والرجوع عنه، ومنه قوله تعالى:( ) [الأعراف:١٤٣].يعني: ندمت ورجعت إليك.

والثاني: التجاوز، ومنه قوله تعالى: ( ) [النساء:٢٧].يعني: يتجاوز عنكم.

الألفاظ ذات الصلة

الاعتذار:

الاعتذار لغة:

(اعتذر) فلان: صار ذا عذر، وإليه: طلب قبول معذرته، ويقال: اعتذر من ذنبه واعتذر عن فعله: تنصل واحتج لنفسه8.

الاعتذار اصطلاحًا:

تحري الإنسان ما يمحو به أثر ذنبه، وذلك ثلاثة: الأول: أن يقول: لم أفعل أو فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه عن كونه ذنبًا، الثاني: أن يقول: فعلت ولا أعود ونحو ذلك، والثالث: هو التوبة، فكل توبة عذر ولا عكس9.

الصلة بين التّوبة والاعتذار:

التوبة من الذنب الذي لا عذر في اقترافه، والمعتذر يذكر أن له في ما أتاه من المكروه عذرًا، ولو كان الاعتذار التّوبة لجاز أن يقال: اعتذر إلى الله، كما يقال: تاب إليه، وأصل العذر: إزالة الشّيء عن جهته، أي: أزال ما كان في نفسه عليه في الحقيقة أو في الظّاهر10.

الندم:

النّدم لغة:

(ندم) على الأمر ندمًا وندامة: أسف وكرهه بعدما فعله فهو نادم11.

النّدم اصطلاحًا:

التّحسّر من تغيّر رأي في أمر فائتٍ12.

الصلة بين النّدم والتّوبة:

التّوبة من النّدم؛ وذلك أنّك قد تندم على الشّيء ولا تعتقد قبحه، ولا تكون التّوبة من غير قبح، فكل توبة ندم، وليس كل ندم توبة13.

الاستغفار:

الاستغفار لغة:

(استغفر): أي طلب المغفرة، واستغفر اللّه ذنبه: طلب منه غفره14، وفي اللغة العربية إذا دخلت السين والتاء على الفعل أفادت معنى الطلب.

وبهذا، فإنّ معنى الاستغفار في اللغة: طلب السّتر، وطلب ترك المؤاخذة على الذّنب.

الاستغفار اصطلاحًا:

طلب ستر الذنب بالعفو عنه، وعدم العقوبة عليه15.

الصلة بين التوبة والاستغفار:

قال ابن القيم: «الاستغفار يتضمن التوبة، والتوبة تتضمن الاستغفار، وكل منهما يدخل في مسمى الآخر عند الإطلاق، وأما عند اقتران إحدى اللفظتين بالأخرى، فالاستغفار: طلب وقاية شر ما مضى، والتوبة: الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله»16.

الإصرار:

الإصرار لغة:

(أصر) على الأمر: ثبت عليه ولزمه، وأكثر ما يستعمل في الآثام17.

الإصرار اصطلاحًا:

وهو: التّعقّد في الذّنب والتّشدّد فيه، والامتناع من الإقلاع عنه، قال الله تعالى: ( ﭿ )[آل عمران: ١٣٥].

الصلة بين التوبة والإصرار:

علاقة تضاد، فالعبد إذا عصى وطال زمان التوبة وقع في الإصرار، قال تعالى: ( )، أي تبتدئ التوبة من زمانٍ قريب من زمان المعصية؛ لئلا يقع في الإصرار18.

اقتران التوبة بالإصلاح والاستغفار

أولًا: اقتران التوبة بالإصلاح:

قرن الله سبحانه بين التوبة والإصلاح في مواضع من كتابه، منها: قوله تعالى: ( ﯞﯟ )[البقرة: ١٦٠].

وقوله تعالى : ( )[آل عمران: ٨٩].

وقوله تعالى: ( ﭬﭭ ﭲﭳ )[النساء١٦].

وقوله تعالى: ( ﯩﯪ ) [النساء: ١٤٦].

وقوله تعالى: ( ﭷﭸ ) [المائدة٣٩].

وقوله تعالى: ( ﭩﭪ ﭯﭰ ) [الأنعام: ٥٤].

وقوله تعالى: ( )[النحل: ١١٩].

وقوله تعالى: ( ) [النور: ٥].

فالآيات تدل دلالةً واضحةً على أنه ليس المقصود بالتوبة ترك القبيح فحسب، بل يجب فعل الحسن، وهو الإصلاح.

ومن أجل ذلك شرط سبحانه وتعالى في توبة أهل الكتاب الذين كان ذنبهم كتمان ما أنزل الله من البينات والهدى؛ ليضلوا الناس بذلك، شرط أن يصلحوا العمل في نفوسهم، ويبيّنوا للناس ما كانوا يكتمونهم إياه، فقال تعالى: ( ﮮﮯ ﯞﯟ ) [البقرة: ١٥٩ - ١٦٠].

وشرط في توبة المنافقين الذين كان ذنبهم إفساد قلوب ضعفاء المؤمنين، وتحيزهم واعتصامهم باليهود والمشركين أعداء الرسول، وإظهارهم الإسلام رياءً وسمعةً: أن يصلحوا بدل إفسادهم، وأن يعتصموا بالله بدل اعتصامهم بالكفار من أهل الكتاب والمشركين، وأن يخلصوا دينهم لله بدل إظهارهم رياءً وسمعةً، فهكذا تفهم شرائط التوبة وحقيقتها19، كما قال تعالى: ( ﯩﯪ ) [النساء: ١٤٦].

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هناك أعمالًا طلب الله فيها التوبة فقط، وأعمالًا طلب فيها التوبة والإصلاح، وأعمالًا طلب فيها التوبة والإصلاح والبيان.

ثانيًا: اقتران التوبة بالاستغفار:

قرن الله سبحانه وتعالى بين التوبة والاستغفار على ألسنة رسله.

قال محمد صلى الله عليه وسلم: ( )[هود: ٣].

وقال هود عليه السلام: ( ) [هود: ٥٢].

وقال صالح عليه السلام: ( )[هود: ٦١].

وقال شعيب عليه السلام: ( ) [هود: ٩٠].

الاستغفار: طلب وقاية شرّ ما مضى، والتوبة: الرجوع وطلب وقاية شر ما يخافه في المستقبل من سيئات أعماله20.

وقيل في العلاقة بينهما: التوبة: هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا إلى ما يحبه الله ظاهرًا وباطنًا؛ ندمًا على ما مضى، وتركًا في الحال، وعزمًا على أن لا يعود، والاستغفار: طلب المغفرة من الله، فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتّبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة، ودعاء مسألة21.

التواب من أسماء الله تعالى

اشتقّ الله سبحانه وتعالى من التوبة اسمًا له، وهو التوّاب؛ دلالة على عظم التوبة وفضلها:

أولًا: معنى اسم الله التواب:

قال الطبري رحمه الله: «إن الله جل ثناؤه هو التوّاب على من تاب إليه من عباده المـذنبين من ذنوبه، التارك مجازاته بإنابته إلى طاعته بعد معصيته بما سلف من ذنبه»22.

وجاء (توّاب) على أبنية المبالغة لقبوله توبة عباده، وتكرير الفعل منهم دفعة بعد دفعة، وواحدًا بعد واحد على طول الزمان، وقبوله عز وجل ممن يشاء أن يقبل منه؛ فلذلك جاء على أبنية المبالغة، فالعبد يتوب إلى الله عز وجل ويقلع عن ذنوبه، والله يقبل توبته. فالعبد تائب والله توّاب23.

وقال ابن القيم في نونيته24:

وكذلك التوّاب من أوصافه

والتوّاب في أوصافه نوعان

إذن بتوبة عبده وقبولها

بعد المتاب بمنة المنان

ويقول السعدي رحمه الله: «فهو التائب على التائبين أولًا بتوفيقهم للتوبة، والإقبال بقلوبهم إليه، وهو التائب عليهم بعد توبتهم قبولًا لها، وعفوًا عن خطاياهم»25.

ثانيًا: الأسماء المقترنة باسمه التوّاب:

ورد اسم الله سبحانه وتعالى (التَّوَّاب) في إحدى عشرة آية في القرآن الكريم26:

١. الرحيم.

اقترن اسم التواب باسم الرحيم في (٩) آيات، منها:

قوله تعالى: ( ﯿ ﰄﰅ )[البقرة: ٣٧].

وقوله تعالى: ( )[التوبة: ١٠٤].

وقوله تعالى: ( ﭫﭬ ﭮﭯ )[الحجرات: ١٢].

ومناسبة هذا الاقتران: أن توبة الله على عباده وتوفيقهم إليها ثم قبولها منهم، هو من آثار رحمته تعالى وبره وإحسانه.

قال الطبري رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ( )[التوبة: ١١٨]: «إن الله هو الوهاب لعباده الإنابة إلى طاعته، الموفق من أحب توفيقه منهم لما يرضيه عنه، الرحيم بهم أن يعاقبهم بعد التوبة، أو يخذل من أراد منهم التوبة والإنابة ولا يتوب عليه»27.

وقال السعدي رحمه الله: «( ) أي: كثير التوبة والعفو، والغفران عن الزلات والعصيان، () وصفه الرحمة العظيمة التي لا تزال تنزل على العباد في كل وقت وحين، في جميع اللحظات، ما تقوم به أمورهم الدينية والدنيوية»28.

٢. الحكيم.

اقترن اسم التواب باسم الحكيم مرة واحدة، في قوله تعالى: ( )[النور: ١٠].

فهو () يقبل العاصين منكم، ويردّهم إلى دائرة المؤمنين الصالحين، إذا هم تابوا وأصلحوا، وهو سبحانه: () فيما حدّ من حدود ورصد من عقوبات، للمعتدين على حدوده29.

وفي ذكر وصف () هنا مع وصف () إشارةٌ إلى أن في هذه التوبة حكمة، وهي استصلاح الناس30.

مجالات التوبة

تنوّعت مجالات التوبة وتنوّعت معها شروطها. وشرط التوبة من ذنب هي فعل ضده، فشرط توبة المشرك: الإيمان؛ لأن ذنبه الإشراك، وشرط توبة المنافق الإخلاص؛ لأن ذنبه الرياء، وشرط توبة الكاتمين ما أنزل الله من البينات والهدى: البيان، وتوبة القاذف إكذابه نفسه؛ لينتفي عن المقذوف العار الذي ألحقه به بالقذف.

وسوف نوضّح مجالات التوبة فيما يلي:

أولًا: التوبة عن الشرك والكفر:

أرسل الله الأنبياء والرسل لدعوة أقوامهم إلى التوبة من الشرك والكفر، بأمرهم بالاستغفار من الشرك ثم بالتوبة من بعده:

قال هود عليه السلام: ( ﯿ )[هود: ٥٢].

أي: آمنوا به حتى يغفر لكم ذنوبكم. والاستغفار: هو الإيمان بالله في هذا الموضع؛ لأن هودًا عليه السلام إنما دعا قومه إلى توحيد الله؛ ليغفر لهم ذنوبهم، ثم توبوا إلى الله من سالف ذنوبكم وعبادتكم غيره بعد الإيمان به31.

والذنب الذي طلب هود عليه السلام قومه التوبة منه هو ذنب الشرك، قال أبو بكر الأصم: «استغفروا: أي سلوه أن يغفر لكم ما تقدم من شرككم، ثم توبوا من بعده بالندم على ما مضى، وبالعزم على أن لا تعودوا إلى مثله»32.

وقال صالح عليه السلام: ( ﯹﯺ ﯿ ﰄﰅ )[هود: ٦١].

«اعملوا عملًا يكون سببًا لستر الله عليكم ذنوبكم، وذلك الإيمان به، وإخلاص العبادة له دون ما سواه واتباع رسوله صالح، ثم اتركوا من الأعمال ما يكرهه ربكم إلى ما يرضاه ويحبه، إن ربي قريب ممن أخلص له العبادة ورغّب إليه في التوبة، مجيب له إذا دعاه»33.

ويظهر من ختام الآية بجملة: ( ) أنهم استعظموا أن يكون جرمهم مما يقبل الاستغفار عنه، فطمأنهم صالح عليه السلام إلى استجابته سبحانه وتعالى لتوبتهم إذا تابوا وقبولها منهم.

ويستفاد من الآيات أنه: يجب على كل داعٍ إلى الله أن يحبّب عباد الله إلى خالقهم، ويبشّرهم بحبه سبحانه لتوبتهم واستجابته ممن تاب إليه.

وقال شعيب عليه السلام: ( ﭭﭮ )[هود: ٩٠].

واستغفروا ربكم من سالف الذنوب، ثم توبوا إليه فيما تستقبلونه من الأعمال السيئة، ( ) أي: لمن تاب وأناب34. ويستفاد من الآية: أن الله شديد المحبة لمن يتقرب إليه بالتوبة.

وأخبر سبحانه وتعالى أن الذين عملوا السيئات من الكفر والمعاصي، ثم رجعوا من بعد فعلها إلى الإيمان والعمل الصالح، فإنه سبحانه وتعالى من بعد التوبة النصوح لغفور لأعمالهم.

قال تعالى: ( )[الأعراف: ١٥٣].

هذا خبر من الله تعالى ذكره أنه قابل من كل تائب إليه من ذنب أتاه صغيرة كانت معصيته أو كبيرة، كفرًا كانت أو غير كفر، كما قبل من عبدة العجل توبتهم بعد كفرهم به بعبادتهم العجل، وارتدادهم عن دينهم35.

ويستفاد من الآية: أنه سبحانه وتعالى يقبل توبة عباده من أي ذنب كان، حتى ولو كان من كفر أو شرك أو نفاق أو شقاق.

وأخبر سبحانه وتعالى إن رجع المشركون عن كفرهم، ودخلوا الإسلام، والتزموا شرائعه من إقام الصلاة وإخراج الزكاة، فاتركوهم، فقد أصبحوا إخوانكم في الإسلام.

قال تعالى: ( ﯖﯗ ﯟﯠ )[التوبة: ٥].

( ) من شركهم ( ) أي: أدوها بحقوقها ( ) لمستحقيها ( ) أي: اتركوهم، وليكونوا مثلكم، لهم ما لكم، وعليهم ما عليكم، ( ) يغفر الشرك فما دونه، للتائبين، ويرحمهم بتوفيقهم للتوبة، ثم قبولها منهم.

وفي هذه الآية دليل على أن من امتنع من أداء الصلاة أو الزكاة، فإنه يقاتل حتى يؤديهما، كما استدل بذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه36.

ورغّب سبحانه وتعالى المشركين في التوبة، ورهّبهم من الاستمرار على الشرك، فقال: ( ﭸﭹ ﭺﭻ ﭿ ﮀﮁ ﮈﮉ ﮋﮌ )[التوبة: ٣].

«يقول تعالى: فإن تبتم من كفركم أيها المشركون، ورجعتم إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له دون الآلهة والأنداد، فالرجوع إلى ذلك خير لكم من الإقامة على الشرك في الدنيا والآخرة، وإن أدبرتم عن الإيمان بالله وأبيتم إلا الإقامة على شرككم، فأيقنوا أنكم لا تفيتون الله بأنفسكم من أن يحل بكم عذابه الأليم وعقابه الشديد على إقامتكم على الكفر، كما فعل بذويكم من أهل الشرك، من إنزال نقمه به وإحلاله العذاب عاجلًا بساحته، وأعلم يا محمد الذين جحدوا نبوتك وخالفوا أمر ربهم بعذاب موجع يحل بهم»37.

والترغيب والترهيب في آية البراءة يشيران إلى أن المنهج الإسلامي منهج هداية قبل كل شيء، فهو يتيح للمشركين هذه المهلة لا لمجرد أنه لا يحب أن يباغتهم ويفتك بهم متى قدر- كما كان الشأن في العلاقات الدولية ولا يزال!- ولكنه كذلك يمهلهم هذه المهلة للتروي والتدبر، واختيار الطريق الأقوم، ويرغّبهم في التوبة عن الشرك والرجوع إلى الله، ويرهّبهم من التولي، وييئسهم من جدواه، وينذرهم بالعذاب الأليم في الآخرة فوق الخزي في الدنيا. ويوقع في قلوبهم الزلزلة التي ترجها رجًّا، لعل الركام الذي ران على الفطرة أن ينفض عنها، فتسمع وتستجيب!38.

ثانيًا: التوبة عن النفاق:

استثنى الله سبحانه وتعالى من الوعيد بالدرك الأسفل من النار من آمن من المنافقين، وأصلح حاله، واعتصم بالله دون الاعتزاز بالكافرين، وأخلص دينه لله.

قال تعالى: ( ﯩﯪ )[النساء: ١٤٥-١٤٦].

يخبر تعالى عن مآل المنافقين أنهم في أسفل الدركات من العذاب، وأشرّ الحالات من العقاب، فهم تحت سائر الكفار؛ لأنهم شاركوهم بالكفر بالله ومعاداة رسله، وزادوا عليهم المكر والخديعة والتمكن من كثير من أنواع العداوة للمؤمنين، على وجه لا يشعر به ولا يحس، ورتبوا على ذلك جريان أحكام الإسلام عليهم، واستحقاق ما لا يستحقونه، فبذلك ونحوه استحقوا أشد العذاب، وليس لهم منقذ من عذابه ولا ناصر يدفع عنهم بعض عقابه، وهذا عام لكل منافق إلا من منّ الله عليهم بالتوبة من السيئات، وأصلحوا له الظواهر والبواطن، والتجأوا إلى الله في جلب منافعهم ودفع المضار عنهم ( ) الذي هو الإسلام والإيمان والإحسان () فقصدوا وجه الله بأعمالهم الظاهرة والباطنة، وسلموا من الرياء والنفاق، فمن اتصف بهذه الصفات ( ) أي: في الدنيا، والبرزخ، ويوم القيامة ( ) لا يعلم كنهه إلا الله، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. وتأمل كيف خصّ الاعتصام والإخلاص بالذكر، مع دخولهما في قوله: ()؛ لأن الاعتصام والإخلاص من جملة الإصلاح؛ لشدة الحاجة إليهما خصوصًا في هذا المقام الحرج، فلا يزيله إلا شدة الاعتصام بالله، ودوام اللجأ والافتقار إليه في دفعه، وكون الإخلاص منافيًا كل المنافاة للنفاق، فذكرهما لفضلهما وتوقف الأعمال الظاهرة والباطنة عليهما، ولشدة الحاجة في هذا المقام إليهما.

وتأمل كيف لما ذكر أن هؤلاء مع المؤمنين لم يقل: وسوف يؤتيهم أجرًا عظيمًا، مع أن السياق فيهم، بل قال: ( )؛ لأن هذه القاعدة الشريفة لم يزل الله يبدئ فيها ويعيد، إذا كان السياق في بعض الجزئيات، وأراد أن يرتّب عليه ثوابًا أو عقابا وكان ذلك مشتركًا بينه وبين الجنس الداخل فيه، رتّب الثواب في مقابلة الحكم العام الذي تندرج تحته تلك القضية وغيرها، ولئلا يتوهم اختصاص الحكم بالأمر الجزئي، فهذا من أسرار القرآن البديعة، فالتائب من المنافقين مع المؤمنين وله ثوابهم39.

والمتدبر لآيات التوبة في مواضعها في القرآن يلحظ أنه «كان يكتفي بأن يقول: ( ) فالتوبة والإصلاح يتضمنان الاعتصام بالله، وإخلاص الدين لله، ولكنه هنا ينص على الاعتصام بالله، وإخلاص الدين لله؛ لأنه يواجه نفوسًا تذبذبت، ونافقت، وتولت غير الله، فناسب أن ينص عند ذكر التوبة والإصلاح، على التجرد لله، والاعتصام به وحده، وخلاص هذه النفوس من تلك المشاعر المذبذبة، وتلك الأخلاق المخلخلة.. ليكون في الاعتصام بالله وحده قوة وتماسك، وفي الإخلاص لله وحده خلوص وتجرد.

بذلك تخف تلك الثقلة التي تهبط بالمنافقين في الحياة الدنيا إلى اللصوق بالأرض، وتهبط بهم في الحياة الآخرة إلى الدرك الأسفل من النار.

وبذلك يرتفع التائبون منهم إلى مصاف المؤمنين المعتزين بعزة الله وحده، المستعلين بالإيمان، المنطلقين من ثقلة الأرض بقوة الإيمان»40.

وأخبر سبحانه وتعالى عن المنافقين أنهم إذا رجعوا إلى الإيمان والتوبة فهو خير لهم، وإن يعرضوا، أو يستمروا على حالهم، يعذّبهم الله العذاب الموجع في الدنيا على أيدي المؤمنين، وفي الآخرة بنار جهنم.

قال تعالى: ( ﭭﭮ ﭽﭾ ﭿ ﮇﮈ ﮋﮌ )[التوبة: ٧٤].

قال أبو جعفر: «اختلف أهل التأويل في الذي نزلت فيه هذه الآية، والقول الذي كان قاله، الذي أخبر الله عنه أنه يحلف بالله ما قاله، ثم قال: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال: إن الله تعالى أخبر عن المنافقين أنهم يحلفون بالله كذبًا على كلمة كفر تكلموا بها أنهم لم يقولوها، وجائز أن يكون ذلك القول ما روي عن عروة أن الجلاس قاله، وجائز أن يكون قائله عبد الله بن أبي بن سلول، والقول ما ذكره قتادة عنه أنه قال، ولا علم لنا بأن ذلك من أيٍّ؛ إذ كان لا خبر بأحدهما يوجب الحجة ويتوصل به إلى يقين العلم به، وليس مما يدرك علمه بفطرة العقل، فالصواب أن يقال فيه كما قال الله جل ثناؤه: ( )[التوبة: ٧٤]»41.

ثم دعاهم الله تبارك وتعالى إلى التوبة رفقًا بهم ولطفًا بالرغم من أفعالهم العظيمة، فقال تعالى: ( ﭽﭾ ﭿ )[التوبة: ٧٤].

فإن يتب هؤلاء القائلون كلمة الكفر من قيلهم الذي قالوه فرجعوا عنه، يك رجوعهم وتوبتهم من ذلك خيرًا لهم من النفاق، وإن يدبروا عن التوبة فيأبوها، ويصروا على كفرهم يعذّبهم عذابًا موجعًا في الدنيا، إما بالقتل، وإما بعاجل خزي لهم فيها، ويعذّبهم في الآخرة بالنار42.

وفي الآية دلالة أنه لا يحصل الخير إلا عند التوبة؛ لأن التوبة أصل السعادة في الدنيا والآخرة.

ثالثًا: التوبة عن المعاصي:

أخبر سبحانه وتعالى أن العبد إذا تاب من أمهات الكبائر: الشرك والقتل والزنا، وفّقه للتوبة وقبلها منه.

قال تعالى: ( ﭡﭢ ﭽﭾ ﭿ ﮋﮌ)[الفرقان: ٦٨-٧١].

روى مسلم بسنده، عن ابن عبّاسٍ رضي الله عنهما أنّ ناسًا من أهل الشّرك قتلوا فأكثروا، وزنوا فأكثروا، ثمّ أتوا محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فقالوا: إنّ الّذي تقول وتدعو لحسنٌ، ولو تخبرنا أنّ لما عملنا كفّارةً، فنزل: ( ﭡﭢ )43.

ومعنى الآية: «والذين لا يعبدون مع الله إلها آخر فيشركون فى عبادتهم إياه، بل يخلصون له العبادة ويفردونه بالطاعة، ولا يقتلون النفس بسبب من الأسباب إلا بسبب الحق المزيل لحرمتها وعصمتها، كالكفر بعد الإيمان، والزنا بعد الإحصان، وقتل النفس بغير حق، ولا يأتون ما حرّم الله عليهم إتيانه من الفروج، ومن يفعل خصلة من خصال الفجور السالفة، يلق في الآخرة جزاء إثمه وذنبه الذي ارتكبه، بل سيضاعف له ربه العذاب يوم القيامة ويجعله خالدا أبدًا في النار مع المهانة والاحتقار، فيجتمع له العذاب الجسمي والعذاب الروحي. وبعد أن أتم تهديد الفجار على هذه الأوزار أتبعه بترغيب الأبرار في التوبة والرجوع إلى حظيرة المتقين فيفوزون بجنات النعيم، فقال: لكن من رجع عن هذه الآثام مع إيمانه وعمله الصالحات فأولئك يمحو الله سوابق معاصيهم بالتوبة، ويثبت لهم لواحق طاعته، ومن تاب عن المعاصي التي فعلها، وندم على ما فرط منه، وزكى نفسه بصالح الأعمال، فإنه يتوب إلى الله توبة نصوحًا، مقبولة لديه، ماحية للعقاب، محصلة لجزيل الثواب، إلى أنه ينير قلبه بنور من عنده يهديه إلى سواء السبيل، ويوفقه للخير، ويبعده عن الضير»44.

قبول التوبة

نماذج من التائبين في القرآن

الأسلوب القرآني في الحث على التوبة

ثمرات التوبة وعاقبة الإعراض عنها


1 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ١/ ٣٥٧.

2 انظر: القاموس المحيط، الفيروزآبادي ص٦٢.

3 المفردات، الراغب الأصفهاني ص ١٦٩.

4 انظر: التعريفات، الجرجاني ص ٧٠.

5 جامع البيان، الطبري، ١/ ٥٨٧.

6 المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، ص ١٥٦- ١٥٨، المعجم المفهرس الشامل، عبد الله جلغوم، ص ٣٦٩-٣٧١.

7 انظر: الوجوه والنظائر، الدامغاني، ص ٢٣٢.

8 المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ٢/٥٩٠.

9 انظر: التوقيف، المناوي ص ٧٤.

10 الفروق اللغوية، العسكري، ١/ ٢٣٥.

11 المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ٢/٩١١.

12 المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٧٩٦.

13 الفروق اللغوية، العسكري، ١/ ٢٣٥.

14 انظر: لسان العرب، ابن منظور ٥/٣٢٧٤.

15 انظر: جامع البيان، الطبري ٣/١٨٥، روح المعاني، الألوسي ١١/٢٠٧.

16 مدارج السالكين ١/٣٠٨.

17 المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ١/٥١٢.

18 الدر المصون، السمين الحلبي ٣/ ٦٢٤.

19 عدة الصابرين، ابن القيم ص ١٧.

20 مدارج السالكين، ابن القيم، ١/ ٣٤٥

21 تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، السعدي ٢/ ٣٦٤.

22 جامع البيان، الطبري، ١/ ٥٨٧

23 اشتقاق أسماء الله، ص ٦٢.

24 الكافية الشافية، ابن القيم ص٢٠٩.

25 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٩٤٦.

26 المعجم المفهرس الشامل، عبد الله جلغوم، ص٣٧٠.

27 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٥٤.

28 تيسير الكريم الرحمن، ص ٣٥٤.

29 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ٩/ ١٢٢٦.

30 التحرير والتنوير، ١٨/ ١٣٥.

31 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٤٤٤.

32 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي، ١٨/ ٣٦٣.

33 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٤٥٣.

34 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٤/ ٢٩٧.

35 جامع البيان، الطبري، ١٠/ ٤٦٥.

36 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٣٢٩.

37 جامع البيان، الطبري، ١١/ ٣٤٠.

38 في ظلال القرآن، سيد قطب ٣/ ١٥٩٩.

39 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٢١١.

40 في ظلال القرآن، سيد قطب ٢/ ٧٨٥.

41 جامع البيان، ، ١١/ ٥٧٢.

42 المصدر السابق ١١/ ٥٧٥.

43 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب كون الإسلام يهدم ما قبله وكذا الهجرة والحجّ،١/ ٣٠٥، رقم١٧٤.

44 تفسير المراغي، ١٩/ ٤٠.

45 جامع البيان، ٧/ ٣٠٨.

46 المصدر السابق ٧/ ٣١٠.

47 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ١٩٢.

48 انظر: جامع البيان، الطبري، ٦/ ٥٠٧.

49 انظر: في ظلال القرآن، سيد قطب ١/ ٦٠٤.

50 المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/ ٢٤.

51 البحر المحيط، أبو حيان ٣/ ٥٦٠

52 فتح القدير، الشوكاني، ١/ ٥٠٥.

53 تفسير آيات الأحكام، السايس، ص١٨٠.

54 التفسير القيم، ابن القيم، ص١٧٥.

55 جامع البيان، الطبري، ٨/ ٤١١.

56 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/ ١٩٠.

57 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٣/ ١٠٠.

58 البحر المحيط، أبو حيان ٤/ ٢٥٦.

59 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ١/ ٣٠٢.

60 المحرر الوجيز، ٣/ ٩٢.

61 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ١/ ٣٠٢.

62 تفسير المراغي، ٢/ ٢٨.

63 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ١/ ٣٤٣.

64 التحرير والتنوير، ٢/ ٧٢.

65 المصدر السابق ٢٤/ ٨٠.

66 جامع البيان، الطبري، ٢٠/ ٥٠٦.

67 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب، ٦/٨٩٠.

68 البيت من معلقته المشهورة.

انظر: ديوان عمرو بن كلثوم ص ٧٨.

69 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٤/ ٢٧٨.

70 المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/ ٢٤.

71 مدارج السالكين، ابن القيم ١/ ٢٩٥.

72 أخرجه الترمذي في سننه، كتاب الدّعوات، باب إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر، رقم ٣٥٣٧.

وحسنه الألباني في صحيح الجامع، رقم ١٩٠٣.

73 المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/٢٥.

74 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ٥/ ٩١.

75 جامع البيان، الطبري، ٦/ ٥١٦.

76 مفتاح دار السعادة، ابن القيم ١/ ٢٨٣.

77 في ظلال القرآن، سيد قطب ١/ ٦٠٤

78 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص٢٨١.

79 المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/ ٣٦٧.

80 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، سورة الأنعام، باب لا ينفع نفس إيمانها، ١٤/ ١٧٤، رقم ٤٢٦٩.

81 مفاتيح الغيب، الرازي، ١٠/٨.

82 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص١٧١.

83 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٤/ ٢٨٠.

84 إرشاد العقل السليم، أبو السعود، ١/ ٩٢.

85 حجة القراءات، ابن زنجلة ص٩٤- ٩٥.

86 المحرر الوجيز، ابن عطية ١/ ١٣١.

87 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١/ ٤٣٩.

88 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٤٣٧.

89 تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص٣٨٢.

90 جامع البيان، الطبري، ٢/ ٥٧٢.

91 تيسير الكريم الرحمن، ص٦٦.

92 المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/ ٤٥٢.

93 مفاتيح الغيب، الرازي، ١٤/ ٣٥٩.

94 التحرير والتنوير، ٩/ ٩١.

95 جامع البيان، الطبري، ٢٠/ ٦٤.

96 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٧١١.

97 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٥٢٩.

98 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٥٤.

99 المحرر الوجيز، ابن عطية ٣/ ٩٤.

100 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، سورة براءة، ١٤/ ٢٤٨، رقم ٤٣٠٩.

101 جامع البيان، الطبري، ٢٣/ ٩٣.

102 إرشاد العقل السليم، أبو السعود، ١/ ١٦١.

103 جامع البيان، الطبري، ١٧/ ٢٧٣.

104 فتح القدير، الشوكاني، ٤/ ٣٠.

105 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ٩/ ١٢٦٩.

106 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ١٨/ ١٩٧.

107 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٨/ ١٩٠.

108 مفاتيح الغيب، الرازي، ١٢/ ٤٠٩.

109 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ٥/ ٨٤٨.

110 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٢٢/ ١٣٢.

111 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ١٠٠.

112 التفسير القرآني للقرآن، عبدالكريم الخطيب ١/ ٢٥٤.

113 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب التّوبة، باب في الحضّ على التّوبة والفرح بها، ٤/٢١٠٢، رقم ٢٦٧٥.

114 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ٨/ ٢٦٩.

115 في ظلال القرآن، سيد قطب ٣/ ١٧١٩.

116 المصدر السابق، ٦/ ٣٦١٦.

117 تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص٥٦٦.

118 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٧/ ١١٩.

119 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٣١٣.

120 في ظلال القرآن، سيد قطب، ٦/ ٣٧١٣.

121 المحرر الوجيز، ابن عطية، ٣/ ١٤٩.

122 تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص٥٨٧.

123 في ظلال القرآن، سيد قطب، ٥/ ٢٥٧٩.

124 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان باب، ما أدنى أهل الجنة منزلة، رقم ٣٠٨.

125 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٤٤٤.

126 البحر المحيط، أبو حيان ٦/ ١٦٦.

127 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٨/ ٣٦٥.

128 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٣٠/ ٢٤٦.

129 جامع البيان، الطبري، ٢١/ ٣٧٣.

130 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ٢٦/ ٢٥٠.

131 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ٤/ ١٦١.

132 البحر المحيط، أبو حيان، ٥/ ٤٦٦.

133 جامع البيان، الطبري، ١٢/ ٣١٥.

134 التحرير والتنوير، ابن عاشور، ١١/ ٣١٩.