عناصر الموضوع

مفهوم البيوت

البيوت في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

البيوت نعمة

أنواع البيوت

الخروج من البيت ابتغاء مرضاة الله

آداب دخول البيوت

البيوت والفتنة

البيوت والعذاب

النساء والبيوت

البيوت

مفهوم البيوت

أولًا: المعنى اللغوي:

قال ابن فارس: «(بيت) الباء والياء والتاء أصل واحد، وهو المأوى والمآب ومجمع الشمل، يقال: بيت وبيوت وأبيات1».

والبيت سمي بيتًا؛ لأنه يبات فيه ليلًا2.

قال الراغب: «أصل البيت: مأوى الإنسان بالليل؛ لأنه يقال: بات: إذا أقام بالليل، كما يقال: ظل بالنهار، ثم قد يقال للمسكن: بيت من غير اعتبار الليل فيه، وجمعه: أبيات وبيوت، لكن البيوت بالمسكن أخص، والأبيات بالشعر»3.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

عرفه ابن العربي بقوله: « كل ما علاك فأظلك فهو سقف، وكل ما أقلك فهو أرض، وكل ما سترك من جهاتك الأربع فهو جدار، فإذا انتظمت واتصلت فهو بيت»4.

وقال القرطبي: «البيت سمي بذلك؛ لأنها ذات سقف وجدار، وهي حقيقة البيتية، وإن لم يكن بها ساكن»5.

وعرفه إسماعيل حقي بقوله هي: «اسم مبنى مسقف مدخله من جانب واحد، بنى للبيتوتة سواء كان حيطانه أربعة أو ثلاثة»6.

وعرفه ابن عاشور بقوله: «البيت: اسم جنس للمكان المتخذ مسكنًا لواحد، أو عدد من الناس في غرض من الأغراض، وهو مكان من الأرض يحيط به ما يميزه عن بقية بقعته من الأرض ليكون الساكن مستقلًّا به لنفسه، ولمن يتبعه فيكون مستقرًّا له، وكنًّا يكنّه من البرد، وساترًا يستتر فيه عن الناس، ومحطًّا لأثاثه وشؤونه»7.

البيوت في الاستعمال القرآني

ورد (البيت) في القرآن الكريم (٦٣) مرة8.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

مفرد

٢٦

( ) [البقرة:١٢٥]

جمع

٣٧

( ) [النور:٦١]

وجاءت البيوت في القرآن على ثلاثة أوجه 9:

الأول: المكان المعد للمبيت، ويشمل المنزل والخيمة وغيرها، ومنه قوله تعالى: ( ) [النور:٦١]. أي: منازل.

الثاني: المسجد: ومنه قوله تعالى: ( ) [النور:٣٦]. أي: مساجد.

الثالث: الكعبة: ومنه قوله تعالى: ( ) [البقرة:١٢٥].

أي: جعلنا الكعبة.

الألفاظ ذات الصلة

المنزل:

المنزل لغة:

موضع النزول، وهو الحلول، تقول: نزلت نزولًا ومنزلًا؛ ويطلق المنزل على المنهل والدار10، ومنه قوله تعالى: ( ) [المؤمنون:٢٩].

المنزل اصطلاحًا هو:

اسم لما يشتمل على بيوت وصحن مسقف ومطبخ ليسكنه الرجل بعياله11، وهو عند الفقهاء دون الدار وفوق البيت، وأقله بيتان أو ثلاثة12.

الصلة بين البيت والمنزل:

أن البيت أخص من المنزل، والمنزل أعم من البيت.

الدار:

الدار لغة:

المحل الذي يجمع البناء والعرصة، وهو من دار يدور؛ لكثرة حركات الناس فيها13، ومنه قوله تعالى: ( ) [الأعراف:٩١].

وقوله تعالى: ( ) [يونس:٢٥].

الدار اصطلاحًا:

هو اسم لما اشتمل على بيوت ومنازل وصحن غير مسقف14.

الصلة بين البيت والدار:

أن الدار أشمل من البيت والمنزل لاشتمالها عليهما15.

المسكن:

المسكن لغة:

مكان السكنى، والموضع الذي يسكن فيه16، كما يطلق المسكن: على المنزل والبيت17، ومنه قوله تعالى: ( ﭖﭗ ) [سبأ:١٥].

المسكن اصطلاحًا:

هو البيت سواء كان بناء، أم خيمة، أم غير ذلك18.

الصلة بين البيت والمسكن:

أن المسكن هو البيت الذي يسكن فيه الإنسان إلا أن المسكن فيه معنى الإقامة والاستيطان والاستقرار بالمكان19.

المأوى:

المأوى لغة:

المكان20، قال الجوهري: «المأوى كل مكان يأوي إليه شيء ليلًا أو نهارًا»21، ومنه قوله تعالى: ( ) [النجم:١٥].

وقوله تعالى: ( ) [النازعات:٣٩].

المأوى اصطلاحًا:

هو كل مكان يأوي إليه شيء، ويكون ملجأ للشخص ومستراحًا يستريح إليه

من الحر والبرد22.

الصلة بين البيت والمأوى:

أن البيت هو محل المأوى الذي يأوي إليه الإنسان ويجتمع شمله بمن أوى إليهم.

العمارة:

العمارة لغة:

نقيض الخراب: يقال: عمر أرضه: يعمرها عمارة، قال تعالى: ( ) [التوبة:١٩].

وقال تعالى: ( ) [التوبة:١٨].

إما من العمارة التي هي حفظ البناء، أو من العمرة التي هي الزيارة، أو من قولهم: عمرت بمكان كذا، أي: أقمت به23.

وعمر المنزل بأهله عمرًا، وعمره أهله: إذا سكنوه، وأقاموا به، وعمرت الدار عمرًا أيضًا: بنيتها، والاسم العمارة بالكسر، والعمران: اسم للبنيان24.

العمارة اصطلاحًا:

هي اسم للبيت المؤلف من طبقات وشقق25.

الصلة بين البيت والعمارة:

أن العمارة اسم للبيت الواسع المكون من طوابق وشقق إلا أن فيه معنى حفظ البناء والإقامة فيه.

الخراب:

الخراب لغة:

ضد العمارة، قال تعالى: ( ﭿ) [البقرة:١١٤]26.

قال ابن فارس: «(خرب) الخاء والراء والباء أصل يدل على التثلم والتثقب، فالخربة: الثقبة، ومن الباب، وهو الأصل، الخراب: ضد العمارة»27.

الخراب اصطلاحًا:

هو ذهاب العمارة28.

الصلة بين البيوت والخراب:

أن الخراب هو نقيض البيوت وعمارتها والسكن فيها.

الخواء:

الخواء في اللغة:

قال ابن فارس: «(خوى) الخاء والواو والياء أصل واحد يدل على الخلو والسقوط»29، وخوت الدار: تهدمت وسقطت؛ ومنه قوله تعالى: ( ﮭﮮ ) [النمل:٥٢].

أي: خالية، كما قال تعالى: ( ) [الحج:٤٥]؛ أي: خالية، وقيل: ساقطة على سقوفها، وأرض خاوية: خالية من أهلها30.

الخواء اصطلاحًا:

سقوط البيوت وتهدمها بعد خلوها من سكانها الذين كانوا يعمرونها31.

الصلة بين البيوت والخواء:

أن الخواء صفة للبيوت الخالية من سكانها بسبب ما حل بها من عذاب، كما يلاحظ ذلك من الآيات التي ورد فيها لفظ: (خاوية)، قال تعالى: ( ) [البقرة:٢٥٩].

وقال تعالى: ( ) [الحج:٤٥].

وقال سبحانه: ( ﮭﮮ ) [النمل:٥٢].

البيوت نعمة

من نعم الله تعالى على عباده أن جعل البيوت مكانًا للعبادة، ومكانًا للأمن ومكانًا للستر، وللراحة والاستقرار، ومكانًا للأكل والإدخار، وبيان ذلك في الفقرات الآتية:

أولًا: مكان للعبادة:

إن البيوت التي جعلها الله للعبادة على ثلاثة أنواع:

١. البيت الحرام.

وهو مكان للعبادة حيث يجب على المسلم استقبال البيت الحرام في كل صلاة، قال تعالى: ( ) [آل عمران:٩٦].

قال أبو جعفر الطبري: «ومعنى ذلك: إن أول بيت وضع للناس لعبادة الله فيه»32.

وأخرج ابن أبي حاتم عن علي رضي الله عنه في قوله تعالى: ( ) قال: «كانت البيوت قبلة، ولكن كان أول بيت وضع لعبادة الله»33.

وقد أمر الله تعالى باستقبال البيت الحرام بقوله: ( ﮡﮢ ﮥﮦ ﮫﮬ ) [البقرة:١٤٤].

والمعنى: «من أي مكان وبقعة شخصت فخرجت يا محمد، فول وجهك تلقاء المسجد الحرام، وهو شطره، وأينما كنتم أيها المؤمنون من أرض الله، فولوا وجوهكم في صلاتكم تجاهه وقبله وقصده»34.

كما أنه مكان لعبادة الحج قال تعالى: ( ﯕﯖ ) [آل عمران:٩٧].

أي: ويجب الحج على المستطيع من هذه الأمة، واستطاعة السبيل إلى الشيء إمكان الوصول إليه، وتختلف الاستطاعة باختلاف الأشخاص، واختلاف البعد عن البيت والقرب منه35.

والمعنى: ولله على من استطاع من الناس حج البيت، أي: فرض واجب لله تعالى على من استطاع من أهل التكليف السبيل إلى حج بيته الحرام36.

٢. المساجد.

إن المساجد بيوت ومكان للعبادة، قال تعالى: ( ) [النور:٣٦]37.

والبيوت المذكور في الآية هي: المساجد المخصوصة لله تعالى بالعبادة، وقوله: ( )، أي: أذن الله أن تبنى، فيصلى فيها الصلاة المفروضة بالغدو والآصال بالبكر والعشايا38.

٣. بيوت المؤمنين.

إن بيوت المؤمنين مكان للعبادة كما قال تعالى: ( ﯣﯤ ) [يونس:٨٧] يقول: واجعلوا بيوتكم مساجد تصلون فيها39، وقيل: ( ) أي: صلوا في بيوتكم لتأمنوا من الخوف؛ لأنهم آمنوا على خوف من فرعون40، ( ) أي: في بيوتكم، وفي ذلك دلالة على جواز كتم الصلاة عند الخوف، ( ) أي: بالنصرة في الدنيا، والجنة في العقبى41.

كما أن الله تعالى أخبر عن حال عباده في بيوتهم، فقال تعالى: ( ) [الفرقان:٦٤].

أي: والذين يبيتون ساجدين قائمين لربهم، أي: يحيون الليل كله أو بعضه بالصلاة، وخص العبادة بالبيتوتة؛ لأن العبادة بالليل أخص وأبعد عن الرياء، وقال ابن عباس رضي الله عنه: من صلى ركعتين أو أكثر بعد العشاء فقد بات لله ساجدًا قائمًا، ونحو الآية قوله تعالى: ( ) [السجدة:١٦].

وقوله تعالى: ( ﮒ ﮓ ) [الذاريات:١٧-١٨].

وقوله عز وجل: ( ) [الزمر:٩]42.

وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل الرجل من صلاته غير المفروضة في بيته شيئًا، فقد روى ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبورًا)43.

وروى زيد بن ثابت رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة قال: حسبت أنه قال من حصير- في رمضان، فصلى فيها ليالي، فصلى بصلاته ناس من أصحابه، فلما علم بهم جعل يقعد، فخرج إليهم فقال: (قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة)44.

وفي هذه الأحاديث بيان بأن بيوت المؤمنين مكان للصلاة، وفيها أيضًا حث للصلاة في البيوت فيما عدا الفروض، فإنها تكون في المساجد من أجل الجماعة.

ثانيًا: مكان للأمن:

جعل الله تعالى البيوت مكانًا يأمن فيه الإنسان على نفسه وأهله وماله، وجعل لهذه البيوت حرمة لا يجوز دخولها إلا بإذن من صاحبها فقال تعالى: ( ﯻﯼ ﯿ ) [النور:٢٧].

وشرع الاستئذان لمن يزور أحدًا في بيته؛ لأن الناس اتخذوا البيوت للاستتار مما يؤذي الأبدان من حرٍّ وقرٍّ ومطرٍ، ومما يؤذي العرض والنفس من انكشاف ما لا يحب الساكن اطلاع الناس عليه، فإذا كان في بيته وجاءه أحد فهو لا يدخله حتى يصلح ما في بيته وليستر ما يحب أن يستره، ثم يأذن له أو يخرج له فيكلمه من خارج الباب45.

وحكمة الاستئذان هي: توفير حرمة المسكن وحرية السكان، لذا قال الله تعالى: ( ﯿ ) أي: أن الاستئذان خير وأفضل للطرفين، المستأذن وأهل البيت، فهو خير من الدخول فجأة، والمعنى: قد أنزل الله عليكم هذا الأدب، وأرشدكم إليه، لتتذكروا وتتعظوا، وتعملوا بالأصلح لكم، ( ﭚﭛ ﭠﭡ ﭤﭥ ) [النور:٢٨] أي: فإن لم تجدوا في بيوت غيركم أحدًا يأذن لكم، فلا تدخلوها حتى يأذن لكم صاحب الدار، فلا يحل الدخول في هذه الحالة؛ لأنه تصرف في ملك الغير بغير إذنه؛ ولأن للبيوت حرمة، وهي محل السكن الخاص والطمأنينة الشخصية، والراحة والوداعة46.

وقد أباح النبي صلى الله عليه وسلم حرمة من تطلع في بيوت الغير بغير إذن، وأهدر كل جناية تقع عليه؛ لما أخرجه الشيخان في صحيحيهما، ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فخذفته بعصاة ففقأت عينه، لم يكن عليك جناح)47، وفي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (من اطلع في بيت قوم من غير إذنهم، حل لهم أن يفقؤوا عينه)48.

وفي هذه الأحاديث دليل على أن البيوت مكان للأمن حيث يأمن فيها الإنسان على نفسه وحرمه وأهله، ولهذا فقد أباح النبي صلى الله عليه وسلم ورفع الجناح عن من تطلع في بيت غيره بغير إذن بأن يفقأ عين من يفعل ذلك، وأن ذلك هدر لا قصاص فيه، ولا دية.

والأمن في البيوت نعمة تستوجب الشكر؛ لما رواه سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمي، عن أبيه، وكانت له صحبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا)، وحِيزَت: جُمِعَت49.

وقد جعل الله تعالى بيته الحرام مكانًا للأمن العام، قال تعالى: ( ﯧﯨ ) [البقرة:١٢٥].

فقد استجاب الله دعوة خليله إبراهيم عليه السلام فجعل مكة المكرمة بلدًا آمنًا، قال تعالى: ( ﯿ ﰆﰇ ﰑﰒ ) [البقرة:١٢٦].

فجعل الله مكة المكرمة بلدًا آمنًا من الظلم والإغارات الواقعة على غيره، فكان الرجل يلقى قاتل أبيه فيه فلا يهيجه50.

وقال تعالى: ( ﮥﮦ ) [آل عمران:٩٧].

أي: وأمن من دخله، والعرب جميعًا قد اتفقوا على احترامه وتعظيمه، فمن دخله أمن على نفسه من الاعتداء والإيذاء، ومن أن يسفك دمه أو تستباح حرماته ما دام فيه، وقد مضوا على ذلك الأجيال الطوال في الجاهلية على كثرة ما بينهم من الأحقاد والضغائن، واختلاف المنازع والأهواء، وقد أقر الإسلام هذا، وكل ذلك بفضل دعوة إبراهيم عليه السلام ( ) [البقرة:١٢٦]»51.

والمعنى: ومن دخله كان آمنًا يعني: حرم مكة إذا دخله الخائف يأمن من كل سوء، وكذلك كان الأمر في حال الجاهلية، كما قال الحسن البصري وغيره: كان الرجل يقتل فيضع في عنقه صوفة ويدخل الحرم، فيلقاه ابن المقتول فلا يهيجه حتى يخرج، وعن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى:( ) قال: من عاذ بالبيت أعاذه البيت، ولكن لا يؤوى ولا يطعم ولا يسقى، فإذا خرج أخذ بذنبه.

وقال الله تعالى: ( ﭿ ) [العنكبوت:٦٧].

وقال تعالى: ( ﭝ ﭞ ) [قريش:٣-٤] .

وحتى إنه من جملة تحريمها حرمة اصطياد صيدها وتنفيره عن أوكاره، وحرمة قطع شجرها52.

ثالثًا: مكان للستر:

جعل الله تعالى البيوت مكانًا لستر العورات والحرمات، قال تعالى: ( ) [النحل:٨٠].

أي: جعل لكم موضعًا تسكنون فيه أيام مقامكم، وقيل: معناه: جعل لكم من بيوتكم ما تسكن إليه أنفسكم من ستر العورة والحرم، فتهدأ فيه جوارحكم53.

وقوله: ( ) موضعًا تسكنون فيه، قال ابن عباس، ومجاهد: يعني: المساكن من الحجر والمدر يستر عوراتكم وحرمكم، وذلك أن الله خلق الخشب والمدر والآلة التي بها يمكن تسقيف البيوت وبناؤها، ( ) يعني: الأنطاع والأدم، بيوتًا يعني: القباب والخيام، ( ) يخف عليكم حملها في أسفاركم، ومعنى الظعن: سير أهل البوادي لنجعة، أو حضور ماء، أو طلب مرتع، ( ) قال مقاتل: لا تثقل عليكم في الحالتين54.

رابعًا: الراحة والاستقرار:

جعل الله تعالى البيوت مكانًا للراحة والاستقرار، وهذا ما يفيده معنى السكن الذي جعله الله تعالى في البيوت.

قال تعالى: ( ﭡﭢ ) [النحل:٨٠].

يذكر تبارك وتعالى تمام نعمه على عبيده بما جعل لهم من البيوت التي هي سكن لهم، يأوون إليها، ويستترون بها، وينتفعون بها بسائر وجوه الانتفاع، وجعل لهم أيضًا من جلود الأنعام بيوتًا، أي: من الأدم، يستخفون حملها في أسفارهم ليضربوها لهم في إقامتهم في السفر والحضر، ولهذا قال: ( ) بما يحقق لهم الراحة والاستقرار فيها في كلا الحالين55.

قال سيد قطب: «والسكن والطمأنينة في البيوت نعمة لا يقدرها حق قدرها إلا المشردون الذين

لا بيوت لهم ولا سكن ولا طمأنينة، وذكرها في السياق يجيء بعد الحديث عن الغيب، وظل السكن ليس غريبًا عن ظل الغيب، فكلاهما فيه خفاء وستر، والتذكير بالسكن يمس المشاعر الغافلة عن قيمة هذه النعمة.

ونستطرد هنا إلى شيء عن نظرة الإسلام إلى البيت، بمناسبة هذا التعبير الموحي: ( ) فهكذا يريد الإسلام البيت مكانًا للسكينة النفسية والاطمئنان الشعوري، هكذا يريده مريحًا تطمئن إليه النفس وتسكن وتأمن سواء بكفايته المادية للسكنى والراحة، أو باطمئنان من فيه بعضهم لبعض، وبسكن من فيه كل إلى الآخر، فليس البيت مكانًا للنزاع والشقاق والخصام، إنما هو مبيت وسكن وأمن واطمئنان وسلام.

ومن ثم يضمن الإسلام للبيت حرمته، ليضمن له أمنه وسلامه واطمئنانه، فلا يدخله داخل إلا بعد الاستئذان، ولا يقتحمه أحد- بغير حق- باسم السلطان، ولا يتطلع أحد على من فيه لسبب من الأسباب، ولا يتجسس أحد على أهله في غفلة منهم أو غيبة، فيروع أمنهم، ويخل بالسكن الذي يريده الإسلام للبيوت، ويعبر عنه ذلك التعبير الجميل العميق!

ولأن المشهد مشهد بيوت وأكنان وسرابيل، فإن السياق يعرض من الأنعام جانبها الذي يتناسق مع مفردات المشهد: ( ﭡﭢ ) [النحل:٨٠].

وهو هنا كذلك يستعرض من نعمة الأنعام ما يلبي الضرورات وما يلبي الأشواق، فيذكر المتاع، إلى جانب الأثاث، والمتاع ولو أنه يطلق على ما في الأرحال من فرش وأغطية وأدوات، إلا أنه يشي بالتمتع والارتياح»56.

فهذه البيوت التي جعلها الله سكنًا للإنسان، يأوي إليها، ويجد فيها أنس النفس وروح الروح، بما يجتمع إليه فيها من زوج وولد.. أليس هذا من نعم الخالق ومن سابغات أفضاله؟ ثم هذه البيوت الخفيفة الحمل التي يتخذها الإنسان من جلود الأنعام، أو مما على جلودها من أصواف وأوبار وأشعار- أليست مما يسر الله للإنسان، ومكن له منها؟57.

خامسًا: مكان للأكل والادخار:

جعل الله تعالى البيوت مكانًا للأكل، قال تعالى: ( ﮱﯓ ) [النور:٦١].

فالآية الكريمة قد أجازت الأكل من هذه البيوت المذكورة -وهي أحد عشر بيتًا- وإن لم يكن فيها أصحابها، ما دام الآكل قد علم رضا صاحب البيت بذلك، وأنه لا يكره هذا ولا يتضرر منه، استنادًا إلى القواعد العامة في الشريعة، والتي منها: (لا ضرر ولا ضرار)58، وأنه (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه)5960.

«قال سعيد بن المسيب: إن المسلمين كانوا إذا غزوا وخلفوا زمناهم، وكانوا يدفعون إليهم مفاتيح أبوابهم، ويقولون: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا. وكانوا يتحرجون من ذلك، وقالوا: لا ندخلها وهم غيب.

فنزلت هذه الآية رخصة لهم، ومعنى الآية: نفي الحرج عن الزمنى في أكلهم من بيت أقاربهم، أو بيت من يدفع إليهم المفتاح إذا خرج للغزو، وقوله: ( ) [النور:٦١].

أي: ليس عليكم حرج أن تأكلوا من أموال عيالكم وأزواجكم، وبيت المرأة كبيت الرجل، وقال ابن قتيبة: أراد أن تأكلوا من بيوت أولادكم، فنسب بيوت الأولاد إلى الآباء، لأن الأولاد كسبهم وأموالهم كأموالهم»61.

وذكر سبحانه بيوتهم هنا مع أنه من المعروف أنه لا حرج في أن يأكل الإنسان من بيته، للإشعار بأن أكلهم من بيوت الذين سيذكرهم سبحانه بعد ذلك من الآباء والأمهات والأقارب، يتساوى في نفي الحرج مع أكلهم من بيوتهم، أي: أن أكل الناس من بيوتهم لم يذكر هنا لنفي حرج كان متوهمًا، وإنما ذكر لإظهار التسوية بين أكلهم من بيوت أقاربهم وأصدقائهم، وبين أكلهم من بيوتهم62.

ثم ذكر سبحانه بيوتًا أخرى لا حرج عليهم في الأكل منها، فقال: ( ﮫﮬ ) [النور:٦١].

يعني: بيوت عبيدكم ومما يملكون، وذلك أن السيد يملك منزل عبده، والمفاتح معناها الخزائن، كقوله: ( ) [الأنعام:٥٩]63.

ويجوز أن تكون التي يفتح بها، وهذا قول عطاء، عن ابن عباس.

قوله: ( ) [النور:٦١] ما خزنتموه لغيركم، قال ابن عباس: يعني بذلك وكيل الرجل وقيمه في ضيعته، لا بأس عليه أن يأكل من ثمر حائطه، ويشرب من لبن ماشيته، قال عكرمة: إذا ملك الرجل المفتاح فهو خازن، فلا بأس أن يطعم الشيء اليسير، وقال السدي: الرجل يولى طعام غيره يقوم عليه، فلا بأس أن يأكل منه64.

وقوله تعالى: ( ) [النور:٦١] معطوف على ما قبله والصديق هو من يصدق في مودتك، وتصدق أنت في مودته، وهو اسم جنس يطلق على الواحد والجمع، والمراد هنا: الجمع، أي: ولا حرج عليكم أيضًا في الأكل من بيوت أصدقائكم65، والمعنى: ليس عليكم جناح أن تأكلوا من منازل أصدقائكم وأصحابكم إذا دخلتموها وإن لم يحضروا من غير أن تتزودوا وتحملوا66 إذا علمتم أن ذلك لا يشق عليهم ولا يكرهون ذلك.

وقال قتادة: إذا دخلت بيت صديقك فلا بأس أن تأكل بغير إذنه67.

وقوله تعالى: ( ) [النور:٦١].

قال ابن كثير: «قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في هذه الآية: وذلك لما أنزل الله: ( ) [النساء:٢٩] قال المسلمون: إن الله قد نهانا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، والطعام هو أفضل من الأموال، فلا يحل لأحد منا أن يأكل عند أحد، فكف الناس عن ذلك، فأنزل الله ( ) إلى قوله: ( ).

وكانوا أيضًا يأنفون ويتحرجون أن يأكل الرجل الطعام وحده حتى يكون معه غيره، فرخص الله لهم في ذلك، أن يأكلوا جميعا أو أشتاتًا، وقال قتادة: كان هذا الحي من بني كنانة يرى أحدهم أن مخزاة عليه أن يأكل وحده في الجاهلية، حتى إن كان الرجل ليسوق الذود الحفل وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشاربه، فأنزل الله ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعًا أو أشتاتًا، فهذه رخصة من الله تعالى في أن يأكل الرجل وحده ومع الجماعة وإن كان الأكل مع الجماعة أبرك وأفضل»68.

أما الادخار في البيوت:

جعل الله تعالى البيوت مكانًا للادخار وحفظ ما يحتاجه الإنسان في المستقبل، وذلك لأن مسكن الإنسان أعز البيوت عنده وأخفى لما يريد أن يخفيه، ومكان أمنه واستقراره فلا غرابة أن يكون مكان مدخراته، وهذه المدخرات لا يعلم بها إلا صاحبها69، ولهذا جعلها الله تعالى من معجزات سيدنا عيسى عليه السلام.

قال تعالى: ( ﭿ ﮂﮃ ﮐﮑ ﮘﮙ ﮠﮡ ) [آل عمران:٤٩].

والمعنى: أن عيسى عليه السلام قد قال لقومه بنى إسرائيل: وإن من معجزاتي التي تدل على صدقي فيما أبلغه عن ربي أني أخبركم بالشيء الذي تأكلونه وبالشيء الذي تخبئونه في بيوتكم لوقت حاجتكم إليه70.

والادخار هو: إعداد الشيء لوقت الحاجة إليه، ويقال: لا يعرف الادخار من المخلوقات إلا الإنسان والفأر والنمل، أما الحمار مثلًا مع قدرته على الحمل لا يحمل رزقه؛ لذلك تراه إن شبع لا يدخر شيئًا، وربما يدوس الأكل الباقي، أو يبول عليه، وكذلك كل الحيوانات 71.

أنواع البيوت

إن البيوت المذكورة في القرآن الكريم على أنواع، منها: بيوت الله تعالى، وبيوت الأنبياء عليهم السلام، وبيوت المؤمنين، وبيوت الظالمين، وبيوت المخلوقات من غير بني آدم، وسيكون بيانها في المطالب الآتية:

أولًا: بيوت الله تعالى:

إن بيوت الله تعالى المذكورة في القرآن هي: البيت المعمور، والبيت الحرام، والمسجد الأقصى، وعامة المساجد، ويمكن بيانها بإجاز في الفقرات الآتية:

١. البيت المعمور.

من بيوت الله تعالى المذكورة في القرآن الكريم: البيت المعمور، وقد ورد ذكره في قوله تعالى: ( ) [الطور:٤].

وفي البيت المعمور فيه قولان:

القول الأول: أنه بيت في السماء، وفي أي سماء هو؟ فيه ثلاثة أقوال:

أولًا: إنه في السماء السابعة، وهذا هو مذهب جمهور المفسرين 72، وهو الصحيح، ويدل على ذلك ما رواه أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتيت بالبراق، وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار، ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه)، قال: (فركبته حتى أتيت بيت المقدس)،....، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة، فاستفتح جبريل، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم، قيل: وقد بعث إليه؟ قال: قد بعث إليه، ففتح لنا فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم مسندًا ظهره إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون إليه)73.

ويدل عليه كذلك حديث مالك بن صعصعة رضي الله عنه في «الصحيحين» قال: «قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بينا أنا عند البيت بين النائم، واليقظان فأتينا السماء السابعة، قيل من هذا؟ قيل: جبريل، قيل من معك؟ قيل: محمد، قيل: وقد أرسل إليه، مرحبًا به، ولنعم المجيء جاء، فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحبًا بك من ابن ونبي، فرفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال: هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم)74.

ثانيًا: إنه في السماء السادسة، قاله علي رضي الله عنه75.

ثالثًا: إنه في السماء الدنيا، روي عن ابن عباس رضي الله عنه، وقال: هو حيال الكعبة يحجه كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون فيه حتى تقوم الساعة، يسمى الضراح76.

القول الثاني: أنه البيت الحرام، وعمارته بالحج والطواف، قاله الحسن77.

ووصف هذا البيت بأنه معمور لكثرة غاشيته، وقاصديه78.

قال الماوردي: «وفي () وجهان: أحدهما: أنه معمور بالقصد إليه، والثاني: بالمقام عليه»79.

وقال ابن كثير: «ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث الإسراء بعد مجاوزته إلى السماء السابعة: (ثم رفع بي إلى البيت المعمور، وإذا هو يدخله كل يوم سبعون ألفًا، لا يعودون إليه آخر ما عليهم)80، يعني: يتعبدون فيه ويطوفون به كما يطوف أهل الأرض بكعبتهم، كذلك ذاك البيت المعمور هو كعبة أهل السماء السابعة، ولهذا وجد إبراهيم الخليل عليه السلام مسندًا ظهره إلى البيت المعمور؛ لأنه باني الكعبة الأرضية، والجزاء من جنس العمل، وهو بحيال الكعبة، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه أهلها ويصلون إليه، والذي في السماء الدنيا يقال له: بيت العزة»81.

ولعظمة هذا البيت فقد أقسم تعالى به مع ما ذكر في الآية من غيره من مخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة على أن عذابه واقع بأعدائه، وأنه لا دافع له عنهم82.

٢. البيت الحرام.

إن البيت الحرام هو: أول بيت وضع في الأرض، وأعظم المساجد وأفضلها، وأهم موضع في مكة، وهو اسم لمسجد الكعبة، وقد يمتد إلى حدود الحرم، وهو قبلة المسلمين، وإليه يحجون من كل فج عميق83.

وقد ورد ذكر البيت في القرآن الكريم في عشرة مواضع، منها قوله تعالى: ( ﮥﮦ ﮪﮫ ﯕﯖ ) [آل عمران:٩٦-٩٧].

وقوله تعالى: ( ) [البقرة:١٢٥].

كما ورود بلفظ المسجد الحرام في القرآن الكريم في خمسة عشر موضعًا، منها قوله تعالى: ( ﮡﮢ ﮥﮦ ﮫﮬ ﯓﯔ ﯝﯞ ) [البقرة:١٤٤].

وقوله تعالى: ( ﯫﯬ ﯰﯱ ﯶﯷ ﯹﯺ ﯿ) [المائدة:٢] وقوله تعالى: ( ﭡﭢ ) [الإسراء:١]84.

٣. المسجد الأقصى.

من بيوت الله تعالى: المسجد الأقصى، وهو بيت المقدس، وهو أولى القبلتين، ومسرى الرسول الكريم، قال تعالى: ( ﭡﭢ ) [الإسراء:١].

وسمي الأقصى لبعد ما بينه وبين المسجد الحرام85 أو لأنه أبعد المساجد التي تزار، ويبتغى في زيارته الفضل بعد المسجد الحرام86.

وقد بارك الله حوله بالماء والأنهار والأشجار والثمار، قال مجاهد: سماه مباركًا؛ لأنه مقر الأنبياء، وفيه مهبط الملائكة والوحي، ومنه يحشر الناس يوم القيامة87.

وقد ذكر المسجد الأقصى في القرآن مرتين مرة باللفظ الصريح كما سبق في الآية السابقة والثانية بلفظ المسجد في قوله تعالى: ( ﮰﮱ ﯕﯖ ) [الإسراء:٧].

والمعنى: وليدخلوا المسجد، أي: بيت المقدس كما دخلوه أول مرة، أي: في التي جاسوا فيها خلال الديار، وليتبروا أي: يدمروا ويخربوا ما علوا أي: ما ظهروا عليه تدميرًا88.

اختلف المفسرون في من بنى المسجد الأقصى؟ على قولين:

القول الأول: ذهب بعض المفسرين إلى أن أول من بناه هو إبراهيم عليه السلام ويدل على ذلك الحديث الذي رواه أبو ذر رضي الله عنه، قال: قلت يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: (المسجد الحرام) قال: قلت: ثم أي؟ قال (المسجد الأقصى) قلت: كم كان بينهما؟ قال: (أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله، فإن الفضل فيه)89، وقدر بعض المفسرين أن ما بين إبراهيم وسليمان عليهما السلام من الزمان عشرة قرون90.

القول الثاني: إن أول من بناه هو سليمان عليه السلام91.

واستدلوا بما رواه عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أن سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم لما بنى بيت المقدس سأل الله عز وجل خلالًا ثلاثة: سأل الله عز وجل حكمًا يصادف حكمه فأوتيه، وسأل الله عز وجل ملكًا لا ينبغي لأحد من بعده فأوتيه، وسأل الله عز وجل حين فرغ من بناء المسجد أن لا يأتيه أحد لا ينهزه إلا الصلاة فيه أن يخرجه من خطيئته كيوم ولدته أمه)92.

الراجح: الجمع بين القولين فقد جمع بعض المفسرين بين القولين: بأن الذي بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم عليه السلام لحديث أبي ذر السابق، وهو يدل على أنه قد كان بني أيضًا زمن إبراهيم أو إسحاق ويعقوب عليهما السلام، ولكن بنيانه على التمام وكمال الهيئة كان على عهد سليمان عليه السلام 93.

وهو أحد المساجد التي تشد إليها الرحال دون غيرها؛ لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى)94.

٤. عامة المساجد.

أما عامة المساجد المنتشرة في بقاع الأرض فهي بيوت الله تعالى التي أمر بأن ترفع، ويذكر فيها اسمه، قال تعالى: ( ) [النور:٣٦].

قال الماوردي: «في هذه البيوت قولان:

أحدهما: أنها المساجد، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد.

الثاني: أنها سائر البيوت ، قاله عكرمة.

وفي قوله:( ) أربعة أوجه:

أحدها: أن تبنى، قاله مجاهد، كقوله: ( )[البقرة:١٢٧]. أي: يبني.

الثاني: أنها تطهر من الأنجاس والمعاصي ، حكاه ابن عيسى.

الثالث: أن تعظم ، قاله الحسن.

الرابع: أن ترفع فيها الحوائج إلى الله»95.

كما ذكر الله تعالى هذه البيوت باسم المساجد في آيات، منها قوله تعالى: ( ﭿ) [الجن:١٨].

فقد ذكر المفسرون أن المراد بالمساجد: بيوت الله التي وضعت للصلاة على أحد المعاني الواردة في الآية، قال قتادة: كانت اليهود والنصارى إذا دخلوا كنائسهم وبيعهم، أشركوا بالله، فأمر الله أن يخلص المسلمون له الدعوة إذا دخلوا مساجدهم، وقال سعيد بن جبير: المساجد الأعضاء التي يسجد عليها العبد، أي: أن هذه الأعضاء التي يقع السجود عليها مخلوقة لله، فلا يسجدوا عليها لغيره، وقال الحسن: أراد البقاع كلها، يعني: أن الأرض كلها مواضع للسجود، وجعلت مسجدًا لهذه الأمة96.

وقوله تعالى: ( ﮩﮪ ) [التوبة:١٨].

وفي هذه المساجد قولان:

أحدهما: أنها مواضع السجود من المصلى، فعلى هذا عمارتها تحتمل ثلاثة أوجه:

أحدها: بالمحافظة على إقامة الصلاة.

والثاني: بترك الرياء.

والثالث: بالخشوع والإعراض عما ينهى.

والقول الثاني: أنها بيوت الله تعالى المتخذة لإقامة الصلوات.

فعلى هذا عمارتها تحتمل ثلاثة أوجه:

أحدها: إنما يعمرها بالإيمان من آمن بالله تعالى.

والثاني: إنما يعمرها بالزيارة لها والصلاة فيها من آمن بالله تعالى.

والثالث: إنما يرغب في عمارة بنائها من آمن بالله تعالى97.

وعمارة المساجد نوعان: حسية، ومعنوية؛ فالحسية: بالتشييد والبناء والترميم والتنظيف والفرش والتنوير بالمصابيح والدخول إليها والقعود فيها، والمعنوية: بالصلاة وذكر الله والاعتكاف والزيارة للعبادة فيها، وذلك يشمل العمرة، ومن الذكر: درس العلم، بل هو أجله وأعظمه وصيانتها مما لم تبن له المساجد من أحاديث الدنيا، فضلًا عن فضول الحديث98.

والمعنى: ( ) أي: إنما يستحق عمارة المساجد وتستقيم منه العمارة، ويكون أهلًا لها من اتصف بالإيمان بالله تعالى إيمانًا صحيحًا، على النحو المبين في القرآن من الإقرار بوجود الله والاعتراف بوحدانيته، وتخصيصه بالعبادة، والتوكل عليه، وآمن باليوم الآخر الذي يحاسب الله فيه العباد، ويجزي فيه بالثواب للمحسنين وبالعقاب للمسيئين، وأقام الصلاة المفروضة على الوجه المستكمل لأركانها وشروطها وتدبر تلاوتها وأذكارها، وخشوع القلب لله وخشيته، وآتى الزكاة لمستحقيها المعروفين كالفقراء والمساكين وأبناء السبيل، ( ) في قوله وعمله إلا الله وحده، دون غيره من الأصنام والعظماء الذين لا ينفعون ولا يضرون في الحقيقة، وإنما النفع والضر بيد الله. أما إنه لم يذكر الإيمان بالرسول فلأنه دل عليه ما ذكر من إقامة الصلاة وغيرها لأنه مما جاء به الرسول، فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة إنما يصح من المؤمن بالرسول.

وهؤلاء الموصوفون بهذه الصفات هم الذين يقتصر عليهم عمارة المساجد الحسية بالبناء والتشييد والترميم، والمعنوية بالعبادة والأذكار وحضور دروس العلم، فلا يعمر بيوت الله غيرهم، وهؤلاء هم الذين يرجى بحق أن يكونوا من المهتدين إلى الخير دائمًا، وإلى ما يحب الله ويرضيه، المستحقون الثواب على أعمالهم، لا أولئك المشركون الضالون الذين يجمعون بين الأضداد، فيشركون بالله ويكفرون بما جاء به رسوله، ويسجدون للطواغيت (الأصنام) ثم يقدمون بعض الخدمات للمسجد الحرام99.

كما أن الله تعالى ذم من يسعى في خراب المساجد، قال تعالى: ( ﭿﮀ ﮈﮉ ) [البقرة:١١٤].

قال الرازي في تفسيرها قوله تعالى: ( ) «فإن ظاهرها يقتضي أن يكون الساعي في تخريب المساجد أسوأ حالًا من المشرك؛ لأن قوله: ( ) يتناول المشرك؛ لأنه تعالى قال: ( ) [لقمان:١٣].

فإذا كان الساعي في تخريبه في أعظم درجات الفسق وجب أن يكون الساعي في عمارته في أعظم درجات الإيمان»100.

وقد ورد ذكر بيوت الله التي هي المساجد في السنة النبوية، وذلك فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة)101.

وفيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أيضًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)102.

ثانيًا: بيوت الأنبياء:

ذكرت بيوت الأنبياء في سياقات متعددة، وسيتم الحديث أولًا عن بيوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم بيوت غيره من الأنبياء فيما

يأتي:

١. بيوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

ذكر القرآن بيوت النبي محمد صلى الله عليه وسلم في سياقات مختلفة كما يأتي:

الخروج من البيت ابتغاء مرضاة الله

آداب دخول البيوت

البيوت والفتنة

البيوت والعذاب

النساء والبيوت


1 مقاييس اللغة١/٣٢٤.

2 انظر: تهذيب اللغة، الأزهري ١٤/٢٣٨.

3 المفردات ص١٥١.

4 أحكام القرآن ٣/١٤٨.

5 الجامع لأحكام القرآن ٦/٣٢٥.

6 روح البيان ٤/٤٨٣.

7 التحرير والتنوير ١/٧٠٨.

8 انظر: المعجم المفهرس الشامل، عبد الله جلغوم، ص٣٤٧-٣٤٨.

9 انظر: بصائر ذوي التمييز، الفيروزآبادي، ٢/١٩٦-١٩٧، نزهة الأعين النواظر، ابن الجوزي، ص٢٠٧.

10 انظر: لسان العرب، ابن منظور ١١/٦٥٦، المصباح المنير، الفيومي١/٢٠٦، تاج العروس، الزبيدي٣٠/٤٧٨.

11 انظر: أنيس الفقهاء، القونوي ص٧٨.

12 انظر: المغرب في ترتيب المعرب، الخورازمي ص٤٦١.

13 انظر: المحكم، ابن سيده ٩/٤١٨، لسان العرب، ابن منظور ٤/ ٢٩٨.

14 انظر: الكليات، الكفوي ص٢٣٩.

15 انظر: دستور العلماء، القاضي نكري٢/٦٩.

16 انظر: جمهرة اللغة، ابن دريد٢/٨٥٦.

17 انظر: لسان العرب، ابن منظور١٣/٢١٢، المصباح المنير، الفيومي ١/٦٧.

18 انظر: القاموس الفقهي، سعدي أبو جيب ص٤٣.

19 انظر: معجم لغة الفقهاء، محمد قلعجي وحامد قنيبي ص٤٢٩.

20 انظر: لسان العرب، ابن منظور١٤/٥٢، تاج العروس، الزبيدي ٣٧/١١٥.

21 انظر: الصحاح ٦/٢٢٧٤.

22 انظر: الكليات، الكفوي ص٨٠٣، روح المعاني، الألوسي ١١/١٣١.

23 انظر: المفردات، الراغب ص٥٨٦.

24 انظر: المصباح المنير، الفيومي ٢/٤٢٩.

25 انظر: معجم لغة الفقهاء، محمد قلعجي وحامد قنيبي ص٣٢١.

26 انظر: المفردات، الراغب ص٢٧٧.

27 مقاييس اللغة٢/١٧٤.

28 انظر: التوقيف، المناوي ص١٥٤.

29 مقاييس اللغة٢/٢٢٥.

30 انظر: لسان العرب، ابن منظور١٤/٢٤٥.

31 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٣/٢٩٠، فتح القدير، الشوكاني١/٣٢٠.

32 جامع البيان ٦/٢٢.

33 أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٣/٧٠٧.

34 انظر: جامع البيان، الطبري ٣/١٩٩.

35 تفسير المراغي ٤/٩.

وانظر: جامع البيان، الطبري٦/٣٧، معالم التنزيل، البغوي ١/٤٧٣.

36 انظر: جامع البيان، الطبري ٦/٣٧، الوسيط، الواحدي ١/٤٦٧.

37 انظر: تفسير القرآن، السمعاني ٣/٥٣٤.

38 انظر: جامع البيان، الطبري ١٩/١٩٢، الوسيط، الواحدي ٣/٣٢١.

39 انظر: جامع البيان، الطبري ١٥/١٧١.

40 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٣/٣٠.

41 انظر: محاسن التأويل، القاسمي ٦/٥٦.

42 انظر: تفسير المراغي ١٩/٣٧.

43 أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الصلاة، باب كراهية الصلاة في المقابر، رقم٤٣٢، ١/٩٤، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، رقم٧٧٧، ١/٥٣٨.

44 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب صلاة الليل، رقم٧٣١، ١/١٤٧، ومسلم في صحيحه، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب صلاة النافلة في بيته، رقم ٧٨١، ١/٥٣٩.

45 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٨/١٩٦.

46 انظر: الوسيط، الزحيلي ٢/١٧٤٤.

47 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الديات، باب من اطلع في بيت قوم ففقئوا عينه، رقم ٦٩٠٢، ٩/١١.

48 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم النظر في بيت غيره، رقم ٢١٥٨، ٣/١٦٩٩.

49 أخرجه الترمذي في سننه، أبواب الزهد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب ما جاء في الزهادة في الدنيا، رقم ٢٣٤٦، ٤/٥٧٤، وابن ماجه في سننه، كتاب الزهد، باب القناعة، رقم ٤١٤١، ٢/١٣٨٧.

والحديث حسنه الترمذي، والألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم٦٠٤٢، ٢/١٠٤٤.

50 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ٤/٤٩.

51 انظر: تفسير المراغي ٤/٨.

52 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٢/٦٨.

53 انظر: الهداية، مكي بن أبي طالب ٦/٤٠٥٨.

54 انظر: الوسيط، الواحدي ٣/٧٦.

55 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٥٠٧.

56 في ظلال القرآن ٤/٢١٨٦.

57 انظر: التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب ٧/٣٣٦.

58 انظر: الأشباه والنظائر، ابن نجيم ص٧٢.

59 أخرجه أحمد في مسنده، رقم ٢٠٦٩٥، ٣٤/٢٩٩، والبيهقي في السنن الكبرى، رقم ١٦٧٥٦، ٨/٣١٦.

وصححه الألباني في صحيح الجامع، رقم ٧٦٦٢، ٢/١٢٦٨.

60 انظر: الوسيط، طنطاوي ١٠/١٥٦.

61 الوسيط، الواحدي ٣/٣٢٩.

62 انظر: الوسيط، طنطاوي١٠/١٥٦.

63 انظر: المصدر السابق.

64 انظر: الوسيط، الواحدي ٣/٣٢٩.

65 انظر: الوسيط، طنطاوي١٠/١٥٦.

66 انظر: الوسيط، الواحدي٣/٣٢٩.

67 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٦/٧٩.

68 المصدر السابق.

وانظر: الوسيط، الواحدي٣/٣٢٩.

69 انظر: نظم الدرر، البقاعي ٤/٤٠٦.

70 انظر: الوسيط، طنطاوي ٢/١١٥.

71 انظر: تفسير الشعراوي ١٨/١١٢٥١.

72 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٢/٤٥٥، الوسيط، الواحدي٤/١٨٤، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٧/٣٩٨.

73 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات، رقم ١٦٢، ١/١٤٥.

74 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب ذكر الملائكة، رقم ٣٢٠٧، ٤/١١١، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات، وفرض الصلوات، رقم ١٦٢، ١/١٤٥.

75 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٢/٤٥٥، الوسيط، الواحدي٤/١٨٤، تفسير القرآن، السمعاني٥/٢٦٧، زاد المسير، ابن الجوزي٤/١٧٥.

76 انظر: تفسير القرآن، السمعاني ٥/٢٦٧، زاد المسير، ابن الجوزي ٤/١٧٥، الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٧/٦٠.

77 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٥/٣٧٨، تفسير القرآن، السمعاني ٥/٢٦٧، زاد المسير، ابن الجوزي ٤/١٧٥.

78 جامع البيان، الطبري ٢٢/٤٥٤.

79 النكت والعيون ٥/٣٧٨.

80 سبق تخريجه قريبًا.

81 انظر: زاد المسير، ابن الجوزي ٤/١٧٦، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/٣٩٨.

82 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٧/٣٩٨.

83 انظر: الكشف والبيان، الثعلبي ٣/١١٥، معالم التنزيل، البغوي ١/٤٧٢، الكشاف، الزمخشري٣/١٥١.

84 انظر: الكشف والبيان، الثعلبي ٣/١١٥، معالم التنزيل، البغوي ١/٤٧٢، الكشاف، الزمخشري ٣/١٥١.

85 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٣/٢٢٦، الوسيط، الواحدي ٣/٩٤.

86 انظر: جامع البيان، الطبري ١٧/٣٣٣.

87 انظر: الكشف والبيان، الثعلبي ٦/٥٥.

88 تفسير القرآن العظيم ٥/٤٥.

وانظر: جامع البيان، الطبري ١٧/٣٨٨، النكت والعيون الماوردي ٣/٢٣١.

89 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب قول الله تعالى: (واتخذ الله إبراهيم خليلا)، رقم٣٣٦٦، ٤/١٤٥، ومسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم٥٢٠، ١/٣٧٠.

90 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية١/٤٧٤، البحر المحيط، أبو حيان٣/٢٦٨، التحرير والتنوير، ابن عاشور١٥/١٦.

91 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٤/١٣٧، التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٥/١٦.

92 أخرجه النسائي في سننه، كتاب المساجد، فضل المسجد الأقصى والصلاة فيه، رقم٦٩٣، ٢/٣٤.

والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته، رقم٢٠٩٠، ١/٤٢٠.

93 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ١/٤٧٤ البحر المحيط، أبو حيان ٣/٢٦٨ التحرير والتنوير، ابن عاشور١٥/١٦.

94 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، رقم١١٨٩، ٢/٦٠، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، رقم١٣٩٧، ٢/١٠١٤.

95 النكت والعيون ٤/١٠٦.

وانظر: الوسيط، الواحدي٣/٣٢١.

96 الوسيط، الواحدي٤/٣٦٧.

وانظر: النكت والعيون، الماوردي٦/١١٩.

97 النكت والعيون، الماوردي٢/٣٤٧.

98 التفسير المنير، الزحيلي١٠/١٣٥.

99 انظر: التفسير المنير، الزحيلي١٠/١٣٨.

100 مفاتيح الغيب ٤/١٣.

101 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا، وترفع به الدرجات، رقم٦٦٦، ١/٤٦٢.

102 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء، باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر، رقم٢٦٩٩، ٤/٢٠٧٤.

103 التحرير والتنوير، ابن عاشور٩/٢٦٣، وانظر: النكت والعيون، الماوردي٢/٢٩٥.

104 الوسيط، الزحيلي٣/٢٠٨٢، وانظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٣٩٩، تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٦٧٠.

105 الوسيط، الزحيلي٣/٢٠٨٣.

106 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٣٦٣.

107 النكت والعيون، الماوردي٤/٤٠١.

108 انظر: الوسيط، الواحدي ٢/٤٦٠، لباب التأويل، الخازن٤/٩٨، بيان المعاني، العاني٤/٣٧.

109 انظر في بقية الأقوال وأدلتها: المحرر الوجيز، ابن عطية ٤/٣٨٤، فتح القدير، الشوكاني٤/٣٢٣.

110 المحرر الوجيز٤/٣٨٤.

111 فتح القدير٤/٣٢٣.

112 انظر: الكشاف، الزمخشري٤/٦٢١.

113 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية٥/٣٧٧.

114 انظر: معالم التنزيل، البغوي٢/٤٥٧، لباب التأويل، الخازن٢/ ٤٩٤.

115 انظر: جامع البيان، الطبري١٥/٤٠٥.

116 انظر: الوسيط، الواحدي٤/١٧٨.

117 انظر: جامع البيان، الطبري١٥/١٧٥.

118 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٣/٣٠.

119 الوسيط، الواحدي٢/٥٥٦.

120 انظر: تفسير المراغي٨/١٩٩.

121 جامع البيان ١٩/٤٨٠.

122 جامع البيان ١٨/٣٩٧.

123 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٣٣٢.

124 انظر: تفسير المراغي١٢/١٣٠.

125 جامع البيان، الطبري٢٠/ ٣٨.

126 تفسير القرآن العظيم٦/٢٥٢.

127 تفسير القرآن، السمعاني٣/١٨٥.

128 مفاتيح الغيب ٢٠/٢٣٦.

129 القرآن وإعجازه العلمي، محمد إسماعيل إبراهيم ص١٥١.

130 تفسير السمرقندي٢/٥٧٦.

وانظر: الهداية، مكي بن أبي طالب ٨/٥٣٨٦.

131 اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل ٦/٦٠٠.

132 تفسير المراغي٥/١٣٤.

133 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم١، ١/٦، ومسلم في صحيحه، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنية»، رقم١٩٠٧، ٣/١٥١٥.

134 تفسير المراغي٥/١٣٥.

135 جامع البيان، الطبري٩/١١٩.

136 إعراب القرآن، النحاس١/٢٣٥.

137 جامع البيان٩/١٢٢.

138 الكشف والبيان، الثعلبي٦/٢٨٣.

139 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٢٤٦.

140 مدين: اسم بلاد ذكر في القرآن، وكانت تمثل إقليمًا كبيرًا وواسعًا، وكانت تقع في شمال غرب الجزيرة العربية بين تبوك والبحر الأحمر، وتعرف اليوم باسم: البدع، وهي بلدة بين تبوك وساحل البحر الأحمر على بعد١٣٢كيلًا غرب تبوك، وشرق رأس الشيخ حميد، على البحر، بمسافة٧٠كيلًا، وهي تابعة لمنطقة تبوك التي تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية.

انظر: معجم المعالم الجغرافية، عاتق البلادي ص٢٨٤، أطلس تاريخ الأنبياء والرسل، سامي الملغوث ص ١٣٩.

141 معالم التنزيل، البغوي٣/ ٥٢٨.

142 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، رقم٢٣٨١، ٤/١٨٥٤، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه.

143 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/١٣٦.

144 النكت والعيون، الماوردي٢/٢٩٥.

145 جامع البيان، الطبري١٤/٢٥١.

146 المصدر السابق ١٤/٢٦٢.

147 معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٢/٤٤٩.

148 معالم التزيل، البغوي٢/٣٥٣.

149 الوسيط، طنطاوي١٤/٣٢٣.

150 معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٢/٤٤٩.

151 الوسيط، الواحدي٢/٥٠٠.

152 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي٨/١٥٦.

153 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٣٣٩.

154 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٤/١٦٩.

155 لباب التأويل، الخازن٢/٣٩١.

156 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير١/٥٤٢.

157 المصدر السابق٢/٣٤٨.

158 أحكام القرآن، ابن العربي١/٦١٣، بيان المعاني، عبد القادر العاني٤/٥٠٠.

159 بيان المعاني، عبد القادر العاني٤/٥٠٠.

160 أحكام القرآن، ابن العربي١/٦١٣.

161 المصدر السابق١/٦١٣.

162 بيان المعاني، عبد القادر العاني٤/ ٥٠٠.

163 جامع البيان، الطبري٤/١٦٥.

164 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي٥/٣٥١.

وانظر: الجواهر الحسان، الثعالبي١/٣٧٤.

165 أحكام القرآن، ابن العربي١/٦١٣.

166 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب في فضل الحب في الله، رقم٢٥٦٧، ٤/١٩٨٨.

167 بيان المعاني، عبد القادر العاني٤/٥٠٠.

168 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة، رقم١١٨٩، ٢/٦٠، ومسلم في صحيحه، كتاب الحج، باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، رقم١٣٩٧، ٢/١٠١٤.

169 بيان المعاني، عبد القادر العاني ٤/٥٠٠.

وانظر: أحكام القرآن، ابن العربي١/٦١٢.

170 مفاتيح الغيب، الرازي ١٤/٢٢٩.

171 الكشاف ٢/١٠٠.

172 البحر المحيط ٥/٤١.

173 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد، باب المشي إلى الصلاة تمحى به الخطايا، وترفع به الدرجات، رقم٦٦٦، ١/٤٦٢.

174 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب التيمن في دخول المسجد وغيره، رقم٤٢٦، ١/٩٣.

175 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب ما يقول إذا دخل المسجد، رقم٧١٣ ، ١/٤٩٤.

176 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس، رقم٤٤٤، ١/٩٦.

177 مفاتيح الغيب، الرازي٤/١٥.

178 زاد المعاد ٢/٢٠٨.

179 نيل الأوطار، الشوكاني ٣/٨٥.

180 أخرجه أحمد في مسنده ، رقم١٥٤٢٣، ٢٤/١٤٩، والنسائي في سننه، كتاب مناسك الحج، باب إباحة الكلام في الطواف، رقم٢٩٢٢، ٥/٢٢٢.

والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم٣٩٥٤ ، ٢/٧٣٣.

181 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب رفع الصوت في المساجد، رقم٤٧٠، ١/١٠١.

182 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن نشد الضالة في المسجد وما يقوله من سمع الناشد، رقم ٥٦٨، ١/٣٩٧.

183 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب كفارة البزاق في المسجد، رقم٤١٥، ١/٩١.

184 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في الثوم الني والبصل والكراث، رقم ٨٥٣، ١/١٧٠.

185 تفسير المراغي٢٢/٢٨.

186 المصدر السابق٢٢/ ٢٩.

187 المصدر السابق٢٢/٣٠.

188 معاني القرآن وإعرابه، الزجاج١/٢٦٢.

وانظر: البحر المحيط، أبو حيان٢/٢٣٧.

189 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٣٣.

190 جامع البيان، الطبري ١٩/١٤٩.

191 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، رقم ٥٤، ١/٧٤.

192 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الإيمان، باب المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، رقم١٠، ١/١١، من حديث عبدالله ابن عمرو رضي الله عنه، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام، وأي أموره أفضل، رقم٤١، ١/٦٥، من حديث جابر رضي الله عنه.

193 مفاتيح الغيب، الرازي١٠/١٦٣.

194 التفسير المنير، الزحيلي١٨/٣٠٩.

195 أحكام القرآن٣/٤٢٧.

196 أخرجه الحاكم في المستدرك ، رقم٣٥١٤، ٢/٤٣٤.

قال الحاكم: «صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ولم يتعقبه الذهبي.

197 أحكام القرآن ٣/٤٢٦.

198 جامع البيان ١٩/٢٢٧.

199 أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الأدب، باب ما يقول الرجل إذا دخل بيته، رقم٥٠٩٦، ٤/٣٢٥.

والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته، رقم ٨٣٩، ١/٢٠٦.

200 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الطهارة، باب السواك، رقم٢٥٣، ١/٢٢٠.

201 تفسير المراغي١٩/٩١.

202 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/١٤٠.

وانظر: الوسيط، الواحدي٣/٣٦٠، لباب التأويل، الخازن ٣/٣٣٠، مدارك التنزيل، النسفي٢/٥٧٦.

203 جامع البيان، الطبري١٧/١٢٧.

204 المحرر الوجيز٣/٣٧٢.

205 البحر المحيط، أبو حيان٥/٩٣.

206 محاسن التأويل، القاسمي٥/١٢٧.

وانظر: جامع البيان، الطبري١٢/٥٠٦، مفاتيح الغيب، الرازي١٤/٣٠٦.

207 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٣٤٨.

208 انظر: جامع البيان، الطبري٢٠/٢٢٦، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٤/٢١٩، الوسيط، طنطاوي ١١/١٨٤.

209 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٤/٣٢٥.

210 التحرير والتنوير، ابن عاشور١٢/٢٥٠.

211 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم، والدخول على المغيبة، رقم٥٢٣٢، ٧/٣٧، ومسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها، رقم٢١٧٢، ٤/١٧١١.

212 شرح صحيح مسلم ١٤/١٥٤.

213 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الآداب، باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها، رقم٤/١٧١٠، ٢١٧١.

214 شرح صحيح مسلم١٤/١٥٣.

215 جامع البيان، الطبري٧/٣٢٤.

216 أنوار التنزيل، البيضاوي٢/٤٤.

217 تفسير المراغي٤/١٠٥.

218 أنوار التنزيل، البيضاوي٥/١٩٨.

219 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٨/٨٦.

220 انظر: جامع البيان، الطبري١٩/٤٨٠.

221 انظر: تفسير المراغي١٩/١٤٩.

222 انظر: التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب١٠/٢٥٦.

223 انظر: أضواء البيان، الشنقيطي٦/١٢٠.

224 انظر: جامع البيان، الطبري١٩/٦٠٣.

225 انظر: الكشف والبيان، الثعلبي٧/٢٥٦.

226 انظر: الوسيط، الواحدي٣/٤٠٤.

227 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٢٢٣.

228 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية٥/١٧٩.

229 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٧/٣٩٤.

230 انظر: المصدر السابق ٨/٨٦.

231 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الجمعة، باب هل على من لم يشهد الجمعة غسل من النساء والصبيان وغيرهم؟، رقم٩٠٠، ٢/٦، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة، وأنها لا تخرج مطيبة، رقم٤٤٢، ١/٣٢٧.

232 أخرجه أحمد في مسنده، رقم ٥٤٦٨، ٩/٣٣٧، وأبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب ما جاء في خروج النساء إلى المسجد، رقم٥٦٧١/١٥٥، والحاكم في مستدركه ، رقم٧٥٥، ١/٣٢٧.

والحديث صححه الحاكم، والألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته رقم٧٤٥٨، ٢/١٢٤٢.

233 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٣٦٣.

234 التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب١١/٧٠٦.

235 التفسير المنير، الزحيلي٢٢/١٠.

236 انظر: النشر في القراءات العشر، ابن الجزري ٢/٣٤٨.

237 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٤/١٧٨.

238 انظر: المصدر السابق ١٤/١٧٩.

239 انظر: جامع البيان، الطبري٢٠/٢٦٠.

240 فتح القدير٤/٣٢٠.

241 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٤/١٨٠.

242 انظر: الكشاف، الزمخشري٣/٥٣٧.

243 التحرير والتنوير٢٢/١٣.

244 انظر: جامع البيان، الطبري٢٠/٢٦٧.

245 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية٤/٣٨٤.

246 انظر: الوسيط، الواحدي٣/٤٧٠.

247 انظر: التفسير المنير، الزحيلي٢٨/٢٦٨.

248 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٨/١٦٦.

249 تفسير القرآن العظيم٢/٢٠٤، وانظر: نواسخ القرآن لابن الجوزي٢/٣٥٥.

250 مفاتيح الغيب ٢٣/٣٠٥.

251 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الحدود، باب حد الزنى، رقم١٦٩٠، ٣/١٣١٦.

252 انظر: تفسير القرآن، السمعاني١/٤٠٦.