عناصر الموضوع

مفهوم الركوع

الرّكوع في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

الحث على الركوع

بين الركوع والسجود

ثمرات الالتزام بالركوع

الركوع

مفهوم الركوع

أولًا: المعنى اللغوي:

أصل مادة (ر ك ع) تدل على الانحناء1، والركوع في اللغة له معانٍ متعددة، منها :

الركوع: الانحناء، ومنه ركوع الصلاة. يقال: ركع الشيخ، أي: انحنى من الكبر2.

وتارة يستعمل في الهيئة المخصوصة في الصلاة كما هي، وتارة في التّواضع والتّذلّل، إمّا في العبادة، وإمّا في غيرها3.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

وعليه يمكن القول بأن الركوع في الاصطلاح: هو الانحناء لذي قدر ومكانة في نفس فاعله؛ تعظيمًا وإجلالًا؛ للدلالة على الخضوع والاستسلام والطاعة تعبدًا4.

الرّكوع في الاستعمال القرآني

وردت مادة (ركع) في القرآن بصيغ متعددة، بلغت(١٣) مرة5.

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل المضارع

١

( ) [المرسلات: ٤٨]

فعل الأمر

٤

( ) [البقرة: ٤٣]

اسم الفاعل

٥

( ) [ص: ٢٤]

الجمع

٣

( ) [الحج: ٢٦]

وجاء الركوع في الاستعمال القرآني على ثلاثة أوجه6:

الأول: الصلاة: ومنه قوله تعالى: ( ) [البقرة: ٤٣] أي: صلّوا مع المصلّين.

الثاني: السجود: ومنه قوله تعالى: ( ) [ص: ٢٤] يعني: ساجدًا.

الثالث: الركوع بعينه: ومنه قوله تعالى: ( ) [المائدة: ٥٥].

الألفاظ ذات الصلة

السجود:

السجود لغة:

سجد في اللغة: خضع، وأصله التطامن والتذلل، وسجد: طأطأ رأسه وانحنى7.

السجود اصطلاحًا:

هو إلصاق الرأس والأطراف بالأرض على هيئة مخصوصة في الصلاة وغيرها، يقول فيها العبد ألفاظًا مخصوصة؛ تعظيمًا وإجلالًا للمعبود، وخضوعًا وانكسارًا من العبد على سبيل التعبد.

الصلة بين الركوع والسجود:

إن كلًا من الركوع والسجود يدل على الانحناء8، غير أن السجود يكون بانحناءٍ أشد، ويجوز أن يفعل خارج الصلاة تعبدًا لله.

القنوت:

القنوت لغة:

يأتي بمعنى الطاعة، وطول القيام، والصلاة، والسكوت9.

القنوت اصطلاحًا:

هو طول القيام في الصلاة طاعة لله، على هيئة مخصوصة، في وقت مخصوص، تعظيمًا لله وإجلالًا.

وقيل: الدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام10.

الصلة بين الركوع والقنوت:

كلاهما من أفعال الصلاة، لكن تختلف فيهما الهيئة والأقوال، فالقنوت يكون بقراءة القرآن والدعاء، والحمد والثناء، بينما الركوع لا يجوز فيه قراءة القرآن.

الخشوع:

الخشوع لغة:

تدل مادة (خ ش ع) على التطامن. يقال: خشع، إذا تطامن وطأطأ رأسه، يخشع خشوعًا. وهو قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن والإقرار بالاستخذاء، والخشوع في الصوت والبصر11.

الخشوع اصطلاحًا:

إقبال المرء بقلبه على الله في دعائه وصلاته؛ خوفًا وانقيادًا، مع خضوع الجوارح والأعضاء12.

الصلة بين الركوع والخشوع:

الركوع عمل يقوم به المرء ظاهرًا على هيئة مخصوصة، بانحناء القامة والأعضاء، بينما الخشوع يكون محله القلب، ويظهر أثره بهيئة مغايرة على أعضاء الإنسان بسكونها، وعلى الصوت فيخفت، وعلى البصر فيخضع.

الحث على الركوع

لقد وردت لفظة «الركوع» ومشتقاتها في الأسلوب القرآني بأوامر ربانية في ثلاثة أساليب صريحة، تحث على الركوع، وورد أسلوب واحد بلفظ السجود مؤولًا بالركوع، وسنرى ذلك في النقاط الآتية:

أولًا: الأسلوب الصريح:

وقد استخدم في ذلك عدة أساليب:

١. أسلوب فعل الأمر.

نحو قوله: ()، ().

وقد جاء ذلك في أربع آيات، منها:

قول الله تعالى: ( ) [البقرة: ٤٣].

قال الإمام الطبري رحمه الله: «( )، هذا أمر من الله تعالى لمن ذكر من أحبار بني إسرائيل ومنافقيها -أي: منافقي المدينة- بالإنابة والتوبة إليه، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والدخول مع المسلمين في الإسلام، والخضوع له بالطاعة، ونهيٌ منه سبحانه وتعالى لهم عن كتمان ما قد علموا من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، بعد تظاهر حججه عليهم»13.

قال ابن عطية رحمه الله: «( )، قال قوم: جعل الركوع -لما كان من أركان الصلاة- عبارة عن الصلاة كلّها، وقال قوم: إنما خص الركوع بالذكر لأن بني إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوع»14.

وقال أيضًا: «(ﮟﮠﮡ)، أي: صلّوا مع المصلين، محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وذكر بلفظ الركوع؛ لأن الركوع ركن من أركان الصلاة، ولأن صلاة اليهود لم يكن فيها ركوع، وكأنه قال: صلوا صلاةً ذات ركوع، قيل: وإعادته بعد قوله: ( ) لهذا، أي: صلّوا مع الذين في صلواتهم ركوع، فالأول: مطلق في حق الكل، وهذا في حق أقوام مخصوصين»15.

وقال الواحدي رحمه الله: «قال المفسرون: قوله تعالى: ( )، معناه: وصلوا مع المصلين محمد وأصحابه، فعبّر بالركوع عن جميع الصلاة؛ إذ كان ركنًا من أركانها كما عبّر باليد عن عمل الجسد في قوله: ( ) [الحج: ١٠].

وقيل: إنما عبّر بالركوع عن الصلاة؛ لأنه أول ما يشاهد، مما يدل على أن الإنسان يؤدي الصلاة، وإنما قال: () بعد قوله: ( )، وكان الركوع داخلًا في الصلاة؛ لأنه أراد الحث على إقامة الصلاة جماعة.

وقيل: لأنه لم يكن في دين اليهود ولا في صلاتهم ركوع، فذكر ما اختص بشريعة الإسلام، والآية خطاب لليهود»16.

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: «وقوله: ( )، أي: صلوا مع المصلين، ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها، وفيه أن الركوع ركن من أركان الصلاة؛ لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع، والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته لها».

وقال أيضًا: «( )، فإنكم إذا فعلتم ذلك مع الإيمان برسل الله وآياته، فقد جمعتم بين الأعمال الظاهرة والباطنة، وبين الإخلاص للمعبود والإحسان إلى عبيده، وبين العبادات القلبية والبدنية والمالية»17.

وقال الله عزّ ثناؤه: ( ) [آل عمران: ٤٣].

أمر صريح من الله لمريم عليها الصلاة والسلام بالخضوع له بالطاعة، وهذا ما أشار إليه الإمام الطبري رحمه الله بقوله: «فتأويل الآية إذن: يا مريم أخلصي عبادة ربك لوجهه خالصًا، واخشعي لطاعته وعبادته، مع من خشع له من خلقه، شكرًا له على ما أكرمك به من الاصطفاء والتطهير من الأدناس، والتفضيل على نساء عالم دهرك، وقد بيّنا معنى الركوع والسجود بالأدلة المؤكدة على صحته، وأنهما عين الخشوع لله، والخضوع له بالطاعة والعبودية»18.

وقال تعالى: ( ) [الحج: ٧٧].

قال الإمام الطبري رحمه الله: «في تفسير قول الله تعالى ذكره: ( ): يا أيها الذين صدّقوا الله ورسوله اركعوا لله في صلاتكم، () له فيها ( )، يقول: وذلّوا لربكم، واخضعوا له بالطاعة لتفلحوا بذلك»19.

وقال الله جل شأنه: ( ) [المرسلات: ٤٨].

وعن مجاهد بن جبر رحمه الله: في تفسير قوله تعالى: ( )، قال: «إذا قيل لهم صلّوا لا يصلّون»20.

قال الإمام الطبري رحمه الله: «يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء المجرمين المكذبين بـوعيد الله أهل التكذيب به: اركعوا، لا يركعون».

واختلف أهل التأويل في الحين الذي يقال لهم فيه:

فقال بعضهم: «يقال لهم ذلك في الآخرة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون، وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: ( ) [المرسلات: ٤٨] يقول: يدعون يوم القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود، من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا».

وقال آخرون: «بل قيل ذلك لهم في الدنيا».

وعن قتادة في تفسير قوله تعالى: ( ) «أي: عليكم بحسن الركوع، فإن الصلاة من الله بمكان؛ لأن المقصود بالآية عنده هو الركوع نفسه».

وقال قتادة في آخرين: «هذه حال كفار قريش في الدنيا، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم وهم لا يجيبون، وذكر الركوع عبارة عن جميع الصلاة، وهذا قول الجمهور».

وقال قتادة عن ابن مسعود رضي الله عنه: «أنه رأى رجلًا يصلي ولا يركع، وآخر يجر إزاره، فضحك، فقيل له: ما يضحكك؟ قال: أضحكني رجلان؛ أما أحدهما فلا يقبل الله صلاته، وأما الآخر فلا ينظر الله إليه»21.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: «قوله تعالى: ( ) أي: إذا قيل لهؤلاء المشركين: ()، أي: صلّوا: ( )، أي: لا يصلّون».

قال مقاتل: «نزلت في ثقيف، امتنعوا من الصلاة فنزل ذلك فيهم، قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (أسلموا)، وأمرهم بالصلاة فقالوا: لا ننحني فإنها مسبةٌ علينا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود)22.

قال ابن العربي رحمه الله: «هذه الآية حجة على وجوب الركوع وإنزاله ركنًا في الصلاة، وقد انعقد الإجماع عليه، وظنّ قوم أن هذا إنما يكون في القيامة، وليست بدار تكليف فيتوجه فيها أمر يكون عليه ويلٌ وعقابٌ، وإنما يدعون إلى السجود كشفًا لحال الناس في الدنيا، فمن كان يسجد يمكّن من السجود، ومن كان يسجد رئاءً لغيره صار ظهره طبقًا واحدًا».

وقيل: أي: إذا قيل لهم اخضعوا للحق لا يخضعون، فهو عام في الصلاة وغيرها، وإنما ذكر الصلاة، لأنها أصل الشرائع بعد التوحيد. وقيل: الأمر بالإيمان؛ لأنها لا تصح من غير إيمان23.

قال الواحدي رحمه الله: «إذا أمروا بالصلوات الخمس لا يصلّون مع محمد صلى الله عليه وسلم»24.

قال ابن كثير رحمه الله: «( ) [المرسلات: ٤٨]، أي: إذا أمر هؤلاء الجهلة من الكفار أن يكونوا من المصلين مع الجماعة، امتنعوا من ذلك واستكبروا عنه»25.

قال البغوي رحمه الله: «( )، يعني: صلّوا، ( ): لا يصلّون»26.

قال ابن عطية رحمه الله في قوله تعالى: ( ) «هي حكاية حال المنافقين في الآخرة إذا سجد الناس، فأرادوا السجود فانصرفت أصلابهم إلى الأرض، وصارت فقراتهم كصياصي البقر، قاله ابن عباس رضي الله عنهما وغيره».

وقال بعض المتأولين: «عني بالركوع التواضع» كما قال الشاعر27:

بجمعٍ تضلّ البلق في حجراته

ترى الأكم فيه سجّدًا للحوافر

ويتابع ابن عطية قائلًا: «إنّ ذكر الركوع هنا وتخصيصه من بين سائر أحوال العبادة، إنما كان لأن كثيرًا من العرب كان يأنف من الركوع والسجود، ويراها هيئةً منكرةً؛ لما كان في أخلاقهم من العجرفة»28.

٢. أسلوب الوصف الدال على المدح.

وقد جاء في ثمانية مواضع، منها:

قال الله عز وجل: ( ) [ص: ٢٤].

وقال الله تعالى: ( ) [التوبة: ١١٢].

وقال عز وجل: ( ) [المائدة: ٥٥].

وقال تعالى: ( ) [البقرة: ٤٣].

وقال سبحانه: ( ) [آل عمران: ٤٣].

وقال تعالى: ( ) [البقرة: ١٢٥].

وقال تبارك وتعالى: ( ) [الحج: ٢٦].

وقال وتعالى: ( ) [الفتح: ٢٩].

٣. أسلوب الوصف الدال على الذمّ.

وقد ورد في موضع واحد.

قال الله تعالى: ( ) [المرسلات: ٤٨]..

٤. الأمر بالركوع بلفظ السجود.

وقد ورد بلفظة ()، في ثلاثة مواضع هي:

قال الله تعالى: ( ) [البقرة: ٥٨].

وقال تعالى: ( ) [النساء: ١٥٤].

وقال تعالى: ( ) [الأعراف: ٦١].

قال الإمام الطبري رحمه الله: «القول في: ( )، فإن ابن عباس كان يتأوّل قوله تعالى: () بمعنى: الـّركـّع»29.

وروي عن ابن عباس في قوله تعالى: ( ) «ركعًا من باب صغير»30.

وعن ابن عباس من طريق آخر في قوله تعالى: ( )، قال: «أمروا أن يدخلوا ركعًا».

قال أبو جعفر: «وأصل السجود الانحناء لمن سجد له معظّمًا بذلك، فكل منحنٍ لشيء تعظيمًا له وخشوعًا فهو له ساجد»31.

وقال الإمام الواحدي رحمه الله: «وقوله: ( )، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ركعًا، وهو شدة الانحناء، والمعنى: منحنين متواضعين»32.

وجاء بلفظ ( )، بموضع واحد.

قال تعالى: ( ) [الشعراء: ٢١٩].

قال الإمام الطبري رحمه الله: «معنى ذلك: ويرى تقلّبك في صلاتك حين تقوم، ثم حين تركع، وتسجد، وقال ابن عباس في تفسير قوله تعالى: ( ) «قيامك وركوعك وسجودك»33.

ونقل مثل هذا التفسير عن عكرمة أيضًا، وقد رجّح الإمام الطبري هذا القول بعد ذكره للأقوال الواردة في تفسير هذه الآية.

ويمكن أن نضيف أسلوبًا غير صريح يحث على الركوع: وهو الأمر بإقامة الصلاة، فإن ذلك يتضمن الأمر بالركوع؛ حيث إن الركوع جزء من الصلاة، وما أكثر الآيات الواردة في ذلك، ولا حاجة للإطالة في ذكرها.

ثانيًا: الثناء على الراكعين:

يعتبر الركوع من أهم الصفات التي يتميز بها العبد المسلم بخضوعه لربه جل جلاله، منحنيًا بهامته لخالقه ورازقه بكل عبودية وتعظيم وإخلاص لله تعالى.

ولقد أثنى الله عز وجل على الراكعين في أكثر من آية وردت بآيات الذكر الحكيم، وبعدة أساليب، أهمها:

١. المدح المباشر للراكعين.

وقد ظهر ذلك بمدحه لمحمد صلى الله عليه وسلم وأتباعه؛ بأنهم يركعون لله سبحانه، ولهذا أمر اليهود بأن يخضعوا لله سبحانه، وأن يتبعوا رسوله محمدًا عليه الصلاة والسلام ويكونوا مع أتباعه، خاضعين لله ورسوله: ( ) [البقرة: ٤٣]34.

وبأمر الله لمريم عليها السلام بأن تكون راكعة مع الراكعين لله تعالى ، مخلصة له بالعبادة اصطفاؤها وتفضيلها على العالمين: ( ) [آل عمران: ٤٣]35.

وبجعل الركوع صفة من الصفات الممدوحة للمؤمنين المتبعين لشرع الله ورسوله، وجعل سبحانه وتعالى المكافأة على ذلك بأن الراكع وليه الله ورسوله، بل أوجب موالاتهم وحبهم بأداة الحصر (إنما): ( ) [المائدة: ٥٥]36.

وبمدح عباد الله المؤدين للصلوات المفروضة، والمكثرين من النوافل بعدة صفات، كان الركوع الصفة الخامسة، بقوله: ( ﭞﭟ ) [التوبة: ١١٢]37.

مدح الله عز وجل للمكثرين من الركوع والسجود المتجهين إلى الكعبة المشرفة في صلاتهم وركوعهم، سواء أكانوا حولها أم بعيدين عنها.

بل أمر سبحانه خليله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام بتطهير وتهيئة بيته المحرم لهؤلاء: ( ﯧﯨ ) [البقرة: ١٢٥]38.

مدح أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بأنهم من المكثرين في الصلاة، والركوع والسجود من أجل أركان الصلاة: ( ) [الفتح: ٢٩]39.

دلالة على محبة الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم حال رؤيته له متقلبًا في صلاته وركوعه وسجوده بقوله: ( ) [الشعراء: ٢١٩].

٢. الركوع سبب من أسباب قبول التوبة والفلاح.

فقد جعل الله سبحانه الركوع سببًا للتوبة عن بني إسرائيل، وشكرًا لله عز وجل على أن سهّل لهم فتح بيت المقدس، فقال: ( ) [البقرة: ٥٨] 40.

وقال: ( ) [النساء: ١٥٤]41.

وقال: ( ) [الأعراف: ١٦١]42.

وكلها أتت كما قال ابن عباس ومن وافقه بمعنى «ركعًا منحنين خاضعين لله سائلينه أن يحطّ عنهم سيئاتهم، ولكن بني إسرائيل خالفوا أمر الله جلّ ثناؤه، فلم يدخلوا راكعين، إنما دخلوا متزحفين على أستاههم -وفي رواية على أوراكهم-، مخالفين لأمر الله فاستحقوا الرجز من رب السماء»43.

ونرى ذلك واضحًا في قبول التوبة والفلاح بقصة داوود عليه الصلاة والسلام الواردة في قوله تعالى: ( ﮭﮮ ﯟﯠ ﯮﯯ ) [ص: ٢٤و٢٥].

أي: ألقى بنفسه نحو الأرض متطامنًا متواضعًا لله عز وجل، سائلًا ربه بأن يغفر له ذنبه، تائبًا مما وقع فيه من الخطأ. قال الحسن بن الفضيل: «سألني عبد الله بن طاهر عن قوله تعالى: ( )، هل يقال للراكع خرّ؟ قلت: لا، ومعناه، أي: ساجدًا بعد ما كان راكعًا»44.

٣. ذم الذين لا يركعون لله تعالى.

فقد ذمّ الله الذين لا يركعون له في الدنيا، وهدّدهم بأن يفضحهم على رؤوس الخلائق يوم القيامة في أرض المحشر، قال الله تعالى: ( )، ( ) [المرسلات: ٤٨-٤٩].

وإذا استخدمنا مفهوم المخالفة لهذا النص اقتضى مدح من كان يركع لله في الدنيا فهو ناجٍ برحمة الله تعالى يوم القيامة من عذاب جهنم، مستحق للفوز برضوانه وجنته.

قال مقاتل رحمه الله في تفسير هذه الآية «قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (أسلموا)، وأمرهم بالصلاة، فقالوا: لا ننحني؛ فإنها مسبةٌ علينا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود)»45.

ورجح الإمام ابن عطية: «بأن ذكر الركوع هنا وتخصيصه من بين سائر أحوال العبادة، إنما كان لأن كثيرًا من العرب كان يأنف من الركوع والسجود، ويراهما هيئة منكرة، لما كان في أخلاقهم من العجرفة! »46.

ثالثًا: بيان حسن الجزاء للراكعين في الآخرة:

يقوم المؤمن بطاعته لربه، وخضوعه لأوامره، واجتناب نواهيه، مخلصًا لله عز وجل في جميع أقواله وأعماله، مبتغيًا بذلك جزيل التوفيق في الحياة الدنيا، ورضى الله تعالى والفوز بجنته في الآخرة.

وقد رتب الله سبحانه على من اتصف بصفات الطاعة (بالركوع والسجود له) جزاء عظيمًا في الآخرة، نستخلصها من آية سورة الفتح، كما يأتي:

أولًا: وعد الله لهم بمغفرته ورضوانه، وإدخالهم النعيم المقيم في جنتة.

قال الله تعالى: ( )، ( ) [الفتح: ٢٩].

قال الإمام القرطبي رحمه الله: «( ) [الفتح: ٢٩]. تراهم ركعًا أحيانًا لله في صلاتهم، سجدًا أحيانًا ( )، يقول: يلتمسون بركوعهم وسجودهم وشدتهم على الكفار، ورحمة بعضهم بعضًا ( )، وذلك برحمته إياهم، بأن يتفضل عليهم فيدخلهم جنته، وأن يرضى عنهم ربهم، وقوله: ()، يعني: عفوًا عامًّا عما مضى من ذنوبهم وسيء أعمالهم بحسنها. وقوله: ( ) يعني: وثوابًا جزيلًا، وذلك الجنة»47.

وزاد ابن كثير رحمه الله: «( ) [الفتح: ٢٩]. وعدهم الله مغفرة لذنوبهم، وثوابًا جزيلًا ورزقًا كريمًا. ووعد الله حق وصدق لا يخلف ولا يبدّل، وكل من اقتفى أثر الصحابة رضي الله عنهم فهو في حكمهم»48.

ثانيًا: علامة يجعلها الله في وجوه المؤمنين يوم القيامة، يعرفون بها؛ لما كان من سجودهم له في الدنيا، ثم اختلف أهل التأويل في «السيما» الذي عناه الله في هذا الموضع:

قال ابن عباس رضي الله عنهما: «صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة». وقال الحسن رضي الله عنه وعن خالد الحنفي وعطية: «مواضع السجود من وجوههم يوم القيامة تكون أشد بياضًا»، وهو كقوله سبحانه: ( ) [المطففين: ٢٤].

وهناك أقوال أخرى وردت في بيان معنى هذه السيما، ذكرها ابن كثير ورجّحها جميعها، ولكنه قدّم هذه العلامة وأنها ستكون لهم في الآخرة، وذكر عدة أحاديث في ذلك منها، قال: «سمعت شبيبًا يقول: عن مقاتل بن حيان، قال: ( ) [الفتح: ٢٩].

قال: النور يوم القيامة »49.

ثالثًا: ونرى في المقابل أن الله عز وجل توعد من لم يركع ويخضع له في الدنيا بالعذاب الشديد يوم القيامة، قال الله تعالى: ( Ú ) [المرسلات: ٤٨ -٤٩].

قال الإمام الطبري رحمه الله: «واختلف أهل التأويل في الحين الذي يقال لهم فيه، فقال بعضهم: يقال لهم ذلك في الآخرة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون، عن ابن عباس رضي الله عنهما قوله: ( ) [المرسلات: ٤٨].

يقول: يدعون يوم القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود، من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا»50.

وقال آخرون: «بل قيل ذلك لهم في الدنيا»51.

بين الركوع والسجود

إذا أمعنا النظر في لفظتي الركوع والسجود سواء من الناحية اللغوية، أو من الناحية الاصطلاحية، نجد بينهما توافقًا في جوانب، وتباينًا في جوانب أخرى، وسنفصل ذلك فيما يلي:

أولًا: جوانب التوافق:

من الناحية اللغوية:

يتفقان في أن كلًا منهما يدل على الخضوع والانحناء والذّل والخوف لشيءٍ قوي قاهر، سواء كان للمخلوقات، أو كان خضوعًا لله سبحانه وتعالى بالطاعة له، والانقياد لشرعه.

وعلى هذا يمكن تفسير عبادة غير الله تعالى: بأن الناس اعتقدوا فيما يعبدونه من دون الله تعالى القوة والبطش، فذلوا لآلهتهم وعبدوها وقدّموا لها القرابين، وكانوا يدخلون أماكنها وهم يركعون، أو يسجدون، أو راكعين ساجدين.

أما المسلم فلا يركع إلا لله عز وجل، فهو خالقه والمنعم عليه؛ طمعًا في مرضاته وفوزه بجنته، وخوفًا من غضبه وعذابه، فيكون الركوع والسجود في الصلاة شكرًا لله عز وجل ، وطلبًا لعبادته، وتعظيمًا لقدره، وتقربًا إليه، قال الله تعالى: ( ) [الحج: ٧٧].

وغير ذلك مما ورد في شأن الركوع أو السجود.

من الناحية الشرعية:

نجد أن الركوع أو السجود أو كليهما كانا عند جميع الأمم وفي شرائعهم المنزلة، كما أشار الله عز وجل إلى ذلك بقوله: ( ) [آل عمران: ٤٣].

وقوله تعالى: ( ) [ص: ٢٤].

وقوله سبحانه آمرًا إبراهيم عليه الصلاة والسلام: ( ) [الحج: ٢٦].

وأمره سبحانه لإبراهيم وولده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام في موضع آخر: ( ) [البقرة: ١٢٥].

بل ذمّ الله سبحانه وتعالى من لم يركع له في الدنيا، وأن له العذاب الشديد يوم القيامة: ( Ú ) [المرسلات: ٤٨ -٤٩].

ثانيًا: جوانب التباين:

من الناحية اللغوية:

الركوع هو: انحناء وخفض للرأس والظهر بدون أن يصل الراكع إلى الأرض، أمّا السجود فإنه لابدّ للساجد من وضع جبهته وأنفه على الأرض، وعليه فالسجود أكثر خضوعًا وتذللًا من الركوع؛ لذا ورد في الحديث: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء) 52.

من الناحية الشرعية:

فالركوع انحناء للظهر واستقامته مع الرأس ومسك اليدين للركبتين، ويكون فيه تعظيمٌ للربّ بقول الراكع: (سبحان ربي العظيم) ثلاثًا.

أما السجود فهو وضع الجبهة مع الأنف واليدين والركبتين وباطن أصابع القدمين على الأرض، ويكون فيه التسبيح لله تعالى العلي القهار بقول الساجد: (سبحان ربي الأعلى) ثلاثًا، ويكون فيه الدعاء بما يشاء العبد، ويكون فيه أقرب إلى الله تعالى ، وعلى هذا جاء نص الحديث التالي: (فأما الركوع فعظّموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمنٌ أن يستجاب لكم).

لذلك إذا استقرأنا الآيات التي ذكر فيها الركوع والسجود، نرى تقديم الركوع فيها على السجود دائمًا، ماعدا آية آل عمران رقم ٤٣، ففيها تقديم السجود على الركوع، وسنرى تعليل ذلك، ونجد أيضًا أن ترتيب الركوع في الصلاة يكون قبل السجود، ولا يتوصل إلى السجود إلا بالركوع، فالركوع بداية الخضوع، والسجود كمال الخضوع ونهايته، وكلاهما لا يكون إلا لله ربّ العالمين.

ثالثًا: الركوع بمعنى السجود:

بالرجوع إلى نصوص الآيات التي وردت بالركوع، نرى أن لفظة الركوع تصرف إلى حقيقتها الشرعية واللغوية مالم يكن هنالك صارف إلى معنى آخر، وأنه ركن من أركان الصلاة، فعبّر الله تعالى بالركوع عن الصلاة التي فيها الصلة به والخضوع له، لكننا نجد أن الركوع ورد بمعنى السجود في:

أولًا: قول الله تعالى حكاية عن نبيه داوود عليه الصلاة والسلام: ( ) [ص: ٢٤].

فقد فسّرها الإمام الطبري رحمه الله: «فخرّ ساجدًا لله، ورجع إلى رضى ربه، وتاب من خطيئته»53.

وقال الحسين بن الفضل: «المعنى (خرّ من ركوعه)، أي: سجد بعد أن كان راكعًا»54.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في (ص) وقال: (سجدها داوود عليه السلام توبةً، ونسجدها شكرًا) 55.

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في رواية سعيد بن جبير«( )، ساجدًا».

وقال الواحدي رحمه الله: «ويجوز أن يعبّر بالركوع عن السجود، لأن الركوع في اللفظ معناه الانحناء، ولا خلاف بين المفسرين أنه خرّ ساجدًا» 56.

قال الإمام البغوي رحمه الله: «( )، أي: ساجدًا، عبّر بالركوع عن السجود، لأن كل واحد منهما فيه انحناء، قال الحسين بن الفضل: سألني عبد الله بن طاهر عن قوله: ( )، هل يقال للراكع خرّ؟ قلت: لا، ومعناه: فخرّ، أي: ساجدًا، بعد ما كان راكعًا»57.

ثانيًا: وقول الله تعالى: ( ) [المرسلات: ٤٨].

يقول الإمام الطبري رحمه الله: «واختلف أهل التأويل في الحين الذي يقال لهم فيه، فقال بعضهم: يقال لهم ذلك في الآخرة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون. روي عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ( )، يقول: يدعون يوم القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود. من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا »58.

قال ابن عطية رحمه الله: « قوله تعالى: ( )، قيل: هي حكاية حال المنافقين في الآخرة إذا سجد الناس، فأرادوا السجود فانصرفت أصلابهم إلى الأرض وصارت فقراتهم كصياصي البقر، قاله ابن عباس رضي الله عنهما وغيره»59.

رابعًا: السجود بمعنى الركوع:

ذكرنا سابقًا أنه ورد لفظ السجود بمعنى الركوع في ثلاثة مواضع:

قال الله تعالى: ( ) [البقرة: ٥٨].

وقال تعالى: ( ) [النساء: ١٥٤].

وقال تعالى: ( ) [الأعراف: ١٦١].

وكلها وردت في أمر الله تعالى لبني إسرائيل بأن يدخلوا من باب حطة إلى بيت المقدس راكعين، خاشعين، شاكرين لله على أنه فتح عليهم مدينة بيت المقدس.

قال الإمام القرطبي رحمه الله: «وأما قوله: ()، فإن ابن عباس كان يتأوّله بمعنى الركوع».

وعن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: ( )، قال: «ركّعًا من باب صغير»60.

وعن ابن عباس من طريق آخر في تفسير قوله تعالى: ( )، قال: «أمروا أن يدخلوا ركّعًا».

قال أبو جعفر: «وأصل السجود الانحناء لمن سجد له معظّمًا بذلك، فكل منحنٍ لشيء تعظيمًا له وخشوعًا فهو له ساجد»61.

وقال الإمام الواحدي رحمه الله: «وقوله: ( )، قال ابن عباس رضي الله عنهما: ركّعًا، وهو شدة الانحناء، والمعنى: منحنين متواضعين.

قال مجاهد رحمه الله: هو باب حطة من بيت المقدس، طوطئ لهم الباب ليخفضوا رؤوسهم، فلم يخفضوا ولم يركعوا، ودخلوا متزحفين على أستاههم»62.

وقال ابن كثير رحمه الله: «وحكي عن بعضهم أن المراد هنا بالسجود الخضوع؛ لتعذّر حمله على حقيقته»63.

وقال الإمام البغوي رحمه الله تعالى: «()، أي: ركّعًا، خضّعًا، منحنين.

وقال وهب: فإذا دخلتموه فاسجدوا شكرًا لله»64.

وورد أيضًا في بعض التفاسير أن السجود أتى بمعنى الركوع في قوله تعالى: ( ) [الشعراء: ٢١٩].

قال الإمام الطبري رحمه الله: «ويرى تقلّبك مع الساجدين في صلاتهم معك، حين تقوم معهم وتركع وتسجد؛ لأن ذلك هو الظاهر من معناه»65.

وقال الإمام الشنقيطي رحمه الله: «( ) أي: المصلين، إذا صليت بالناس»66.

خامسًا: الركوع والسجود منفردين ومجتمعين:

بالتتبّع لآيات الركوع والسجود نجد أن آيات الركوع الواردة في القرآن الكريم أقل من آيات السجود عمومًا، وأن آيات الركوع جاءت منفردة بالركوع في آيات، ومجتمعة مع السجود في آيات أخر.

١.مجيء الركوع منفردًا.

أتت آيات الركوع منفردة لم يذكر معها السجود بثلاثة مواضع، هي:

  1. الحث على صلة الفرد المسلم بإخوانه يوميًّا خمس مراتٍ، عن طريق أداء الصلاة مع الجماعة، قال تعالى: ( )، وقوله: ( )، وقوله: ( )، وقوله: ( )، وقوله: ( )، وقوله: ( )، مما يجعل الجماعة في ترابط دائم وتعاضد مستمر في السراء والضراء.
  2. الحث على ارتياد المساجد التي بنيت لأداء الصلاة والذكر وقراءة القرآن؛ مما يؤدي إلى إعمارها بجماعة المسلمين، وإبقاء دور المسجد في العبادة والعلم وجميع ما يلزم لأحوال المسلمين، قال تعالى: ( )، وقوله: ( )، فإن (مع) تفيد وجوب أداء الصلاة بشهود الجماعة، وهذا يكون في المساجد74.
  3. تزكية الجماعة الراكعة لله تعالى بأنهم من عمّار بيت الله الحرام في مكة؛ لذا أمر الله خليله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما الصلاة والسلام بتطهير بيته المكرم لهم، فقال: ( ) [البقرة: ١٢٥]75.
  4. الركوع خضوعًا لله تعالى بعد المعصية من أسباب قبول التوبة وتكفير الذنوب، وزيادة الإحسان للعبد من خالقه، قال تعالى: ( ﭢﭣ ) [البقرة: ٥٨]76.
  5. وجود الركوع في الصلاة من خصوصيات أمة محمدٍ عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد ذكر هذا بعض المفسرين في تفسير آية: ( )، حيث قال: إنما خص الركوع بالذكر لأن بني إسرائيل لم يكن في صلاتهم ركوع!77.

    ثالثًا: ثمرات أخروية على مستوى الفرد والجماعة:

    يحرص كل مسلم في هذه الدنيا على القيام بطاعة الله سبحانه ، جاعلًا من دنياه مزرعة لآخرته؛ ليحصل على إرضاء مولاه، ويقطف ثمار ما زرعه في دنياه يوم القيامة والحساب، فيفوز برضى الله وجنته، وقد بين الله عز وجل في آيات الركوع بعض ما يكون للعبد من جزاء في الآخرة، نوجزها بما يلي:

  1. بشارة الله سبحانه لمن اتصف بهذه الصفات التسع بأنهم من المؤمنين، وذكر من ضمنها صفة ()، قال الله تعالى: ( ﭞﭟ ) [البقرة: ٥٨].
  2. الوعد بالفلاح في الآخرة للمؤمنين الراكعين، الساجدين، العابدين الله، الفاعلين للخير، قال الله تعالى: ( ) [الحج: ٧٧].
  3. للراكعين الساجدين سيما وعلامة تميّزهم بها من غيرهم في أرض المحشر من أثر السجود، وقد وصف الله تعالى محمدًا صلى الله عليه وسلم والذين معه بذلك، فقال سبحانه: ( ﭤﭥ ) [الفتح: ٢٩].
  4. تقريب الله تعالى للعبد المؤمن المستغفر من ذنبه، الراكع لربه والمنيب إليه، ومنحه الدرجات العالية في الجنة على توبته، قال الله تعالى بعد قبول توبة نبيه داوود عليه الصلاة والسلام: ( ) [ص: ٢٥]78.
  5. الوعد بالمغفرة والأجر العظيم في الآخرة لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن سار على نهجهم، قال تعالى: ( ) [الفتح: ٢٩].
  6. كشف كذب المجرمين الذين لم يركعوا لله في الدنيا أمام الخلائق في أرض المحشر يوم القيامة، وأن لهم العذاب الشديد في الآخرة، قال الله تعالى: ( )، ( ) [المرسلات: ٤٨-٤٩].

    موضوعات ذات صلة:

    التسبيح، الذكر، السجود، الصلاة


1 مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/٤٣٤.

2 الصحاح، الجوهري ٣/١٢٢٢.

3 المفردات، الراغب الأصفهاني ص ٣٦٤.

4 التوقيف على مهمات التعاريف ص١٨١.

5 انظر: المعجم المفهرس الشامل لألفاظ القرآن الكريم، عبد الله جلغوم ص٥٩٣.

6 انظر: الوجوه والنظائر، الدامغاني، ص٢٤٢.

7 انظر: القاموس المحيط، الفيروزآبادي ص٣٦٦.

8 انظر: جامع البيان، الطبري ١/٧١٤.

9 انظر: الزاهر في معاني كلمات الناس، الأنباري ١/٦٨، القاموس المحيط، الفيروزآبادي ص١٤٧.

10 انظر: فتح الباري، ابن حجر ٢/٤٩٠.

11 مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/١٨٢.

12 المفردات، الراغب الأصفهاني ص٢٨٣، الفروق اللغوية، العسكري ص٢٤٨، التعريفات، الجرجاني ص ٩٨.

13 انظر: جامع البيان، الطبري ١/٦١١.

14 المحرر الوجيز، ابن عطية ١/١٩٩.

15 المصدر السابق، وانظر: أحكام القرآن، القرطبي ١/٣٤٥.

16 التفسير البسيط، الواحدي ٢/٤٤٦.

17 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص١٥.

18 جامع البيان، الطبري ٥/٤٠٠.

19 المصدر السابق ١٦/٦٣٨-٦٣٩.

20 تفسير مجاهد بن جبر ص٦٩٣.

21 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٦١٢-٦١٤، الدر المنثور، السيوطي ٦/٣٠٥.

22 أخرجه أحمد في مسنده، رقم ١٧٩١٣، ٢٩/٤٣٨، وأبو داود في سننه، كتاب الخراج والإمارة والفيء، باب ما جاء في خبر الطائف، رقم ٣٠٢٦.

وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، رقم ٤٧١١.

23 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٩/٦٢٧.

24 التفسير البسيط، الواحدي ٢٣/١٠٥.

25 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٥٣٨.

26 معالم التنزيل، البغوي ٢/٩٩٣.

27 الشاعر هو: زيد الخيل، إذ يستشهد بالبيت على أن السجود يأتي بمعنى الخضوع والتواضع، موافقًا للغة، وانظر: كتاب الصّاحبيّ، لابن فارس ٢٦١، حيث ورد بلفظ: بجمع تضلّ...، وأورد رواية ثانية: بجيش تضلّ...

28 المحرر الوجيز، ابن عطية ٨/٥١٠.

29 جامع البيان ١/٧١٤-٧١٥.

30 أخرجه الحاكم في المستدرك، ٢/٢٦٢، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

31 جامع البيان، الطبري ١/٧١٤-٧١٥.

32 البسيط ٢/٥٥٨.

33 جامع البيان، الطبري ١٧/٦٦٦-٦٧٠.

34 المصدر السابق ١/٦٦٦.

35 المصدر السابق ٥/٤٠٠.

36 المصدر السابق ١/١٠٤.

37 البسيط، الواحدي ١١/٧١.

38 جامع البيان، الطبري ١٦/٥١٣.

39 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ٧/٦٨٩، الوسيط، الواحدي ٢٠/٣٢٦، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٢٣٥.

40 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/١٣٤.

41 المصدر السابق ١/٧١٢.

42 المصدر السابق ٤/٢٣٥، ٧١٢.

43 التفسير البسيط، الواحدي ٢/٥٥٨.

44 معالم التنزيل، البغوي ٢/٨٠٠.

45 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٩/٦٢٧.

46 المحرر الوجيز، ابن عطية ٨/٥١٠.

47 جامع البيان، الطبري ٢١/٣٢١ - ٣٣٤.

48 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٢٣٥.

49 المصدر السابق.

50 جامع البيان، الطبري ٢٣/٦١٢-٦١٤.

51 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٩/٦٢٧.

52 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود، رقم ٤٨٢.

53 جامع البيان، الطبري ٢٠/٦٤.

54 المحرر الوجيز، ابن عطية ٧/٣٤١.

55 أخرجه النسائي في الكبرى، ٢/٥، رقم ١٠٣١.

وصححه الألباني في صحيح أبي داود، الأم ٥/١٥٤.

56 التفسير الوسيط، الواحدي ١٩/١٩٠.

57 معالم التنزيل، البغوي ٢/٨٠٠.

58 جامع البيان، الطبري ٢٣/٦١٢-٦١٤.

59 المحرر الوجيز، ابن عطية ٨/٥١٠.

60 أخرجه الحاكم في المستدرك، ٢/٢٦٢، وقال: صحيح على شرط الشيخين.

61 جامع البيان، الطبري ١/٧١٤-٧١٥.

62 التفسير البسيط، الواحدي ٢/٥٥٨.

63 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/١٣٤.

64 معالم التنزيل، البغوي ١/٢٦.

65 جامع البيان، الطبري ١/٦٦٦ - ٦٦٩.

66 أضواء البيان ٦/٣٨٨.

67 انظر: التفسير البسيط، الواحدي ٥/٢٤٧-٢٥٠.

68 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٤/٣٨٩.

69 التفسير البسيط، الواحدي ٥/٢٤٧.

70 المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/٢١٩.

71 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ١/٤٥٤.

72 بدائع الفوائد، ابن القيم ص٨٠.

73 جامع البيان، الطبري ٢٣/٦١٢.

74 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١/٣٤٨.

75 جامع البيان، الطبري ٧/٦٤٤.

76 المصدر السابق.

77 المحرر الوجيز، ابن عطية ١/١٩٩.

78 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٣٩.