عناصر الموضوع

مفهوم الآيات الكونية

الألفاظ ذات الصلة

حكمة القسم بالآيات الكونية

استدلال القرآن بالآيات الكونية

أساليب القرآن في الحث على التفكر

الآيات الكونية في المثل القرآني

الإشارات الإعجازية لعلوم الكون في القرآن

ضوابط التفسير العلمي للآيات المتعلقة بالكون

الآيات الكونية

مفهوم الآيات الكونية

أولًا: المعنى اللغوي:

فأما لفظ الآية:

فتطلق في اللغة العربية على إطلاقين:

الأول: إن الآية هي: العلامة، وهذا هو المشهور في كلام العرب 1.

قال الراغب: «الآية هي: العلامة الظاهرة، وحقيقته لكل شيء ظاهر، وهو ملازم لشيء لا يظهر ظهوره، فمتى أدرك مدرك الظاهر منهما علم أنه أدرك الآخر الذي لم يدركه بذاته، إذ كان حكمهما سواء، وذلك ظاهر في المحسوسات والمعقولات، فمن علم ملازمة العلم للطريق المنهج، ثم وجد العلم علم أنه وجد الطريق، وكذا إذا علم شيئًا مصنوعًا علم أنه لا بد له من صانع» 2.

الثاني: إن الآية تأتي بمعنى الجماعة، يقولون: جاء القوم بآيتهم، أي: بجماعتهم 3.

وأما لفظ الكون:

فالكون لغة: الوجود المطلق العام، واسم لما يحدث دفعة، كحدوث النور عقب الظلام مباشرة، وقيل: الكون حصول الصورة في المادة بعد أن لم تكن حاصلة فيها 4.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

عُرِفت الآية بعدة تعريفات، أهمها:

عرفها ابن عطية بقوله: «الآية: العلامة المنصوبة للنظر والعبرة» 5.

وعرفها البيضاوي بقوله: «الآية في الأصل: العلامة الظاهرة، ويقال للمصنوعات من حيث إنها تدل على وجود الصانع وعلمه وقدرته» 6.

وعرفها ابن عاشور بقوله: «الآية: أصلها العلامة الدالة على شيء، من قول أو فعل، وآيات الله الدلائل التي جعلها دالة على وجوده، أو على صفاته، أو على صدق رسله، ومنه آيات القرآن التي جعلها الله دلالة على مراده للناس» 7.

وقال الشنقيطي: «الآية تطلق في القرآن العظيم على إطلاقين:

الأول منهما: إطلاق الآية على الشرعية الدينية، كآيات هذا القرآن العظيم، ومنه قوله تعالى: ( ) [البقرة:٢٥٢].

وأما الثاني: فهو إطلاق الآية على الآية الكونية القدرية، كقوله تعالى: ( ) [آل عمران:١٩٠].

أي: علامات كونية قدرية، يعرف بها أصحاب العقول السليمة أن خالقها هو الرب المعبود وحده جل وعلا»8.

وأما الكون اصطلاحًا فهو: مجموع الموجودات الكائنة من مختلف صور المادة والطاقة والزمان والمكان وما تتشكل عليه من كافة الجمادات والأحياء 9.

ثالثًا: معنى الآيات الكونية:

الآيات الكونية هي: الآيات المنسوبة إلى الكون الذي هو الخلق الذي كونه الله تعالى فكان، وذلك: السماوات والأرض والجبال والسهول والأنهار والشمس والقمر والنبات والحيوان والجماد، وخلق الإنسان، وآيات الله عز وجل في الآفاق، وما فيهما وما بينهما من سائر المخلوقات 10.

الألفاظ ذات الصلة

العلامة:

العلامة لغةً:

العلامة لغةً: بتخفيف اللام المفتوحة الأمارة وعلامة الشيء ما يعرف به 11.

العلامة اصطلاحًا:

ما يستدل به من آثار، سواء كان على طريق، أو أي شيء 12.

الصلة بين الآية والعلامة:

أن الآية هي العلامة الثابتة من قولك: تأييت بالمكان إذا تحبست به وتثبت، والآية تشمل العلامة والدليل القاطع 13.

الأمارة:

الأمارة لغةً:

هي: العلامة 14.

الأمارة اصطلاحًا:

التي يلزم من العلم بها الظن بوجود المدلول، كالغيم بالنسبة إلى المطر، فإنه يلزم من العلم به الظن بوجود المطر 15، وقد يطلق على الدليل القطعي أيضًا 16.

الصلة بين الآية والأمارة:

إن الأمارة هي العلامة الظاهرة، ويدل على ذلك أصل الكلمة، وهو الظهور، ومنه قيل: أمر الشيء إذا كثر ومع الكثرة ظهور الشأن، ومن ثم قيل: الأمارة لظهور الشأن 17.

حكمة القسم بالآيات الكونية

إن المتأمل في القرآن الكريم يجد أن الله تعالى قد أقسم بكثير من الآيات الكونية في مثل قوله تعالى: ( ﯿ ) [الواقعة:٧٥- ٧٦].

وقوله تعالى: ( ﮣﮤ ) [الذاريات:٢٠-٢٣].

وقوله تعالى: ( ﭓﭔ ﭘﭙ ﭛﭜ ﭢﭣ ﭧﭨ ) [الطارق:١-٦].

وقوله تعالى: ( ﭒﭓ ﭕﭖ ﭘﭙ ﭜﭝ ) [الفجر:١-٥].

وقوله تعالى: ( ﭶﭷ ﭻﭼ ﭿﮀ ﮅﮆ ) [البلد:١-٥].

وقوله تعالى: ( ﭓﭔ ﭗﭘ ﭛﭜ ﭟﭠ ﭧﭨ ﭫﭬ ﭯﭰ ) [الشمس:١-٩].

وقوله تعالى: ( ﮙﮚ ﮝﮞ ﮢﮣ ) [الليل:١-٤].

وقوله تعالى: ( ﭳﭴ ﭷﭸ ) [الضحى:١-٣].

وقوله تعالى: ( ﭓﭔ ﭖﭗ ﭚﭛ ) [التين:١-٤].

وأسلوب القسم في القرآن الكريم طريق من طرق توكيد الكلام وإبراز معانيه ومقاصده على النحو الذي يريده المتكلم، إذ يؤتى به لدفع إنكار المنكرين أو إزالة شك الشاكين 18.

ويمكن بيان الحكمة في القسم بالآيات الكونية فيما يأتي:

١. إن القسم بالآيات الكونية في القرآن الكريم له حكم عظيمة، ومقاصد كثيرة، وفي طياته مواطن للعظة والعبرة، ومجالات رحبة للتأمل والنظر، ولطائف خفية يكتشفها المؤمن بنور بصيرته، فيزداد بها يقينًا يسمو به إلى مراتب العارفين بربهم جل جلاله وعز شأنه.

٢. إن القسم في القرآن الكريم لا يكون إلا باسم معظم في ذاته أو لمنفعة فيه، أو للتنبيه على كوامن العبرة فيه، فقد أقسم الله تعالى بالنجم والشمس والقمر، والليل والنهار، والسماء والأرض، والخيل، والتين والزيتون، وطور سنين، والبلد الأمين، وغير ذلك من مخلوقاته، لكونها إما معظمة عند الله تعالى أو لما فيها من دلائل القدرة، وآيات العظمة، أو مواطن العبرة 19.

٣. إن إقسام الله تعالى بهذه الأمور ينبئ عن شرفها، وأن فيها فوائد دينية ودنيوية، مثل كونها دلائل باهرة على التوحيد، أو توجب الحث على الشكر.

قال القرطبي: قد يقسم الله تعالى بأسمائه وصفاته لعلمه، ويقسم بأفعاله لقدرته، كما قال تعالى: ( ) [الليل:٣] ، ويقسم بمفعولاته، لعجائب صنعه، كما قال: ( ) [الشمس:١]. وقال تعالى: ( ) [الشمس:٥]. وقال تعالى:( ) [الطارق:١] 20.

قال ابن القيم: «وقد تضمن هذا القسم الأقسام بالخالق والمخلوق فأقسم بالسماء وبانيها والأرض وطاحيها والنفس ومسويها، وقد قيل إن مصدرية فيكون الأقسام بنفس فعله تعالى فيكون قد أقسم بالمصنوع الدال عليه وبصنعته الدالة على كمال علمه وقدرته وحكمته وتوحيده، ولما كانت حركة الشمس والقمر والليل والنهار أمرًا يشهد الناس حدوثه شيئًا فشيئًا ويعلمون أن الحادث لا بد له من محدث كان العلم بذلك منزلًا منزلة ذكر المحدث له لفظًا فلم يذكر الفاعل في الأقسام الأربعة»21.

٤. إن القسم بالآيات الكونية في القرآن الكريم توكيد، أو تعظيم، أو تنبيه على ما فيها من عظات وعبر، ونفع وضرر 22.

فمن التوكيد، نحو قوله تعالى: ( ) [الصافات:١-٦].

ومن التعظيم: قوله تعالى: ( ﯿ ﰀﰁ ) [الواقعة:٧٥-٧٦].

ومن التنبيه: قوله تعالى: ( ) [النجم:١-٣].

وقوله تعالى: ( ﭳﭴ ) [الحاقة:٣٨-٤١].

وقوله تعالى: ( ) [التكوير:١٥-٢٠] 23.

٥. أقسم الله عز وجل بهذه المخلوقات لما فيها من عجائب الصنعة الدالة عليه، وأراد أن ينبه عباده دائمًا بأن يذكر في القسم أنواع مخلوقاته المتضمنة للمنافع العظيمة، حتى يتأمل المكلف فيها، ويشكر عليها؛ لأن الذي يقسم الله تعالى به يحصل له وقع في القلب، فتكون الدواعي إلى تأمله أقوى 24.

قال الإمام ابن القيم: «ومن ذلك قسمه سبحانه وتعالى: ( ﮙﮚ ﮝﮞ ) [الليل:١-٣].

وقد تقدم ذكر القسم عليه وأنه سعي الإنسان في الدنيا وجزاؤه في العقبى، فهو سبحانه يقسم بالليل في جميع أحواله؛ إذ هو من آياته الدالة عليه فأقسم به وقت غشيانه وأتى بصيغة المضارع؛ لأنه يغشى شيئًا بعد شيء، وأما النهار فإنه إذا طلعت الشمس ظهر وتجلى وهلة واحدة، ولهذا قال في سورة الشمس وضحاها ( ﭛﭜ ) [الشمس:٣-٤].

وأقسم به وقت سريانه، وأقسم به وقت إدباره وأقسم به إذا عسعس، فقيل: معناه أدبر، فيكون مطابقًا لقوله: ( ﯱ ﯲ ) [المدثر:٣٣-٣٤].

وقيل: معناه أقبل، فيكون كقوله: ( ﮙﮚ ) فيكون قد أقسم بإقبال الليل والنهار، وعلى الأول يكون القسم واقعًا على انصرام الليل ومجيء النهار عقيبه، وكلاهما من آيات ربوبيته.

ثم أقسم بخلق الذكر والأنثى، وذلك يتضمن الأقسام بالحيوان كله على اختلاف أصنافه ذكره وأنثاه.

وقابل بين الذكر والأنثى كما قابل بين الليل والنهار، وكل ذلك من آيات ربوبيته فإن إخراج الليل والنهار بواسطة الأجرام العلوية؛ كإخراج الذكر والأنثى بواسطة الأجرام السفلية، فأخرج من الأرض ذكور الحيوان وإناثه على اختلاف أنواعها، كما أخرج من السماء الليل والنهار بواسطة الشمس فيها.

وأقسم سبحانه بزمان السعي، وهو الليل والنهار، وبالساعي وهو الذكر والأنثى على اختلاف السعي، كما اختلف الليل والنهار، والذكر والأنثى، وسعيه وزمانه مختلف، وذلك دليلٌ على اختلاف جزائه وثوابه، وأنه سبحانه لا يسوِي بين من اختلف سعيه في الجزاء، كما لم يسوِ بين الليل والنهار، والذكر والأنثى»25.

٦. إن القسم من المؤكدات المشهورة التي تمكن الشيء في النفس وتقويه، وقد نزل القرآن الكريم للناس كافة، ووقف الناس منه مواقف متباينة، فمنهم الشاك، ومنهم المنكر، ومنهم الخصم الألد. فالقسم في كلام الله يزيل الشكوك، ويحبط الشبهات، ويقيم الحجة، ويؤكد الأخبار، ويقرر الحكم في أكمل صورة، وإنما أقسم الله بمخلوقاته؛ لأنها تدل على بارئها، وهو الله تعالى، وللإشارة إلى فضيلتها ومنفعتها؛ ليعتبر الناس بها 26.

٧. إن الله سبحانه أقسم بكثير من مخلوقاته العظيمة، دلالة على عظم مبدعها، لما فيه من الدلالة على عظيم القدرة، وكمال الحكمة، وفرط الرحمة، ومن مقتضيات رحمته، ألا يترك عباده سدى عظات بالغة، وآيات ناطقة بوحدانية الله تعالى وعظيم قدرته على تصريفها، وإرسالها نعمة على قوم، ونقمة على آخرين، وجعل فيها الحياة للإنسان والحيوان والنبات، وصنفها وفق حكمته أصنافًا شتى، وجعل لكل صنف منها وظيفة كونية خاصة، فمنها ما يذرو النبات ويحركه؛ لينمو ويزدهر، ومنها ما يحمل السحب المثقلة بالماء، ومنها ما يجري بهذه السحب في يسر وخفة إلى حيث شاء الله جل جلاله، ومنها ما ينزل المطر من هذه السحب بقدر معلوم إلى أماكن محدودة. ومنها... ومنها 27.

٨. إن هذه الأقسام التي أقسم الله بها ما هي إلا دعوة للتأمل والنظر في كل آية من آيات الكون الدالة على خالقها سبحانه وحكمته وقدرته28، فمن ذلك أن الله تعالى «أقسم بالشمس: إما على التنبيه منها على الاعتبار المؤدي إلى معرفة الله تعالى، وإما على تقدير ورب الشمس، والضحى: ارتفاع ضوء الشمس وإشراقه، قاله مجاهد» 29.

استدلال القرآن بالآيات الكونية

أولًا: الوحدانية:

استدل القرآن الكريم على وحدانية الله تعالى بالآيات الكونية.

قال تعالى: ( ﯿﰀ ) [البقرة:١٦٣-١٦٤].

فهذه الآيات تدل على أنه واحد عز وجل، فأما آية السماء فمن أعظم الآيات؛ لأنها سقف بغير عمد، والآية في الأرض عظيمة فيما يرى من سهلها وجبلها وبحارها، وما فيها من معادن الذهب والفضة والرصاص والحديد اللاتي لا يمكن أحد أن ينشئ مثلها، وكذلك في تصريف الرياح، وتصريفها أنها تأتي من كل أفق فتكون شمالًا مرة وجنوبًا مرة، ودبورًا مرة وصبًا مرة، وتأتي لواقح للسحاب.

فهذه الأشياء وجميع ما بث الله في الأرض دالة على أنه واحد، كما قال عز وجل: ( ﯿ) لا إله غيره؛ لأنه لا يأتي بمثل هذه الآيات إلا واحد 30.

قال ابن كثير: «( ) تلك في ارتفاعها ولطافتها واتساعها وكواكبها السيارة والثوابت ودوران فلكها، وهذه الأرض في كثافتها وانخفاضها وجبالها وبحارها وقفارها ووهادها وعمرانها وما فيها من المنافع، واختلاف الليل والنهار، هذا يجيء ثم يذهب ويخلفه الآخر ويعقبه، لا يتأخر عنه لحظة، كما قال تعالى: ( ﯾﯿ ) [يس:٤٠].

وقوله تعالى: ( ﯧﯨ ) [الأنبياء:٣٣].

وتارة يطول هذا ويقصر هذا، وتارة يأخذ هذا من هذا ثم يتعاوضان، كما قال تعالى: ( ﮊﮋ ) [الحديد:٦] أي: يزيد من هذا في هذا ومن هذا في هذا» 31.

وكذلك قوله جل شأنه: ( ﭿ ﮅﮆ ) [الجاثية:٣-٦].

والمعنى: وفي خلق الله إياكم أيها الناس، وخلقه ما تفرق في الأرض من دابة تدب عليها من غير جنسكم ( ) يعني: حُجَجًا وأدلةً لقوم يوقنون بحقائق الأشياء، فيقرون بها، ويعلمون صحتها 32.

وفي السماوات والأرض آيات ودلائل كثيرة، منها:

أساليب القرآن في الحث على التفكر

أولًا: الأمر الصريح:

الآيات الكونية في المثل القرآني

الإشارات الإعجازية لعلوم الكون في القرآن

ضوابط التفسير العلمي للآيات المتعلقة بالكون

  1. المؤيدون للتفسير العلمي.
  2. المعارضون.
  3. المعتدلون.

    وهذا الرأي الثالث هو الرأي المختار.

    فلا رفض مطلق ولا قبول مطلق بل وسط بين طرفين وجمع بين حقيقتين حقيقة قرآنية ثابتة بالنص الذي لا يقبل الشك، وحقيقة علمية ثابتة بالتجربة والمشاهدة القطعيين.

    وقد وضع العلماء القائلون بالتفسير العلمي ضوابطًا للتفسير العلمي وهي:

  1. ألا تطغى تلك المباحث على المقصود الأول من القرآن وهو الهداية والإعجاز، وذلك حتى لا يكون التفسير أشبه بكتب العلوم والفنون منه بكتب التفسير.
  2. أن تذكر تلك العلوم؛ لأجل تعميق الشعور الديني لدى المسلم والدفاع عن العقيدة ضد أعدائها.
  3. أن تذكر تلك الأبحاث على وجه يدفع المسلمين إلى النهضة العلمية، ويلفتهم إلى جلال القرآن ويحركهم إلى الانتفاع بقوى هذا الكون العظيم الذي سخره الله للناس.
  4. أن لا تذكر هذه الأبحاث على أنها هي التفسير الذي لا يدل النص القرآني على سواه، بل تذكر لتوسيع المدلول، وللاستشهاد بها على وجه لا يؤثر بطلانها فيما بعد على قداسة النص القرآني؛ ذلك أن تفسير النص القرآني بنظرية قابلة للتغيير والإبطال يثير الشكوك حول الحقائق القرآنية في أذهان الناس كلما تعرضت نظرية للرد أو البطلان126.
  5. أن يلاحظ في امتزاج التفسير بتلك العلوم ما يلائم العصر ويلائم الوسائط؛ لأن تلك الأبحاث العلمية والأدبية قد تكون مفيدة إذا شرح بها القرآن في عصور الثقافة أو لجمهور من المثقفين بعلوم الكون والمادة.
  6. ينبغي «ألا نقطع برأي في تفاصيل ما يعرض له القرآن من الكونيات إلا إن كان لنا عليه دليل وبرهان لا شك فيه ولا نكران وإلا وجب أن نتوقف عن هذه التفاصيل ونكل علمها إلى العالم الخبير قائلين ما قالت الملائكة حين أظهر الله لهم على لسان آدم ما لم يكونوا يحتسبون: ( ﮇﮈ ) [البقرة:٣٢]»127.
  7. ألا تفسر آية كونية في القرآن إلا من طريقين:

    الطريق الأول: المتخصصون في الدراسات الطبيعية (الكونية).

    الطريق الثاني: المتخصصون في الدراسات التفسيرية.

    وذلك من خلال هيئة علمية يجتمع فيها الفريقان بحيث يضع الطبيعيون الحقائق العلمية التي توصل إليها العلم الحديث، ومن ثم يضع المفسرون التفسير الذي يتوافق مع القرآن الكريم، مع اعتبار الضوابط الأخرى المذكورة سابقًا، إلا إذا كان العالم بالعلوم الكونية ممن يجمع بين علوم القرآن وعلوم الكون فيمكنه تفسير الآيات إذا كان أهلًا لذلك.

  8. ألا تفسر الآيات الكونية إلا بيقينيات العلم والحقائق الثابتة دون النظريات والفروض 128 التي لا تزال موضع فحص وتمحيص، أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسر بها القرآن؛ لأنها عرضة للتصحيح والتعديل إن لم تكن للإبطال في أي وقت 129.
  9. ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية، فلا بد من أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي.
  10. البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي.
  11. أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر، بل تجعل هي الأصل: فما وافقها قبل وما عارضها رُفِض.

    وقد اهتم علماء المسلمين بهذا الجانب من جوانب الإعجاز في القرآن الكريم، وأن جهودًا كبيرة قد بذلت في هذا المجال، ولعل من أبرز ما تمخضت عنه هذه الجهود: إنشاء هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في إطار رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، تلك الهيئة التي حددت أهداف نشاطها فيما يلي:

    أولًا: وضع القواعد والمناهج، وطرق البحث العلمي التي تضبط الاجتهادات في بيان الإعجاز العلمي للقرآن والسنة.

    ثانيًا: إعداد جيل من العلماء والباحثين لدراسة المسائل العلمية والحقائق الكونية في ضوء ما جاء في القرآن والسنة.

    ثالثًا: صبغ العلوم الكونية بالصبغة الإيمانية، وإدخال مضامين الأبحاث المعتمدة في مناهج التعليم في شتى مؤسساته ومراحله.

    رابعًا: الكشف عن دقائق معاني الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث الشريفة المتعلقة بالعلوم الكونية في ضوء الكشوف العلمية الحديثة، ووجوه الدلالة اللغوية، ومقاصد الشريعة الإسلامية دون تكاليف.

    خامسًا: إمداد الدعاة والإعلاميين في العالم: أفرادًا ومؤسسات بالأبحاث المعتمدة للانتفاع بها، كلٌ في مجاله.

    سادسًا: نشر هذه الأبحاث بين الناس بصورة متناسبة مع مستوياتهم العلمية والثقافية، وترجمة ذلك إلى لغات المسلمين المشهورة، واللغات الحية في العالم، وكان من إصدارتها من الكتب في هذا المجال ما يأتي:

  1. علم الأجنة في ضوء الكتاب والسنة للشيخ عبد المجيد الزنداني، وآخرين (مطبوع).
  2. المصب والحواجز بين البحار في القرآن الكريم للشيخ عبد المجيد الزنداني (مطبوع).
  3. تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة للشيخ عبد المجيد الزنداني (مطبوع).
  4. من أوجه الإعجاز العلمي في عالم النحل. د. عبد المنعم الحفني.
  5. إعجاز القرآن الكريم في وصف أنواع الرياح والسحاب والمطر للشيخ عبد المجيد الزنداني وآخرين.
  6. الإعجاز العلمي في القرآن والسنة في الارتفاعات العالية والإحساس بالألم للشيخ عبد المجيد الزنداني وآخرين.
  7. الإعجاز العلمي في آيات السمع والبصر في القرآن الكريم. د. صادق الهلالي ود. حسين اللبيدي.
  8. من أوجه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في عالم النبات. د. قطب فرغلي ود. السيد زيدان.
  9. من أوجه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في عالم البحار للشيخ عبد المجيد الزنداني وآخرين، إلى غير ذلك من الكتب، والأشرطة المرئية 130.

    موضوعات ذات صلة:

    الأرض، الرياح، السحاب، السماء، الشمس، الظل، القمر، الليل، النهار


1 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس١/١٦٨، لسان العرب، ابن منظور١٤/٦١، تاج العروس، الزبيدي٣٧/ ١٢٢.

2 المفردات ص١٠١.

3 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس١/ ١٦٨، لسان العرب، ابن منظور١٤/ ٦٢.

4 انظر: التعريفات، الجرجاني ص ١٨٨، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية٢/ ٨٠٦.

5 المحرر الوجيز ٣/٤٤٢، وانظر: الجواهر الحسان، الثعالبي٣/ ٤٥٦.

6 أنوار التنزيل١ / ٧٤.

7 التحرير والتنوير٦/ ٢٨٧.

8 أضواء البيان٣ / ٢٢٣.

9 ويكيبيديا الموسوعة الحرة، تعريف الكون، استحضر في ٠٦/٠/٢٠١٥م.

10 انظر: أيسر التفاسير، الجزائري ١/ ١٤١.

11 انظر: دستور العلماء، القاضي نكري٢ / ٢٦٨.

12 انظر: المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية٢/ ٦٢٤.

13 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ٧١.

14 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس١/ ١٣٩، لسان العرب، ابن منظور ٤ / ٣٣.

15 انظر: التعريفات، الجرجاني ص ٣٦.

16 انظر: معجم مقاليد العلوم، السيوطي، ص ٧٧، دستور العلماء، القاضي نكري ١/١٢١.

17 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص ٧٢.

18 انظر: دراسات في علوم القرآن، محمد بكر إسماعيل، ص ٣١٨.

19 انظر: دراسات في علوم القرآن، محمد بكر إسماعيل، ص ٣١٨.

20 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي٢٠/ ٤١، التفسير المنير، الزحيلي ٢٧ / ٩٨.

21 التبيان في أقسام القرآن ص ١٨.

22 انظر: دراسات في علوم القرآن، محمد بكر إسماعيل، ص ٣٢٠.

23 المصدر السابق ص ٣٢١.

24 انظر: التفسير المنير، الزحيلي ٣٠ / ٢٦١.

25 انظر: التبيان في أقسام القرآن، ص ٥٥.

26 انظر: مباحث في علوم القرآن، مناع القطان، ص ٣٠٣.

27 تفسير المراغي٢٧/١٥٠.

28 دراسات في علوم القرآن، محمد بكر إسماعيل، ص ٣٢٥.

29 انظر: الجواهر الحسان، الثعالبي٥/ ٥٩٤.

30 معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ١/٢٣٧، وانظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٢/١٩٢.

31 تفسير القرآن العظيم ١/ ٣٤٤.

32 انظر: جامع البيان، الطبري٢٢/ ٥٩.

33 انظر: النكت في القرآن الكريم، القيرواني ص ٤٤٥.

34 مفاتيح الغيب٢٤ / ٤٠٦.

35 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور٢١ / ١١٨.

36 انظر: الكشاف، الزمخشري٣ / ٥٠٠.

37 مفاتيح الغيب٢٥ / ١٢٦.

38 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي٢٦ / ٢٧٥.

39 انظر: جامع البيان، الطبري١/ ٣٦٢.

40 انظر: المصدر السابق٢٢/ ٤٤٤.

41 تفسير القرآن، السمعاني٥/ ٢٦٤.

42 انظر: اللباب في علوم الكتاب، ابن عادل١٢/ ٢٢٥.

43 جامع البيان، الطبري٢١/٣٢٠.

44 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٧ / ١٠٠.

45 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي١٤/ ٤٥.

46 جامع البيان، الطبري١٧/ ٥٦٢.

47 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/٣٢٠.

48 تفسير المراغي ٢١/ ١٠٣.

49 المصدر السابق ٣٠/ ٥٤.

50 المصدر السابق ٣٠/ ٥٥.

51 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٥/٢٩١.

52 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي١٩/ ٢٣٦.

53 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي٢٩/ ٤٢٦.

54 انظر: القرآن وإعجازه العلمي، محمد إبراهيم إسماعيل ص ٦٢.

55 انظر: تفسير القرآن، السمعاني٥/ ٦١.

56 مفاتيح الغيب، الرازي٢٧/ ٥٧٣

57 انظر: معجزة القرآن، الشعراوي ص ٤٢.

58 انظر: القرآن وإعجازه العلمي، محمد إبراهيم إسماعيل ص ٥٤.

59 جامع البيان١٥/ ٢١٤.

60 انظر: المحرر الوجيز، ابن عطية٣/ ١٤٥.

61 انظر: زاد المسير، ابن الجوزي٢/ ٣٥٣.

62 مفاتيح الغيب، الرازي، مفاتيح الغيب١٧/ ٣٠٦.

63 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير٦/ ٢٤٤.

64 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور٢٠/٢٣٠.

65 انظر: القرآن وإعجازه العلمي، محمد إبراهيم إسماعيل ص ٦٨.

66 انظر: محاسن التأويل، القاسمي٤/٣٢١.

67 انظر: جامع البيان، الطبري١٢/ ٤٠٢.

68 انظر: المصدر السابق١٥/ ٢٤.

69 انظر: المصدر السابق ٣/ ٢٧٧، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/ ٢١٨.

70 انظر: جامع البيان، الطبري١١/ ٥٧٢.

71 انظر: المصدر السابق١١/ ٥٨٢.

72 جامع البيان، الطبري١٦/٣٣٠، وانظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٣/١٣٧، التفسير الوسيط، الواحدي ٣/٤.

73 جامع البيان١٥/ ١٤٥.

74 انظر: المصدر السابق ٢٢/ ٥٩.

75 مفاتيح الغيب٢٧/٦٧١.

76 انظر: غرائب القرآن، النيسابوري٣/ ٢٥٣.

77 البحر المديد، ابن عجيبة٤/ ٣٢٦.

78 انظر: تفسير المراغي٢١ / ٣١.

79 جامع البيان ١٦ / ٢٨٥.

وانظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٣/ ١٣١.

80 انظر: جامع البيان، الطبري٢٢ / ٣٣٢.

81 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج١/ ٩٣، التفسير الوسيط، الواحدي١/ ٩٣.

82 انظر: مدارك التنزيل، النسفي١/ ٥٧.

83 انظر: المعجزة الكبرى القرآن، أبو زهرة ص ١٨٦.

84 مفاتيح الغيب٣٢/ ٣٢٨.

85 انظر: محاسن التأويل، القاسمي١/ ٢٧٨.

86 انظر: جامع البيان، الطبري١٣/٢٧١، معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٢/٣٩١.

87 انظر: التفسير الوسيط، الواحدي٢/ ٤٢٨.

88 مفاتيح الغيب١٥/ ٤٠٥.

89 انظر: تفسير القرآن، السمعاني٣/ ٨٨.

90 انظر: الكشاف، الزمخشري٢/ ٥٢٣.

91 انظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/ ٣٨٤.

92 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج٣ / ١٦٠.

93 تفسير القرآن العظيم٤/٤٢٢.

والآثار أخرجها الطبري في تفسيره ١٦/ ٥٦٨، وابن أبي حاتم في تفسيره ٧ / ٢٢٤١.

94 النكت والعيون ٤/ ١٠١.

95 أحكام القرآن ٣/ ٤٠٤.

96 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٠ / ٣٨.

97 انظر: معاني القرآن وإعرابه، الزجاج ٤/١٦٩، التفسير الوسيط، الواحدي٣/٤٢٠.

98 انظر: جامع البيان، الطبري٢٣/ ٣٠١.

99 انظر: معالم التنزيل، البغوي ٥/ ٦٦.

100 انظر: الموسوعة العربية العالمية، ١٧/٦٧٣.

101 جامع البيان، الطبري٢٠/ ١٦٧.

وانظر: المحرر الوجيز، ابن عطية ٥/ ٣٦٥، البحر المحيط، أبو حيان٨/٤٣١.

102 معالم التنزيل، البغوي١/١١٦، لباب التأويل، الخازن١/٤٥.

وانظر: أحكام القرآن، الكيا الهراسي ٤/٢٠١.

103 انظر: بحث الإعجاز الفيزيائي في القرآن الكريم، د. محمد دودح.

104 انظر: المعجزة الكبرى القرآن، أبو زهرة ص٣٧١.

105 انظر: القرآن وعلوم الأرض، محمد سميح عافية ص٣٠.

106 انظر: معجزات القرآن العلمية، حامد حسين قدير ص١٨٠.

107 انظر: معجزات القرآن العلمية، حامد حسين قدير ص ١٨.

108 انظر: القرآن وإعجازه العلمي، محمد إبراهيم إسماعيل ص ٧٠.

109 انظر: المصدر السابق ص ٦٢.

110 انظر: الموسوعة العربية العالمية ٨/٦٨٨.

111 انظر: القرآن وإعجازه العلمي، محمد إبراهيم إسماعيل ص ١٤٤، القرآن وعلوم الأرض، محمد سميح عافية ص ١٤.

112 انظر: القرآن وعلوم الأرض، محمد سميح عافية ص ٧٢.

113 انظر بحث: البناء الكوني عبارة قرآنية يرددها علماء الغرب، بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل، موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة منشور على الموقع، استحضر في: ٢١/٠١/٢٠١٥م.

114 انظر: الموسوعة العربية العالمية ٢٠/٣٧٨.

115 انظر: معجزات القرآن العلمية، حامد حسين قدير ص ١٧٧.

116 انظر: القرآن وإعجازه العلمي، محمد إبراهيم إسماعيل ص ٨٥.

117 انظر: حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، محمد المهدي محمود ص٢٩.

118 انظر: حول الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، محمد المهدي محمود ص ٣٥.

119 انظر: علم الأحياء من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة، استحضر في: ٢١/٠١/٢٠١٥م.

120 انظر: القرآن وإعجازه العلمي، محمد إبراهيم إسماعيل ص ٩٤.

121 انظر: مملكة النبات، حامد قنيبي ص ١١٦.

122 انظر: القرآن وعلوم الأرض، محمد سميح عافية ص ١٥٦.

123 انظر: مملكة النبات، حامد قنيبي ص ١٠٩.

124 انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، فهد الرومي٢/٥٤٩.

125 انظر: تأصيل الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، عبد المجيد الزنداني وآخرون ص٣٣.

126 انظر: دراسات في علوم القرآن، فهد الرومي ص ٢٩٧.

127 انظر: مناهل العرفان، الزرقاني٢/ ٣٥٧.

128 انظر: التفسير العلمي للآيات الكونية، بكر زكي عوض ص ٣٦.

129 انظر: خلاصة بحث التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين، محمـد الأمين ولـد الشيخ، موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

130 انظر: من أوجه الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في عالم النبات، قطب فرغلي والسيد زيدان ص ٤٦-٤٧، عناية المسلمين بإبراز وجوه الإعجاز في القرآن الكريم/ محمد السيد جبريل ص ٦٤.