عناصر الموضوع

التعريف بعاد

عاد في القرآن

رسول الله إلى عاد ورسالته

موقفهم من رسولهم ومعجزاته

نعم الله عليهم وموقفهم منها

عاقبة عاد

اقتران عاد وفرعون في القرآن

العبر والدروس من قصة عاد

عاد

التعريف بعاد

ذكر الله سبحانه وتعالى الكثير من القصص القرآنية في كتابه العزيز، يتحدث في هذه القصص عن أقوام وأمم سابقة، كيف الحال معهم من حيث: عبادة الله عز وجل، وموقفهم من الأنبياء المرسلة إليهم، وما هو الجزاء الذي يستحقونه نتيجة أفعالهم ؟ كل ذلك لحكمة يقضيها الله سبحانه وتعالى، ومن الأقوام الذين قص الله خبرهم قوم عاد.

أولًا: التسمية:

هذه القبيلة ينسبون إلى جدهم عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، قال ابن إسحاق مبينًا ذلك: « عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح» 1.

وقال الطبري: « وكان ممن طغا وعتا على الله عز و جل بعد نوح، فأرسل الله إليهم رسولًا فكذبوه وتمادوا في غيهم، فأهلكهم الله هذان الحيان من إرم بن سام بن نوح أحدهما: عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وهي عاد الأولى »2.

ولكن هل هما عادان أم عاد واحدة ؟

ذكر أهل العلم في ذلك قولين:

القول الأول: إنها عاد واحدة، وقد نسب الألوسي هذا القول إلى الجمهور فقال: «( ) [النجم:٥٠] أي: القدماء؛ لأنهم أولى الأمم هلاكًا بعد قوم نوح، كما قاله ابن زيد والجمهور »3.

القول الثاني: إنهما عادان، وقد نقله الطبري عن ابن إسحاق، وقال به ابن كثير 4.

وسبب اختلافهم يرجع إلى قول الله تعالى: ( ) [النجم:٥٠].

فمن فهم من لفظة الأولى أن هناك أخرى جعلهما عادين، أما أصحاب القول الأول فقد فهموا من هذا الوصف أنها أولى باعتبار هلاكها فهي أولى الأمم هلاكًا بعد قوم نوح، وأول العرب ذكرًا، وأول العرب البائدة، أو إن الأولى بمعنى القديمة 5.

ثم إن أصحاب القول الثاني اختلفوا في تسمية عاد الأولى والأخرى على قولين:

أحدهما: إن عادًا الأولى عاد بن إرم، وهم الذين أهلكوا بريح صرصر عاتية، وعادًا الآخرة قوم هود.

الثاني: إن عادًا الأولى قوم هود والآخرة قوم كانوا بحضرموت 6. والله أعلم.

ثانيًا: المكان:

تحدث القرآن الكريم عن مكان وجودهم وسكناهم، وقد سميت سورة من سور القرآن الكريم باسم المكان الذي سكنوه وهو الأحقاف.

فالأحقاف اسم المنطقة التي سكنها قوم عاد، وهم قوم نبي الله هود عليه السلام لقوله تعالى: ( ) [الأحقاف:٢١].

وقبل أن نقوم بتحديد مكان منطقة الأحقاف، لا بد من معرفة معنى الأحقاف كما ذكر في تفاسير القرآن، فقد ذكر ابن كثير في تفسيره «أن الأحقاف جمع حقف وهو: الجبل من الرمل» 7.

أما الماوردي فقد عرفها تعريفًا دقيقًا في تفسيره فقال: «الأحقاف هي ما استطال واعوج من الرمل العظيم ولا يبلغ أن يكون جبلا» 8.

أما مكان الأحقاف التي هي ديار عاد فقد اختلف المفسرون في ذلك على أقوال يجمعها ما قاله الحافظ ابن كثير: « وكانوا عربًا يسكنون الأحقاف - وهى جبال الرمل - وكانت باليمن بين عمان وحضر موت، بأرض مطلة على البحر يقال لها الشحر، واسم واديهم مغيث» 9.

وعلى العموم فالمقصود من القصة أخذ العظة والعبرة مما حدث لهؤلاء القوم، وتحديد المكان ليس فيه مزيد عبرة سوى النظر في عاقبة الظالمين، وما أحسن قول الإمام الطبري بعد أن استعرض تلك الأقوال ثم قال: « وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: أن الله تبارك وتعالى أخبر أن عادا أنذرهم أخوهم هود بالأحقاف، والأحقاف ما وصفت من الرمال المستطيلة المشرفة، وجائز أن يكون ذلك جبلًا بالشام، وجائز أن يكون واديًا بين عمان وحضرموت، وجائز أن يكون الشحر، وليس في العلم به أداء فرض، ولا في الجهل به تضييع واجب، وأين كان فصفته ما وصفنا من أنهم كانوا قوما منازلهم الرمال المستعلية المستطيلة» 10.

ثالثًا: الزمان:

ذكر الله تعالى في قوله: ( ﭥﭦ ) [الأعراف:٦٩].

زمان قوم عاد، فهم كانوا من ذرية نوح عليه السلام، وبعده في الزمان.

قال الطبري في تفسير هذه الآية: «واذكروا ما حل بقوم نوح من العذاب إذ عصوا رسولهم، وكفروا بربهم، فإنكم إنما جعلكم ربكم خلفاء في الأرض منهم، لما أهلكهم أبدلكم منهم فيها، يعني في الأرض، ( ) أي: من بعد إهلاكهم» 11.

وقال ابن كثير: « وكان زمانهم بعد قوم نوح، كما قال في سورة الأعراف: ( ﭥﭦ ﭬ ﭭ ) [الأعراف:٦٩]»12.

[انظر: هود: التعريف بهود عليه السلام وقومه]

عاد في القرآن

ورد ذكر (عاد) في القرآن الكريم (٢٤) مرة، في (١٨) سورة.

وأما قصتهم فقد وردت في السور الآتية:

السورة

الآيات

الأعراف

٦٥-٧٢

هود

٥٠-٦٠

الشعراء

١٢٣-١٤٠

فصلت

١٥-١٦

الأحقاف

٢١-٢٦

الذاريات

٤١-٤٢

القمر

١٨-٢١

الحاقة

٦-٨

رسول الله إلى عاد ورسالته

أولًا: اسم نبيهم ونسبه:

ذكر الله تعالى أن نبي الله هودًا عليه السلام أخ لقبيلة عاد، قال تعالى: ( ﯝ ﯞ) [الأعراف:٦٥].

إلا أن المفسرين اختلفوا في هذه الأخوة على قولين:

القول الأول: إنها أخوة نسب، وإن هودًا من قبيلة عاد، وممن صرح بذلك ونص عليه الإمام البغوي فقال: «أي: وأرسلنا إلى عاد -وهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وهي عاد الأولى - «أخاهم» في النسب لا في الدين »13.

وعلى هذا فالأخوة هنا مطلق القرابة كما يقال: يا أخا العرب؛ إذ إن هودا من بني عاد14.

القول الثاني: إنه ليس من قبيلة عاد، أما إطلاق الأخوة عليه فلأنه بشر مثلهم، أو لكون الجميع من ولد آدم عليه السلام، وممن قال بذلك ابن إسحاق والزجاج.

يقول ابن الجوزي: « المعنى: وأرسلنا إلى عاد أخاهم هودًا، قال الزجاج: وإنما قيل أخوهم؛ لأنه بشر مثلهم من ولد أبيهم آدم»15.

وبناء على هذا الخلاف ذكر في نسبه عليه السلام قولان:

القول الأول: إنه هود بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام. وهذا على قول من جعل الأخوة أخوة النسب.

القول الثاني: إنه هود بن شالخ بن أرفحشذ بن سام بن نوح عليه السلام16.وعليه لا قرابة بينه وبين عاد.

فأما اسم نبيهم عليه السلام فقد ذكر أهل العلم قولين في ذلك:

الأول: إن اسمه هود كما سبق.

والثاني: إن اسمه عابر.

يقول الإمام الطبري: « فأما عاد فإن الله عز و جل أرسل إليهم هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، ومن أهل الأنساب من يزعم أن هودًا هو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح» 17.

والذي يظهر أن الراجح هو أن اسمه هود كما نص عليه في غير ما آية من كتاب الله تعالى، وأنه من قبيلة عاد، وأن نسبه هو ما يلتقي فيه مع عاد، وذلك لظاهر الآية السابقة، والله أعلم.

وكان هود عليه السلام أشبه الناس بآدم، وقد تحدث القرآن كثيرًا عن هود فيمن تحدث عنهم من رسل الله الكرام، ويعتبر هود عليه السلام من أوسطهم بيتًا، وأكرمهم حسبًا، وأعزهم رهطًا، وذلك ليمنع من سفاهة قومه حتى يبلغهم رسالات الله، و نصح لهم هود بكل جهده وآتاهم بالحق من ربه 18.

[انظر: هود: نسب هود عليه السلام]

ثانيًا: رسالة هود عليه السلام:

أما رسالة النبي هود عليه السلام إلى قومه، مثل رسالة أي نبي من الأنبياء إلى أقوامهم، وذلك بدعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك؛ لكي لا يتخبطوا في بحر من الظلمات، وتحذيرهم وإنذارهم من غضبه وسخطه وعقابه، وتبشيرهم بجنته ورضوانه، والسمع والطاعة لأنبيائه، وهذا هو العهد والميثاق الذي أخذه على أنبيائه جميعًا بتبليغه للناس؛ لقوله تعالى: ( ﮭﮮ ﯕﯖ ﯘﯙ ) [آل عمران:٨١].

ومجمل رسالة النبي هود عليه السلام ما ورد عن يحيى بن يعلى قال: «قال هود لقومه حين أظهروا عبادة الأوثان: يا قوم، إني بعثة الله إليكم، وزعيمه فيكم، فاتقوه بطاعته، وأطيعوه بتقواه، فإن المطيع لله يأخذ لنفسه من نفسه بطاعة الله للرضا، وإن العاصي لله يأخذ لنفسه من نفسه بمعصية الله للسخط، وإنكم من أهل الأرض، والأرض تحتاج إلى السماء، والسماء تستغني بما فيها، فأطيعوه تستطيبوا حياتكم، وتأمنوا ما بعدها، وإن الأرض العريضة تضيق عن التعرض لسخط الله» 19.

ولهذا بعثه الله فيهم عليه السلام لكي لا يكون لهم حجة علي الله يوم القيامة.

وأصول رسالة هود عليه السلام ثلاثة:

الأصل الأول: الدعوة للتوحيد وترك عبادة الأصنام.

لم يبعث الله تعالى رسولا إلا دعا قومه إلى عبادة الله وحده.

قال تعالى: ( ﭙﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ) [الأنبياء:٢٥].

وقال أيضًا: ( ) [النحل:٣٦].

قال الشنقيطي: «ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة: أنه بعث في كل أمة رسولًا بعبادة الله وحده، واجتناب عبادة ما سواه. وهذا هو معنى «لا إله إلا الله»، لأنها مركبة من نفي وإثبات، فنفيها هو خلع جميع المعبودات غير الله تعالى في جميع أنواع العبادات، وإثباتها هو إفراده جل وعلا بجميع أنواع العبادات بإخلاص، على الوجه الذي شرعه على ألسنة رسله عليهم صلوات الله وسلامه»20.

وقوم عاد كانوا عبادًا للأصنام مشركين بالله تعالى، إذ كانت لهم ثلاثة أصنام يعبدونها من دون الله تعالى، قال ابن إسحاق: « كانت منازل عاد وجماعتهم، حين بعث الله فيهم هودًا، الأحقاف كانوا أصحاب أوثانٍ يعبدونها من دون الله: صنم يقال له: «صداء»، وصنم يقال له: «صمود»، وصنم يقال له: «الهباء»» 21. فكان أول ما دعا إليه قومه وهو إفراد الله تعالى بالعبادة وحده قال تعالى: ( ﯞﯟ ) [الأعراف:٦٥].

قال البغوي: ( ) [الأعراف:٦٥]: وحدوا الله» 22.

وقال ابن كثير: « يقول تعالى (و) لقد أرسلنا ( ﯞﯟ) [الأعراف:٦٥].

آمرًا لهم بعبادة الله وحده لا شريك له ناهيًا لهم عن الأوثان التي افتروها واختلقوا لها أسماء الآلهة »23.

وفي آية أخرى بين الله تعالى على لسان قوم عاد ما أمرهم به رسولهم عليه السلام فقال: ( ﭿ ﮀﮁ ) [الأعراف:٧٠].

يقول الطبري: «يقول تعالى ذكره: قالت عاد له: أجئتنا تتوعدنا بالعقاب من الله على ما نحن عليه من الدين، كي نعبد الله وحده، وندين له بالطاعة خالصًا، ونهجر عبادة الآلهة والأصنام التي كان آباؤنا يعبدونها، ونتبرأ منها؟ فلسنا فاعلي ذلك، ولا نحن متبعوك على ما تدعونا إليه»24 .

فتضمنت هذه الآية أمرين:

الأول: الأمر بعبادة الله تعالى وحده.

والثاني: ترك عبادة ما كانوا يعبدونه من الأصنام، فهم وإن كانوا قالوا ذلك استبعادا فهو بيان لما دعاهم إليه عليه السلام.

الأصل الثاني: الإيمان برسالة هود عليه السلام.

قال تعالى: ( ﮮ ﮯ ) [الشعراء:١٢٤ - ١٢٦].

فهو يصف نفسه بالرسالة والأمانة وهذا يقتضي طاعته، قال الطبري: «يقول تعالى ذكره: ( ) من ربي يأمركم بطاعته، ويحذركم على كفركم بأسه، () على وحيه ورسالته، ( ) بطاعته والانتهاء إلى ما يأمركم وينهاكم، () فيما آمركم به من اتقاء الله وتحذيركم سطوته» 25.

وقال السعدي: «( ) [الشعراء:١٢٥].

أي: أرسلني الله إليكم، رحمة بكم، واعتناء بكم، وأنا أمين، تعرفون ذلك مني، رتب على ذلك قوله: ( ) [الشعراء:١٢٦]أي: أدوا حق الله تعالى، وهو التقوى، وأدوا حقي، بطاعتي فيما آمركم به، وأنهاكم عنه، فهذا موجب، لأن تتبعوني وتطيعوني »26.

وقال تعالى أيضًا مبينا هذا الأصل: ( ﮍﮎ ) [الأعراف:٦١-٦٢].

فهو عليه السلام رسول إليهم مبلغ لهم ما أرسل به إليهم، قال الطبري: « ( ) أرسلني، فأنا أبلغكم رسالات ربي، وأؤديها إليكم كما أمرني أن أؤديها»27.

وقال ابن كثير: « وهذه الصفات التي يتصف بها الرسل البلاغ والنصح والأمانة»28.

فظهر مما سبق أنه رسول إليهم ناصح لهم وأمين وهذا يقتضي أن يؤمنوا برسالته ويطيعوه.

الأصل الثالث: الإيمان بالبعث.

قال تعالى: ( ﯔ ﯕ ﯗ )[المؤمنون:٣٥ - ٣٧].

ففي هذه الآيات الكريمات يبين الله تعالى لنا كفر عاد بالبعث من بعد الموت فهم يستبعدون ذلك أولًا، ثم ينفونه ثانية.

قال الطبري: « ( ): أي بعيد ما توعدون أيه القوم، من أنكم بعد موتكم ومصيركم ترابا وعظاما مخرجون أحياءً من قبوركم، يقولون: ذلك غير كائن وقوله:( ) يقول: ما حياة إلا حياتنا الدنيا التي نحن فيها( ) يقول: تموت الأحياء منا فلا تحيا، ويحدث آخرون منا فيولدون أحياء( ) يقول: قالوا: وما نحن بمبعوثين بعد الممات»29.

إلا أنه قد يقول قائل: إن هذه الآيات من سورة المؤمنون اختلف بالمقصود بها على قولين:

القول الأول: إنهم ثمود، ونبيهم صالح عليه السلام.

قال الطبري: « يقول تعالى ذكره: وقالت الأشراف من قوم الرسول الذي أرسلنا بعد نوح، وعنى بالرسول في هذا الموضع: صالحًا، وبقومه: ثمود»30.

وقال السعدي: «قال: ( ) [المؤمنون:٣١].

الظاهر أنهم ثمود قوم صالح عليه السلام، لأن هذه القصة تشبه قصتهم»31.

واستدل أصحاب هذا القول بقوله تعالى: ( ) [المؤمنون:٤١]

قال ابن عاشور: « والأظهر أن المراد به هنا ثمود لأنه الذي يناسبه قوله في آخر القصة ( ): [المؤمنون:٤١]؛ لأن ثمود أهلكوا بالصاعقة، ولقوله: ( ) [المؤمنون:٤٠ ].

مع قوله في سورة الحجر: ( ) [الحجر:٨٣].

فكان هلاكهم في الصباح. ولعل تخصيصهم بالذكر هنا دون عاد خلافًا لما تكرر في غير هذه الآية لأن العبرة بحالهم أظهر لبقاء آثار ديارهم بالحجر كما قال تعالى: ( ﮆﮇ ) [الصافات:١٣٧-١٣٨]32.

القول الثاني: إنهم قوم عاد، ونبيهم هود عليه السلام.

قال البغوي: «( ﭿ ﮄﮅ ) [المؤمنون:٣٢ ].

يعني: هودا وقومه. وقيل: صالحا وقومه. والأول أظهر»33.

وقال ابن الجوزي: « ( ) يعني عادًا ( ) وهو هود هذا قول الأكثرين، وقال أبو سليمان الدمشقي: هم ثمود والرسول صالح»34.

واستدل أصحاب هذا القول بما هو معهود في القرآن الكريم من ذكر قصة عاد بعد ذكر قوم نوح.

قال أبو السعود: « ( ) أي من بعد إهلاكهم ( ) هم عاد حسبما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما وعليه أكثر المفسرين وهو الأوفق لما هو المعهود في سائر السور الكريمة من إيراد قصتهم إثر قصة قوم نوح»35.

والذي يظهر أن الراجح هو القول الثاني؛ لما ذكروه من سياق القرآن الكريم، وأما استدلال الأولين بهلاكهم بالصيحة فلا يمنع أن يجتمع عليهم الريح والصيحة؛ قال ابن كثير: «والظاهر أنه اجتمع عليهم صيحة مع الريح الصرصر العاصف القوي الباردة»36.

ثم إن الصيحة ليست مختصة بهم حتى تكون دليلا لإخراج السياق عن ظاهره، فقد أهلك الله بها أقواما غير ثمود، قال تعالى: (ﯛ ﯜ ) [هود:٩٤].

ففي هذه الآية بيان أن هلاك قوم شعيب بالصيحة، وقوم لوط أهلكوا بالصيحة.

قال تعالى: ( )[الحجر:٧٣].

وأصحاب القرية المذكورون في سورة يس أهلكوا بها.

قال تعالى: ( ) [يس:٢٩].

ثم كان مما دعاهم إليه زيادة على توحيد الله تعالى والإيمان برسوله وبالبعث أن دعاهم إلى ما يلي:

١. الاستغفار والتوبة.

قال تعالى: ( ) [هود:٥٢].

والاستغفار هو طلب مغفرة الذنوب وسترها فلا يجازى بها، والتوبة هي الندم على ما فات والعزم على عدم الرجوع إلى الذنب مستقبلا قال ابن كثير: « ثم أمرهم بالاستغفار الذي فيه تكفير الذنوب السالفة وبالتوبة عما يستقبلون، ومن اتصف بهذه الصفة يسر الله عليه رزقه وسهل عليه أمره وحفظ شأنه»37.

ولا يتنافى هذا مع من قال: إن الاستغفار هنا هو الإيمان والتوحيد.

قال الطبري: « والاستغفار: هو الإيمان بالله في هذا الموضع، لأن هودًا صلى الله عليه وسلم إنما دعا قومه إلى توحيد الله ليغفر لهم ذنوبهم، كما قال نوح لقومه: ( ) [نوح:٣-٤]»38؛ وذلك لأن طلب المغفرة من الشرك يكون بالإيمان والتوحيد، والله أعلم.

٢. أنكر عليهم العبث.

قال تعالى: ( ) [الشعراء:١٢٨].

فما هو الريع الذي يتخذونه مكانا لبنائهم؟

ذكر المفسرون في ذلك ستة أقوال في معناها، يجمعها كلها أن الريع المكان المرتفع عند الطرق المشهورة يتخذ مكانا لبنائهم.

قال ابن كثير: «اختلف المفسرون في الريع بما حاصله أنه المكان المرتفع عند جواد الطرق المشهورة»39.

أما نوع البناء الذي وصف بأنه آية فالقول الجامع لأقوال المفسرين إنه بناء ظاهر مشهور إذ الآية هي العلامة والدلالة ولا يكون البناء آية إلا إذا كان ظاهرًا مشهورًا 40.

وأما عبثهم فاختلف في تعيينه على قولين:

أحدها: اللهو واللعب، قاله عطية.

الثاني: أنه عبث العشارين بأموال من يمر بهم 41.

ومما سبق في تفسير هذه الآية أن نبيهم عليه السلام نهاهم عن العبث واللعب في بناء ما لا يحتاجون إليه، أما إذا كان البناء مما لهم به حاجة فلا يمكن أن ينهاهم عنه؛ قال ابن كثير: «أي وإنما تفعلون ذلك عبثًا لا للاحتياج إليه بل لمجرد اللعب واللهو وإظهار القوة، ولهذا أنكر عليهم نبيهم عليهه السلام ذلك؛ لأنه تضييع للزمان وإتعاب للأبدان في غير فائدة، واشتغال بما لا يجدي في الدنيا ولا في الآخرة»42.

٣. أنكر عليهم اتخاذ المصانع.

قال تعالى: ( ) [الشعراء:١٢٩].

وفي معنى المصانع يقول الطبري: «والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن المصانع جمع مصنعة، والعرب تسمي كل بناء مصنعة، وجائز أن يكون ذلك البناء كان قصورًا وحصونًا مشيدة، وجائز أن يكون كان مآخذ للماء، ولا خبر يقطع العذر بأي ذلك كان، ولا هو مما يدرك من جهة العقل. فالصواب أن يقال فيه، ما قال الله: إنهم كانوا يتخذون مصانع» 43.

ولكن من الملاحظ أن نبيهم عليه السلام ينهاهم عن هذه الأبنية حينما تتعلق بها قلوبهم على أمر مذموم، فبناؤهم لهذه المصانع لكي يخلدوا فيها، وهذا أمر محال ولهذا جاءهم استنكار نبيهم.

قال ابن كثير: ( ) [الشعراء:١٢٩] أي: لكي تقيموا فيها أبدًا وذلك ليس بحاصل لكم بل زائل عنكم، كما زال عمن كان قبلكم»44.

٤. أنكر عليهم أيضًا تجبرهم على الناس.

قال تعالى: ( ) [الشعراء:١٣٠].

فالبطش هو: الضرب عند الغضب بسوط أو سيف، والجبارين جمع جبار، والجبار: الشديد في غير الحق، الذي يقتل ويضرب على الغضب، فالمعنى: إذا بطشتم كان بطشكم في حالة التجبر، أي الإفراط في الأذى وهو ظلم.

قال تعالى: ( ) [القصص:١٩ ].

وشأن العقاب أن يكون له حد مناسب للذنب المعاقب عليه بلا إفراط ولا تفريط، فالإفراط في البطش استخفاف بحقوق الخلق 45.

وسبب إنكارهم يبينه الإمام ابن الجوزي بقوله: «وإنما أنكر عليهم ذلك لأنه صدر عن ظلم إذ لو ضربوا بالسيف أو بالسوط في حق ما ليموا»46.

ثالثًا: أسلوبه في دعوة قومه:

لابد لهذا النبي الكريم من أسلوب في دعوته قومه ليتم بذلك بلاغه على أكمل وجه، وإن المتأمل في دعوته عليه السلام لقومه يجد أن له أسلوبا واضحا سلكه حينما عرض عليهم دعوته يتمثل فيما يلي:

١. تخويفهم عذاب الله.

ذكر الله تعالى عنه هذا في آيتين:

الأولى: قوله تعالى: ( ) [الشعراء:١٣٥].

فقد بين لهم عليه السلام أن عاقبة تكذيبهم العذاب العظيم.

قال الشوكاني: « ( )[الشعراء:١٣٥] إن كفرتم وأصررتم على ما أنتم فيه ولم تشكروا هذه النعم والمراد بالعذاب العظيم الدنيوي والأخروي»47.

وقال البيضاوي: « ثم أوعدهم فقال: ( ) في الدنيا والآخرة، فإنه كما قدر على الإنعام قدر على الانتقام»48.

والثانية: قوله سبحانه: ( ) [الأحقاف:٢١].

قال ابن عاشور: «وجملة ( ) تعليل للنهي في قوله: ( )، أي إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم بسبب شرككم»49.

وقال السعدي: «فأمرهم بعبادة الله الجامعة لكل قول سديد وعمل حميد، ونهاهم عن الشرك والتنديد وخوفهم -إن لم يطيعوه- العذاب الشديد، فلم تفد فيهم تلك الدعوة»50.

٢. تذكير نعم الله عليهم.

والتذكير بنعمة الله تعالى طريق من طرق مواعظ الرسل51.

قال تعالى: ( ﭯﭰ ) [الأعراف:٦٩].

قال ابن كثير: «أي: واذكروا نعمة الله عليكم في جعلكم من ذرية نوح الذي أهلك الله أهل الأرض بدعوته لما خالفوه وكذبوه ( ) أي: زاد طولكم على الناس.

() أي: جعلكم أطول من أبناء جنسكم؛ كقوله في قصة طالوت: ( ) [البقرة:٢٤٧].

( ) أي: نعمة ومننه عليكم لعلكم تفلحون» 52.

وقال أبو السعود: « فاذكروا آلاء الله التي أنعم بها عليكم من فنون النعماء التي هذه من جملتها وهذا تكرير للتذكير لزيادة التقرير وتعميم إثر تخصيص لعلكم تفلحون كي يؤديكم ذلك إلى الشكر المؤدي إلى النجاة من الكروب والفوز بالمطلوب»53.

وزاد ذلك إيضاحًا في سورة الشعراء فقال تعالى: ( ﯿ ) [الشعراء:١٣٢ - ١٣٤].

قال ابن عاشور: « وقد جاء في ذكر النعمة بالإجمال الذي يهيىء السامعين لتلقي ما يرد بعده فقال: ( ) [الشعراء:١٣٢].

ثم فصل بقوله: ( ﯿ ) [الشعراء:١٣٣ ] وأعيد فعل () في جملة التفصيل لزيادة الاهتمام بذلك الإمداد فهو للتوكيد اللفظي »54.

٤. استعطافهم بإلانة القول لهم.

قال تعالى: ( ﯞﯟ ﯨﯩ ) [الأعراف:٦٥].

فهو عليه السلام يناديهم بـ (يا قوم)؛ ليبين لهم أنهم هم أولى من يحرص على نجاته إذ هم قومه، وأقاربه ثم يستعطفهم بقوله: ( ): مستخدما أداة العرض؛ وفي هذا من لطف الخطاب، والوعظ بأداة العرض الجاذبة للقلوب، ما لا يخفى55.

قال ابن عطية: «وقوله: ( ) استعطاف إلى التقى والإيمان»56.

وقال أبو السعود: «قال مستعطفا لهم ومستميلا لقلوبهم مع ما سمع منهم ما سمع من الكلمة الشنعاء الموجبة لتغليظ القول والمشافهة بالسوء يا قوم ليس بي سفاهة أي شيء منها ولا شائبة من شوائبها»57.

٥. الشدة في الخطاب لهم.

يبين ذلك قوله تعالى: ( ﮯﮰ ﯚﯛ ) [هود:٥٠].

فجملة ( ) توبيخ وإنكار، أي: ما أنتم إلا كاذبون في ادعاء إلهية غير الله تعالى 58.

قال الطبري: «يقول: ما أنتم في إشراككم معه الآلهة والأوثان إلا أهل فرية مكذبون»59.

ويبينه أيضًا قوله تعالى: (ﯿ ) [هود:٥٢].

يقول الطبري: « يقول: ولا تدبروا عما أدعوكم إليه من توحيد الله، والبراءة من الأوثان والأصنام ()، يعني: كافرين بالله» 60.

فحاصل أسلوبه في دعوته لهم هو الجمع بين الترغيب والترهيب والشدة واللين إذ لكل مقام مقال، ولكن لم ينفع معهم ذلك، قال ابن كثير: «فدعاهم إلى الله بالترغيب والترهيب، فما نفع فيهم» 61.

ويحسن بنا في نهاية هذا المبحث أن نذكر بعضا من هدايات الآيات الكريمة التي ذكرت فيه؛ فمن ذلك:

  1. الجزاء من جنس العمل، فلما استخدم عاد قوتهم في البطش بالناس بطش بهم الله سبحانه الذي هو أشد منهم قوة.
  2. كفر النعمة سبب لزوالها، فلما كفروا النعم نزعت منهم بهلاكهم.
  3. لزوم الاستغفار والتوبة مجلبة للرزق وصحة البدن وتيسير الأمور.
  4. من توكل على الله تعالى واعتمد عليه حماه من كيد الكائدين.
  5. اتباع الملأ الذين هم السادات والكبراء الضالين عن الحق يوقع في الهلاك.
  6. العبث واللهو وطول الأمل تمنع من الاستجابة للحق فيكون ذلك سببا للهلاك.
  7. الالتفات إلى قوة الله تعالى وبطشه واستحضار يوم القيامة وما فيه من الأهوال والعذاب يمنع من المعصية.
  8. أهمية دفع التهمة عن النفس لئلا يكون ذلك حاجزا عن سماع الدعوة والاستجابة لها.
  9. تذكر نعم الله تعالى وشكرها سبب للفلاح في الدنيا والآخرة.
  10. الأصل في معرفة الحق معرفة دليله لا التقليد المذموم.
  11. من آثار رحمة الله تعالى أنه ينجي المؤمنين، ومن آثار بطشه وقوته هلاك الكافرين.
  12. عجيب قدرة الله تعالى في أن يجمع في الشيء الواحد المتناقضات، ومن ذلك الريح، فهي نعمة على قوم تسوق السحاب لبلدهم الميت فيحيا بالمطر، ونقمة على عاد فبها هلكوا.
  13. من سنة الله تعالى أن من تشابهت صفاتهم ومواقفهم من الدين يتشابه مآلهم وخاتمتهم، ففرعون شابه قوم هود فكان سبب هلاكهم واحدًا وهو الريح 110.

    موضوعات ذات صلة:

    آدم، ثمود، صالح، هود


1 السيرة النبوية، ابن هشام ١/١١٤.

2 تاريخ الأمم والملوك، الطبري ١/١٣٣.

3 روح المعاني، الألوسي ٢٧/٧٠.

4 جامع البيان، الطبري ٢٢/٥٥٢، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢٧٣.

5 جامع البيان، الطبري ٢٢/٥٥٣، أنوار التنويل وأسرار التأويل، البيضاوي ٥/٢٦٠، التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٤/٢٨٨.

6 النكت والعيون، الماوردي ٥/٤٠٥، زاد المسير، ابن الجوزي ٨/٨٤، أنوار التنزيل، البيضاوي ٥/٢٦٠.

7 تفسير القرآن العظيم ٧ /٢٨٥.

8 النكت والعيون ٥/٢٨٢.

9 قصص الأنبياء ١/١٢٠

10 جامع البيان، الطبري ٢٢/١٢٤.

11 جامع البيان، الطبري ١٢/٥٠٥.

12 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٤١٥.

13 معالم التنزيل، البغوي ٣/٢٤٢.

14 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٥/٤٢٣.

15 زاد المسير، ابن الجوزي ٣/٢٢٢.

16 البداية والنهاية، ابن كثير ١/١٢٠، الكامل في التاريخ، ابن الأثير ١/٢٧.

17 تاريخ الأمم والملوك، الطبري ١/١٣٣، وانظر: الأنساب، السمعاني ١/٢٥.

18 انظر: البداية والنهاية، ابن كثير ١/٢٨٤، الأعلام، الزركلي ٨/١٠١، معترك الأقران في إعجاز القرآن، السيوطي ١/٢٤١، التيجان في ملوك حمير، عبد الملك الحميري ١/٣٣٨.

19 تاريخ دمشق، ابن عساكر ٧٤/٨٣.

20 أضواء البيان، الشنقيطي ٢/٣٧٤.

21 جامع البيان، الطبري ١٢/٥٠٧، تاريخ الأمم والملوك، الطبري ١/١٣٣.

22 معالم التنزيل، البغوي ٤/١٨٢.

23 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٥٤٧.

24 جامع البيان، الطبري ١٢/٥٢٠.

25 جامع البيان، الطبري ١٩/٣٧٢.

26 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٥٩٥.

27 جامع البيان، الطبري ١٢/٥٠٤.

28 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢٧٤.

29 جامع البيان، الطبري ١٩/٣٠-٣١.

30 جامع البيان، الطبري ١٩/٢٨.

31 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٥٥١.

32 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٩/٤٣٤.

33 معالم التنزيل، البغوي ٥/٤١٦.

34 زاد المسير، ابن الجوزي ٥/٤٧١.

35 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٦/١٣٢.

36 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٣٠٠

37 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٥٤٧.

38 جامع البيان، الطبري ١٥/٣٥٨.

39 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٤١٥.

40 انظر: جامع البيان، الطبري ١٩/٣٧٤، تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٤١٥

41 النكت والعيون، الماوردي ٤/١٨١، معالم التنزيل، البغوي ٦/١٢٢.

42 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٤١٥.

43 جامع البيان، الطبري ١٩/٣٧٦.

44 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٤١٥.

45 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٠/٢٧٥، معالم التنزيل، البغوي ٦/١٢٣.

46 زاد المسير، ابن الجوزي ٦/١٣٦

47 فتح القدير، الشوكاني ٤/١٥٨.

48 أنوار التنويل، البيضاوي ٤/٢٤٨.

49 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٣/٤٤٧.

50 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٧٨٢.

51 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٣/٢٥١.

52 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢٧٤.

53 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/٢٣٩.

54 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٠/٢٧٦.

55 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٥٥٧.

56 المحرر الوجيز، ابن عطية ٢/٤٨٤.

57 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/٢٣٨

58 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٧/٢٣٠.

59 جامع البيان، الطبري ١٥/٣٥٧

60 المصدر السابق ١٥/٣٦٠.

61 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٣/٤١٦.

62 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٣٨٣، أيسر التفاسير، الجزائري ٢/٥٥٢، وغيرهما من كتب التفسير

63 القرآن ونقض مطاعن الرهبان، د صلاح الخالدي ١/١٦٠.

64 تفسير المنار، محمد رشيد رضا ١٢/١٠٠.

65 فتح البيان في مقاصد القرآن، محمد القنوجي ٦/٢٠٤.

66 انظر: التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب ٤/٤٢٠.

67 التفسير المنير، الزحيلي ١٢/٩١.

وانظر: التيجان في ملوك حمير، عبد الملك الحميري ١/٣٣٨.

68 انظر: التفسير المنير ١٢/٨٨.

69 التفسير القرآني للقرآن، عبد الكريم الخطيب ٦/١١٥٩.

70 انظر: نظم الدرر، البقاعي ١٨/٤١.

71 الفواتح الإلهية، نعمة الله النخجواني ٢/٢٧٥

72 انظر: فتح القدير، الشوكاني ٤/١٢٩، الفواتح الإلهية، نعمة الله النخجواني ٢/٤٨، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ابن الجوزي ١/٢٥٢.

73 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص٥٩٥.

74 البحر المحيط في التفسير ٦/١٦٨.

وانظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/١٣٨.

75 زاد المسير، ابن الجوزي ٤/١١٧، فتح القدير، الشوكاني ٢/٧٣١

76 فتح القدير، الشوكاني ٤/٧٢٦.

77 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٨/٨.

وانظر: تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٦١٧.

78 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢٧٤.

79 الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ٧/٢٣٦.

80 إرشاد العقل السليم، أبو السعود ٣/٢٣٩.

81 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٥/٤٢٦.

82 النكت والعيون، الماوردي ٢/٢٣٣.

83 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٢/٢٧٤.

84 معالم التنزيل، البغوي ٣/٢٤٣.

وانظر: الكشف والبيان، الثعلبي ٤/٢٤٦.

85 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير، ٤/٢١٣٨، رقم ٢٨٤١.

86 تفسير المنار، محمد رشيد رضا ٨/٤٤٣.

87 التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٠/٢٧٦.

88 معالم التنزيل، البغوي ٦/١٢٣.

وانظر: فتح القدير، الشوكاني ٤/١٥٨.

89 انظر: التفسير الوسيط، محمد طنطاوي ١٥/٣٨٥، مختصر تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، اختصار وتحقيق الصابوني ٢/٦٣٦.

90 انظر: في ظلال القرآن، سيد قطب ٦/٣٩٠٣.

91 البحر المديد، ابن عجيبة، ٤/١٥٢ بتصرف.

92 انظر: تفسير المراغي ٣٠/١٤٥.

93 انظر: التفسير الواضح، محمد حجازي ص٧٣٠.

94 تأويلات أهل السنة، الماتريدي ٩/٤٣٧.

95 انظر: تفسير المراغي ٣٠/١٤٥.

96 القرآن ونقض مطاعن الرهبان، د.صلاح الخالدي ص١٦٠.

97 انظر: تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، الفيروزآبادي ص٢٢٤.

98 انظر: توفيق الرحمن في دروس القرآن، فيصل النجدي ٤/٨٢.

وانظر: البداية والنهاية، ابن كثير ١/٢٩٤.

99 انظر: الفواتح الإلهية، نعمة الله النخجواني ٢/٣٧٠.

100 الدر المنثور، السيوطي ٧/٦٢١ باختصار.

101 انظر: غاية الأماني في تفسير الكلام الرباني، أحمد الشافعي ١/٢٢٠.

102 انظر: التحرير والتنوير، ابن عاشور ١٢/١٠٣.

103 انظر: التفسير الوسيط ٧/٢٢٨.

104 انظر: المختصر في أخبار البشر، عماد الدين ابن أيوب ١/١٢.

105 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٤/٦١٨.

وانظر: فتح القدير، الشوكاني ٥/٦١٨

106 تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٧٣٧.

107 نظم الدرر، البقاعي ٦/٣٦٥.

108 نظم الدرر، البقاعي ٧/٢٥٣.

109 التحرير والتنوير، ابن عاشور ٣٠/٢٨٤-٢٨٥.

110 انظر: تيسير الكريم الرحمن، السعدي ص ٥٩٥، في ظلال القرآن، سيد قطب ٤/١٩٠٦، ٥/٢٦٠٩، أيسر التفاسير، الجزائري ٣/٦٦٧.