عناصر الموضوع

مفهوم التمكين

التمكين في الاستعمال القرآني

الألفاظ ذات الصلة

التمكين مشيئة إلهية

أنواع التمكين

مقومات التمكين

أهداف التمكين

أسباب زوال التمكين

التمكين

مفهوم التمكين

أولًا: المعنى اللغوي:

مشتق من تمكن يتمكن تمكنًا فهو متمكن، يقال: تمكن الشخص بالمكان: أي: استقر فيه ورسخ، يقال: مكانك أيها اللص: أي: اثبت في مكانك، وتمكنت من الأمر، أي: صار عندي سهلًا، وتمكن الشخص من الأمر، أي: أصبح ذا قدرة عليه أو ظفر به، وتمكن عند الناس، أي: علا شأنه عندهم1.

نستدل مما سبق أن التمكين في اللغة يدل على معاني القوة، والقدرة، والاستقرار، والعلو، وعلى ذلك يكون المراد به لغة: إعطاء ما يصح به الفعل من الآلات والأدوات، وإزالة ما يمنع هذا الفعل2.

ثانيًا: المعنى الاصطلاحي:

يرى الخازن أن التمكين: «هو أن لا ينازع الممكن منازع فيما يراه ويختاره»3.

ويرى ابن عرفة: «التمكين هو القدرة على الفعل»4.

وقد سئل الإمام الشافعي رحمه الله يومًا: أيٌ أفضل الصبر أو المحنة، أو التمكين؟

فقال الشافعي رحمه الله: «التمكين درجة الأنبياء، ولا يكون التمكين إلا بعد المحنة، فإذا امتحن صبر، وإذا صبر مكن، ألا ترى أن الله عز وجل امتحن إبراهيم عليه السلام ثم مكنه، وامتحن سليمان عليه السلام، ثم مكنه، وآتاه ملكًا، والتمكن أفضل الدرجات»5.

واستنادًا لما سبق يمكن القول بأن التمكين اصطلاحًا: هو منزلة رفيعة يهبها الله سبحانه وتعالى للصالحين من عباده بعد صبرهم على الابتلاءات والمحن، فتسمو مكانتهم، وتعلو كلمتهم، ويسود شرعهم، وتمتلأ الدنيا بنورهم عدلًا، وبهديهم إحسانًا وبرًا.

فالمعنى الاصطلاحي لا يخرج عن معانيه اللغوية.

التمكين في الاستعمال القرآني

وردت مادة (مكن) الدالة على (التمكين) في القرآن الكريم(١٨) مرة6، وهي على النحو الآتي:

والصيغ التي وردت هي:

الصيغة

عدد المرات

المثال

الفعل الماضي

١٠

( ) [يوسف:٢١]

الفعل المضارع

٤

( ) [القصص:٥٧]

صيغة المبالغة

٤

( ) [التكوير:٢٠]

وجاءت مادة (مكن) الدالة على (التمكين) في القرآن الكريم بمعناها اللغوي، وهو من القدرة على الشيء وإطاقته، مع زوال المانع7، أو من الرسوخ والاستقرار8، وأصله من المكان، والمكان لغةً: هو الحاوي للشيء، كما في قول الله تعالى: ( ) [الكهف:٨٤].

يعني: «أعطيناه ملكًا عظيمًا متمكنًا، فيه له من جميع ما يؤتى الملوك، من التمكين والجنود، وآلات الحرب والحصارات؛ ولهذا ملك المشارق والمغارب من الأرض، ودانت له البلاد، وخضعت له ملوك العباد، وخدمته الأمم، من العرب والعجم»9.

الألفاظ ذات الصلة

النصر:

النصر لغة:

النون والصاد والراء أصلٌ صحيحٌ يدل على إتيان خيرٍ وإيتائه. ونصر الله المسلمين: آتاهم الظفر على عدوهم10.

النصر اصطلاحًا:

العون، ويختص لفظ النصر بأنه إعانة في مقابل العدو المتربص، إما بالظفر عليه، وإما بدفع مضرته11.

الصلة بين التمكين والنصر:

التمكين أعظم من النصر، وذلك أن حدوث التمكين قد يتطلب سلسلة من الانتصارات.

الغلبة:

الغلبة لغة:

من غلب يغلب غلبةً، وهو القهر12.

الغلبة اصطلاحًا:

لا يخرج عن معناه اللغوي، قال الراغب: «الغلبة القهر»13. والمقصود هو قهر العدو.

الصلة بين التمكين والغلبة:

أن الغلبة قد تكون مؤقتة سرعان ما تزول، قال تعالى: ( ) [الروم: ٣].

والفرس غلبت الروم، ولكن سرعان ما أعقب هذه الغلبة هزيمة للفرس على يد الروم14، ولكن التمكين يكون معه دوام الغلبة واستقرارها.

الاستخلاف:

الاستخلاف لغةً:

من خلف، ويعني أن يجيئ شيء من بعد شيء يقوم مقامه15.

الاستخلاف اصطلاحًا:

هو «استرعاء يختص لمن ينصح للمرعي، فيؤدي عن الله أمره ونهيه، ولا يأخذه في الدين لومة لائم، ولا سطوة جبار»16.

قال تعالى: ( ﭿ ) [النور: ٥٥].

الصلة بين الاستخلاف والتمكين:

أن الاستخلاف لا يكون إلا مع الاستبدال (أي: استبدال الصالحين مكان الطالحين)، ولا يشترط الاستبدال مع التمكين17.

العزة:

العزة لغةً:

عز أي: اشتد وقوي18.

العزة اصطلاحًا:

صفة تفيد حصول الفوقية والغلبة لله سبحانه وتعالى وعباده الصالحين على أعدائهم19، قال تعالى: ( )[المنافقون: ٨].

الصلة بين العزة والتمكين:

أن العزة من لوازم التمكين.

التمكين مشيئة إلهية

يقول مصطفى مسلم: «إن لفظة التمكين في القرآن الكريم لا تأتي إلا للشيء الذي لا تسعفه الأسباب المادية من الوصول إليها، فيأتي بأسباب وتدابير ربانية غير عادية»20.

وذلك يعني أن حصول التمكين مرتبط بالمشيئة الإلهية التي تقتضي توفير أسباب غير عادية تؤدي إلى حصول هذا التمكين، وفيما يلي أمثلة تبرهن على ذلك:

أنواع التمكين

مقومات التمكين

  1. الأخذ بالأسباب الممكنة.
  2. ثم تفويض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى مع كامل الثقة به جل وعلا46.

    ومن ثم فإن الأخذ بالأسباب جزء من التوكل على الله سبحانه وتعالى، وبتركه يصبح التوكل تواكلًا، والتواكل مذموم، كما أشار إلى ذلك الخليفة الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما قال لأبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه: «أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديًا له عدوتان، إحداهما خصبة والأخرى جدبة، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله!»47.

    ويستفاد من كلام عمر رضي الله عنه، ضرورة الأخذ بالأسباب، مع العلم أن الأخذ بالأسباب من القضاء والقدر.

    ولقد علمنا ربنا جل وعلا ضرورة الأخذ بالأسباب، ونجد ذلك جليًا في قوله تعالى لمريم عليها السلام: ( ﯿ ) [مريم: ٢٥].

    والله سبحانه وتعالى قادر على أن يسقط الرطب دون أن تقوم الصديقة مريم عليها السلام بهز النخلة، كما أنه جل وعلا علمنا أيضًا ألا نستهين بالأخذ بالأسباب وإن بدا لنا أنه لا تجدي نفعًا، فمن المعلوم أن المرأة النفساء لا تقوى على هز جذع النخلة، فضلًا عن أن يتسبب ذلك الهز في إسقاط الرطب، فذلك يحتاج إلى جهد يفوق ما تقوى عليه النفساء، ومع ذلك فإن الله سبحانه وتعالى أمرها بالهز، كما علمنا جل شأنه كذلك أن فاعلية الأسباب التي أمرنا بالأخذ بها مرهونة بمشيئته جل وعلا، فهو المسبب للأسباب، والقادر على تعطيلها، ويفهم ذلك من قوله تعالى خلال سرد قصة إبراهيم عليه السلام: ( ) [الأنبياء: ٦٨- ٦٩].

    كما علمنا أنه سبحانه لو أراد أن يجعل ما لم تجر العادة بكونه سببًا لجعل منه سببًا لما أراد أن يكون سببًا له، فهذه العصا التي سأل الله سبحانه وتعالى موسى عنها فرد عليه قائلًا: ( ﭿ ) [طه: ١٨].

    فذكر موسى عليه السلام الأسباب التي اتخذ العصا من أجلها ولم يكن من ضمنها فلق البحر، ومع ذلك جعلها الله سبحانه وتعالى سببًا لفلق البحر، وأنقذ المؤمنين من فرعون وجنوده.

    قال تعالى: ( ) [الشعراء: ٦٣-٦٦].

    هذا بالإضافة جعلها سببًا لتحقيق أمور أخرى لا تحققها العصا بالعادة، كما علمنا ربنا -جل وعلا- أنه واهب الأسباب، وأنه ما على العبد إلا أن يكون صاحب إرادة لتوظيف هذه الأسباب فيما يرضيه سبحانه يدل على ذلك:

    قوله تعالى: ( ﭿ ﮋﮌ ) [البقرة: ٢٥٨].

    وقوله تعالى عن الرجل الصالح الذي سار معه موسى عليه السلام 48: ( ) [الكهف: ٦٥].

    وقوله تعالى عن ذي القرنين: ( ) [الكهف: ٨٤].

    والمفهوم من تلك الآيات وغيرها أن الله سبحانه وتعالى هو واهب الملك، والعلم، والقدرة، وسائر الأسباب، وقد فقه أهل الصلاح ذلك كله لذلك: ( ﯿ ) [المائدة: ٢٣].

    والرجلان هما من أهل الصلاح ممن كانوا على دين موسى عليه السلام 49.

    ولذلك أيضًا رفع رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء قبيل غزوة بدر حتى ظهر بياض إبطه الشريف راجيًا ربه أن ينجز له ما وعده من النصر50، مستخدمًا بذلك أقوى الأسباب فاعلية في جلب المصالح ودفع المضار، ألا وهو سلاح الدعاء الخالص لله سبحانه وتعالى51، فنصره الله سبحانه وتعالى، ومن معه من المؤمنين، ولذا أيضًا حفر الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين الخندق بأظفارهم وبما توفر لديهم من وسائل يسيرة، مصدقين بذلك قوله تعالى: ( ) [الأنفال: ٦٠].

    فأيدهم الله سبحانه وتعالى ونصرهم على الأحزاب52، ولذلك أيضًا حافظ المسلمون على سنة السواك في معاركهم، فكان ذلك سببًا من أسباب نصرهم على أعدائهم أصحاب القوة والبأس53، والتاريخ حافل بدلائل التمكين الإلهي للمؤمنين الآخذين بكل ما توفر لديهم من أسباب النصر والعزة والغلبة.

    رابعًا: العلم:

    معلوم أن من أحد أهم عوامل تحقيق التمكين في الأرض هو العلم، لاسيما وأنه السبيل إلى الرفعة والهيمنة، وتبيانًا لذلك يقول ربنا جل وعلا: ( ) [المجادلة: ١١].

    وقد ربطت الآية الكريمة بين الإيمان وطلب العلم، وذلك الربط يأتي في إطار الإشارة إلى أن طلب العلم يؤتي ثماره الطيبة إذا كان طالب العلم مؤمنًا، فالإيمان هو الضابط لطالب العلم، فلا يوظف علمه إلا بما يرضي الله سبحانه وتعالى، كما يعود بالنفع على البشرية54.

    ومما يبرز الدور الهام لطالب العلم في تحقيق التمكين في الأرض هو المضمون الذي اشتملت عليه آيات القرآن الكريم، فالله سبحانه وتعالى وعد المؤمنين الصادقين بأن يستخلفهم ويمكن لهم دينهم.

    قال تعالى: ( ﭿ ﮋﮌ ) [النور: ٥٥].

    والدين الذي يرتضيه ربنا جل وعلا هو الإسلام.

    قال تعالى: ( ) [آل عمران: ٨٥].

    والإسلام هو الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم والأنبياء جميعًا، وإن أول ما أوحى به الله سبحانه وتعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم من القرآن هو الأمر بالقراءة.

    قال تعالى: ( ﭿ) [العلق: ١].

    والقراءة تعد من أهم وسائل طلب العلم، ومن ثم فلا تمكين إلا بإقامة الدين، ولا دين غير الإسلام، وقد بدأ الإسلام بالدعوة إلى طلب العلم.

    قال تعالى: ( ) [يوسف: ٦٨].

    هذه الآية هي ثناء من الله سبحانه وتعالى على نبيه يعقوب عليه السلام لما حصل من العلوم، وبالنظر في نصوص القرآن نجد أن يعقوب عليه السلام قد وظف علمه خلال نصحه لأبنائه، فهذا يوسف عليه السلام يروي لأبيه يعقوب الرؤية التي رآها في منامه، فنصحه أبوه ألا يقص رؤيته لإخوته فيكيدوا له.

    قال تعالى: ( ) [يوسف: ٤ - ٥].

    فيعقوب عليه السلام علم من خلال سماعه الرؤيا أمرين:

    الأول: تأويل الرؤيا.

    الثاني: الأثر السلبي الذي قد تتركه الرؤيا على إخوة يوسف عليه السلام إذا سمعوا بها، فكانت نصيحته لولده يوسف عليه السلام تهدف إلى المحافظة على بقاء اللحمة بين أولا ده، وهذا يؤدي إلى حصول التمكين.

    وفي موقف آخر ينصح أبناءه عندما أرادوا الخروج من عنده، والتوجه إلى مصر قائلًا لهم: ( ) [يوسف: ٦٧].

    وذلك خوفًا عليهم من العين55، ومما لا شك فيه أن نصيحته هذه تدل على علمه بالضرر الذي قد يسبب فيه دخولهم من باب واحد، وتجنب الضرر يؤدي إلى حصول التمكين.

    وقال تعالى: ( ) [سبأ: ١١].

    يأمر الله سبحانه وتعالى نبيه داود عليه السلام في هذه الآية أن يتقن صنعة الحدادة، وذلك من خلال قوله: ( )، أي: تمهل وترو في السرد كي تحكمه56، وإتقان الصنعة يؤدي إلى حصول التمكين.

    وقال تعالى: ( ) [المائدة: ٤].

    يقول الزمخشري: «وانتصاب () على الحال من ()، فإن قلت: ما فائدة هذه الحال وقد استغنى عنها ب () ؟

    قلت: فائدتها أن يكون من يعلم الجوارح تحريرًا في علمه مدربًا فيه، موصوفًا بالتكليب () حال ثانية أو استئناف، وفيه فائدة جليلة وهي أن على كل آخذ علمًا أن لا يأخذه إلا من أقتل أهله علمًا، وأنحرهم دراية، وأغوصهم على لطائفه وحقائقه، وإن احتاج إلى أن يضرب إليه أكباد الإبل»57.

    وإتقان المهارات يؤدي إلى حصول التمكين.

    خامسًا: القوة:

    جرت سنة الله سبحانه وتعالى أن يهيئ لمن أراد التمكين لهم الوسائل التي يستطيعون من خلالها الحصول على التمكين، وذلك يعني أنه لابد للذي يسعى للحصول على التمكين في الأرض أن يكون صاحب بضاعة تعينه على تحقيق ما يسعى للحصول عليه، وإن أهم ما تحويه تلك البضاعة هو عنصر القوة، وأهمية هذا العنصر تكمن في أنه الوسيلة التي تتم من خلالها عمليتي الحصول، والمحافظة على التمكين، وتنقسم هذه القوة إلى قسمين هما:

    • القوة المادية: فهي تتمثل في قوة الجسد، وكثرة العدد والعدد.
    • القوة المعنوية: فهي تتمثل في رجاحة العقل، وشجاعة القلب.

      الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يهب التمكين لأحد أعطاه القوة.

      قال تعالى: ( ) [البقرة: ٢٤٧].

      والملاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى قد جمع لطالوت بين القوة المادية الجسدية، والقوة المعنوية العلمية، بحيث أنه فاق بما آتاه الله سبحانه وتعالى من القوة أهل زمانه، فكان أهلًا لاختياره ملكًا58.

      وقد قدم الله سبحانه وتعالى قوة العلم على قوة الجسم لبيان أنه لابد من تقديم القوى العقلية على القوى المادية عند استخدام القوة؛ وذلك لتوجيه الطاقات في الاتجاه الصحيح، وعدم تدبيرها وإحسان استثمارها، وفي قصة ملكة سبأ التي أرسل الله إليها سليمان عليه السلام رسالة يدعوها فيها وقومها للإسلام، فاستشارت رؤوس دولتها، فردوا عليها ما مفاده أنهم جاهزون للمواجهة العسكرية ( ) [النمل: ٣٣].

      فردت عليهم ردًا يبين رجاحة عقلها، قال تعالى: ( ﯿ ) [النمل: ٣٤ - ٣٥].

      وهذا الرد من الملكة يبرز أن تغليب العقل على امتلاك القوة المادية من شأنه أن يحقن الدماء، ويحفظ الممتلكات، ويبقي على السيادة.

      وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بالسعي بكل جهد للحصول على أسباب القوة؛ بغية الحصول على التمكين.

      قال تعالى: ( ) [الأنفال: ٦٠].

      وقد دل الله سبحانه وتعالى عباده على أهم الأسباب التي يؤتي الله سبحانه وتعالى عباده من خلاله وهو الاستغفار.

      قال تعالى: ( ﯿ ) [هود: ٥٢].

      وفي مقابل ذلك حذر من الوقوع في الآثام والمخالفات التي من شأنها تدمير القوة مهما بلغت، وإزالة التمكين.

      قال تعالى مخاطبًا الكفرة الفجرة: ( ﮋﮌ ) [الروم: ٩].

      سادسًا: الأمانة:

      جعل الله سبحانه وتعالى الحصول على التمكين أمانة في أعناق المؤمنين، والشواهد على ذلك في القرآن عديدة، منها:

      قوله تعالى: ( ) [مريم: ١٢].

      في هذه الآية يأمر ربنا سبحانه يحيى عليه السلام بأن يعرف أحكام الله، وأن يحكم بها وهو صغير59.

      وقوله تعالى: ( ) [النساء: ١٠٥].

      في هذه الآية يكلف الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يقضي بين الناس بما علمه من أحكام الدين60.

      وقوله تعالى: ( ) [التوبة: ٥].

      وفي هذه الآية يأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يقاتلوا المشركين الناكثين عهودهم مع المسلمين وحبسهم ومحاصرتهم ومطاردتهم، وعدم التسامح معهم إلا في حال توبتهم، وإيمانهم بالله سبحانه وتعالى، وأدائهم حقوق الله سبحانه وتعالى عليهم61.

      ومما سبق يمكن القول بأن الله سبحانه وتعالى استأمن يحيى عليه السلام على الحكم بالكتاب الذي أنزله ليكون هدى للناس، واستأمن محمدًا صلى الله عليه وسلم للقضاء بين الناس بموجب أحكام القرآن، واستأمن المسلمين على المحافظة على بلاد المسلمين وتطهيرها من الفجار، وذلك كله يعني أن الله سبحانه وتعالى استأمن عباده على المحافظة على الإسلام، وتطبيق أحكامه في الأرض من خلال بسط المسلمين سيطرتهم على الأرض وتمكنهم منها.

      وقد ذم الله سبحانه وتعالى الذين فرطوا في المحافظة على أمانة التمكين.

      قال تعالى: ( ﮋﮌ ) [الجمعة: ٥].

      والمعنى أن الله سبحانه وتعالى قد استأمن اليهود والنصارى على حمل التوراة والعمل بموجب أحكامها، والإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم، ولكنهم خانوا هذه الأمانة فهم بذلك كالحمار الذي يحمل الكتب التي تحتوي على العلوم الكثيرة، ولكنه لا يعي منها شيئًا62.

      وحتى يتجنب أتباع محمد صلى الله عليه وسلم تلك المذمة لابد لهم من المحافظة على أعظم أمانة استحفظ الله سبحانه وتعالى عليها الإنسان، وهي أمانة الدين.

      قال تعالى: ( ) [الأحزاب: ٧٢].

      ومسئولية الحفاظ على هذه الأمانة العظيمة وإن كانت تقع على عاتق المسلمين جميعًا، إلا أن الجزء الأكبر من هذه المسئولية إنما تقع على العلماء وأولي الأمر من المسلمين، وقد أعانهم الله سبحانه وتعالى على تحمل هذه المسئولية من خلال توجيه الأمر لعامة المسلمين بطاعة أولي أمرهم وعلمائهم.

      قال تعالى: ( ﯿ ) [النساء: ٥٩].

      وقال أيضًا: ( ) [النساء: ٨٣].

      والمقصود بالذين يستنبطونه هم: العلماء النحارير63، وقد أعانهم أيضًا من خلال الحث على طلب العلم الشرعي؛ بغية نشره بين الناس.

      قال تعالى: ( ) [التوبة: ١٢٢].

      ومما يدل على أن المسئولية الكبرى في حفظ أمانة الدين تقع على عاتق العلماء والقادة قوله تعالى: ( ) [المائدة: ٦٣].

      والربانيون هم الولاة والأحبار هم العلماء64.

      ومما يدل على مشاركة عامة الناس للقادة والعلماء في مسئولية حفظ أمانة الدين: ذمه سبحانه وتعالى اليهود والنصارى طاعة علمائهم في معصية الله سبحانه وتعالى والإيغال في ذلك.

      قال تعالى: ( ) [التوبة: ٣١].

      فعلى العلماء والقادة تقع أمانة التبليغ والتطبيق لأحكام الدين، وعلى العامة الطاعة في غير معصية الله سبحانه وتعالى.

      ولا يعني التخصيص لأمانة حفظ الدين بالذكر أن المحافظة على باقي الأمانات أمر ثانوي لحصول التمكين، وإنما كان الاختيار لأمانة حفظ الدين لأمرين مهمين:

      الأول: أن الحفاظ على هذه الأمانة هو الأساس لحصول التمكين، يفهم ذلك من تركيز القرآن على الدعوة لحفظ هذه الأمانة العظيمة.

      الثاني: أن المحافظة على هذه الأمانة باعث للحفاظ على باقي الأمانات التي هي فرع، ولا انفصال بين الأصل والفرع كما هو معلوم، وبهذا الفهم الدقيق مكن الله سبحانه وتعالى للصالحين في الأرض، ومن الأمثلة على ذلك:

      قال تعالى: ( ﭿ ﮅﮆ ﮋﮌ ) [ص: ٣٠-٣٣].

      هذا نبي الله سليمان عليه السلام يشغله حب الخيل وبهاء منظرها عن الصلاة، فيغضب لذلك، ويدرك خطورة الانشغال بمتاع الدنيا عن حفظ أمانة الدين، فيقوم بعقر تلك الخيل65.

      وهذا هو الأساس الذي مكن الله سبحانه وتعالى به لسليمان عليه السلام.

      ولما ارتد أناس عن الإسلام بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بتركهم للزكاة أمر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بتحريك الجيوش وقتال المرتدين؛ وذلك ليقينه بضرورة حفظ أمانة الدين من أجل بقاء التمكين للمسلمين66.

      وقد سار المسلمون الأوائل على هذا النهج القويم، وحافظوا على الأمانات التي استحفظ الله سبحانه وتعالى عباده عليها، متأولين بذلك قوله تعالى: ( ) [النساء: ٥٨].

      فأمكن الله سبحانه وتعالى لهم حتى وصلت فتوحات المسلمين الصين شرقًا، والمحيط الأطلسي غربًا67.

      سابعًا: العدل:

      يمثل العدل أحد أهم الركائز التي يستند إليها للحصول على التمكين مع ضمان بقائه واستمراره، وإن من أهم الدلالات على ذلك أن الله سبحانه وتعالى أمر بالعدل وجعله من جوامع الخير.

      قال تعالى: ( ﭿ ) [النحل: ٩٠].

      كما أنه سبحانه وتعالى نهى عن الجور، وذلك كما جاء في الحديث عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روي عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا...)68.

      والعدل مما أوصى به ربنا جل وعلا في كتابه العزيز.

      قال تعالى: ( ) [المائدة: ٨].

      والعدل كما هو مفهوم من هذه الآية لابد له من أن يكون بعيدًا عن حظوظ النفس، فلا تؤدي العداوة لقوم إلى عدم إنصافهم69.

      ومما يعلل كون صفة العدل أحد أهم سبل الوصول إلى حالة التمكين أنه لا أحد من الخلق يقبل وقوع الهضم والحيف عليه، ومن ثم فإن النفوس تكره كل ظالم وبالذات إذا كان في موقع النفوذ والسلطان؛ لأن ظلمه يكون أشد وفرص معاقبته تكون محدودة إن لم تكن معدومة، والعكس صحيح، وهذا يعني أنه لابد لمن أراد التمكين في الأرض أن يتصف بالعدل؛ حتى ينال محبة الناس وثقتهم، فيحصل بذلك على ما أراد.

      وقد أيقن المسلمون الأوائل أهمية العدل في حصول التمكين فحافظوا عليه، فحفظ الله سبحانه وتعالى عليهم ملكهم، ويسر لهم فتح البلاد، وحبب منهم العباد، ومن الشواهد على عدل الخلفاء الراشدين ما كان يوصي به عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلًا: «إني لم أسلطكم على دماء المسلمين، ولا على أموالهم، ولكني بعثتكم تقيموا بهم الصلاة، وتحكموا بينهم بالعدل»70، وغير ذلك من الشواهد كثير.

      ثامنًا: التعاون:

      العباد مأمورون من الله سبحانه وتعالى بأن يكونوا متعاونين متآزرين في الحق، يدل على ذلك قوله تعالى: ( ) [المائدة: ٢].

      والبر هو ما أمر الله سبحانه وتعالى به، والتقوى هو اجتناب ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه71.

      ومن أبرز ما دعا الإسلام للتعاون من أجل تحقيقه هو الحصول على التمكين، أشار إلى ذلك قوله تعالى: ( ) [الصف: ٤].

      وهذه دعوة من الله سبحانه وتعالى للمسلمين بالتضامن مع بعضهم البعض لنصرة دين الله سبحانه وتعالى وإعلاء كلمته72.

      ومن المعلوم أن الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى هو الطريق إلى تمكين المسلمين في الأرض يؤيد دعوة التناسب بين دعوة المسلمين إلى رص صفوف المجاهدين في سبيل الله سبحانه وتعالى وبين نهي المسلمين عن موالاة الكافرين قبل تلك الدعوة.

      فقد قال سبحانه وتعالى في آخر آية من سورة الممتحنة: ( ﭿ ﮋﮌ) [الممتحنة: ١٣].

      ثم قال تعالى في أول سورة الصف التي تلي سورة الممتحنة مباشرة: ( ) [الصف: ٤].

      يقول المراغي عن مطلع سورة الصف: «ومناسبتها لما قبلها أنها اشتملت على الحث على الجهاد والترغيب فيه، وفي ذلك تأكيد المنهي الذي تضمنته السورة السابقة من اتخاذ الكفار أولياء من دون المؤمنين»73.

      وطلب المعونة من الغير ممن تجوز الاستعانة بهم في سبيل تحقيق التمكين للمسلمين في الأرض أمر مطلوب، وأولى من يستعان به لذلك هو الله سبحانه وتعالى.

      قال تعالى: ( ) [الأعراف: ١٢٧- ١٢٨].

      كما أنه يستعان بأسباب القوة المختلفة من أجل تحقيق التمكين.

      قال تعالى: ( ﯿ ) [الكهف: ٩٤- ٩٥].

      فذي القرنين طلب المعونة من أجل بناء السد على الرغم من أنه صاحب قوة.

      وتاريخ المسلمين يشهد بأنهم طلبوا العون في سبيل تحقيق التمكين، ومن ذلك ما حصل في غزوة الأحزاب حيث استعان الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحابي الجليل نعيم بن مسعود الغطفاني رضي الله عنه من أجل تفريق كلمة الأحزاب74. وغير ذلك من الشواهد كثير.

    أهداف التمكين

    • تحدث القرآن الكريم عن أهداف التمكين وسوف نبينها فيما يأتي:

      أولًا :إقامة شعائر الدين:

      خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وأوكل إليه مهمة الاستخلاف، وهذه المهمة تشمل أمرين أساسيين، هما:

    1. عبادة الله سبحانه وتعالى على الوجه الذي يرضيه جل وعلا.
    2. الإصلاح والتعمير في الأرض.

      دل على ذلك قوله تعالى: ( ) [البقرة: ٣٠].

      فرد الملائكة لما أخبرها ربها جل وعلا أنه سيجعل في الأرض خليفة بقولهم: ( )، دل على أن الاستخلاف يلزم منه الإصلاح والتعمير، وقولهم: ( )، دل على أن الاستخلاف يلزم منه العبودية لله سبحانه وتعالى 75.

      مما سبق يتبين أن مهمة الخلافة هي مهمة حساسة؛ لكونها شديدة التأثر بما يحيطها من العوامل، وأبرز تلك العوامل هو عامل التمكين، فليس لأحد أن يقوم بمهام الاستخلاف في الأرض إلا إذا كان ممكنًا فيها، ويجب على المؤمنين بمجرد أن يمكن الله سبحانه وتعالى لهم في الأرض أن يسعوا بكل جهد إلى تحقيق مهام الاستخلاف التي أسندها الله سبحانه وتعالى إليهم، وأولى هذه المهام هي مهمة العبادة لله سبحانه وتعالى وحده، وإقامة شعائر دينه.

      قال تعالى: ( ﮋﮌ ) [الحج: ٤١].

      وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون وفي مقدمة المؤمنين الخلفاء الراشدون رضي الله عنهم 76، ومما يشهد بذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما قدم المدينة المنورة قام ببناء المسجد الذي يعتبر المقر الرئيس لإقامة شعائر الدين.

      كما حرص الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم على السير على ذات الدرب الذي سار عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فكان في عهدهم أن جمع القرآن ونقط وشكل، وحورب المرتدون، وفتح بيت المقدس، وعلا دين الله سبحانه وتعالى على ما سواه77.

      ثانيًا: عمارة الأرض:

      الإسلام هو دين التعمير والبناء والإصلاح في الأرض، وقد أوجب الله سبحانه وتعالى على المؤمنين أن يعمروا في الأرض، دل على ذلك قوله تعالى: ( ) [التوبة: ١٨].

      والعمارة هنا نوعان:

      الأول: معنوية بالصلاة والاعتكاف والذكر في هذه المساجد.

      الثاني: مادية بالبناء والتشييد والتوسيع بهذه المساجد78.

      ودل على وجوب الإصلاح والتعمير في الأرض قوله صلى الله عليه وسلم: (طلب العلم فريضة على كل مسلم)79.

      والمقصود بالعلم هو كل علم نافع سواءً أكان علمًا دينيًا أو دنيويًا، وكما أن علوم الدين تدعو إلى توظيف الإمكانات للبناء والتعمير، فإن علوم الدنيا تشرف مباشرة على ذلك البناء والتعمير.

    أسباب زوال التمكين

    1. وضح القرآن الكريم أسباب زوال التمكين، وسوف نتناولها بالبيان فيما يلي:

      أولًا: الكفر:

      الكفر بأقسامه وأنواعه يؤدي إلى زوال التمكين، يؤيد ذلك قال تعالى: ( ﯵﯶ ﭕﭖ ﭸﭹ ﭿ ) [الدخان: ١٧-٢٧].

      فهذه الآيات تتحدث عن فرعون وملئه، وعن عاقبة إفسادهم في الأرض، حيث أغرقهم في البحر بعد أن كانوا أهل سيادة في الأرض80.

      ثانيًا: الظلم:

      الظلم بأنواعه سبب من أسباب زوال التمكين، يؤيد ذلك قوله تعالى: ( ﯼﯽ ﯿ ﭖﭗ ﭡﭢ ﭬﭭ ﭶﭷ ﭿ ﮆﮇ ) [هود: ٩٦-١٠١].

      فهذه الآيات تتحدث عن إهلاك الله سبحانه وتعالى لقوم موسى عليه السلام بسبب ظلمهم أنفسهم بالكفر والمعاصي81.

      ثالثًا: كفران النعمة:

      مما لا شك فيه أن إنكار ونسيان النعم التي من الله سبحانه وتعالى بها على عباده من أعظم الأسباب التي تؤدي إلى زوال تلك النعم، ولما كانت نعمة التمكين من أعظم ما يمن به الله سبحانه وتعالى على عباده كان إهمالها ونكرانها أحد أعظم الأسباب التي تؤدي إلى زوال تلك النعمة والحرمان منها.

      ومما يؤيد ذلك قوله تعالى: ( ) [النحل: ١١٢].

      وهذا مثل ضربه الله سبحانه وتعالى لمن يكون في رغد من العيش وسعة، ثم يكفر بما أنعم الله سبحانه وتعالى به عليه لتكون عاقبته الحرمان من تلك النعم82.

      ونظرًا لخطورة كفران النعمة فقد حذر الله سبحانه وتعالى عباده من الانجرار وراء رغبات نفوسهم التي تأمرهم بالجحود والنكران.

      قال تعالى: ( ) [العاديات: ٦].

      () هو الكفور83 الذي يذكر المصائب، وينسى النعم84.

      وقد أكد الحق جل وعلا بالمؤكدات الثلاث: القسم، وإن، واللام؛ للمبالغة في تحذير الإنسان من كفران النعمة الذي ينجم عن الانصياع للنفس التي تنسى ما أنعم الله سبحانه وتعالى به عليها، وتذكر ما ابتلاها به فقط، ومن ثم يكون من الواجب على العبد أن يؤدب نفسه، ويذكرها بوافر نعم الله سبحانه وتعالى كلما حرضته على جحود تلك النعم العظيمة، والتي في مقدمتها نعمة التمكين.

      رابعًا: ارتكاب الذنوب:

      وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الصالحين المداومين على فعل الطاعات بالغلبة والتمكين في الأرض، فقال تعالى: ( ﭿ ﮅﮆ ﮋﮌ )[النور: ٥٥].

      ويفهم من هذا الوعد الإلهي بالمخالفة أن الكفر بالله وإتيان الذنوب يؤديان إلى زوال التمكين.

      ومما يؤيد ذلك قوله تعالى: ( )[الطلاق: ٨- ٩].

      والعتو عن أمر الله سبحانه وتعالى إنما يكون بمعصيته وارتكاب الذنوب85.

      لذلك فإنه من الواجب على العباد أن يحذروا من الوقوع في الذنوب؛ لئلا تزول عنهم نعمة التمكين.

      موضوعات ذات صلة:

      الخلافة، النجاة، النصر


1 انظر: مختار الصحاح، الرازي ص٢٧٩، المصباح المنير، الفيومي ٢/٥٧٧، المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية ٢/٨٨١.

2 انظر: الفروق اللغوية، العسكري ص١١١، شمس العلوم، نشوان الحميري ٩/٦٣٦١.

3 انظر: لباب التأويل، الخازن ٢/٥٣٦.

4 انظر: تفسير ابن عرفة، ١/٣٥٨.

5 تفسير الإمام الشافعي ٢/٩٧٨.

6 انظر: المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، محمد فؤاد عبد الباقي، ص٦٧٢.

7 انظر: عمدة الحفاظ، السمين الحلبي ٤/١٠٤.

8 انظر: التعريفات، الجرجاني ص٦٦.

9 تفسير القرآن العظيم، ابن كثير ٥/ ١٨٩.

10 مقاييس اللغة، ابن فارس ٥/ ٤٣٥.

11 المفردات، الراغب ص٨٠٨، الفروق اللغوية، العسكري ص١٨٩، الكليات، الكفوي ص ٩٠٩.

12 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٤/٣٨٨.

13 المفردات، ص٦١١.

14 انظر: تفسير القرآن، السمعاني ٤/١٩٥.

15 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٢/٢١٠.

16 غرائب القرآن، النيسابوري، ١/٣٩٥.

17 انظر: مفاتيح الغيب، الرازي ١٣/١٥٦.

18 انظر: مقاييس اللغة، ابن فارس ٤/٣٨.

19 انظر: الجامع لأحكام القرآن، القرطبي ١٨/١٢٩.

20 مباحث في التفسير الموضوعي، مصطفى مسلم ص٢١٦.

21 انظر: أنوار التنزيل، البيضاوي ٣/٢٠١.

22 الوسيط، الزحيلي ٢/١٠٩٨.

23 انظر: معالم التنزيل، البغوي ٤/٢١٧.

24 انظر: العذب النمير، الشنقيطي ٤/٢٧٧.

25 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة، ٣/١٣٨٣، رقم ١٧٦٣.

26 انظر: السيرة النبوية، كما جاءت في الأحاديث الصحيحة، محمد الصوباني ٣/٩٤.

27 انظر: دلائل النبوة، البيهقي، ٤/١٦٠.

28 تفسير الشعراوي ١١/٦٨٩٩.

29 المصدر السابق ١١/٧٠٠١.

30 التيسير في أحاديث التفسير ٣/١٨٨.

31 انظر: تفسير الشعراوي ١١/٦٨٩٩.

32 فقه النصر والتمكين ص٧.

33 تفسير المراغي، ١٦/١٦.

34 انظر: مدارك التنزيل، النسفي ٣/٦٠٧.

35 جامع البيان ١١/٢٦٣.

36 الوجيز ص٣٤٥.

37 إرشاد العقل السليم ٣/٢١٤.

38 تفسير مقاتل بن سليمان ٣/١٣٠.

39 انظر: فتح البيان، القنوجي ٩/٥٨.

40 الإصابة في الذب عن الصحابة رضي الله عنه ص١١٩.

41 انظر: نور الإيمان وظلمات النفاق، الدكتور سعيد القحطاني ص٢٣.

42 انظر: التفسير الواضح، محمد حجازي ١/٢٦٦.

43 انظر: لباب التأويل، الخازن ٣/٢٩.

44 أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب أحاديث الأنبياء، باب حديث الغار، ٤/١٧٥، رقم ٣٤٧٥.

45 انظر: التفسير الواضح، محمد حجازي ٢/٢٤٨.

46 انظر: جهود الشيخ محمد الشنقيطي في تقرير عقيدة السلف، عبد العزيز الطوبان ١/١٦٣.

47 انظر: المصدر السابق ١/١٦٣.

48 انظر: لباب التأويل، الخازن ١/١٩٢.

49 انظر: جامع البيان، الطبري ١٠/١٨٢.

50 انظر: مغازي الواقدي، ١/٦٧.

51 انظر: شرح العقيدة الطحاوية، ابن أبي العز الحنفي ص٤٦٦.

52 انظر: دلائل النبوة، البيهقي ٣/٣٩٩.

53 انظر: تفسير الشعراوي، ١٩/١٩٨٧.

54 انظر: الهداية إلى بلوغ النهاية، مكي بن أبي طالب ١١/٧٣٦٦.

55 انظر: التفسير البسيط، الواحدي ١٢/١٧٣.

56 معجم وتفسير لغوي كلمات القرآن، حسن الجمل ٣/٣١٨.

57 الكشاف، الزمخشري ١/٦٠٦.

58 انظر: جامع البيان، الطبري ٥/٣١٣.

59 انظر: المصدر السابق ص٤٩٠.

60 انظر: جامع البيان، الطبري ٩/١٧٥.

61 انظر: لباب التأويل، الخازن ٢/٣٣٧.

62 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٣٧٧.

63 انظر: لباب التأويل، الخازن ١/٤٠٣.

64 انظر: جامع البيان، الطبري ٦/٥٤٣.

65 انظر: الدر المنثور، السيوطي ٧/١٧٧.

66 انظر: حياة محمد صلى الله عليه وسلم، محمد حسين هيكل ص٣٣٢.

67 انظر: مباحث في إعجاز القرآن، مصطفى مسلم ص٢٨٠.

68 أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظلم، ٤/١٩٩٤، رقم ٢٥٧٧.

69 انظر: أيسر التفاسير، الجزائري ١/٦٠٢.

70 شعب الإيمان، البيهقي، ٩/٤٩٣، رقم ٧٠٠٩.

71 انظر: تأويلات أهل السنة، الماتردي ٣/٤٢٣، لطائف الإشارات، القشيري ١/٣٩٨.

72 انظر: في ظلال القرآن، سيد قطب ٦/٣٥٥٢.

73 تفسير المراغي ٢٨/٧٩.

74 انظر: معارج القبول، حافظ الحكمي ٢/٥٦٥.

75 انظر: جامع البيان، الطبري ١/٤٧٩، التفسير البسيط، الواحدي ١/١٩٤.

76 انظر: مدارك التنزيل، النسفي ٢/٤٤٤.

77 انظر: ثلاثية البردة بردة الرسول صلى الله عليه وسلم، حسن حسين ص١٢٩.

78 انظر: النكت والعيون، الماوردي ٢/٣٤٧.

79 أخرجه ابن ماجه في سننه، في المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، ١/١٠١، رقم ٢٢٤.

والحديث صححه الألباني في صحيح الجامع، رقم ٣٩١٣.

80 انظر: لباب التأويل، الخازن ٤/١١٨.

81 انظر: التفسير البسيط، الواحدي ١١/٥٤٦.

82 انظر: زهرة التفاسير، أبو زهرة ٨/٤٢٨٤.

83 انظر: تفسير التستري، ١/٢٠٣.

84 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٤/٥٨٥.

85 انظر: جامع البيان، الطبري ٢٣/٤٦٩.